صحيفة البلاد:
2025-03-29@10:25:35 GMT

تقبُّل الانتقاد

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

تقبُّل الانتقاد

انتقاد العمل، أو القرارات، ليس هجوماً على المدير كشخص، ردود الفعل تهدف إلى تحّسين العمل، وليس التقّليل من قيمة المدير. يجب على المديرين تشّجيع الحوار المفتوح، والسؤال عن آراء الموظفين وردود أفعالهم. وهذا لا يعني خلق جو من النقد المستمر، بل إنشاء قنوات اتصال مفتوحة، حيث تكون ردود الفعل موضع ترحيب واحترام.

عندما يزرع المديرون ثقافة الانفتاح، ويتقبلون ردود الفعل السلبية، فإن النتائج غالبًا ما تكون عميقة، ويصبح مكان العمل أكثر جاذبية، ويشعر الموظفون بمزيد من المشاركة، وتتحسّن الإنتاجية بشكل عام. والأمر الأكثر أهمية هو أن هذا النهج يحوِّل ثقافة العمل من ثقافة الخوف والدفاعية، إلى ثقافة الاحترام المتبادل والنمو المستمر. وفي نهاية المطاف، فإن قبول الملاحظات السلبية ليس علامة على الضعف؛ بل هو علامة على القيادة القوية. ومن خلال الترحيب بالنقد البنّاء، يمكن للمديرين تعّزيز بيئة، حيث يزدهرون هم وفرقهم، ممّا يخلق مكان عمل أكثر انسجامًا، وإنتاجيةً،ونجاحًا.  مؤخراً، كنت أتحدث مع أحد أقاربي الذي يشغل منصبًا إداريًا، كان منزعجًا بشكل واضح عندما وصف كيف كان موظفوه ينتقدون أسلوب عمله، وأشاروا إلى مشاكل في التواصل، ومواعيد الاجتماعات، وتحديد المهام، وحتّى الأهداف العامة. ما فاجأني، هو عندما أشار إلى هذه الملاحظات باعتبارها “تمرَّدًا” في العمل. كان علي أن أوقفه وأوضح له أن هذا ليس تمرّدًا؛ كان ببساطة انتقادات أداء، وهي أداة قيِّمة، يبدو أن العديد من المديرين ينظرون إليها بحساسية مفرطة. ألهمتني هذه المحادثة للكتابة حول سبب رد فعل المديرين غالبًا بشكل دفاعي على الملاحظات السلبية، ولماذا يعدّ تعلم قبولها أمرًا بالغ الأهمية. لا أحد يستمتع بالنقد. من الطبيعي أن نشعر بالقلق، أو الأذى، أو حتّى الدفاع عن أنفسنا عندما يشير شخص ما إلى عيوبنا. بعد كل شيء، نحن مشروطون بالسعي إلى الثناء. ومع ذلك، فإن الملاحظات السلبية، على الرغم من كونها غير مريحة، تشكِّل جزءًا أساسيًا من النمو الشخصي والمهني. إن ردود الفعل السلبية غالباً ما تقدم رؤى لا تستطيع ردود الفعل الإيجابية تقديمها، كما تقدم فرصاً للتحّسين والتعلُّم، بل وحتى بناء علاقات أقوى داخل مكان العمل. ومن خلال استبعاد ردود الفعل السلبية، يخاطر المديرون بفقدان فرص قيِّمة لتحسين الذات، وتطوير الفريق. وعلى النقيض من ذلك، يمكن لأولئك المنفتحين عليها، تعزيز بيئة عمل أكثر ديناميكية وإبداعاً. ويمكن أن تؤدي ردود الفعل السلبية، عندما يتم قبولها بلباقة، وتأمل ذاتي، إلى اتخاذ قرارات أفضل، وتحّسين العمل، وتعّزيز الثقة بين أعضاء الفريق. ومن المؤسف أن العديد من أماكن العمل، تعزِّز بيئة الخوف عندما يتعلق الأمر بتقديم ردود الفعل، وخاصة عندما تكون سلبية. والمديرون الذين يتفاعلون بشكل دفاعي، أو ما هو أسوأ، بالعداء، يثبِّطون عزيمة فرقهم عن التحدث. وهذا النوع من البيئة، يكبت التواصل والإبداع والنمو. لطالما اعتقدت أنه عندما يقدم الموظفون انتقادات بناءة، فإنهم لا يتحدون السلطة، أو يحاولون إثارة الفوضى. بل على العكس من ذلك تماماً – عندما يشعر الموظفون بالأمان للتعبير عن مخاوفهم، فهذه علامة على أنهم يهتمون بالعمل الذي يقومون به، ويريدون رؤية التحّسينات. عندما يأخذ المدير مخاوف الموظفين على محمل الجد، فإن ذلك بناء الثقة، ويخلق شعوراً بالانتماء، ويعزِّز التعاون، ويصبح الفريق أقوى ككل، ويشعر الموظفون بالتقدير لأن آراءهم مهمة. عندما تتلقّى ردود فعل سلبية، توقّف وتأمّل. وتجنّب ردّ الفعل الفوري، خذ لحظة لاستيعاب ما قيل، دون السماح للعواطف بالسيطرة، سيساعدك هذا في تقّييم ما إذا كانت ردود الفعل صالحة، وكيف يمكنك استخدامها لتحسين الأداء. من المهم أيضا فصل ردود الفعل عن الشخص، لأن انتقاد العمل، أو القرارات، ليس هجوماً على المدير كشخص، بل أن ردود الفعل تهدف إلى تحّسين العمل، وليس التقّليل من قيمة المدير. يجب على المديرين تشّجيع الحوار المفتوح. والسؤال عن آراء الموظفين وردود أفعالهم. وهذا لا يعني خلق جو من النقد المستمر، بل إنشاء قنوات اتصال مفتوحة، حيث تكون ردود الفعل موضع ترحيب واحترام. عندما يزرع المديرون ثقافة الانفتاح، ويتقبلون ردود الفعل السلبية، فإن النتائج غالبًا ما تكون عميقة، ويصبح مكان العمل أكثر جاذبية، ويشعر الموظفون بمزيد من المشاركة، وتتحسّن الإنتاجية بشكل عام. والأمر الأكثر أهمية، هو أن هذا النهج يحول ثقافة العمل من ثقافة الخوف والدفاعية، إلى ثقافة الاحترام المتبادل والنمو المستمر.  وفي نهاية المطاف، فإن قبول الملاحظات السلبية ليس علامة على الضعف؛ بل هو علامة على القيادة القوية. ومن خلال الترحيب بالنقد البنّاء، يمكن للمديرين تعّزيز بيئة، حيث يزدهرون هم وفرقهم، ممّا يخلق مكان عمل أكثر انسجامًا، وإنتاجيةً، ونجاحًا.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: على المدیر علامة على

إقرأ أيضاً:

اشارات بسيطة : من خلالها تعرف انك عندك دولة !

بقلم : د. سمير عبيد ..

١- من تروح للخياط حتى يخيطلك جيب صغير للخردة او الفراطة . او تستعمل الجيب الصغير الذي تجدهُ في البنطلونات التي تشتريها من السوق لتضع فيها الخردة .. فهنا تعرف ان في دولتك اقتصاد جيد ،وعملة معافاة !
٢-عندما توجد مواصلات عامة وملتزمة بالتوقيت وفيها مقاعد مخصصة للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة ولعربات الاطفال .. هنا تعرف ان دولتك معافاة وفيها نظام واخلاق وعدالة !
٣-من تراجع المستشفيات تلقى طبيب بل اكثر من طبيب وباختصاصات مختلفة والجميع يستقبلك بابتسامه ويرشدونك للطبيب الذي يلائم حالتك .. هنا تعرف ان هناك احترام لمهنة الطب ،واحترام للدوام الرسمي، وهناك شعور بالمسؤولية، وهناك احترام للإنسان !
٤-من تراجع مؤسسات الدولة وتجد باب المدير مفتوح وغير مغلق وتدخله بسلاسه هنا تعرف ان هناك شعور بالمسؤولية ودولتك ساهرة على راحة وخدمة المواطن .. و لا يمنعك واحد يقف بالباب منفوخ العضلات ووجهه متجهم وعقله مقفل ويقول لك ممنوع الدخول على المدير او المعاون او الضابط او المسؤول ،وكانك تروم الدخول للبنتاغون ،او انك حامل حزام ناسف !
٥- من تفتح حنفية الماء في بيتك وفي المكان المخصص في مؤسسات الدولة والاماكن العامة ويأتيك الماء بقوة تضطر لتقليل الماء اكثر من مرة .. هنا تعرف ان دولتك لديها بنية تحتية ولديها صيانة عامة !
٦- من تروح للمدارس وتجد فيها عناية خاصة بألوان الصفوف والوان المدرسة ،وفيها علم الدولة الجميل والنظيف و المرفوع، وفيها وقفة صباحية لتحية العلم ، وفي ملاعب مخصصة للتلاميذ والطالبات وفيها غرفة للممرض او الممرضة الدائمة في المدرسة ، وفيها مرشد لحل مشاكل الطلبة وهو مكتب مفتوح، وفيها ( مرافق صحية نظيفة وهناك عمال بنطلونها باستمرار ) .. قل ان دولتي حريصة على بناء اجيال بلا عقد واجيال يُفتخر بها مستقبلا !
٧- من تصير عندك مشكلة تصلك سيارة شرطة النجدة بسرعة ( وسماعات الاذن بآذان مفرزة الشرطة وقرب افواههم ومرتبطة بالمركز والقيادة تنقل كل شيء لكي لايفتري عليك افراد المفرزة، ولكي لا يطلبون رشوة، ولكي لا يتجاوزون القانون ) .. هنا تعرف ان دولتك تحترم حقوق الانسان وخائفة على سلامة شعبها ،وشرطتها متيقظة لكل طارىء !
٨- من تقدم شكوى على مسؤول في الدولة مهما كان منصبة ويستقبلك مركز الشرطة والمحققين بكل مهنية ودون انحياز لصاحب المركز والنفوذ بل يحرصون على التعامل مشتكي ومشكو منه وتُسيّر الأوراق دون مجاملة وتحيز وتحترم أوراق المحققين ولهم حصانة .. هنا تعرف ان دولتك دولة قانون وحقوق واحترام !
٩- عندما يشعر المواطن بالنصب والاحتيال عليه بارتفاع الاسعار او البيع باسعار مختلفة او عندما يجد تفاوت بالاسعار من مكان لآخر لنفس السلعة .. ويذهب لكي يشتكي عند ( مؤسسة حماية المستهلك وتلبى شكوته بسرعة ) … هنا تعرف ان دولتك دولة انسان ودولة قانون ودولة محاربة المستغلين والجشعين وتأديبهم بالقانون !
١٠- عندما تشتري الدواء وتجد على علبة الدواء ختم ( الرقابة الدوائية ) وتجد كود على علبة الدواء بانها مرت على الرقابة .. وتجد الدواء بنفس السعر في جميع انحاء الدولة … هنا يشعر المريض او المواطن بالأمان ان هناك دولة ساهرة على سلامته ودولة تعمل ليل نهار لتقليل المرض والمرضى لتخفف من الانفاق .. وبنفس الوقت تمنع مسببات السرطان والأمراض الأخرى وهي الادوية المغشوشة وعابرة الصلاحية والمسرطنة .. الخ !.
١١-نكتفي بهذا القدر لهذا اليوم !
الخلاصة :-
نقولها بكل ألم وحسرة ان كل ماورد أعلاه غير موجود في دولة اسمها العراق هيمنت عليها عصابات ومافيات وقراصنة . ( نعم العراق الذي يجلس على بحر من النفط والمعادن الثمينة والثروات … الخ غير موجود فيه ماورد أعلاه ) فقط موجود فيه ابو العضلات والوجه الكريه وابو عقل زغيرون الذي يمنعك من دخول غرفة الموظف والمدير والضابط والمحقق … الخ والذي مر ذكره أعلاه …
٢-تدرون وين السبب ؟ السبب لان الدولة يقودها الجهلة والمنافقين والحرامية وتجار الدين وصناع الطائفية والكراهية وكارهو القانون والشعب .. و(بطون جائعة ثم شبعت ” يعني الموشايف وشاف”) سعداء اصحابها وهم يشاهدون مواطنيهم يعيشون على مكبات النفايات ،وسجونهم مليئة بالجرب والشذوذ وتجارة بيع الحلوين والتعاطي .. الخ، وشعبهم تفتك به الادوية المسرطنة . والمخدرات لها غطاء رسمي لانها تمول احزاب ومليشيات القطط السمان!

سمير عبيد 
٢٧ اذار ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية استقبل المدير العام لقوى الأمن ومجلس القيادة
  • بري بحث مع وزير الصحة في الاضاع العامة واستقبل المدير العام لامن الدولة وحاكم مصرف لبنان
  • المدير التنفيذي لمحلية امدرمان يفتتح فرع بنك الخرطوم بالمهندسين
  • بعد كاساس وطاقمه.. إقالة المدير الإداري والمنسق الاعلامي للمنتخب الوطني
  • رحم الله نفوسًا تائهة وأبدانًا أعياها المرض
  • اشارات بسيطة : من خلالها تعرف انك عندك دولة !
  • المدير العام للمؤسسة السورية للمخابز محمد صيادي: ستغلق المخابز في أول أيام عيد الفطر المبارك على أن يستمر العمل بشكل طبيعي بطاقتها الكاملة خلال باقي أيام العيد
  • ضجيج الوقت
  • 3سنوات حبسا لرعية فرنسية نصبت على “نفطال” والبراءة للرئيس المدير العام
  • بورسعيد تُعزز ثقافة التطوع بين الشباب بدورة تدريبية متخصصة