جريدة الوطن:
2025-01-23@05:35:53 GMT

سوريا .. إرهاب مزدوج لا بد من مقاومته

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

سوريا .. إرهاب مزدوج لا بد من مقاومته

يَعُودُ المتآمرون على سوريا مُجددًا من الباب الواسع للإرهاب ـ بعدما خفتت وتيرته قليلًا ـ للمزاوجة بَيْنَ الإرهاب الاقتصاديِّ والإرهاب التكفيريِّ، ما يَشِي بأنَّهم في عجَلةٍ من أمْرِهم في ترتيب المشهد السوريِّ لصالحهم قَبْل أنْ ينقطعَ حبل إرهابهم الذي فتَلُوه وأعدُّوه طَوالَ أكثر من عَقْدٍ عَبْرَ عشرات التنظيمات الإرهابيَّة التي كوَّنُوها ودرَّبُوها وسلَّحُوها.


إنَّ الجريمة الإرهابيَّة باستهداف حافلة للجيش العربيِّ السوريِّ بريف دير الزور والتي راحَ ضحيَّتَها عددٌ من العسكريِّين السوريِّين لا تؤكِّد قوَّة العلاقة بَيْنَ رُعاة الإرهاب وأذرعهم فحسب، وإنَّما تفضح مدى الكذب وفائض النِّفاق بأنَّ وجود هؤلاء المتآمرين والمُتدخِّلين في الشَّأن الداخليِّ السوريِّ هو لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابيِّ ولمساعدة الشَّعب السوريِّ، لِيكتشفَ كُلُّ مَنْ له قَلْبٌ وعقْلٌ وسَمْعٌ وبَصَرٌ ووعْيٌ أنَّ هذه الجريمة الإرهابيَّة لا يُمكِن أنْ تكتملَ أركانها بِدُونِ تنسيقٍ عالٍ ودعمٍ بالمعلومات والسِّلاح بَيْنَ رُعاة الإرهاب المتآمرين وأذرعهم الإرهابيَّة المُنفِّذة، ولِيصلَ إلى قناعة تامَّة بأنَّ المستهدف هو سوريا كُلُّ سوريا (شعبًا وجيشًا وقيادةً وجغرافيا وثرواتٍ)؛ ذلك أنَّه لا يستوي التقوُّل بأنَّ الهدف من التدخُّل في الشَّأن الداخليِّ السوريِّ هو مساعدة الشَّعب السوريِّ، مع التأبُّط بالتنظيمات الإرهابيَّة المُسلَّحة وملء الجغرافيا السوريَّة ودفعها لنحْرِ السوريِّين، والعبث بالمُكوِّنات الاجتماعيَّة لتمزيق سوريا اجتماعيًّا وجغرافيًّا، ثمَّ سياسيًّا وسياديًّا واستقلاليًّا، ولا يستوي كذلك مع إحكام الخناق الاقتصادي على الشَّعب السوريِّ.
من الواضح أنَّ معشر المتآمرين على سوريا يُسارعون إلى تنفيذ مخطَّطهم بتقسيم سوريا وعزلها عن محيطها وحلفائها وتفويت فرص التلاقي وتكوين أيِّ مقاومة ضدَّ المحتل، والاستيلاء على مناطق الثروات من النفط والغاز والغذاء، وحرمان الشَّعب السوريِّ من ثرواته ومقدَّراته؛ ليس تيئيسًا فيه ومحاولة استنهاضه ضدَّ حكومته فحسب، وإنَّما أيضًا ضِمْنَ توجُّهٍ غربيٍّ استعماريٍّ يسعى إلى الاستيلاء على جميع مصادر الغذاء والطَّاقة في العالَم ليبقى هذا الغربُ الاستعماريُّ متحكِّمًا في لُقمة عيش شعوب العالَم، وكذلك لمحاولة التعويض عن مصادر الغذاء الأوكرانيَّة من الحبوب.
من الثابت وما لا يسَع جهله أنَّ المقاومة تولَدُ من رحم الاحتلال، وأمام هذا الإرهاب المزدوج الاقتصاديِّ والتكفيريِّ الذي يفرضه معشر المتآمرين على سوريا ليس من سبيل لدى الشَّعب السوريِّ من ردعه لاستعادة ثرواته المنهوبة وكرامته وسيادته واستقلاله سوى خيار المقاومة وطرد المحتل والمتآمر والإرهابيِّ، واستلهام ملاحم التَّضحيات وروح الفداء والاستشهاد التي قدَّمها أبناء الشَّعب السوريِّ (ميسلون، يوسف العظمة) لتطهير أرض سوريا الطَّاهرة من رِجْس الإرهاب والاحتلال والتكفير، وليبقَى قَلْبُها نابضًا بالعُروبة والكرامة والعزَّة والسِّيادة والاستقلال.
خميس بن حبيب التوبي
khamisaltobi@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية: حراكنا متواصل لوقف إرهاب المستوطنين وإزالة الحواجز

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الهجمات الوحشية التي ترتكبها ميليشيات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية المنظمة والمسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين وبلداتهم وممتلكاتهم ومنازلهم وأراضيهم ومقدساتهم، والتي كان آخرها العدوان الهمجي على بلدتي الفندق وجينصافوط شرق قلقيلية، وإقدامهم على إحراق عدد من المنازل والمحال التجارية وتحطيم المركبات وترويع المواطنين المدنيين العزل وإصابة 21 منهم، بإشراف وحماية الجيش والمستوى السياسي في دولة الاحتلال، الذي سمح لما يقارب 50 عنصراً إرهابياً ملثماً بشن هجوم جماعي علني على بلدة الفندق، والذي يعرف جيداً مواقع انطلاقهم وقواعدهم الارتكازية دون أن يحرك ساكناً، بل وفي أغلب الأحيان يتدخل لقمع المواطنين الفلسطينيين إذا ما هبوا للدفاع عن أنفسهم.

وقالت الوزارة في بيان لها: “هذا بالإضافة إلى إقدام قوات الاحتلال على فرض المزيد من العقوبات الجماعية والتضييقات على أبناء شعبنا في طول الضفة الغربية وعرضها من خلال إغلاق جميع مداخل المحافظات والمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، سواء بالبوابات الحديدية أو السواتر الترابية أو الحواجز العسكرية، والتي بلغ عددها ما يقارب 898، بما فيها 16 بوابة حديدية جديدة تم تركيبها في الأيام القليلة الماضية، ما أدى إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية وفصل مناطقها بعضها عن بعض وشل حركة المواطنين وبقاء آلاف الأسر الفلسطينية لساعات طويلة على حواجز الموت والقهر والإذلال، في أبشع أشكال نظام الفصل العنصري الإسرائيلي (أبرتهايد)”.

وأضافت: “تنظر الخارجية بخطورة بالغة إلى رفع العقوبات عن غلاة المستوطنين المتطرفين وقرار وزير جيش الاحتلال بالإفراج عن المعتقلين منهم، وتحذر من محاولات تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة بحثاً عن مبررات لنسخ جرائم الإبادة والتهجير التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة ونقلها إلى الضفة الغربية، تمهيداً لخلق حالة من الفوضى العنيفة لتسهيل ضمها”.

وتابعت: “تحمل الخارجية المجتمع الدولي المسؤولية عن فشله في الوفاء بالتزاماته تجاه شعبنا وتوفير الحماية الدولية له، وتطالب بفرض عقوبات دولية رادعة على دولة الاحتلال وعناصر الإرهاب اليهودي على طريق تفكيك منظمات المستوطنين الإرهابية وتجفيف مصادر تمويلها ورفع الحماية السياسية والقانونية عنها”.

كما أعلنت الخارجية الفلسطينية متابعة حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي مع الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختصة، وكذلك مع مكونات المجتمع الدولي والأمم المتحدة لفضح جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف اعتداءاتها وإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. وزير الخارجية السوري ممازحاً:سوريا أولاً ترامب أخذ الشعار منا بالنسبة للسوريين
  • وزير الخارجية السوري يمازح رئيس الوزراء البريطاني قائلاً:سوريا أولاً ترامب أخذ الشعار منا بالنسبة للسوريين
  • وزير الخارجية السوري من دافوس: رفع العقوبات الدولية هو مفتاح استقرار سوريا
  • "قسد" تعلن حصيلة عمليات داعش الإرهابي في 2024
  • الشيباني: الأكراد في سوريا يضيفون جمالاً وتألقاً لتنوع الشعب السوري
  • الخارجية الفلسطينية: حراكنا متواصل لوقف إرهاب المستوطنين وإزالة الحواجز
  • إطلاق مزدوج إلى القمر في إنجاز تاريخي لشركة سبيس إكس
  • حماس: إرهاب المستوطنين بالضفة يتطلب تصعيد المقاومة
  • مقتل مستوطن بنيران جيش الاحتلال خلال هجمات على قرى فلسطينية في قلقيلية (شاهد)
  • هل حان الوقت لبريطانيا لتتبنى نهج الإمارات في مكافحة إرهاب الإخوان؟