سلطت التطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ولبنان، الضوء على جبهة الجولان التي بدأت تصعد إلى واجهة الأحداث مؤخرا على وقع تقارير عن توغل إسرائيلي لمئات الأمتار في الجانب السوري غير المحتل.

وعلى الرغم  من نقل صحيفة "الوطن" نفي النظام لحدوث أي توغل، أفادت مصادر محلية بدخول قوة تابعة للاحتلال مدعومة بآليات وعناصر ومصفحات مزودة برشاشات، إلى الأراضي السورية، قرب بلدة كودنة في ريف القنيطرة الجنوبي، من جانب تل الأحمر الغربي، وجرفت أراضي زراعية.



وأوضح موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي، بإن عمليات التجريف الإسرائيلية استهدفت مساحة بطول 500 متر وعرض ألف متر، مؤكدا أن قوات الاحتلال المتوغلة ضمت المساحة المشار إلى الجانب المحتل من خلال إحاطتها بالأسلاك الشائكة.

هذه التطورات، تسلط الضوء على جبهة الجولان التي توصف بأنها "باردة" منذ أكثر من 50 عاما بموجب اتفاقية فض الاشتباك الموقعة برعاية أممية بين النظام والاحتلال الإسرائيلي بعد حرب عام 1973، بالإضافة إلى دور القوات الأممية "أندوف" الموجودة هناك منذ تاريخ توقيع الاتفاق.

ما قصة الجبهة؟
تقع مرتفعات الجولان في أقصى الجنوب الغربي من الأراضي السورية، وتحمل أهمية عالية بسبب موقعها الاستراتيجي وطبيعتها الجغرافية، حيث تعد أرض زراعية خصبة تضم كثيرا من الموارد الطبيعية.

ولا تبعد مرتفعات الجولان عن العاصمة السورية دمشق سوى ما لا يقل عن الـ60 كيلومتر.

استولى الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب حزيران /يونيو عام 1967، على 1250 كيلومترا مربعا من مساحة الجولان الإجمالية المقدرة بـ1860 كيلومترا مربعا.


وبعد حرب تشرين الأول /أكتوبر عام 1973، استعادت سوريا نحو 100 كيلومتر مربع من المساحة المحتلة، وأسفرت هذه الحرب عن اتفاقية بين النظام السوري والاحتلال الإسرائيلي عرف باتفاقية فض الاشتباك بين قوات الجانبين.

وفي نهاية أيار /مايو عام 1974، وقع النظام السوري والاحتلال الإسرائيلي بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي (السابق)، على اتفاقية فض الاشتباك التي نصت على وقف إطلاق النار في البر والبحر والجو.

كما نصت الاتفاقية على امتناع الجانبين عن جميع الأعمال العسكرية فور توقيع هذه الوثيقة، وذلك تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 الصادر في  22 تشرين الأول /أكتوبر عام 1973.

وعام 1981، قرر الاحتلال الإسرائيلي إعلان ضم مرتفعات الجولان التي احتلها عام 1967، بشكل أحادي بعد قرار صادر عن "الكنيست"، على الرغم من رفض مجلس الأمن والمجتمع الدولي.

وعام 2019، اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بما وصفه "سيادة" دولة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل، في تحول كبير عن سياسة اتبعتها الولايات المتحدة لعشرات السنين، حسب وكالة رويترز.

ما هي قوات "أندوف"؟
بموجب اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي، صدر قرار من مجلس الأمن الدولي بإنشاء قوة "أندوف" بعد مراقبة فض الاشتباك بين الجانبين.

ونص القرار على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين الجانبين  بعرض يصل إلى 7 كيلومترات في أوسع المناطق و200 متر في أضيقها، بحيث لا يتواجد فيها سوى أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة لفض الاشتباك "أندوف".

ومنذ ذلك الوقت، تواصل القوات الأممية عملها في المنطقة، بهدف متابعة وقف إطلاق النار بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي.


ويُجدد عمل هذه القوات الأممية بشكل دوري بموجب قرار يصدر عن مجلس الأمن، وكان آخر تمديد مدة ولاية "أندوف" في شهر حزيران /يونيو الماضي، حيث وافق مجلس الأمن الدولي الإجماع على إطالة مدة عمل القوات الأممية مدة 6 أشهر، أي إلى نهاية شهر كانون الأول /ديسمبر المقبل.

وجاء هذا التمديد على وقع توترات غير مسبوقة في المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان وقطاع غزة، فضلا عن المخاوف من اشتعال جبهة الجولان الذي حرص نظام الأسد طوال العقود الخمسة الماضي على إبقائها باردة، وفق مراقبين.

فعلى الرغم من تصاعد الغارات الإسرائيلية على مختلف مناطق سوريا مع تصاعد التوترات في المنطقة، والحديث عن توغلات إسرائيلية متكررة في الأراضي السورية، إلا أن نظام بشار الأسد لا يزال يلتزم الصمت إزاء تلك الانتهاكات الإسرائيلية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الجولان الاحتلال سوريا النظام السوري سوريا الاحتلال النظام السوري الجولان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة والاحتلال الإسرائیلی الاحتلال الإسرائیلی القوات الأممیة جبهة الجولان مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

اليمن يلمح بتوسيع عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي باستهداف مناطق خارج فلسطين المحتلة (بنك الأهداف القادم)

الجديد برس|

ألمحت اليمن، السبت، إلى نيتها توسيع نطاق عملياتها البرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد تنفيذ هجوم جديد استهدف منطقة الجولان السوري المحتل، في تطور غير مسبوق ضمن العمليات اليمنية المساندة لغزة.

وأكد العميد عبدالله عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي، عبر تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تنفيذ الهجوم اليمني قائلاً: “بعد مسيرة يافا، ثمة أخرى وصلت إلى هدفها في الجولان”، ما يشير إلى استهداف مباشر للجولان، وهي عملية تعتبر الأولى من نوعها.

وكانت العمليات اليمنية السابقة تركزت على مدن مثل إيلات وتل أبيب وعسقلان وحيفا. ويعد توسيع رقعة العمليات نحو الجولان خطوة جديدة في مسار العمليات العسكرية اليمنية، مع اقتراب الذكرى الأولى على تدشينها، مما يعكس تطوراً مهماً في سير المعركة.

مقالات مشابهة

  • المرتضى: مجلس الأمن لا يساوي شيئاً عند الإسرائيلي
  • العقوري: هناك حملات دولية ممنهجة لتشويه صورة المؤسسات الليبية
  • بعد انتشاره في رواندا.. ماذا نعرف عن فيروس ماربورج الفتاك؟
  • للمرة الثالثة.. المقاومة العراقية تقصف هدفاً حيوياً للعدو الإسرائيلي في الجولان المحتل
  • رسالة صلح من «هنيدي» لمحمد فؤاد بعد خلاف دام 27 عاما.. ماذا قال؟
  • اليمن يلمح بتوسيع عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي باستهداف مناطق خارج فلسطين المحتلة (بنك الأهداف القادم)
  • برلماني يدين بشدة العدوان الإسرائيلي على قوات ”اليونيفيل” بالجنوب اللبناني
  • السودان والاتحاد الافريقي والقوات الدولية.. هل يعيد التاريخ نفسه؟
  • وزير الدفاع الأمريكي يشدد لنظيره الإسرائيلي على أهمية ضمان سلامة القوات الأممية في لبنان