لجريدة عمان:
2025-01-16@17:01:35 GMT

المرأة كساردة للقصص الشعبية والتاريخية

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

* تعريف الطفل بالشخصيات التاريخية العُمانية يساعده على معرفة الأحداث المهمة

* ممارسة الكتابة ما هو إلا تدوينٌ لحاضرٍ سيكون ملكًا للأجيال القادمة

* على الكتّاب شحذ أقلامهم لإعادة كتابة التاريخ بطريقة تسهل على الأجيال فهمه

*****************************************************************************

كانت المرأة وما زالت حارسة للتراث والثقافة.

سواء من خلال تعليم أطفالها اللغة الأم أو من خلال الحفاظ على العادات والتقاليد داخل المنزل والمجتمع. وفي عالم متعدد الثقافات، وقفت المرأة رابطا بين الماضي والحاضر، من خلال أدوارها المتعددة كأم ومعلمة، مساهمة بذلك في نقل التراث الثقافي والتاريخ للأجيال الجديدة. وفي الحديث عن المرأة بصفتها كاتبة وساردة وحاملة للكثير من القصص الشعبية والتاريخية لترويها وتكتبها، بقت الهوية الثقافية حيّة في أذهان الأطفال والشباب. فكتابة القصص ليست مجرد نقل للمعلومات، بل هو نقل للهوية بكامل تفاصيلها لكن الكاتبة وحدها هي من تعرف كيف تفعل ذلك.

أكملت الكاتبة الدكتورة وفاء الشامسية الجزء الثاني من كتاب "شخصيات تاريخية" -والذي أعدته دائرة المواطنة- بعد أن أنهت الكاتبة أزهار أحمد الجزء الأول منه، في صحفات حكت عن النوخذة ماجد المشهور وثريا البوسعيدية، وقصص حكت عن سيرة طبيب وحنان ومارد المصباح، والبيت الأثري، وعامر في مرباط.

وفي حوار مع الشامسية بمناسبة يوم المرأة العمانية سألناها فيه عن كيف يمكن للمرأة العمانية أن تحرس التراث الثقافي من خلال الكتابة، وعن التحديات التي تواجهها في كتابة التراث وحفظ الهوية الثقافية.

********************************************

*ما هو التحدي الأكبر الذي واجهك خلال البحث والكتابة عن هذه الشخصيات؟

دائما الكتابة عن الشخصيات التاريخية وعن التاريخ بشكل عام يعتبر عملا شاقًا ومجهدا، لأن الكاتب لا يكتفي بالبحث عن المعلومات الصحيحة والدقيقة، وإنما يُعنى عناية خاصة بالمعالجة الدرامية التي يصنع من خلالها الأحداث ليعيد إحياء ذلك التاريخ، واستحضار الشخصية التاريخية في قالب أدبي مقبول بعيدا عن المبالغة أو التزييف.

وعندما يتعلق الأمر بتقديم القصة أو الشخصية التاريخية للطفل، فالجهد هنا يصبح مضاعفًا؛ إذ يتطلب إصدار العمل الأدبي عناية خاصة وقدرا كبيرة من التبسيط والتسهيل غير المخل للمحتوى، مع مراعاة توافقه مع معطيات الطفل المخاطَب وقدراته، أهمية تقديم المعلومات في قالب جميل وطريف بعيدا عن المباشرة والأساليب التقليدية.

وإضافة إلى ما أشرتُ له فإن هناك صعوبة أخرى تمثّلت في قلة المعلومات الواردة عن الشخصيات النسائية في التاريخ العُماني، إذ لا يمكننا تجاهل أن المرأة في التاريخ كان يُشار لها على أنها ابنة أو زوجة أو أم لإحدى الشخصيات التاريخية العمانية، وبالتالي لا نجد معلومات حصرًا عنها، ويبقى ما يرد من قصص على لسان المؤرخين والمدوّنين لتلك الحقبة قليلا جدًا بالكاد يكفي للاشتغال عليه في كتابة قصّة ذات عمق وبُعدٍ تربوي ومعرفيّ يشبع فضول الطفل القارئ.

*كيف يمكن أن تساهم هذه الشخصيات في ترسيخ الهوية العمانية وأن تكون هذه القصص أداة قوية لنقل القيم والتقاليد اليوم؟

إن تعريف الطفل بتاريخه جزء من تأصيل هويته العُمانية، وحمايته من أي أفكار هدّامة أو هشّة مستقبلا. وتقدّم الشخصيات التاريخية نماذج يُحتذى بها كونها تعكس كثيرا من القيم التي قامت عليها الحضارة العمانية، نحو الشجاعة والعدالة والتضحية والفكر السليم والحكمة، وهذه القيم تساعد الطفل القارئ لأن يفهم ما يعنيه أن يكون جزءًا من هذا المجتمع. وتعريف الطفل بالشخصيات التاريخية العُمانية يساعده على معرفة الأحداث المهمة، وبالتالي تطوّر معه هذه المعرفة مفهوم البطولة متجاوزا بفضل ذلك مّا يراه أو يشاهده من بطولات مزيفة تُقدّم له عبر شاشات التلفاز أو اليوتيوب أو غيرها من برامج الأطفال.

والكاتب حينما يقدّم الشخصية فإنه سيقدمها في قالب قصصي يقوم على الأحداث التي تشوبها الصراعات، وتستند إلى الأفكار والمشاعر وبالتالي تظهر في سلوكيات الشخصيات الواردة في القصص، ومعالجة هذه الأحداث يتطلّب إظهار ما تفكر فيه الشخصية، وما تشعر به، وبالتالي بيان ردة الفعل مع إظهار المبررات والأسباب وربطها بالنتائج، وهذه العملية برمّتها تضع الطفل القارئ أمام نماذج قيميّة تسهم في تعزيز منظومته الأخلاقية والفكرية والمعرفية.

* كيف يمكن للمرأة العمانية أن تكون حارسة للتراث الثقافي من خلال دورها في الكتابة؟

جميل هذه المصطلح، حارسة للتراث الثقافي، وهذا يجعلني أستحضر ما قام به الكتّاب والأدباء والفنانون على مر التاريخ، فلولاهم لضاعت حكايات وقصص وتاريخ ممتد في القدم. ومن وجهة نظري الشخصية أعتقد أن المرأة عندما تمارس الكتابة فهي تؤدي طقسًا من التفرّد الذي يستكتب روحها الحاضرة في تلك اللحظة، ملتقطة بذلك مشهدًا مليئا بالحركة والمشاعر والأفكار، لتجعله شاهدا في زمن قادمٍ على أنها كانت هناك.

هذا الدور الذي نمارسه بحبٍّ ما هو إلا تدوينٌ لحاضرٍ سيكون ملكًا للأجيال القادمة، وكما يُشار دائما بأن الكلمة إذا خرجت من الكاتب للجمهور أصبحت ملكهم؛ فإنّ الكاتبة العمانية تعي جيدا هذا الأمر، لذلك أصبحت لا تكتب لمجرد ترف الكتابة، وإنما تكتب لترصد هذا التراث المادي بكل تداعياته الاجتماعية والنفسية والأدبية، إنها قلم قوي حاضر بكل تجلياته في مختلف الميادين، وقد تجاوزت دائرة الذاتية لتؤكد تعاطيها العميق مع جميع القضايا والأفكار من حولها.

* ماهي التحديات التي تواجه المرأة العمانية في كتابة التراث وحفظ الهوية الثقافية برأيك؟

لم تعد هناك تحديات حقيقية تواجه المرأة بعدما كفلت لها السلطنة حقوقا لا حصر لها، وجعلتها النهضة الحديثة جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل، وبعد أن خُصّص لها يوم 17 من أكتوبر شاهدا على تميزها وتفوقها واستحقاقها للتكريم.

لكن يمكنني القول بأن المرأة قد تفرض على نفسها قيودا اجتماعية أو فكرية تمنعها من إبداء رأيها من ذلك، خصوصا مع محدودية الموارد والدعم المؤسسي، ومع القيود التي تُفرض على توجّهات النشر، إضافة إلى التغيرات الثقافية السريعة في المجتمع والتي تؤدي بدورها إلى فقدان بعض جوانب الهوية الثقافية نتيجة هذا التسارع والتواتر الذي نحاول أن نلحق بركابه.

* هل تؤمنين بوجود فجوة بين الجيل الجديد والقديم فيما يتعلق بالتراث والتاريخ؟ وكيف نجعل الكتابة سدا للفجوة؟

الفجوات موجودة حتى بين أبناء الجيل الواحد، فنحن نتعامل مع بشر، ولكل إنسان خصائصه وطبائعه التي قد تلتقي وتختلف مع الآخر، وبما أن النفس البشرية لا يمكننا تأطيرها بإطار معين أو تسييرها وفق منهج علمي مقنن؛ فإن الاختلافات تحدث، والفجوات تتسرّب بين الأجيال.

نحن نقف ناظرين للماضي، بينما يقف الجيل الحالي متطلعا للمستقبل، وما بين الماضي والمستقبل هناك حاضر لا بد أن نصنعه معًا، وهذا الأمر يحتّم علينا استنزاف كل ما لدينا من طاقات ومن بينها طاقة الكتابة كي يتحقق التمازج وتتقرّب وجهات النظر. والإنسان بطبعه يميل للحجة والبرهان والدليل، كذلك يميل إلى القصص والحكايات المليئة بالمشاعر والأحاسيس، لذلك أصبحت الكتابة جسرًا يستلُّ من الماضي ليؤثر على الحاضر، ويسمح باتخاذ قرارات تسهم في بناء المستقبل. وفي ظل التسارع التكنولوجي الذي صرنا نعيشه أصبح لزاما على الكتّاب شحذ أقلامهم لإعادة كتابة التاريخ بطريقة تسهل على الأجيال فهمه، والإعادة هنا لا تحتمل التزوير بطبيعة الحال، بل التفسير والتحليل والمعالجة باللغة التي تضمن سدّ الفجوات الناتجة عن عدم الفهم أو القدرة على التخيل واستيعاب الدروس والعبر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشخصیات التاریخیة الهویة الثقافیة من خلال

إقرأ أيضاً:

إطلاق جائزة المقال الصحفي لدعم النشاط الإبداعي في الكتابة

دبي: سومية سعد
أعلن عبد الغفار حسين، مؤسس الجائزة ورئيس مجلس الأمناء جائزة المقال الصحفي وهي أول جائزة من نوعها تختص بالمقال الإماراتي، وتضيء على الجوانب الإيجابية والسلبية لأي موضوع يتطرق إليه المقال. وكان ذلك اليوم في نادي دبي للصحافة.
وهي جائزة سنوية يشرف على أعمالها ونشاطاتها مجلس أمناء، بالتعاون مع لجنة تحكيم من أصحاب الكفاءة، لتقييم الأعمال المرشحة للجائزة، وتهدف إلى دعم النشاط الإبداعي في مجال كتابة المقال، وتشجيع هذا اللون الكتابي وزيادة مستوى الاهتمام به من أصحاب الفكر الوطني.
وقالت منى المري، نائبة الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، والمديرة العامة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، ورئيسة نادي دبي للصحافة، إن الجائزة ستحظى بكامل الدعم اللازم لتحقيق أهدافها كونها إحدى جوائز الإعلام العربي.
وأوضحت أن الجائزة، التي تُمنح سنوياً، تخضع لإشراف مجلس أمناء وتتعاون مع لجنة تحكيم تضم نخبة من الخبراء لتقييم الأعمال المرشحة، مؤكدة أن جائزة المقال الإماراتي وطنية ونستهدف بها تعزيز الهوية والثقافة الوطنية وقيمنا العربية الأصيلة.
ويضم مجلس أمناء الجائزة 7 أعضاء: مؤسس الجائزة عبد الغفار حسين، ورئيس مجلس الأمناء الدكتور عبد الخالق عبدالله، وأعضاء مجلس الأمناء: الدكتورة مريم الهاشمي، والدكتور سليمان الجاسم، وميرة الجناحي، وجمال الشحي، وريم الكمالي.
وحدد مجلس الأمناء 8 شروط للترشح للجائزة: أن يكون المرشح من مواطني دولة الإمارات، ويكتب في موضوع إماراتي معاصر، ويتمتع المقال بالأصالة والإبداع والعمق، ولا يكون منشوراً أو مقدماً لجائزة أخرى، ويُكتب بلغة عربية سليمة، ولا يقل عدد كلماته عن 1000 كلمة ولا تزيد عن 2000 كلمة.، فيما يحق للمرشح التقدم بنص واحد في فرع واحد من فروع الجائزة، وفي حال الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في كتابة المقال، فإن الكاتب مُلزم بتوضيح ذلك. وقال الدكتور عبدالخالق عبدالله، إن الجائزة تشمل 6 فروع هي: المقال الأدبي، والمقال الفكري، والمقال الاقتصادي، والمقال الاجتماعي، والمقال السياسي، والمقال العلمي، على أن تكون قيمة الجائزة 10 آلاف درهم لكل فرع من الفروع. مشيراً إلى أن مجلس الأمناء يدرس إضافة فروع أخرى في المستقبل.
وأوضح أنه من المقرر فتح باب الترشح للجائزة يوم 16 يناير الجاري، ويستمر حتى 16 مارس المقبل، وهو آخر موعد للتقديم، فيما سينتهي التحكيم وإعلان الفائزين يوم 1 مايو، على أن يُقام حفل توزيع الجوائز في مايو، وفي 16 سبتمبر، ستكون قراءة في الأعمال الفائزة.

مقالات مشابهة

  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: على أمل أن تتلقّف البلاد الفرصة التاريخية المتاحة
  • إطلاق جائزة المقال الصحفي لدعم النشاط الإبداعي في الكتابة
  • وزير الخارجية ومجموعة من الوزراء السودانيين يثمنون الراوبط التاريخية التي تجمع البلدين
  • 3 مسلسلات تدعم المرأة والتحديات التي تواجهها في حياتها خلال دراما رمضان
  • فرقة الأقصر للفنون الشعبية| 16 عامًا من الإبداع والتميز.. صور
  • بإطلاق 101 مقذوفا.. أوكرانيا تقصف أراضي دونيتسك الشعبية 41 مرة
  • تعرف على مكان المغطس ومكانته الدينية والتاريخية
  • بغداد اليوم تعلن نتائج الاستفتاء السنوي لاختيار أفضل الشخصيات لعام 2024
  • بغداد اليوم تنشر الثلاثاء نتائج الاستفتاء المركزي لأفضل الشخصيات خلال 2024
  • بغداد اليوم تنشر غداً نتائج الاستفتاء المركزي لأفضل الشخصيات خلال 2024