صحيفة البلاد:
2025-04-26@04:21:44 GMT

تقبُّل الانتقاد

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

تقبُّل الانتقاد

انتقاد العمل، أو القرارات، ليس هجوماً على المدير كشخص، ردود الفعل تهدف إلى تحّسين العمل، وليس التقّليل من قيمة المدير. يجب على المديرين تشّجيع الحوار المفتوح، والسؤال عن آراء الموظفين وردود أفعالهم. وهذا لا يعني خلق جو من النقد المستمر، بل إنشاء قنوات اتصال مفتوحة، حيث تكون ردود الفعل موضع ترحيب واحترام.

عندما يزرع المديرون ثقافة الانفتاح، ويتقبلون ردود الفعل السلبية، فإن النتائج غالبًا ما تكون عميقة، ويصبح مكان العمل أكثر جاذبية، ويشعر الموظفون بمزيد من المشاركة، وتتحسّن الإنتاجية بشكل عام. والأمر الأكثر أهمية هو أن هذا النهج يحوِّل ثقافة العمل من ثقافة الخوف والدفاعية، إلى ثقافة الاحترام المتبادل والنمو المستمر. وفي نهاية المطاف، فإن قبول الملاحظات السلبية ليس علامة على الضعف؛ بل هو علامة على القيادة القوية. ومن خلال الترحيب بالنقد البنّاء، يمكن للمديرين تعّزيز بيئة، حيث يزدهرون هم وفرقهم، ممّا يخلق مكان عمل أكثر انسجامًا، وإنتاجيةً،ونجاحًا.  مؤخراً، كنت أتحدث مع أحد أقاربي الذي يشغل منصبًا إداريًا، كان منزعجًا بشكل واضح عندما وصف كيف كان موظفوه ينتقدون أسلوب عمله، وأشاروا إلى مشاكل في التواصل، ومواعيد الاجتماعات، وتحديد المهام، وحتّى الأهداف العامة. ما فاجأني، هو عندما أشار إلى هذه الملاحظات باعتبارها “تمرَّدًا” في العمل. كان علي أن أوقفه وأوضح له أن هذا ليس تمرّدًا؛ كان ببساطة انتقادات أداء، وهي أداة قيِّمة، يبدو أن العديد من المديرين ينظرون إليها بحساسية مفرطة. ألهمتني هذه المحادثة للكتابة حول سبب رد فعل المديرين غالبًا بشكل دفاعي على الملاحظات السلبية، ولماذا يعدّ تعلم قبولها أمرًا بالغ الأهمية. لا أحد يستمتع بالنقد. من الطبيعي أن نشعر بالقلق، أو الأذى، أو حتّى الدفاع عن أنفسنا عندما يشير شخص ما إلى عيوبنا. بعد كل شيء، نحن مشروطون بالسعي إلى الثناء. ومع ذلك، فإن الملاحظات السلبية، على الرغم من كونها غير مريحة، تشكِّل جزءًا أساسيًا من النمو الشخصي والمهني. إن ردود الفعل السلبية غالباً ما تقدم رؤى لا تستطيع ردود الفعل الإيجابية تقديمها، كما تقدم فرصاً للتحّسين والتعلُّم، بل وحتى بناء علاقات أقوى داخل مكان العمل. ومن خلال استبعاد ردود الفعل السلبية، يخاطر المديرون بفقدان فرص قيِّمة لتحسين الذات، وتطوير الفريق. وعلى النقيض من ذلك، يمكن لأولئك المنفتحين عليها، تعزيز بيئة عمل أكثر ديناميكية وإبداعاً. ويمكن أن تؤدي ردود الفعل السلبية، عندما يتم قبولها بلباقة، وتأمل ذاتي، إلى اتخاذ قرارات أفضل، وتحّسين العمل، وتعّزيز الثقة بين أعضاء الفريق. ومن المؤسف أن العديد من أماكن العمل، تعزِّز بيئة الخوف عندما يتعلق الأمر بتقديم ردود الفعل، وخاصة عندما تكون سلبية. والمديرون الذين يتفاعلون بشكل دفاعي، أو ما هو أسوأ، بالعداء، يثبِّطون عزيمة فرقهم عن التحدث. وهذا النوع من البيئة، يكبت التواصل والإبداع والنمو. لطالما اعتقدت أنه عندما يقدم الموظفون انتقادات بناءة، فإنهم لا يتحدون السلطة، أو يحاولون إثارة الفوضى. بل على العكس من ذلك تماماً – عندما يشعر الموظفون بالأمان للتعبير عن مخاوفهم، فهذه علامة على أنهم يهتمون بالعمل الذي يقومون به، ويريدون رؤية التحّسينات. عندما يأخذ المدير مخاوف الموظفين على محمل الجد، فإن ذلك بناء الثقة، ويخلق شعوراً بالانتماء، ويعزِّز التعاون، ويصبح الفريق أقوى ككل، ويشعر الموظفون بالتقدير لأن آراءهم مهمة. عندما تتلقّى ردود فعل سلبية، توقّف وتأمّل. وتجنّب ردّ الفعل الفوري، خذ لحظة لاستيعاب ما قيل، دون السماح للعواطف بالسيطرة، سيساعدك هذا في تقّييم ما إذا كانت ردود الفعل صالحة، وكيف يمكنك استخدامها لتحسين الأداء. من المهم أيضا فصل ردود الفعل عن الشخص، لأن انتقاد العمل، أو القرارات، ليس هجوماً على المدير كشخص، بل أن ردود الفعل تهدف إلى تحّسين العمل، وليس التقّليل من قيمة المدير. يجب على المديرين تشّجيع الحوار المفتوح. والسؤال عن آراء الموظفين وردود أفعالهم. وهذا لا يعني خلق جو من النقد المستمر، بل إنشاء قنوات اتصال مفتوحة، حيث تكون ردود الفعل موضع ترحيب واحترام. عندما يزرع المديرون ثقافة الانفتاح، ويتقبلون ردود الفعل السلبية، فإن النتائج غالبًا ما تكون عميقة، ويصبح مكان العمل أكثر جاذبية، ويشعر الموظفون بمزيد من المشاركة، وتتحسّن الإنتاجية بشكل عام. والأمر الأكثر أهمية، هو أن هذا النهج يحول ثقافة العمل من ثقافة الخوف والدفاعية، إلى ثقافة الاحترام المتبادل والنمو المستمر.  وفي نهاية المطاف، فإن قبول الملاحظات السلبية ليس علامة على الضعف؛ بل هو علامة على القيادة القوية. ومن خلال الترحيب بالنقد البنّاء، يمكن للمديرين تعّزيز بيئة، حيث يزدهرون هم وفرقهم، ممّا يخلق مكان عمل أكثر انسجامًا، وإنتاجيةً، ونجاحًا.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: على المدیر علامة على

إقرأ أيضاً:

وزير المالية يلتقي المدير التنفيذي للمجموعة الأفريقية الثالثة بصندوق النقد الدولي

بحث وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. جبريل إبراهيم، ، مع المدير التنفيذي للمجموعة الأفريقية الثالثة بصندوق النقد الدولي السيد رجيس انصنداي Regis N’sonde، سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين السودان والصندوق، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والتنموية التي تواجه البلاد والمنطقة الأفريقية بشكل عام.قدّم الوزير خلال لقائه المدير التنفيذي على هامش إجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن إحاطة شاملة حول المستجدات الاقتصادية في السودان، مستعرضًا التطورات الإيجابية التي بدأت تلوح في الأفق، في ظل الحرب مشيراً إلى التعافي التدريجي لأداء الاقتصاد الوطني ، حيث شهدت الفترة الأخيرة تحسنًا ملحوظًا في الأنشطة التجارية، مصحوبًا باستقرار مستمر في سعر صرف العملة الوطنية، ما يعكس بوادر استقرار اقتصادي نسبي.وتوقع الوزير أن يشهد مطلع العام المقبل تحولًا اقتصاديًا نوعيًا، نتيجة للعودة المتزايدة للمواطنين إلى مناطقهم المحررة، واستئناف الحركة التجارية والأنشطة الإنتاجية مبيناً أن الإنتاج الزراعي خلال فترة الحرب تجاوز مستويات الإنتاج التي تم تحقيقها في سنوات السلم السابقة، وهو ما يُفنّد الشائعات المتداولة بشأن احتمال حدوث مجاعة، مؤكدًا أن السودان بدأ في الانتقال من مرحلة الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التنمية المستدامة.كما بحث اللقاء التحديات التنموية المشتركة التي تواجه الدول الأفريقية، وسبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تفعيل العمل الجماعي في إطار المجموعة الأفريقية الأولى.وناقش الجانبان أهمية دور المجموعة في التأثير على قرارات الإدارة العليا لصندوق النقد الدولي، لضمان توجيه الدعم اللازم للدول الأفريقية، لا سيما في القطاعات الحيوية مثل الزراعة، والتعليم، والرعاية الصحية، فضلاً عن برامج بناء القدرات، وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، وإشراك الشباب الأفريقي في المؤسسات المالية الدولية لتمكينهم من الإسهام الفعّال في تطوير البنى التحتية المالية في بلدانهم.وأبدى الوزير رغبة السودان في الاستفادة من الخبرات الفنية المتراكمة للصندوق لتعزيز قدرات المؤسسات المالية الوطنية، بما فيها وزارة المالية، وبنك السودان المركزي، والجهاز المركزي للإحصاء، وديوان الضرائب.وفي ختام اللقاء، أكد المدير التنفيذي التزامه الشخصي بدعم البلاد في المحافل الدولية، معلنًا عزمه على زيارة السودان في أقرب فرصة ممكنة، تعبيرًا عن التضامن مع الشعب السوداني، وتأكيدًا على استمرار التعاون الوثيق بين الجانبين ، معرباًعن تطلعه لعودة الأمن والاستقرار إلى السودان.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أحمد عزمي: ردود الأفعال حول مسلسل ظلم المصطبة أكبر مما كنت أحلم l خاص
  • المدير العام لقوى الأمن الداخلي استقبل عددًا من الشخصيات في مكتبه
  • أقوال بعيد العمال
  • وزير المالية يلتقي المدير التنفيذي للمجموعة الأفريقية الثالثة بصندوق النقد الدولي
  • إصابة المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة أسوان في حادث سير بقنا
  • المدير العام لقوى الأمن استقبل السفيرين البريطاني والمجري
  • أمراض القلب والتسمم.. مخاطر المواد الكيميائية على الصحة وكيفية تجنب آثارها السلبية؟
  • المدير العام لقوات الشرطة بالنيابة يلتقى مدير عام بنك امدرمان الوطني
  • الخطيب يتنازل عن حقه في أزمة المدير التنفيذي لجرين هيلز
  • المدير العام لمؤسسة مياه الشرب في دمشق وريفها أحمد درويش يتفقد سير العمل بمشروع الخزان المركزي في بلدة صحنايا بريف دمشق، والذي سيغذي كامل المنطقة بالمياه إضافة إلى منطقة الكسوة