شومان يناقش "ملامح التجديد في الفكر الإسلامي" بمحاضرة لأئمة الصومال
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
قال الدكتور عباس شومان، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر – أمين عام هيئة كبار العلماء، إن التجديد في الفكر الإسلامي لازم من لوازم شريعتنا السمحة، لا يمكن أن ينفك عنها، ولا يمكن للشريعة أن تساير حاجات الناس وتواكب متطلباتهم من دونه، فالأحكام المحسومة التي لا تقبل التغيير ولا التبديل في الشريعة الإسلامية قليلة جدا.
وأكد د. شومان، أن الناظر المدقق في تاريخ الإسلام، والمستوعب لأحكام شريعته، يدرك أن الإسلام دين متجدد حتى في وصوله للناس؛ فأركان الإسلام وفرائضه الأساسية لم تنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، دفعة واحدة؛ حيث بدأ الإسلام بركن واحد وهو توحيد الله عز وجل والإيمان برسوله، وقد تمثل ذلك في الشهادتين، ثم جاء فرض باقي الأركان تباعاً، وتخلل ذلك بيان المحرمات والسلوكيات والأخلاقيات، حتى اكتمل الدين قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
جاء ذلك خلال فعاليات محاضرة: "ملامح التجديد في الفكر الإسلامي"، ضمن فعاليات دورة: "تفكيك الفكر المتطرف"، التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، لعدد من أئمة الصومال.
وأوضح رئيس مجلس إدارة المنظمة، أن بناء الإسلام ركنا بعد ركن، وحكما بعد حكم، هو نوع من التجديد؛ حيث ينحصر الإسلام في فترة ما في ركن معين، ثم يضاف ركن ثان فثالث، حتى اكتمل الدين بفرائضه وسننه، وهكذا تعد كل مرحلة من المراحل صورة جديدة للإسلام، لا تغني عنها سابقتها.
واستعرض فضيلته العديد من صور التجديد في التاريخ الإسلامي، مشيراً إلى أن التجديد له ضوابط وشروط، ولا بد أن يكون من نصيب أهل الاختصاص، ويجب مراعاة قواعده وأصوله، ولا يقدر عليه إلا الراسخون في العلم.
وفي الختام، أكد أن مسيرة التجديد في الفكر الإسلامي مستمرة، وأنها بدأت منذ عصر النبوة، مرورا بزمن الصحابة والتابعين وتابعيهم، إلى العصر الحديث، وستستمر هذه المسيرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ فهذه سنة الله في الكون، وهي قاعدة مسلَّمة في شريعتنا، وحقيقة ثابتة في تاريخ إسلامنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفكر الإسلامي المنظمة العالمية لخريجي الازهر هيئة كبار العلماء الشريعة الإسلامية
إقرأ أيضاً:
صلاة العيد.. أحكامها وسننها وآدابها في الإسلام
صلاة العيد من الشعائر الإسلامية العظيمة التي تجسد الفرحة والبهجة في قلوب المسلمين، وهي سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يؤديها المسلمون مرتين في العام، في عيد الفطر وعيد الأضحى.
لهذه الصلاة أحكام وسنن وآداب ينبغي مراعاتها، حتى يتحقق المقصود منها كاملاً وفق الهدي النبوي.
حكم صلاة العيدصلاة العيد سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، بينما يرى بعض الفقهاء أنها فرض كفاية، أي إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين، في حين يرى آخرون أنها واجبة على كل مسلم قادر على أدائها، وقد واظب النبي صلى الله عليه وسلم عليها وأمر الناس بالخروج لها، رجالاً ونساءً، حتى الحُيَّض منهن ليشهدن الخير ويشاركن المسلمين فرحتهم.
وقت صلاة العيد ومكان أدائهاتُصلى صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، أي بعد شروق الشمس بقرابة 15-20 دقيقة، ويمتد وقتها حتى قبيل أذان الظهر، وتؤدى في المصلى خارج المسجد، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، إلا إذا وُجد عذرٌ يمنع ذلك، كالمطر أو ضيق المكان، فيجوز أداؤها في المسجد.
تتكون صلاة العيد من ركعتين، يُكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، ويرفع المصلي يديه مع كل تكبيرة. بعد الفاتحة، يُسن للإمام أن يقرأ سورة "الأعلى" في الركعة الأولى، وسورة "الغاشية" في الثانية، أو يقرأ "ق" و"اقتربت الساعة"، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
بعد الصلاة، يلقي الإمام خطبتين، يُستحب أن يبدأ الأولى بتسع تكبيرات، والثانية بسبع، ويتناول فيهما مسائل العيد، كأحكام زكاة الفطر في عيد الفطر، وأحكام الأضحية في عيد الأضحى، إضافة إلى الموعظة العامة التي تذكّر المسلمين بتقوى الله وتعزيز الروابط الاجتماعية.
آداب وسنن صلاة العيديُستحب للمسلم قبل الخروج إلى صلاة العيد أن يلتزم بمجموعة من الآداب والسنن النبوية، التي تزيد من أجره وتكمل فرحته بهذه المناسبة العظيمة، ومنها:
الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب
من السنة أن يغتسل المسلم قبل صلاة العيد، ويرتدي أجمل ملابسه، ويتعطر بروائح طيبة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك يوم العيد، ويحث أصحابه عليه.
التكبير في أيام العيد
التكبير من أعظم شعائر العيد، ويبدأ في عيد الفطر من مغرب ليلة العيد حتى وقت الصلاة، وفي عيد الأضحى يستمر من فجر يوم عرفة حتى غروب شمس آخر أيام التشريق. والصيغة المشهورة للتكبير هي:
"الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد."
تناول الطعام قبل صلاة العيد في الفطر وتأخيره في الأضحى
من السنة في عيد الفطر أن يأكل المسلم شيئًا قبل الخروج للصلاة، ويفضل أن يكون تمرات وترًا، أما في عيد الأضحى فيُستحب تأخير الأكل حتى يعود من المصلى ليأكل من أضحيته.
المشي إلى المصلى واتخاذ طريق مختلف في الذهاب والإياب
يُستحب أن يذهب المسلم إلى صلاة العيد مشيًا على الأقدام إن كان ذلك ممكنًا، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يعود من طريق آخر، لما في ذلك من إعلان الفرح وإظهار الشعائر الإسلامية.
اصطحاب النساء والأطفال
حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على خروج النساء والأطفال لحضور صلاة العيد، حتى الحُيَّض منهن، ليشهدن الخير ويشاركن المسلمين فرحتهم، مع مراعاة الضوابط الشرعية.
التهنئة بالعيد
من العادات الإسلامية الطيبة أن يتبادل المسلمون التهاني يوم العيد بعبارات مثل: "تقبل الله منا ومنكم" أو "عيد مبارك سعيد".
حكم من فاتته صلاة العيد
من فاتته صلاة العيد في جماعة، يُستحب له أن يصليها منفردًا، مع أداء التكبيرات الزائدة كما هي، دون خطبة، لأن الخطبة خاصة بالجماعة.