سوريا .. إرهاب مزدوج لا بد من مقاومته
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
يَعُودُ المتآمرون على سوريا مُجددًا من الباب الواسع للإرهاب ـ بعدما خفتت وتيرته قليلًا ـ للمزاوجة بَيْنَ الإرهاب الاقتصاديِّ والإرهاب التكفيريِّ، ما يَشِي بأنَّهم في عجَلةٍ من أمْرِهم في ترتيب المشهد السوريِّ لصالحهم قَبْل أنْ ينقطعَ حبل إرهابهم الذي فتَلُوه وأعدُّوه طَوالَ أكثر من عَقْدٍ عَبْرَ عشرات التنظيمات الإرهابيَّة التي كوَّنُوها ودرَّبُوها وسلَّحُوها.
إنَّ الجريمة الإرهابيَّة باستهداف حافلة للجيش العربيِّ السوريِّ بريف دير الزور والتي راحَ ضحيَّتَها عددٌ من العسكريِّين السوريِّين لا تؤكِّد قوَّة العلاقة بَيْنَ رُعاة الإرهاب وأذرعهم فحسب، وإنَّما تفضح مدى الكذب وفائض النِّفاق بأنَّ وجود هؤلاء المتآمرين والمُتدخِّلين في الشَّأن الداخليِّ السوريِّ هو لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابيِّ ولمساعدة الشَّعب السوريِّ، لِيكتشفَ كُلُّ مَنْ له قَلْبٌ وعقْلٌ وسَمْعٌ وبَصَرٌ ووعْيٌ أنَّ هذه الجريمة الإرهابيَّة لا يُمكِن أنْ تكتملَ أركانها بِدُونِ تنسيقٍ عالٍ ودعمٍ بالمعلومات والسِّلاح بَيْنَ رُعاة الإرهاب المتآمرين وأذرعهم الإرهابيَّة المُنفِّذة، ولِيصلَ إلى قناعة تامَّة بأنَّ المستهدف هو سوريا كُلُّ سوريا (شعبًا وجيشًا وقيادةً وجغرافيا وثرواتٍ)؛ ذلك أنَّه لا يستوي التقوُّل بأنَّ الهدف من التدخُّل في الشَّأن الداخليِّ السوريِّ هو مساعدة الشَّعب السوريِّ، مع التأبُّط بالتنظيمات الإرهابيَّة المُسلَّحة وملء الجغرافيا السوريَّة ودفعها لنحْرِ السوريِّين، والعبث بالمُكوِّنات الاجتماعيَّة لتمزيق سوريا اجتماعيًّا وجغرافيًّا، ثمَّ سياسيًّا وسياديًّا واستقلاليًّا، ولا يستوي كذلك مع إحكام الخناق الاقتصادي على الشَّعب السوريِّ.
من الواضح أنَّ معشر المتآمرين على سوريا يُسارعون إلى تنفيذ مخطَّطهم بتقسيم سوريا وعزلها عن محيطها وحلفائها وتفويت فرص التلاقي وتكوين أيِّ مقاومة ضدَّ المحتل، والاستيلاء على مناطق الثروات من النفط والغاز والغذاء، وحرمان الشَّعب السوريِّ من ثرواته ومقدَّراته؛ ليس تيئيسًا فيه ومحاولة استنهاضه ضدَّ حكومته فحسب، وإنَّما أيضًا ضِمْنَ توجُّهٍ غربيٍّ استعماريٍّ يسعى إلى الاستيلاء على جميع مصادر الغذاء والطَّاقة في العالَم ليبقى هذا الغربُ الاستعماريُّ متحكِّمًا في لُقمة عيش شعوب العالَم، وكذلك لمحاولة التعويض عن مصادر الغذاء الأوكرانيَّة من الحبوب.
من الثابت وما لا يسَع جهله أنَّ المقاومة تولَدُ من رحم الاحتلال، وأمام هذا الإرهاب المزدوج الاقتصاديِّ والتكفيريِّ الذي يفرضه معشر المتآمرين على سوريا ليس من سبيل لدى الشَّعب السوريِّ من ردعه لاستعادة ثرواته المنهوبة وكرامته وسيادته واستقلاله سوى خيار المقاومة وطرد المحتل والمتآمر والإرهابيِّ، واستلهام ملاحم التَّضحيات وروح الفداء والاستشهاد التي قدَّمها أبناء الشَّعب السوريِّ (ميسلون، يوسف العظمة) لتطهير أرض سوريا الطَّاهرة من رِجْس الإرهاب والاحتلال والتكفير، وليبقَى قَلْبُها نابضًا بالعُروبة والكرامة والعزَّة والسِّيادة والاستقلال.
خميس بن حبيب التوبي
khamisaltobi@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
حزب الله يستهدف قاعدة راوية في الجولان السوري
أعلن حـزب الله استهداف قاعدة راوية (مقر كتائب المدرعات التابع للواء 188 في جيش العدو الإسرائيلي) في الجولان السوري المحتل بصليةٍ صاروخية.
فيما قصف حزب الله في وقت سابق مصنع المواد المتفجرة في الخضيرة جنوب مدينة حيفا بصلية من الصواريخ النوعيّة
وكانت وسائل الاعلام الإسرائيلية أفادت بأن جيش الاحتلال قد أطلق صفارات الإنذار في عدد من البلدات القريبة من الحدود الشمالية حيث تتعرض المنطقة لقصف صاروخي من لبنان.
كما دوت صافرات الانذار محذرة من تسلل طائرة مسيرة إلى عدد من البلدات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان.
وأشارت تقارير إعلامية إلى سقوط صواريخ في مستوطنة سعسع في الجليل الغربي، واستهداف قاعدة ميرون الجوية في الجليل الأعلى.
كما أعلنت المقاومة في العراق المدعومة من إيران مسؤوليتها عن إطلاق طائرات مسيرة على إسرائيل خلال الليل.
بالصواريخ.. حزب الله: قصفنا وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون الإسرائيلية حزب الله يستهدف مصنعا للمواد المتفجرة في الخضيرة جنوب حيفا