جريدة الوطن:
2024-07-03@20:10:41 GMT

سوريا .. إرهاب مزدوج لا بد من مقاومته

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

سوريا .. إرهاب مزدوج لا بد من مقاومته

يَعُودُ المتآمرون على سوريا مُجددًا من الباب الواسع للإرهاب ـ بعدما خفتت وتيرته قليلًا ـ للمزاوجة بَيْنَ الإرهاب الاقتصاديِّ والإرهاب التكفيريِّ، ما يَشِي بأنَّهم في عجَلةٍ من أمْرِهم في ترتيب المشهد السوريِّ لصالحهم قَبْل أنْ ينقطعَ حبل إرهابهم الذي فتَلُوه وأعدُّوه طَوالَ أكثر من عَقْدٍ عَبْرَ عشرات التنظيمات الإرهابيَّة التي كوَّنُوها ودرَّبُوها وسلَّحُوها.


إنَّ الجريمة الإرهابيَّة باستهداف حافلة للجيش العربيِّ السوريِّ بريف دير الزور والتي راحَ ضحيَّتَها عددٌ من العسكريِّين السوريِّين لا تؤكِّد قوَّة العلاقة بَيْنَ رُعاة الإرهاب وأذرعهم فحسب، وإنَّما تفضح مدى الكذب وفائض النِّفاق بأنَّ وجود هؤلاء المتآمرين والمُتدخِّلين في الشَّأن الداخليِّ السوريِّ هو لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابيِّ ولمساعدة الشَّعب السوريِّ، لِيكتشفَ كُلُّ مَنْ له قَلْبٌ وعقْلٌ وسَمْعٌ وبَصَرٌ ووعْيٌ أنَّ هذه الجريمة الإرهابيَّة لا يُمكِن أنْ تكتملَ أركانها بِدُونِ تنسيقٍ عالٍ ودعمٍ بالمعلومات والسِّلاح بَيْنَ رُعاة الإرهاب المتآمرين وأذرعهم الإرهابيَّة المُنفِّذة، ولِيصلَ إلى قناعة تامَّة بأنَّ المستهدف هو سوريا كُلُّ سوريا (شعبًا وجيشًا وقيادةً وجغرافيا وثرواتٍ)؛ ذلك أنَّه لا يستوي التقوُّل بأنَّ الهدف من التدخُّل في الشَّأن الداخليِّ السوريِّ هو مساعدة الشَّعب السوريِّ، مع التأبُّط بالتنظيمات الإرهابيَّة المُسلَّحة وملء الجغرافيا السوريَّة ودفعها لنحْرِ السوريِّين، والعبث بالمُكوِّنات الاجتماعيَّة لتمزيق سوريا اجتماعيًّا وجغرافيًّا، ثمَّ سياسيًّا وسياديًّا واستقلاليًّا، ولا يستوي كذلك مع إحكام الخناق الاقتصادي على الشَّعب السوريِّ.
من الواضح أنَّ معشر المتآمرين على سوريا يُسارعون إلى تنفيذ مخطَّطهم بتقسيم سوريا وعزلها عن محيطها وحلفائها وتفويت فرص التلاقي وتكوين أيِّ مقاومة ضدَّ المحتل، والاستيلاء على مناطق الثروات من النفط والغاز والغذاء، وحرمان الشَّعب السوريِّ من ثرواته ومقدَّراته؛ ليس تيئيسًا فيه ومحاولة استنهاضه ضدَّ حكومته فحسب، وإنَّما أيضًا ضِمْنَ توجُّهٍ غربيٍّ استعماريٍّ يسعى إلى الاستيلاء على جميع مصادر الغذاء والطَّاقة في العالَم ليبقى هذا الغربُ الاستعماريُّ متحكِّمًا في لُقمة عيش شعوب العالَم، وكذلك لمحاولة التعويض عن مصادر الغذاء الأوكرانيَّة من الحبوب.
من الثابت وما لا يسَع جهله أنَّ المقاومة تولَدُ من رحم الاحتلال، وأمام هذا الإرهاب المزدوج الاقتصاديِّ والتكفيريِّ الذي يفرضه معشر المتآمرين على سوريا ليس من سبيل لدى الشَّعب السوريِّ من ردعه لاستعادة ثرواته المنهوبة وكرامته وسيادته واستقلاله سوى خيار المقاومة وطرد المحتل والمتآمر والإرهابيِّ، واستلهام ملاحم التَّضحيات وروح الفداء والاستشهاد التي قدَّمها أبناء الشَّعب السوريِّ (ميسلون، يوسف العظمة) لتطهير أرض سوريا الطَّاهرة من رِجْس الإرهاب والاحتلال والتكفير، وليبقَى قَلْبُها نابضًا بالعُروبة والكرامة والعزَّة والسِّيادة والاستقلال.
خميس بن حبيب التوبي
khamisaltobi@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الشعب الجمهوري يتهم أردوغان بالفشل في إدارة الملف السوري

أنقرة (زمان التركية) – حمل حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، الرئيس رجب طيب أردوغان، مسئولية تعرض اللاجئين السوريين للاعتداءات في تركيا مؤخرًا، كما تم اتهام أردوغان بالفشل في إدارة أزمة اللاجئين واحتواء الصراع في سوريا.

واندلعت توترات في عدد من المدن التركية عقب واقعة تحرش لاجئ سوري بطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات بمدينة قيصري، مما دفع عدد من الأتراك لمهاجمة وإجراق منازل ومحلات وسيارات السوريين بالمدينة ومدن أخرى، وامتدت الاضطرابات إلى شمال سوريا، حيث كان هناك رد فعل تجاه تركيا، تمثل في إنزل العلم التركي وإحراق عدد من سيارات البضائع التركية.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان، اتهم المعارضة بالمسؤولية عن وقوع هذه الأحداث.

وفي رد منه على أردوغان، نشر حزب الشعب الجمهوري تغريدة ألقى فيها باللوم على أردوغان وحكومته، جاء فيها:

– انهارت سياسة تركيا الخاصة بالشرق الأوسط وسياستها المتعلقة بسوريا واللاجئين وأفلست.

– أردوغان وحكومته هي المسؤول الرئيسي عن المشهد الكارثي الحالي.

– الحكومة جعلت تركيا أسيرة لهذه الأزمة مثلما عجزت عن حل الأزمة السورية المتسببة بهذه الأزمة.

– أردوغان تسبب بانهيار سوريا بالسياسة التي يتبعها وحول تركيا إلى مستودع عالمي للاجئين ولم يخجل من التساوم مع أوروبا على حياة هؤلاء اللاجئين.

– تم تجاهل المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والديموغرافية الناجمة عن أعداد اللاجئين المتزايدة في تركيا ولم يتم المبادرة لحل أي من هذه المشكلات.

– على تركيا الالتزام بتطبيق مبدأ عدم التدخل في شؤون الجيران الذي شكل حجر الأساس لعهد أتاتورك.

– على تركيا إعادة تحديد سياستها بشأن سوريا وإدراك أن استمرار الوضع الراهن بلغ طريق مسدود، فحرق عناصر الجيش السوري الحر الذي يتلقى راتبه من تركيا للعلم التركي وإضراره بالممتلكات التركية أمر مرفوض.

– على حكومة أردوغان نشر خارطة طريق واقعية وقابلة للتطبيق فورا لحل الأزمة بما يشمل إعادة السوريين إلى بلدهم.

– لابد من مواصلة عملية التطبيع مع إدارة الأسد.

– ندعو المواطنين إلى الاعتدال والحذر من الأعمال الاستفزازية التي قد تحدث في مثل هذه الأجواء.

Tags: أحداث قيصريأردوغانأزمة اللاجئين السوريينالعلاقات السورية التركيةحزب الشعب الجمهوريحزب العدالة والتنمية

مقالات مشابهة

  • ما مصير الوجود المضطرب للاجئين السوريين في تركيا؟
  • مقتل 429 مدنيا في سوريا تحت التعذيب منذ مطلع 2024.. بينهم عشرات الأطفال
  • بوادر جديدة للتقارب.. هل تعيد أنقرة علاقاتها مع دمشق؟
  • "مكافحة الإرهاب" العراقي يكشف حصيلة قتلى داعش الإرهابي خلال عامين
  • سبعة قتلى في تظاهرات مناهضة لتركيا في شمال سوريا  
  • الشعب الجمهوري يتهم أردوغان بالفشل في إدارة الملف السوري
  • 4 قتلى بشمال سوريا في احتجاجات على أعمال عنف ضد سوريين في تركيا
  • مقتل 4 أشخاص شمالي سوريا في احتجاجات على أعمال عنف ضد سوريين في تركيا
  • هل يجتمع أردوغان مع الأسد خلال قمة شنغهاي المقررة في أستانا؟
  • هل يجتمع أردوغان مع الأسد خلال قمة شنغهاي المقررة في أستانة؟