رأي الوطن: نحو توطين المزيد من الصناعات
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
تتنافس دوَل العالَم على توطين الصِّناعات المختلفة في مُدُنها الصناعيَّة ومناطقها الحُرَّة والاقتصاديَّة، حيث تعمل تلك الدوَل على توجيه الدَّعم الكامل للقِطاع الخاصِّ بهدف توطين العديد من الصِّناعات الكبرى والمتوسِّطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والعمل على اكتساب أحدث التقنيَّات الصناعيَّة؛ إدراكًا مِنْها بالدَّور الذي تؤدِّيه الصِّناعة في تحقيق التنمية الاقتصاديَّة؛ كونها المُحرِّك الأساسيَّ الذي يضْمَنُ الاستغلال الأمثل والأكثر كفاءة للموارد، وقدرتها الكبرى على خلق اقتصاد معرفيٍّ تنافسيٍّ يدعم التنوُّع الاقتصاديَّ المأمول، ويقوم بِدَوْر وذلك عَبْرَ تقديم الحوافز المطلوبة القادرة على تحسين مناخ الأعمال، ما يُسهم في إحداث التنمية الشاملة المستدامة، ويُحقِّق تقليلًا ملحوظًا في فاتورة تقليل الاستيراد، بما ينعكس على الاقتصاد الوطنيِّ.
وتمتلك رؤية «عُمان 2040» الطموحة مبادرات مميَّزة قادرة على جذب الاستثمارات الداخليَّة والخارجيَّة الجديدة، من شأنها أنْ تُحدِّثَ انطلاقة مميَّزة تعمل على تعظيم مشاركة القِطاع الخاصِّ في انطلاق قاطرة التنمية. لذا تعمل سلطنة عُمان على التوسُّع في استكشاف المزيد من المجالات الاقتصاديَّة المتنوِّعة لتوطين الصِّناعات بها، خصوصًا تلك المتعلِّقة بالمشروعات ذات الأولويَّة التي تمتلك البلاد فرصة تنافسيَّة كبيرة بها على المستوييْنِ الإقليميِّ والدوليِّ. فتعزيز عمليَّة توطين الصِّناعة بكُلِّ مُكوِّناتها ونقل التقنيَّات الحديثة باتَ ضرورة وطنيَّة تفرضها التنافسيَّة العالميَّة، والعمل بالتوازي مع تدريب الكوادر البَشَريَّة على أعمال التصنيع والصيانة؛ لتوفير المزيد من فرص العمل ودعم الاقتصاد، وكذلك التوسُّع في استكشاف المزيد من المجالات لتوطين الصِّناعات بها.
وتأكيدًا على هذا التوجُّه الوطنيِّ فقَدْ حقَّقت مدينة سمائل الصناعيَّة، التَّابعة للمؤسَّسة العامَّة للمناطق الصناعيَّة «مدائن»، نُموًّا ملحوظًا في مؤشِّرات الأداء خلال النصف الأوَّل من عام 2023، حيث تمكَّنت من توقيع (15) عقدًا لتوطين مشروعات على مساحة 100 ألف متر مربَّع، وبحجم استثمار يصل إلى 13.5 مليون ريال عُماني، وهو رقم جيِّد يُحقِّق التنمية الصناعيَّة المطلوبة، خصوصًا مع تواصل تنفيذ مجموعة من المشروعات الحيويَّة في المدينة الصناعيَّة، ومن أبرزها مشروع مبنى فحص اللياقة الطبيَّة، ومواصلة تنفيذ مشروع الأعمال التكميليَّة للمدينة الصناعيَّة، والمُتضمِّن ازدواجيَّة الشارع المؤدِّي إلى المدينة وربطها بالخطِّ السَّريع، وكذلك ربط خزَّان الصَّرف الصحِّي للمرحلة الثانية بالمرحلة الأولى.
إنَّ الجهود المبذولة والتي استطاعت توطين (156) مشروعًا في المدينة الصناعيَّة، (94) مِنها في مرحلة الإنتاج، و(43) مشروعًا قَيْدَ الإنشاء، و(19) مشروعًا في مرحلة إعداد الخرائط، لِيبلغَ إجمالي حجم الاستثمار في هذه المشروعات (150) مليون ريال عُماني، تؤكِّد أنَّ مدينة سمائل الصناعيَّة وغيرها من المُدُن المنتشرة في طول البلاد وعرضها قادرة على جذب الاستثمارات المطلوبة، والتي تتمثل في قِطاعات صنع الألبان والعصائر، وصنع وتغليف منتجات التمور، وصنع حبوب الإفطار، وصنع وتكليس الدولوميت، وصنع عوازل تسرُّب المياه، وصنع قضبان وصفائح نحاسيَّة، وصنع الجص، وصنع الموصِّلات الكهربائيَّة، وغيرها من الصِّناعات القادرة على إحداث النقلة التنمويَّة المطلوبة والتي تُحقِّق القِيمة المحليَّة المضافة المرجوَّة، وتوفِّر المزيد من فرص العمل لأبناء المحافظة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المزید من مشروع ا
إقرأ أيضاً:
محمد بن زايد: للمعلم رسالة نبيلة في تنشئة الأجيال وصنع المستقبل الأفضل
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تغريدة على منصة «إكس»: «في اليوم العالمي للمعلمين نعبر عن تقديرنا للدور المحوري للمعلم في تحقيق أهداف العملية التعليمية، ورسالته النبيلة في تنشئة الأجيال على المعرفة والقيم الأصيلة والأخلاق الكريمة، وإسهامه الكبير في صنع المستقبل الأفضل الذي نريده لوطننا».