صحيفة البلاد:
2025-01-18@04:49:48 GMT

تقبُّل الانتقاد

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

تقبُّل الانتقاد

انتقاد العمل، أو القرارات، ليس هجوماً على المدير كشخص، ردود الفعل تهدف إلى تحّسين العمل، وليس التقّليل من قيمة المدير. يجب على المديرين تشّجيع الحوار المفتوح، والسؤال عن آراء الموظفين وردود أفعالهم. وهذا لا يعني خلق جو من النقد المستمر، بل إنشاء قنوات اتصال مفتوحة، حيث تكون ردود الفعل موضع ترحيب واحترام.

عندما يزرع المديرون ثقافة الانفتاح، ويتقبلون ردود الفعل السلبية، فإن النتائج غالبًا ما تكون عميقة، ويصبح مكان العمل أكثر جاذبية، ويشعر الموظفون بمزيد من المشاركة، وتتحسّن الإنتاجية بشكل عام. والأمر الأكثر أهمية هو أن هذا النهج يحوِّل ثقافة العمل من ثقافة الخوف والدفاعية، إلى ثقافة الاحترام المتبادل والنمو المستمر. وفي نهاية المطاف، فإن قبول الملاحظات السلبية ليس علامة على الضعف؛ بل هو علامة على القيادة القوية. ومن خلال الترحيب بالنقد البنّاء، يمكن للمديرين تعّزيز بيئة، حيث يزدهرون هم وفرقهم، ممّا يخلق مكان عمل أكثر انسجامًا، وإنتاجيةً،ونجاحًا.  مؤخراً، كنت أتحدث مع أحد أقاربي الذي يشغل منصبًا إداريًا، كان منزعجًا بشكل واضح عندما وصف كيف كان موظفوه ينتقدون أسلوب عمله، وأشاروا إلى مشاكل في التواصل، ومواعيد الاجتماعات، وتحديد المهام، وحتّى الأهداف العامة. ما فاجأني، هو عندما أشار إلى هذه الملاحظات باعتبارها “تمرَّدًا” في العمل. كان علي أن أوقفه وأوضح له أن هذا ليس تمرّدًا؛ كان ببساطة انتقادات أداء، وهي أداة قيِّمة، يبدو أن العديد من المديرين ينظرون إليها بحساسية مفرطة. ألهمتني هذه المحادثة للكتابة حول سبب رد فعل المديرين غالبًا بشكل دفاعي على الملاحظات السلبية، ولماذا يعدّ تعلم قبولها أمرًا بالغ الأهمية. لا أحد يستمتع بالنقد. من الطبيعي أن نشعر بالقلق، أو الأذى، أو حتّى الدفاع عن أنفسنا عندما يشير شخص ما إلى عيوبنا. بعد كل شيء، نحن مشروطون بالسعي إلى الثناء. ومع ذلك، فإن الملاحظات السلبية، على الرغم من كونها غير مريحة، تشكِّل جزءًا أساسيًا من النمو الشخصي والمهني. إن ردود الفعل السلبية غالباً ما تقدم رؤى لا تستطيع ردود الفعل الإيجابية تقديمها، كما تقدم فرصاً للتحّسين والتعلُّم، بل وحتى بناء علاقات أقوى داخل مكان العمل. ومن خلال استبعاد ردود الفعل السلبية، يخاطر المديرون بفقدان فرص قيِّمة لتحسين الذات، وتطوير الفريق. وعلى النقيض من ذلك، يمكن لأولئك المنفتحين عليها، تعزيز بيئة عمل أكثر ديناميكية وإبداعاً. ويمكن أن تؤدي ردود الفعل السلبية، عندما يتم قبولها بلباقة، وتأمل ذاتي، إلى اتخاذ قرارات أفضل، وتحّسين العمل، وتعّزيز الثقة بين أعضاء الفريق. ومن المؤسف أن العديد من أماكن العمل، تعزِّز بيئة الخوف عندما يتعلق الأمر بتقديم ردود الفعل، وخاصة عندما تكون سلبية. والمديرون الذين يتفاعلون بشكل دفاعي، أو ما هو أسوأ، بالعداء، يثبِّطون عزيمة فرقهم عن التحدث. وهذا النوع من البيئة، يكبت التواصل والإبداع والنمو. لطالما اعتقدت أنه عندما يقدم الموظفون انتقادات بناءة، فإنهم لا يتحدون السلطة، أو يحاولون إثارة الفوضى. بل على العكس من ذلك تماماً – عندما يشعر الموظفون بالأمان للتعبير عن مخاوفهم، فهذه علامة على أنهم يهتمون بالعمل الذي يقومون به، ويريدون رؤية التحّسينات. عندما يأخذ المدير مخاوف الموظفين على محمل الجد، فإن ذلك بناء الثقة، ويخلق شعوراً بالانتماء، ويعزِّز التعاون، ويصبح الفريق أقوى ككل، ويشعر الموظفون بالتقدير لأن آراءهم مهمة. عندما تتلقّى ردود فعل سلبية، توقّف وتأمّل. وتجنّب ردّ الفعل الفوري، خذ لحظة لاستيعاب ما قيل، دون السماح للعواطف بالسيطرة، سيساعدك هذا في تقّييم ما إذا كانت ردود الفعل صالحة، وكيف يمكنك استخدامها لتحسين الأداء. من المهم أيضا فصل ردود الفعل عن الشخص، لأن انتقاد العمل، أو القرارات، ليس هجوماً على المدير كشخص، بل أن ردود الفعل تهدف إلى تحّسين العمل، وليس التقّليل من قيمة المدير. يجب على المديرين تشّجيع الحوار المفتوح. والسؤال عن آراء الموظفين وردود أفعالهم. وهذا لا يعني خلق جو من النقد المستمر، بل إنشاء قنوات اتصال مفتوحة، حيث تكون ردود الفعل موضع ترحيب واحترام. عندما يزرع المديرون ثقافة الانفتاح، ويتقبلون ردود الفعل السلبية، فإن النتائج غالبًا ما تكون عميقة، ويصبح مكان العمل أكثر جاذبية، ويشعر الموظفون بمزيد من المشاركة، وتتحسّن الإنتاجية بشكل عام. والأمر الأكثر أهمية، هو أن هذا النهج يحول ثقافة العمل من ثقافة الخوف والدفاعية، إلى ثقافة الاحترام المتبادل والنمو المستمر.  وفي نهاية المطاف، فإن قبول الملاحظات السلبية ليس علامة على الضعف؛ بل هو علامة على القيادة القوية. ومن خلال الترحيب بالنقد البنّاء، يمكن للمديرين تعّزيز بيئة، حيث يزدهرون هم وفرقهم، ممّا يخلق مكان عمل أكثر انسجامًا، وإنتاجيةً، ونجاحًا.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: على المدیر علامة على

إقرأ أيضاً:

ردود فعل عربية ودولية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

بعد أن أعلن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء الأربعاء، التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رحبت أطراف دولية عدة بالاتفاق ودعت لتنفيذه بالكامل.

كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن حماس وإسرائيل توصلتا لاتفاق لوقف إطلاق النار وسيتمكن الفلسطينيون من العودة إلى أحيائهم في جميع مناطق غزة.

وأضاف أن إسرائيل ستتفاوض على المرحلة الثانية من الاتفاق خلال الأسابيع الستة المقبلة، مشيرا إلى أن الاتفاق يقضي أن يستمر وقف إطلاق النار ما دامت المفاوضات مستمرة.

ردود فعل عربية

رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال: "أرحب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد جهود مضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أميركية".

وأضاف: "مع هذا الاتفاق، أؤكد على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، وذلك دون أي عراقيل، لحين تحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين، ولكي تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية في عالم يتسع للجميع".

وتابع: "إن مصر ستظل دائمًا وفية لعهدها، داعمة للسلام العادل، وشريكًا مخلصًا في تحقيقه، ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

في لبنان، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن "هذا الإعلان ينهي صفحة دموية من تاريخ الشعب الفلسطيني الذي عانى الكثير جراء العدوان الإسرائيلي".

وعبر عن أمله "في أن يكون وقف إطلاق النار مستداما وأن تلتزم به إسرائيل، ليقود إلى إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة".

ردود فعل دولية

من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشددا على أن الأولوية يجب أن تكون "لتخفيف المعاناة الهائلة الناجمة عن هذا الصراع".

أما رئيس الورزاء البريطاني كير ستارمر فقال إن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يسمح بزيادة هائلة في المساعدات الإنسانية.

وأكد أن بريطانيا "ستواصل وحلفاؤها العمل للتوصل إلى سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط يضمن للإسرائليين والفلسطينين السلام والاستقرار على أساس حل الدولتين".

وفي ألمانيا، رحبت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، واعتبرت أن "هناك أملا في إطلاق سراح الرهائن أخيرا وأن ينتهي سقوط القتلى في قطاع غزة".

هذا وحضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إسرائيل وحماس على "التنفيذ الكامل" لاتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • «الشارقة للعمل التطوعي» تفتح المشاركات في دورتها الـ 22
  • ردود فعل دولية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • ردود الفعل الدولية الأولية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل.. لماذا تباينت ردود الفعل تجاه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • أبرز ردود الفعل الدولية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ترحيب واسع
  • «القاهرة الإخبارية» تكشف ردود الفعل الإسرائيلية حول صفقة وقف إطلاق النار
  • القاهرة الإخبارية تكشف ردود الفعل الإسرائيلية حول صفقة وقف إطلاق النار
  • أبرز ردود الفعل الدولية على اتفاق غزة
  • ردود فعل عربية ودولية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • دراسة: المصابون بمتلازمة حساسية الصوت يميلون إلى كبت مشاعرهم السلبية