في حديث شيق دار بيني وبين الدكتور (صالح القرشي) الأستاذ بجامعة أبها وهو شقيق الأستاذ (خلف سرحان القرشي)، وكما هي عادة الأحاديث مع ذوي الفكر الراقي المستنير، أخذ حديثنا مناحٍ مختلفة أدبية وتربوية تعليمية وثقافية، كانت شرارتها معرض الكتاب الأخير في الرياض، وعتب كبير من الأستاذ الأديب خلف القرشي على إثر عدم دعوته، والذي طرحه في منشور على حسابه في منصة(إكس)، وأن ذلك تكرر ويتكرر معه دائماً ممّا جعله يتساءل عن السبب وراء هذا التجاهل! وهو تساؤل يستحق اهتمام الجهات المعنية، أثار الدكتور صالح تجاهل القائمين على بعض الفعاليات والمناشط الأدبية والعلمية، لشخصيات أثرَت الميدان، كلٌ في اختصاصه، وحقهم التقدير لجهودهم.
وفي عصر ذهبي، كعصرنا الحالي، عصر الرؤية، يعتبر هذا التجاهل ضدّ الرؤية التي رسمت خطوطاً عريضة لكل المجالات، ودقّقت في تفاصيل، من شأنها خدمة نجاح الرؤية، فهل يعلم أولئك الذين يتجاهلون القدرات والكفاءات عمداً أو بدون، هل يدركون فداحة ما يقومون به إن كانوا يعلمون أو لا يعلمون؟ ففي كلا الأمرين هم يشكِّلون عقبة كبيرة في طريق نجاح الرؤية في المجال الذي تصدروه. لماذا تتكرر الأسماء في بعض المحافل؟ أهي محبة خاصة لأسماء معينة؟ أم هو تفرد بالتميز لا يوازيه تميز آخر؟ لكن لا أعتقد أنها الثانية ذلك أن المملكة ما شاء
الله متميزة بتميز أبنائها وتنوع قدراتهم ومواهبهم فلو تم اختيار قائمة من المتميزين كل عام وفي كل مناسبة، لظلت القوائم متجدِّدة دائماً خاصة حين تشمل القوائم المبدعين من معلمين ومعلمات وطلبة وطالبات وجميع فئات المجتمع ذات الاسهامات المعلومة في محيطهم ، ثم انتقل الحديث بيننا لفئة
المتقاعدين والمتقاعدات في التعليم، وأبدى الدكتور صالح استياءه من نسيانهم أو تناسي خبراتهم وقدراتهم مثلهم مثل المتقاعدين في أي مجال آخر، كثير من المتقاعدين لازالت طاقاتهم وخبراتهم تفوق كثيراً بعضاً ممّن هم على رأس العمل، فلماذا لا يستفاد منهم ؟ هذا السؤال طرحه الدكتور صالح، وكما ذكر هو سؤال يردِِّده الكثيرون، فالمتقاعدون طاقات هائلة من العبث أن تهدر دون استفادة منها، وحق لهم على الجهات التي تقاعدوا منها، الاستفادة منهم، فغالبيتهم لديهم الاستعداد التام للمشاركة في البناء والعطاء من أجل الوطن، وغالبيتهم يحفظون الرؤية وأهدافها، كما يتمتعون بحس أدبي وثقافي وعلمي رفيع المستوى، وغالبيتهم متميزون في التقييم والنقد، وكثيراً ما تكون جلسة مع متقاعد، تعطي تحليلاً وخططاً، قد سبَّبت حيرة لبعض من هم على مكاتبهم، فبعض الناس عقولهم لا تشيخ، بل تزداد نضجاً وعمقاً، على عكس مفهوم البعض أن التقاعد هو النهاية! لابدّ أن تتحرر المفاهيم ممّا علق بها لسنوات مضت، فالأعمار بيد الله، ومن تعهد نفسه بكتاب الله، ثم سعة الاطلاع، ومتابعة أحداث الحياة، والتعمق النشط في مجال تخصصه، يبقى بفضل الله حياً معطاءً حتى يلقى ربه، ثم وصلنا في حديثنا إلى الثناء والشكر لمن استحقه، فشدَّد الدكتور صالح على أهمية الثناء لمن يستحق، وأن هذا حق له ، فيجب أن نقول للمجتهد أحسنت، ولمن يقدم خيرا شكراً، ثم نَذكرَه بالحسنى دائماً في حضوره وغيابه، فالكلمة الطيبة صدقة، وهذا لا يندرج تحت النفاق الاجتماعي كما يعتقد البعض، فمن لا يشكر للناس لا يشكر لله، وهنا حق للدكتور صالح أن أقول ( شكراً) على حديث كان ثرياً وذا شجون تطرقنا فيه لنقاط هامة ومفيدة، وشكراً لكل من نتجاذب معهم أطراف الحديث فنستفيد ونفيد من أبنائنا وبناتنا ، عائلاتنا ، أصدقائنا ، وكل من جمعتنا وإياهم جلسات عمل كسبنا فيها كماً لا يستهان به من المعلومات والخبرات، وخرجنا بإضافات أسعدتنا دون شك ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية:
الدکتور صالح
إقرأ أيضاً:
الظاهرة تودع أحد أبنائها المخلصين
ناصر بن حمد العبري
في مشهد مؤثر، ودعت محافظة الظاهرة أحد أبنائها المخلصين، سلطان بن سيف الصارخي، الذي ترك بصمة واضحة في مجالات عدة، خاصة في القطاع الصحي، فقد قضى الراحل سنوات طويلة في خدمة المجتمع، حيث كان مثالاً يحتذى به في التفاني والإخلاص.
سلطان الصارخي لم يكن مجرد موظف في المجال الصحي، بل كان رمزاً للإنسانية والعطاء، فقد أسهم بشكل كبير في تحسين الخدمات الصحية في المنطقة، وكرّس جهوده لتوعية المجتمع بأهمية الصحة العامة، لقد كان لديه القدرة على التواصل مع الجميع، مما جعله محبوباً بين زملائه والمراجعين على حد سواء.
إضافة إلى إنجازاته في المجال الصحي، كان الراحل من المؤسسين لفريق الظاهرة لتنمية المواهب، حيث عمل بلا كلل على دعم الشباب والمواهب المحلية. كان يؤمن بأهمية الاستثمار في الطاقات الشابة، ويسعى دائماً لتوفير الفرص لهم لتحقيق أحلامهم.
تحدث العديد من زملائه وأصدقائه عن صفاء قلبه ومحبة الناس له، مشيرين إلى أن أياديه البيضاء كانت دائماً تمتد لمساعدة المحتاجين. لقد ترك سلطان الصارخي إرثاً من الحب والعطاء، وسيظل اسمه محفوراً في قلوب من عرفوه.
في ختام هذه الكلمات، نيابة عن زملائي طاقم جريدة الرؤية نعبر عن خالص التعازي لعائلة الفقيد ولأهالي محافظة الظاهرة، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. إن فقدان سلطان هو خسارة كبيرة للمجتمع، ولكن ذكراه ستبقى حية في قلوب الجميع.
رابط مختصر