هل فعل نتنياهو صالحا باغتيال حسن نصر الله؟!
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
كدت أطالب بضرورة توقيع الكشف الطبي للتأكد من سلامة القوى العقلية لرئيس وزراء الكيان نتنياهو، لولا أنه أثبت بالممارسة أنه عاقل، وإن افتقد لصفة الرشد!
الليلة الماضية كانت ليلة ولا ألف ليلة، حيث نجحت المقاومة اللبنانية في القيام بالعمل الأكثر إيلاما للكيان منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بإطلاق مسيّرات من الجنوب اللبناني، عجزت الدفاعات الإسرائيلية عن تتبعها، فاستهدفت معسكرا تابع للواء غولاني، وانفجرت في مطعم المعسكر حيث كان الجنود الإسرائيليون يتناولون طعامهم، ليسقط منهم أكثر من مئة ضابط وجندي مضرجين في دمائهم، ما بين قتيل وجريح، في ليلة عاش فيها الإسرائيليون؛ حكومة وشعبا، وجيشا وحكما، في ذهول، فلا الدفاعات قادرة على الصد على طول الخط، ولا جيش الاحتلال في مأمن، ولا هو وحده صاحب زمام المبادرة، ولا نتنياهو بادعائه الجنون قادرا بإطالة أمد الحرب على احتكار زمام المبادرة!
ما بعد حسن نصر الله:
ضربة موجعة من المقاومة اللبنانية، التي بدت مطلقة السراح بعد اغتيال زعيمها السيد حسن نصر الله، وإذ انخرطت في المقاومة في اليوم التالي لطوفان الأقصى، فقد كانت كما قررت لنفسها "جبهة مساندة"، ضرباتها محسوبة بالورقة والقلم، لكن جنون نتنياهو دفعه لاستباحة الجنوب، وتجاوز الخطوط الحمراء، فاستهدف القيادات، وقام بجرائم حرب، كتلك التي يمارسها في قطاع غزة!
ضربة موجعة من المقاومة اللبنانية، التي بدت مطلقة السراح بعد اغتيال زعيمها السيد حسن نصر الله، وإذ انخرطت في المقاومة في اليوم التالي لطوفان الأقصى، فقد كانت كما قررت لنفسها "جبهة مساندة"، ضرباتها محسوبة بالورقة والقلم، لكن جنون نتنياهو دفعه لاستباحة الجنوب، وتجاوز الخطوط الحمراء
كان يظن لاختراقه لحزب الله أنه لم يعد هو الحزب العصامي في سنة 2006، القادر على أن يجعل من الجبهة اللبنانية بديلا، لعله يحقق من خلالها النصر، ومع كل إجرامه في غزة لم يحقق نصرا يمكن أن ينسب إليه، وليس انتصارا أن يستهدف القائد الكبير المستشفيات، ويقتل الأطفال، ويقوم بهدم المنازل، واستهداف المدنيين، حتى وإن بدا فوق القانون الدولي!
لقد حدد أهداف حربه، والحروب بأهدافها، لكنه لم يحقق هذه الأهداف، وبعد عام كامل من الإبادة الجماعية قرر أن ينتقل كلية الى لبنان ليجعل منها مسرحا لإجرامه، ولا أحد على ظهر الكوكب بإمكانه أن يردعه!
ومع قتله لقيادات من حماس ومن حزب الله، فقد ذهب به جنونه إلى حد أنه يستطيع أن يذهب بعيدا، فاغتال الأمين العام لحزب الله، وذهب إلى أهله يتمطى وهو يقول إنه سيعيد تشكيل المنطقة وفق إراداته.
ليس ما بعد اغتيال زعيم حزب الله كما هو قبله، ونصر الله وإن قال إنه تجاوز جبهة الإسناد، إلا أنه كان في داخلها بضربات محسوبة، وقد رسم لنفسه حدودا لا يتجاوزها إلى الحرب المفتوحة، وليس هناك خصم ذكي يمكنه أن يذهب بالحرب بعيدا، وأن يُبعد سياسيين من طريقه، ليكون في مواجهة مقاومين لا يضيعون وقتا في حسابات السياسة، لا سيما وأن الكيان لم يجعل أمامهم من سبيل إلا المواجهة على قاعدة: إما النصر وإما الشهادة!
الحرب المفتوحة:
لقد بدت المقاومة اللبنانية باغتيال حسن الله كما لو كانت فقدت عقبة في طريق المواجهة، وربما لم يعد أمامها ما تقيم له وزنا، فقد أرادها نتنياهو حربا مفتوحة، إذن فلتكن كما أراد!
ردت إيران على اغتيال إسماعيل هنية في عقر دارها، وعلى اغتيال حليفها السيد حسن نصر الله، ردا قويا، ولسنا وحدنا الذين كنا نستبعد الرد، أو أن يكون ردا هيّنا ليّنا كرد سابق لها، ولكن الحكومة الإسرائيلية كانت تتفق معنا في هذا الرأي!
وعندما حدث الرد تقزم نتنياهو الذي كان قبل قليل يظن أن لن يقدر عليه أحد، ولم يعد متمددا في الفراغ، فقد صار ظهوره الإعلامي قليلا!
وتأتي العملية الكبيرة للمقاومة اللبنانية لتربك المشهد الإسرائيلي تماما، من خلال الهجوم الذي وصفه رئيس أركان جيش الاحتلال بأنه "صعب ونتائجه مؤلمة"!
نعم إنهم يألمون كما نألم، وها هي قاعة الطعام الممتلئة بصناديد الجيش الإسرائيلي، تصبح بركة دماء!
وفي هذه الليلة لم يطل علينا نتنياهو "كشبيح في المنطقة"، واختفى معه في ذات الوقت، الذين أعلنوا من قبل أن الرد الإيراني مسرحية متفق عليها، وأن ما يقوم به حزب الله مسرحية أيضا، وأن التخلص من حسن نصر الله كان باتفاق بين إيران وإسرائيل كفصل من هذه المسرحية، وأن إيران هي من أرشدت عن موقع إسماعيل هنية كفصل آخر منها!
إنهم الذين اندفعوا يعلون من قدر المذهبية البغيضة، وباستدعاء كل ماورد في كتب الشيعة وما لم يرد ليتحمله الذين فتحوا جبهات مساندة مع المقاومة.. فمن هؤلاء؟!
إنهم الامتداد لمن وقفوا ضد التقارب المصري الإيراني في حكم الرئيس محمد مرسي، وهو التقارب الذي كان يمكن أن يمثل جبهة مساندة مهمة. وكانت النتيجة أن تنفرد عواصم خليجية بالعلاقة، ليسهل عليها الانقلاب عليه، وها هو ما يكررونه الآن، وإن أبيدت المقاومة الفلسطينية، فهل الشيعة اختراع لم يُكتشف إلا مع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة؟!
ثبت لنتنياهو أن استمراره في ادعاء الجنون عواقبه وخيمة، ومن هنا تجاوز هذه المرحلة، وصار ينسب عدم رده استجابة لطلبات بايدن، ولولا هذا الادعاء ما قام باغتيال حسن نصر الله، لتنتقل المقاومة من الحسابات الدقيقة في أدائها إلى الحرب المفتوحة، فتصيب وتؤلم
إن سلفية تستدعي الآن ما يفرق ويشوه، في الوقت الذي لم يفتح الله عليها بشيء تجاه عواصم سنية توالي الصهاينة، هي سلفية عميلة، لا تصون عرضا، ولا تحرر أرضا، وهي زاد لنتنياهو ومن معه، كما كانت خادمة للمشروع الأمريكي في تدمير سنة العراق، وفي تمكينه من تفتيت الاتحاد السوفييتي وتفكيكه، يستوي في هذا أن تكون قد فعلت هذا بسوء نية أو بسلامتها، فالطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة!
ما علينا، لقد حاول الكيان أن يستر في البداية الهجوم، لكنه لم يفلح وفي النهاية اعترف به، واعترف بفشل دفاعاته في تتبعه، كما أن صفارات الإنذار لم تشعر بالمسيرّات اللبنانية، وكأنها عفريت تسلل إلى هدفه سرا، لكنهم في النهاية اعترفوا وإن كنا لا نسلم بما تم إعلانه من أعداد القتلى والمصابين، فهم لا يقولون الحقيقة دائما.
ليس مجنونا:
وإزاء المقاومة المفتوحة لحزب الله، بعد اغتيال حسن نصر الله، تبين أن نتنياهو ليس مجنونا، لكنه يدعي الجنون، معتقدا أن ذلك يمكّنه من أن ينتقل زعيما إسرائيليا يحلف القوم بحياته!
إنه يسرب بأن الذي منعه من الرد واستهداف بيروت بعد هذا الهجوم، هو أنه استجاب لطلب الرئيس الأمريكي، تماما كما أدعى أن الرئيس الأمريكي هو من طلب منه عدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية، ومنذ متى يستمع لنصائح بايدن وطلباته، وهو يستخف به، كما لو كان مجرد مسن يسكن في إحدى دور المسنين وليس حاكم البيت الأبيض حتى ساعته وتاريخه!
لقد ثبت لنتنياهو أن استمراره في ادعاء الجنون عواقبه وخيمة، ومن هنا تجاوز هذه المرحلة، وصار ينسب عدم رده استجابة لطلبات بايدن، ولولا هذا الادعاء ما قام باغتيال حسن نصر الله، لتنتقل المقاومة من الحسابات الدقيقة في أدائها إلى الحرب المفتوحة، فتصيب وتؤلم.
لقد وقع المذكور في شر أعماله، وعمل عملا صالحا للمقاومة باغتيال حسن الله!
فلتشكره المقاومة على حسن تعاونه معها!
x.com/selimazouz1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو المقاومة الإسرائيلية حزب الله الهجوم هجوم إسرائيل نتنياهو حزب الله المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة اللبنانیة اغتیال حسن نصر الله الحرب المفتوحة باغتیال حسن بعد اغتیال
إقرأ أيضاً:
نعيم قاسم يوجه التحية لليمن وقائدها
وتوجه الشيخ نعيم قاسم، في كلمة متلفزة له، بالتحية إلى اليمن السعيد والقائد الفذ السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي والشعب بما قدمه من تضحيات ويدهم على الزناد إسنادا لغزة.
وأكد الشيخ نعيم قاسم أن المقاومين والشعب الفلسطيني أفشل مخطط “إسرائيل” الكبير، مباركا للشعب الفلسطيني ومقاومته اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يدل على ثبات المقاومة التي أخذت ما تريد ولم يستطع العدو أخذ ما يريد.
ورأى الشيخ قاسم أن الخلافات داخل الكيان ستزداد ولا حل إلا بعودة فلسطين إلى أهلها، مضيفا أن التاريخ سيسجل مكانة غزة في التضحيات في كسر مشروع العدو الإسرائيلي.
جبهة الإسناد اللبنانية
وبشأن جبهة الإسناد اللبنانية، أكد الشيخ نعيم قاسم أن مواجهة حزب الله في لبنان ساهمت في نصرة غزة، مشيرا إلى أن لبنان قدم الغالي والنفيس من خلال حزب الله وحركة أمل والشعب اللبناني
وأوضح أن حزب الله عطل هدف "إسرائيل" بإنهاء المقاومة في لبنان التي خرجت عزيزة مرفوعة الرأس، مشددا على أن المقاومة في لبنان ستبقى عصية على المشروع "الإسرائيلي" - الأمريكي
ولفت إلى أن لبنان وحزب الله قدم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله على رأس القائمة وقدم السيد هاشم صفي الدين والعديد من الشهداء والجرحى.
ودعا الدولة اللبنانية للحزم بشأن الخروقات "الإسرائيلية" التي تجاوزت المئات، مؤكدا أن هذا أمر لا يمكن ان يستمر، مضيفا صبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة لتنفيذ هذا الاتفاق لكن أدعوكم إلى أن لا تختبروا صبرنا.
وبخصوص الملف الداخلي اللبناني، أوضح الشيخ قاسم أن مساهمة حزب الله وحركة أمل هي التي أدت إلى انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالتوافق.
وقال: لن يتمكن أحد من استثمار نتائج العدوان في السياسة الداخلية، مبينا أن الاتفاق حصرا هو في جنوب الليطاني وخرجنا بحمد الله تعالى مرفوعي الرأس.
وتوجه الشيخ نعيم قاسم بالتحية تحية إلى العراق الأبي بمرجعيته وشعبه وحشده ومساندته للقضية الفلسطينية ستبقى المقاومة في لبنان، كما حيا جبهة الإسناد الإيرانية وعلى رأسها قائد الثورة الإسلامية السيد على الخامنئي.