هل قلة الجودة أو رداءة السلعة تعتبر غشًا؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي ونرصده في التقرير التالي.

هل قلة الجودة أو رداءة السلعة تعتبر غشًا؟

قالت الإفتاء في جوابها إن الشرع الشريف حث على المصارحة والمكاشفة والوضوح في البيع حتى تحصل البركة فيه، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا» متفق عليه.

وحذَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم البائع من الوقوع في الغش، والخداع، فقال عليه الصلاة والسلام: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ إِلَّا بَيَّنَهُ لَهُ»، أخرجه ابن ماجه في "سننه".

فالحديثان يدلَّان على وجوب الإفصاح عن العيوب الموجودة بالسلعة حال بيعها، وأنَّه أرجى للمباركة في البيع. يُنظر: "شرح صحيح الإمام مسلم" للإمام النَّوَوِي (10/ 176، ط. دار إحياء التراث العربي)، و"حاشية السِّنْدِي على سنن ابن ماجَهْ" (2/ 30-31، ط. دار الجيل).

فإنْ غشَّ البائع وخدع ولم يُبيِّن استحق الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى، فعن وَاثِلَة بن الأَسْقَع رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللهِ، وَلَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُهُ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".

والواجب على البائع أن يُبَيِّن حقيقة السلعة للمشتري عند البيعِ بيانًا يجْعَلُ المشتريَ على عِلْمٍ بالسلعة المُبَاعة وما فيها مِن أمورٍ قد تُؤثِّر عليها بالنُّقصان مِن ثمنها، كَعِلْمِ البَائع بهذه الأمور تمامًا، وإذا لم يفعل اندرج ذلك تحت مُسمَّى الغش والتدليس، وهما حرامٌ شرعًا، حتى عَدَّهُ بعضُ الفقهاء مِن كبائر الذنوب وأعظمها. ينظر: "الزواجر عن اقتراف الكبائر" لابن حَجَر الهَيْتَمي (1/ 393، ط. دار الفكر).

خالد الجندي: هذه المعاملات في البيع والشراء نزعت البركة من البعض الأوقاف: « السماحة في البيع والشراء وسائر المعاملات».. موضوع خطبة الجمعة غدا هل قلة الجودة أو رداءة السلعة تعتبر غشًا؟

وشددت على تأكيد هذه المعاني جاءت عبارات فقهاء المذاهب الأربعة المتبوعة.

قال الإمام ابن نُجَيْم الحنفي في "البحر الرائق" (6/ 38، ط. دار الكتاب الإسلامي): [كتمان عيب السلعة حرام، وفي "البَزَّازِيَّة" وفي "الفتاوى": إذا باع سلعة معيبة عليه البيان] اهـ.

وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في حاشيته "منحة الخالق" (6/ 38) موضِّحًا ضابط الغش المحرم: [أن يشتمل المبيع على وصف نقص لو علم به المشتري امتنع عن شرائه، فكلُّ ما كان كذلك يكون غشًّا] اهـ.

وقال الشيخ زَرُّوق المالكي في "شرحه على متن الرسالة" (2/ 737-738، ط. دار الكتب العلمية): [(ولا يجوز في البيوع التدليس): إخفاء العيب وإظهار الحسن... (والغش): إدخال ما ليس منها عليها كخلط اللبن بالماء... ونحو ذلك، (والخديعة) أن يريه النصح من نفسه ويريد تحصيله في غيره كزيادة الثمن أو نقص السلعة ونحوه. (والخِلابة) الخيانة بأن يريه شيئا ويعطيه دونه أو يظهر له التغفل ويعامله بالحيلة فيكتب على السلعة اثنا عشر ليرى أنه اشتراها بها ويطلب فيها عشرة ويبيعها بثمانية وهي عليه بدون ذلك، أو يجعل دراهم في طرف كساء ونحوه ليزيد في ثمنه بعض الطماعين لأجل ذلك. وقيل: هي الخديعة وكتمان العيوب بالفعل كسترها، وبالقول كمدحها، وبالسكوت عما أُطْلِع عليه فيها والكل ممنوع، و(خلط دنيء بجيد) كالسمين من اللحم بالهزيل، قال ابن القاسم: لا يحل ولو بَيَّنَه] اهـ.

وقال الإمام تقي الدين السُّبْكِي الشافعي في "تكملة المجموع" (12/ 114-115، ط. دار الفكر): [والأحاديث في تحريم الغش ووجوب النصيحة كثيرة جدا وحكمها معلوم من الشريعة وكتمان العيب غش... والتدليس المراد به إخفاء العيب... من ملك عينًا وعلم بها عيبًا لم يجز أن يبيعها حتى يبين عيبها، وهذا الحكم متفق عليه للنصوص المتقدمة، لا خلاف فيه بين العلماء. قال الشافعي رحمه الله في آخر باب الخراج بالضمان من المختصر: وحرام التدليس، وكذلك جميع الأصحاب] اهـ.

وقال إمام الحرمين الجُوَيْنِي في "نهاية المطلب" (5/ 279، ط. دار المنهاج): [والضابطُ فيما يحرم من ذلك -يعني كتمانه في السلعة- أن من علم سببًا يُثبِت الخيار فأخفاه، أو سَعَى في تدليسٍ فيه، فقد فعل مُحرَّمًا. وإن لم يكن السببُ مثبِتًا للخيار، فترْكُ التعرضِ له لا يكون من التدليس المحرم] اهـ.

وقال العلامة منصور البُهُوتي الحنبلي في "شرح منتهى الإرادات" (2/ 43، ط. عالم الكتب): [(ويحرُم) تدليسٌ (كـ) تحريمِ (كتمِ عيبٍ)؛ لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعًا: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ. وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ إلَّا بَيَّنَهُ لَهُ» رواه أحمد وأبو داود والحاكم، وحديث: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»، وحديث: «مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتٍ مِنْ اللَّهِ وَلَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُهُ» رواه ابن ماجه] اهـ.

الخلاصة
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن المصارحة والمكاشفة أمر مطلوب في البيع، والغش والكتمان أمر ممنوع شرعًا ويأثم فاعله، وقيام التاجر ببيع قطع الغيار متوسطة القيمة والجودة على أنها ذات جودة عالية لكن بسعر منخفض محرَّم من أجل الكتمان والخداع والتدليس فيما يتعلق بالسلعة المباعة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البيع دار الإفتاء ال م س ل م اهـ وقال فی البیع قال ال

إقرأ أيضاً:

بروتوكول تعاون بين الجامعة المصرية وهيئة ضمان الجودة

كتب- عمر صبري:

استقبل الدكتور علاء عشماوي، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، رئيس الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية الدكتور هشام محمد عبد السلام، والوفد المرافق، وذلك بمقر الهيئة الرئيسي بمدينة نصر.

ووقع الجانبان، بروتوكول تعاون بين الهيئة والجامعة في جميع الأنشطة المشتركة التي تسهم في تحقيق جودة التعليم، وذلك من خلال المنح والمبادرات والأنشطة والبرامج التدريبية المتعلقة بنشر ثقافة الجودة والتعريف بمعايير الاعتماد الخاصة بالهيئة.

وأكد الدكتور هشام محمد عبد السلام، أهمية التعاون المثمر بين الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية والهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، مؤكدًا أن هذا التعاون يسهم بشكل كبير في تعزيز خطط التطوير والتحسين المستمر للأداء الأكاديمي والمؤسسي.

وأوضح أن الجامعة تسعى من خلال هذا التعاون إلى نشر ثقافة الجودة وممارساتها وفقًا لأعلى معايير الاعتماد المحلية والدولية، ما يضمن تطوير البرامج الأكاديمية وتأهيلها للاعتماد، مما يساهم في تحقيق رسالة الجامعة وأهدافها الاستراتيجية في التميز.

وأضاف رئيس الجامعة، أن هذا التعاون لا يقتصر فقط على تحسين الجودة الأكاديمية، بل يشمل أيضًا تطوير البرامج التي تتماشى مع متطلبات سوق العمل، مما يعزز قدرة الجامعة على تقديم تعليم رائد يتسم بالجودة العالية ويواكب التطورات العالمية.

وتابع: الجامعة تواصل دورها الريادي في تقديم خدمات تعليمية مبتكرة وعالية الجودة بما يواكب أحدث المعايير العالمية وتلبي احتياجات المجتمع الأكاديمي والاقتصادي.


اقرأ أيضًا:

الصحة: 800 ألف قرار علاج على نفقة الدولة خلال 3 أشهر بتكلفة 6 مليارات جنيه

الأرصاد تكشف توقعات طقس الـ6 أيام المقبلة

غرامة تصل لـ100 ألف ريال.. تحذير سعودي للمعتمرين قبل موسم الحج 2025

جواز السفر وإجراءات التصعيد.. توجيهات عاجلة من السياحة بشأن الحج 2025

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الجامعة المصرية هيئة ضمان الجودة علاء عشماوي التعلم الإلكتروني الأهلية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى:

إعلان

إعلان

أخبار

بروتوكول تعاون بين الجامعة المصرية وهيئة ضمان الجودة

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

الدولار يتراجع من مستواه القياسي مقابل الجنيه ويفقد 46 قرشا فرص أمطار على القاهرة.. 3 ظواهر جوية تضرب المحافظات اليوم تسارع التضخم في مدن مصر إلى 13.6% في مارس 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • بروتوكول تعاون بين الجامعة المصرية وهيئة ضمان الجودة
  • إسرائيل تعتبر اعتراف فرنسا بدولة فلسطين مكافأة للإرهاب
  • المفتي دريان بحث مع زواره في الاوضاع وترأس اجتماع مجلس القضاء الشرعي الأعلى
  • دعاء الصباح للرزق والتوفيق.. احرص عليه قبل الخروج من المنزل
  • مات مخنوق| تفاصيل مثيرة في تقرير الطب الشرعي لجثة سائق أوبر حلوان
  • هل تأثم المرأة إذا دفعت الصدقة من مال زوجها دون علمه؟.. اعرف رأي الشرع
  • مجلس الوزراء يوافق على طلبات تخصيص أراض للشركات بنظام البيع بالدولار
  • هل ترك سجود التلاوة يُنقص من ثواب القراءة؟.. اعرف الموقف الشرعي
  • بنك ستاندرد تشارترد يدرس التوسع في أفريقيا بعد عمليات البيع
  • ثواب صيام الست من شوال.. اعرف كم يساوي في الأجر