خاص-أثير

إعداد: د. أحلام بنت حمود الجهورية، باحثة وكاتبة في التاريخ، عضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية العُمانية.

يُصادف اليوم 13 أغسطس ذكرى ميلاد السلطان سعيد بن تيمور، الذي سنستعرض ملامح من سيرته عبر هذا المقال في “أثير”.

أولا: مولده وتعليمه:

  يُعد السلطان سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي أكبر أبناء السلطان تيمور بن فيصل.

وُلد في مسقط 18 شعبان 1328هـ/ 13 أغسطس 1910م. والدته هي السيدة فاطمة بنت علي بن سالم بن ثويني بن سعيد بن سلطان البوسعيدية. وله أربعة إخوة: ماجد وطارق وفهر وشبيب، وأخت واحدة: بثينة.

تلقى بداية تعليمه في المنزل وعندما بلغ الحادية عشرةمن عمره تم إرساله إلى كلية مايو في أجمير بولاية راجيوتانا الهندية وهي مدرسة يتعلم فيها الكثير من أبناء الأمراء الهنود وغيرهم، حيث درس هناك ابتداءً من فبراير1922م وتخرج منها في يونيو 1927م.  وحين بلغ السابعة عشرة من عمره، اهتم السلطان تيمور بأن يتعلم ابنه سعيد في بيئة عربية كي يتحصل على معرفة باللغة العربية فأرسله إلى بغداد في عام 1927م حيث درسهنالك لمدة عامين.

بعد العودة من بغداد اكتسب تجربة وخبرة في ميادين الإدارة والحكم وأصبح يعتمد عليه والده في إدارة شؤون البلاد، إذ كان  يحضر بانتظام اجتماعات مجلس الوزراء، وبعد وفاة السيد محمد بن أحمد الغشام رئيس مجلس الوزراء عيّنه والده رئيسا لمجلس الوزراء في صفر 1348هـ/ أغسطس 1929م، وكان يشرف على الشؤون المالية للدولة إلى جانب رئاسته لمجلس الوزراء، وفي الفترة التي سبقت تسلم السيد سعيد لمقاليد الحكم، والتي كان فيها أبوه غائبا عن عُمان كان يشرف بنفسه على إدارة الحكم، وكان يمارس صلاحيات السلطان جميعها في الفترات التي يسافر فيها والده.

ثانيا: فترة حكمه:

تولى السلطان سعيد بن تيمور الحكم رسميا في 4 شوال 1350هـ/ 10 فبراير 1932م بعد تنازل والده السلطان تيمور بن فيصل عن الحكم. ومما جاء في وثيقة التنازل: “لقد رفعنا منذ اليوم يدنا من كل حقوق الحكم، واخترنا خلفا لنا ابننا السيد سعيد بن السيد تيمور كسلطان لحكومتنا، ونحن نسلمه قيادة سياسة الدولة وإدارة الحكومة”.

– الأوضاع السياسية الداخلية:

ورث السلطان سعيد بن تيمور وضعا سياسيا صعبا تزامن مع إمامة محمد بن عبد الله الخليلي (1338-1373هـ/ 1920-1954م)، وعمل السلطان سعيد على توحيد عُمان واستعادة المناطق العُمانية التي أصبحت خاضعة لقوات الإمامة وفقًا لاتفاقية السيب الموقعة بين السلطان تيمور بن فيصل والإمام محمد بن عبدالله الخليلي عام 1339هـ/ 1920م، فأقام علاقات صداقة مع زعماء القبائل العُمانية الذين وجه لهم الدعوات لزيارته في مسقط، ولبى كثير منهم دعوته.

ومن ضمن التحديات التي واجهها السلطان سعيد بن تييمور إعلان جبهة تحرير ظفار الحرب ضد حكومة السلطان سعيد بن تيمور في 9 صفر 1385هـ/ 9 يونيو 1965م، فأغاروا على حصن طاقة وحصن مرباط، ونفذوا مجموعة كمائن على الطريق الواقع بين مسقط وصلال. كما خططوا لاغتيال السلطان سعيد أثناء رعايته أحد الطوابير العسكرية في معسكر أرزات في 5 محرم 1386هـ/ 26إبريل 1966م، غير أن تلك الخطة فشلت في تحقيق هدفها؛ مما جعل القوات الحكومية تقوم بعدة عمليات عسكرية في جبال ظفار ردا على محاولة اغتيال السلطان، وفي 1388هـ/ 1969م سيطر الثوار على ضلكوت ورخيوت وسدح، واستمرت الحرب حتى عام 1395هـ/ 1975م في عهد السلطان قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه- الذي انتصر عليهم في صرفيت.

– الإصلاحات الإدارية والمالية والتنموية:

قام السلطان سعيد ببعض الإجراءات من أجل الإصلاح السياسي –من وجهة نظره الخاصة- والبداية بإلغاء مجلس الوزراء وجاء ذلك بعد أسبوع من بداية حكمه في 17 فبراير 1932م، ومعه إلغاء منصب رئيس مجلس الوزراء، وأنشأ بدلا من ذلك ثلاثة نظارات (وزارات) لتسيير أمور الحكم، وتولى بنفسه نظارة الشؤون الخارجية بينما أسند منصب والي مطرح- وهو المنصب الذي يتبعه كل ولاة منطقة الباطنة- إلى عمه السيد حمد بن فيصل، كما عيَّن عمه السيد شهاب بن فيصل ممثلا له، وقائما بأمور الحكم في مسقط، بينما لم يسند لعمه الأكبر السيد نادر بن فيصل أي منصب سياسي.

تبنى السلطان سعيد بن تيمور سياسة مالية اعتمدت على الموارد القليلة للبلاد وذلك لتأثر عُمان بظروف الكساد الاقتصادي العالمي في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي، واعتمد السلطان سعيد بن تيمور على عدد من الشخصيات كمستشارين له، فبالإضافة إلى المناصب التي تولاها أبناء الأسرة الحاكمة كشهاب بن فيصل بن تركي وكيلا أو نائباً عن السلطان في مسقط والممثل الخاص للسلطان، وحمد بن فيصل بن تركي والياً على مطرح، وتثبيت سكرتير والده أحمد الشبلي في منصبه. كما عيّن الشيخ الليبي المولد سليمان بن عبد الله الباروني مستشارا للشؤون الدينية والداخلية ابتداءً من عام 1934م وظل في هذا المنصب حتى عام 1938م. ومن المستشارين الآخرين الذين اعتمد عليهم السلطان سعيد في فترة لاحقة السيد أحمد بن إبراهيم البوسعيدي-ابن أخ الإمام عزان بن قيس- وعيّنه السلطان سعيد في منصب ناظر الولاة. أما إسماعيل بن خليل الرصاصي فهو من المستشارين العرب الذين اعتمد عليهم السلطان سعيد وهو فلسطيني الأصل، عمل في البداية كناظر للمدرسة السلطانية الخاصة، وبعد ذلك تدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب والي مطرح، كما عيّن السيد هلال بن بدر البوسعيدي سكرتيراً خاصاً للسلطان بعد أحمد الشبلي.

اتخذ السلطان سعيد بن تيمور بعد تصدير النفط العُماني في 1386هـ/ 1967م عدة إجراءات تنموية وذلك لما تدره عائدات تصدير النفط من أموال على خزينة الدولة، فأصدر أوامره في عام 1388هـ/ 1969م بتأسيس مجلس الإعمار تكون مهمته تنفيذ المشاريع التي يقررها السلطان، وترتيب الموازنة اللازمة لكل مشروع، والاتصال بالخبراء والفنيين للاستفادة من خبراتهم في تنفيذ تلك المشروعات، ووضعت الخطط للعديد من المشروعات الخدمية الأساسية مثل: مشروع تزويد مسقط بالمياه، وإنشاء دائرة بريد مركزي، ومدرسة للبنات، والمستشفى السعيدي في روي، ومستوصفين في مسقط ومطرح، ومستشفى في تنعم (عبري) وآخر في صور، وإعادة تأهيل ميناء مطرح، وإنشاء كورنيش بمطرح، وإقامة سوق للخضار واللحوم في مسقط وآخر في مطرح، وأصدر الريال السعيدي ليكون العملة الرسمية في البلاد بدلا عن العملات الأجنبية التي كانت منتشرة مثل: الدولار النمساوي والروبية الهندية.

كما أسس السلطان سعيد بن تيمور المدرسة السعيدية بصلالة عام 1355هـ/ 1936م، ثم المدرسة السعيدية بمسقط عام 1359هـ/1940م، ثم المدرسة السعيدية بمطرح 1379هـ/ 1959م. وأنشأ إدارة التنمية في 1379هـ/ 1959م لتشرف على قطاعات الصحة والزراعة والأشغال العامة، فأسست تلك الإدارة بعض العيادات منها: مستشفى الإرسالية الأمريكية في مطرح، وفي المجال الزراعي أنشئت مزرعتان تجريبيتان في نزوىوصحار، كما قامت تلك الإدارة بتمهيد مجموعة من الطرق، وأنشئ نظام اتصال (راديو – هاتف) في بيت الفلج، ونفذت شركة كهرباء مسقط مشروع تزويد مسقطبالكهرباء.

الزيارات والعلاقات الخارجية:

تعد رحلة السلطان سعيد بن تيمور حول العالم في الفترة من 9 نوفمبر 1937م إلى 13 يوليو 1938م رحلة تاريخية مهمة على مستوى العلاقات بين حكومة مسقط وعُمان وحكومات الدول التي زارها. وصل السلطان سعيد والوفد المرافق له-تكون الوفد المرافق من أخيه غير الشقيق السيد طارق بن تيمور وسكرتيره هلال بن بدر ومسؤول المراسم أحمد الشبلي ومساعده الخاص عبد المنعم الزواوي واثنين من المعاونين– إلى ميناء كراتشي مبتدئا رحلته حول العالم في  9 نوفمبر 1937م، وفي 12 نوفمبر 1937م وصل السلطان سعيد إلى نيودلهي، واستقبلوا في مقر نائب الحاكم في 8 رمضان 1356هـ/ 12نوفمبر1937م، واستقر عشرة أيام في ضيافة الحكومة الهندية، ثم توجه إلى كوبيه في اليابان لزيارة والده تيمور، وأمضى هنالك 17 يوما، ثم توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة أمريكية ورافقه فيها والده، ووصل في 18 ذي الحجة 1356هـ/ 19 فبراير 1938م إلى سان فرانسيسكو، ثم توجه إلى واشنطن وكان في استقباله وزير الخارجية الأمريكي كورديل هل، وخرج مع الرئيس الأمريكي روزفلت برحلة بحرية، ثم غادر نيويورك إلى بريطانيا التي وصلها في 26 محرم 1357هـ (28مارس 1938م)، فاستقبله الملك جورج السادس الذي منحه وشاح الفارس من الحكومة البريطانية، وبعد أسبوعين سافر إلى باريس، وعاد إلى لندن مرة أخرى في 18 صفر 1357هـ/ 19 أبريل 1938م، وفي 22 أبريل غادر السلطان بريطانيا بالباخرة، منهياً زيارته التاريخية الأولى وبعدها زار إيطاليا زيارة خاصة في الأول من مايو 1938م، ووصل مسقط في 13 يوليو 1938م مروراً بقناة السويس وبومباي بالهند.

ثالثا: وفاته:

استمر حكم السلطان سعيد بن تيمور 38 عاما بدءا من تنازل والده السلطان تيمور عن الحكم في عام 1932م وحتى العام الذي تنازل فيه عن الحكم لابنه السلطان قابوس في 23 يوليو 1970م، حيث أقام في فندق دورشستر في لندن، وتُوفي إثر نوبة قلبية تعرض لها وهو على ظهر سفينة سياحية في 19 أكتوبر 1972م، أي بعد عام وثلاثة أشهر من تولي نجله السلطان قابوس مقاليد الحكم في 19 جمادى الأولى 1390هـ/ 23 يوليو 1970م، ودُفن في الجزء المخصص للمسلمين في مقبرة بروكود، وشهد مراسم الدفن أخواه السيد طارق بن تيمور والسيد فهر بن تيمور، وسماحة الشيخ إبراهيم العبري مفتي عام سلطنة عمان آنذاك.

وصف الرائد بريمنر السلطان سعيد بن تيمور في تقريره السنوي في العام 1932م: “يتمتع هذا السلطان الشاب بعقل ذكي وحاد وأظهر رغبة واضحة وملاحظات تدل على أنه ينوي أن ينشئ جهازاً إدارياً خاصاً به لإدارة دولته، وبدا واضحاً أنه يتمتع بشخصية قوية ويستطيع اتخاذ ما يلزم من قرارات لمواجهة المعوقات والمشاكل التي تصادفه”. ومن أهم الشهادات المسجلة في السلطان سعيد بن تيمور، ما ذكره لاندن: “وبصرف النظر عن الافتراضات والتخمينات فإنه من الواضح أن السلطان سعيد رغم كل شيء …، ومهما يكن مترددا إزاء انضمام عُمان إلى ركب الحياة العصرية، كان وما يزال أهم حكام البوسعيد منذ عهد سميه العظيم سعيد بن سلطان قبل أكثر من قرن”.

قائمة المصادر والمراجع:

1. الرصيد الوثائقي للسلطان تيمور بن فيصل، هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، مسقط، سلطنة عُمان. 2. الرصيد الوثائقي للسلطان سعيد بن تيمور، هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، مسقط، سلطنة عُمان. 3. الحارثي، محمد بن عبد الله، إعداد وترجمة. موسوعة عُمان الوثائق السرية. مج1، د.ط، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت: 2007م. 4. العتيقي، ناصر بن سعيد. الأوضاع السياسية العُمانية في عهد السلطان سعيد بن تيمور (1932-1954م). ط1، دار الفرقد، دمشق: 2015م. 5. غباش، حسين غانم. عُمان الديمقراطية الإسلامية. ط4، دار الفارابي، بيروت: 2006م. 6. الطائي، عبد الله بن محمد. تاريخ عُمان السياسي. ط1، مكتبة الربيعان للنشر والتوزيع، الكويت: 2008م. 7. مجموعة باحثين. الموسوعة العُمانية. مج5، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2013م. 8. لاندن، روبرت جيران. عُمان منذ 1856مسيراً ومصيراً. تر: محمد أمين عبد الله، ط5، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط: 1994م.   9. العليان، محمد عبد الله. ماذا حدث يوم 23 يوليو 1970م. مجلة فلق الإلكترونية، عدد 42، سنة 2013م. (تاريخ الاطلاع على المقال: 3 مارس 2020م   https://www.alfalq.com)

الهوامش:

1

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: مجلس الوزراء الع مانیة عبد الله محمد بن فی مسقط بن سعید بن عبد

إقرأ أيضاً:

فيرتف تستشرف ملامح دعم وتمكين وتنظيم الذكاء الاصطناعي

من المتوقع أن يشهد العام القادم تطورات نوعية في تقنيات الطاقة والتبريد لأجهزة الذكاء الاصطناعي والتركيز على إدارة استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات لتحقيق الاستدامة

 يواصل الذكاء الاصطناعي إعادة تشكيل صناعة مراكز البيانات، وهو ما ينعكس بوضوح في التوقعات الخاصة باتجاهات مراكز البيانات لعام 2025 التي قدمتها شركة فيرتف- Vertiv، والمزود لحلول البنية التحتية الرقمية الحيوية وحلول استمرارية الأعمال؛ ويتوقع خبراء فيرتف أن تشهد الصناعة مزيداً من الابتكار والتكامل لدعم الحوسبة عالية الكثافة، إلى جانب تعزيز التدقيق التنظيمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع زيادة التركيز على جهود الاستدامة وتعزيز الأمن السيبراني.

وقال جيوردانو ألبرتازي، الرئيس التنفيذي لشركة "فيرتف": لقد توقع خبراؤنا بدقة الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحاجة إلى التحول نحو استراتيجيات أكثر تعقيدًا في التبريد السائل والهوائي كأحد الاتجاهات الرئيسية لعام 2024. ومن المتوقع أن تتسارع هذه الأنشطة وتتطور بشكل أكبر في عام 2025. ومع دفع الذكاء الاصطناعي كثافات الأحمال داخل الحاويات إلى مستويات تتراوح بين ثلاثة وأربعة أرقام بالكيلوواط، تبرز الحاجة الملحّة إلى حلول متقدمة وقابلة للتطوير لتزويد تلك الحاويات بالطاقة وتبريدها، وتقليل أثرها البيئي، ودعم مصانع الذكاء الاصطناعي الناشئة. . نحن نتوقع تقدمًا كبيرًا في هذا المجال خلال عام 2025، وهو ما يتطلبه عملاؤنا."

وفقاً لخبراء فيرتف، إن الاتجاهات الأكثر احتمالاً للظهور في صناعة مراكز البيانات بحلول عام  2025 هي على الشكل التالي:

1. إبتكار بنية الطاقة والتبريد لمواكبة تكثيف الحوسبة: في عام 2025، سيزداد تأثير الأحمال الحاسوبية المكثفة وستقوم الصناعة بإدارة هذا التغيير المفاجئ بطرق متعددة. ستستمر الحوسبة المتقدمة في الانتقال من المعالج المركزي (CPU) إلى معالج الرسوميات (GPU) للاستفادة من القدرة على الحوسبة المتوازية للـ GPU والنقطة الحرارية العالية للرقائق الحديثة. سيؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على أنظمة الطاقة والتبريد الحالية، مما يدفع مشغلي مراكز البيانات نحو حلول التبريد باستخدام الألواح الباردة والتبريد بالغمر التي تزيل الحرارة على مستوى الأرفف. ستتأثر مراكز البيانات المؤسسية بهذا الاتجاه، حيث يتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل مزودي السحابة والمراكز المشتركة بعد أن كان مقتصرًا على مقدمي الخدمات في المراحل الأولى.
• ستحتاج رفوف الذكاء الاصطناعي إلى أنظمة وحدات الطاقة غير المنقطعة (UPS) والبطاريات، ومعدات توزيع الطاقة، ووصلات مفاتيح كهربائية ذات كثافات طاقة أعلى للتعامل مع أحمال الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تتقلب من 10% في وضع الخمول إلى 150% في حالة التحميل الزائد في لمح البصر
• ستتطور أنظمة التبريد الهجينة التي تشمل تكوينات سائل إلى سائل، وسائل إلى هواء، وسائل إلى مبرد، في نماذج رفوف تركيبية، ومحطات محيطية، وأرفف قائمة على الصفوف، التي يمكن نشرها في التطبيقات الحديثة أو الجديدة.
• ستُدمج أنظمة التبريد السائل بشكل متزايد مع أنظمة UPS المخصصة لها وعالية الكثافة لضمان التشغيل المستمر.
• الخوادم مع البنية التحتية اللازمة لدعمها، بما في ذلك أنظمة التبريد السائل المدمجة في المصانع، مما سيسهم في تحسين كفاءة التصنيع والتجميع، وتسريع عملية النشر، وتقليص المساحة المطلوبة للمعدات، فضلاً عن زيادة كفاءة الطاقة في الأنظمة.

2. مراكز البيانات تعطي الأولوية للتحديات المتعلقة بتوفر الطاقة: تسببت الشبكات الممتدة بشكل مفرط والطلبات المتزايدة على الطاقة في تغيير الطريقة التي تستهلك بها مراكز البيانات الكهرباء. على الصعيد العالمي، تستخدم مراكز البيانات ما معدله ١-٢٪ من إجمالي استهلاك الطاقة في العالم، لكن الذكاء الاصطناعي يدفع باتجاه زيادة الاستهلاك، ومن المرجح أن يصل ذلك إلى ٣-٤٪ بحلول عام ٢٠٣٠. من المتوقع أن تضع هذه الزيادات ضغوطًا على الشبكة الكهربائية قد لا تتمكن العديد من شركات الطاقة من تحملها، مما سيجذب اهتمامًا تنظيميًا من الحكومات في جميع أنحاء العالم – بما في ذلك احتمال فرض قيود على بناء مراكز البيانات واستخدام الطاقة – وارتفاع التكاليف والانبعاثات الكربونية التي تسابق منظمات مراكز البيانات للسيطرة عليها. هذه الضغوط تجعل المنظمات تركز أكثر من أي وقت مضى على كفاءة الطاقة والاستدامة.

في عام ٢٠٢٤، توقعنا اتجاهًا نحو البدائل الطاقوية ونشر شبكات الطاقة الصغيرة (الميكروجريد)، وفي عام ٢٠٢٥ نلاحظ تسارعًا في هذا الاتجاه، مع تحركات فعلية نحو إعطاء الأولوية للبحث عن حلول طاقة أكثر كفاءة وبدائل طاقوية جديدة في هذا المجال. أصبحت خلايا الوقود والكيميائيات البديلة للبطاريات متاحة بشكل متزايد كخيارات طاقة لشبكات الميكروجريد. وعلى المدى الطويل، تعمل العديد من الشركات على تطوير مفاعلات نووية صغيرة مخصصة لمراكز البيانات والمستهلكين الكبار للطاقة. ومن المتوقع أن تصبح هذه المفاعلات متاحة في نهاية العقد الحالي. يظل التطور في هذا المجال محل متابعة دقيقة خلال العام ٢٠٢٥.

3. شركاء الصناعة يتعاونون لدفع تطوير "مصانع الذكاء الاصطناعي": لقد كانت كثافة الأرفف تتزايد بشكل مستمر على مدار السنوات الماضية، ولكن بالنسبة لصناعة كانت تدعم كثافة متوسطة تبلغ 8.2 كيلو واط في عام 2020، فإن التوقعات بوجود أرفف لمصانع الذكاء الاصطناعي تتراوح بين 500 إلى 1000 كيلو واط أو أكثر قريبًا ستمثل اضطرابًا غير مسبوق. نتيجة لهذه التغيرات السريعة، سيزيد تعاون مطوري الرقائق والعملاء، ومصنعي البنية التحتية للطاقة والتبريد، والمرافق، وأصحاب المصلحة الآخرين في الصناعة لتطوير ودعم خرائط طريق شفافة تُمكن من تبني الذكاء الاصطناعي. يمتد هذا التعاون ليشمل أدوات التطوير المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتسريع الهندسة والتصنيع للتصاميم القياسية والمخصصة. وفي العام المقبل، سيعمل مصنعو الرقائق، ومصممو البنية التحتية، والعملاء على التعاون بشكل أكبر والتوجه نحو شراكات تصنيع تتيح تكاملًا حقيقيًا بين تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية.

4. الذكاء الاصطناعي يجعل الأمن السيبراني أكثر صعوبة – وأسهل في نفس الوقت: إن الزيادة المستمرة في تكرار وشدة هجمات برامج الفدية تستدعي إعادة تقييم شاملة لعمليات الأمن السيبراني، ودور مجتمع مراكز البيانات في الوقاية من هذه الهجمات. في العام الماضي، شكلت هجمات الفدية أو الابتزاز ثلث الهجمات التي استهدفت مختلف الأنظمة، واليوم يعتمد المهاجمون على أدوات الذكاء الاصطناعي لزيادة فعالية هجماتهم، وتوسيع نطاق استهدافهم، وتطبيق أساليب أكثر تطورًا. وأصبح من الشائع أن تبدأ الهجمات باختراقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لأنظمة التحكم، والأجهزة المدمجة، والأجهزة المتصلة بالبنية التحتية، التي قد لا تكون مصممة دائمًا لتلبية نفس معايير الأمان المطلوبة من مكونات الشبكة الأخرى. وإذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، فإن حتى أكثر مراكز البيانات تطورًا قد تصبح عرضة للتحويل إلى أنظمة غير قابلة للاستخدام.

مع استمرار استخدام المجرمين الإلكترونيين للذكاء الاصطناعي لزيادة وتيرة الهجمات، يصبح من الضروري على خبراء الأمن السيبراني ومديري الشبكات ومشغلي مراكز البيانات أن يتطوروا باستمرار من خلال ابتكار تقنيات أمنية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ورغم أن المبادئ الأساسية وأفضل ممارسات الدفاع لا تزال كما هي، إلا أن التغير المستمر في طبيعة الهجمات ومصادرها وتواترها يضيف تحديات جديدة تتطلب استراتيجيات حديثة لمواكبة تطورات الأمن السيبراني.

5. عامل الهيئات التنظيمية الحكومية والصناعية مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخدامات الطاقة: بينما كانت توقعاتنا لعام ٢٠٢٣ تركز على التشريعات الحكومية المتعلقة باستخدام الطاقة، فإننا نتوقع في عام ٢٠٢٥ أن تتوسع هذه التنظيمات لتشمل بشكل متزايد تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي نفسه. تسابق الحكومات والهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم لتقييم تداعيات الذكاء الاصطناعي وتطوير آليات الحوكمة الخاصة باستخدامه. يكتسب الاتجاه نحو الذكاء الاصطناعي السيادي – الذي يشمل تحكم أو تأثير الدول في تطوير ونشر وتنظيم الذكاء الاصطناعي – أهمية خاصة في إطار قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي، وقانون الأمن السيبراني الصيني (CSL)، وإطار حوكمة أمان الذكاء الاصطناعي.

 

مقالات مشابهة

  • برج الدلو: أموال في الطريق إليك.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024
  • المقصود بالمسح على الجورب وحكمه عند الوضوء
  • فيرتف تستشرف ملامح دعم وتمكين وتنظيم الذكاء الاصطناعي
  • يوم سعيد للحوت.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024
  • برج الأسد حظك اليوم الخميس 21 نوفمبر.. دعم كبير في الطريق إليك
  • اليوم العالمي لإحياء ذكرى المتحولين جنسياً: حالات العنف المتزايدة تدق ناقوس الخطر
  • «فيروز».. سارة سلامة تكشف ملامح جديدة لشخصيتها في مسلسل نقطة سودة
  • لهذا السبب.. محمود حميدة يرفض تقديم سيرته الذاتية
  • العراق يخرج بفوز ثمين من ملعب نظيره العماني وينتظر “الدخان الأبيض” من الكويت
  • السوداني يجري اتصالاً ببعثة منتخبنا الوطني في مسقط