في ظل التحولات الرقمية السريعة التي يشهدها العالم، تبرز أهمية تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواكبة هذه التطورات، تلعب المؤسسات الجامعية ومؤسسات التدريب دورًا حيويًا في إعداد الأجيال القادمة للتعامل مع التحديات والفرص التي تطرحها التكنولوجيا الحديثة، وخاصة في مجال الإعلام، من خلال تطوير المناهج الدراسية، وتشجيع البحث العلمي، وتوفير التدريب العملي، يمكن لهذه المؤسسات أن تسهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الشباب على التكيف مع المشهد الرقمي العالمي.

غدا .. انطلاق الملتقي الثالث لكلية اللغة والاعلام تحت شعار المواطنة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي عِلم تستعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تمكّين الحياة الذكية بجيتكس 2024

من جانبه، أكد الدكتور ياسر السنباطي، نائب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري لشؤون التعليم والطلاب، على الدور الحيوي الذي تلعبه الأكاديمية في دعم الشباب وتمكينهم في عصر الذكاء الاصطناعي.

وجاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الملتقى العلمي الدولي الثالث للغة والإعلام، الذي يُعقد تحت عنوان "الإعلام الجديد وتمكين الشباب: المواطنة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي". الذي قام برعاية الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية ، شهدت الجلسة الافتتاحية حضور الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق وأستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، الذي قدم رؤية فكرية مرموقة حول دعم الشباب في مجال المواطنة الرقمية وربطها بتاريخ الإنسان العربي، كما حضر الدكتور ياسر الصباطي، نائب رئيس الأكاديمية للتعليم وشؤون الطلاب، نيابة عن رئيس الأكاديمية الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار فرج.

أشاد الدكتور السنباطي بالجهود الكبيرة التي تبذلها الأكاديمية، بقيادة الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار، في تطوير التعليم والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن الأكاديمية هي أول جامعة في مصر والوطن العربي تمتلك كلية للذكاء الاصطناعي. وأكد على أهمية تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية السريعة.

وأشار الدكتور السنباطي إلى أن الإعلام الجديد لم يعد يقتصر على الوسائل التقليدية مثل الصحف والتلفزيون، بل أصبح يشمل وسائل الإعلام الرقمية والسوشيال ميديا، التي تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام وتوجيهه. وأكد على ضرورة تطوير سياسات واضحة للتعامل مع التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، مثل قضايا الخصوصية والتحيز في الخوارزميات.

 دعا الدكتور السنباطي المؤسسات الإعلامية والتعليمية في العالم العربي إلى التعاون ووضع رؤية جادة وقابلة للتنفيذ لتأهيل الأجيال القادمة لمواجهة تحديات المستقبل، مؤكدًا أن تمكين الشباب هو السبيل لتحقيق التقدم والازدهار في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي.

ومن جانبه ، أكد السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام بجامعة الدول العربية، على أهمية إدراج التربية الإعلامية في مناهج التعليم العربي. 

وأوضح أن هذا الإجراء سيسهم في تعزيز الوعي بين الشباب، وتمكينهم من تطوير التفكير النقدي للتعامل الإيجابي مع التأثيرات والمحتويات الإعلامية المنتشرة في الفضاء الرقمي.

وأشار السفير خطابي إلى أن التربية الإعلامية تعد أداة أساسية لمواجهة التحديات التي تفرضها وسائل الإعلام الحديثة، بما في ذلك مكافحة الأخبار الزائفة وتعزيز القيم الأخلاقية والمجتمعية، مؤكدًا على ضرورة تزويد الشباب بالمهارات اللازمة لفهم وتحليل المحتوى الإعلامي بشكل نقدي، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة والتفاعل بفعالية مع العالم الرقمي.

ودعا السفير خطابي إلى تكاتف الجهود بين المؤسسات التعليمية والإعلامية في العالم العربي لتحقيق هذه الأهداف، مشددًا على أن تمكين الشباب من خلال التربية الإعلامية هو خطوة أساسية نحو بناء مجتمع واعٍ ومثقف قادر على مواجهة تحديات العصر الرقمي.

ومن جانبه ، أكدت الدكتورة حنان يوسف على أهمية تمكين الشباب في عصر الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز دور الشباب في الإعلام الرقمي والمواطنة الرقمية. وأشارت إلى أن الأكاديمية البحرية هي أول جامعة في مصر والوطن العربي تمتلك كلية للذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزامها بتطوير التعليم والبحث العلمي في هذا المجال.

أعلنت أن الكلية تطلق أول مسابقة رقمية للشباب تربط بين الإعلام والذكاء الاصطناعي، والتي تم إطلاقها في شهر إبريل 2024. سيتم الإعلان عن نتائج المسابقة في نهاية أكتوبر خلال مؤتمر صحفي كبير، حيث سيتم دعم الأعمال الفائزة ماديًا ومعنويًا وتنفيذيًا.

وأوضحت الدكتورة حنان يوسف في كلمتها دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الكتابة والتحليل بدلاً من مجرد البحث عن البيانات. وأشارت إلى أن وكالة الأسوشيتدبرس تستخدم نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لكتابة التقارير الاقتصادية عن النتائج المالية للشركات، حيث يقوم النظام بتحليل البيانات المالية وإصدار تقارير دقيقة في غضون ثوانٍ.

وناقشت الدكتورة حنان يوسف التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، مثل قضايا الخصوصية، والتحيز في الخوارزميات، وتأثير الأخبار الزائفة. 

وأكدت على أهمية تطوير المؤسسات الإعلامية لسياسات واضحة للتعامل مع هذه التحديات.

كما تناولت تخصيص المحتوى كأحد أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، حيث تستخدم المنصات الإعلامية مثل نتفليكس ويوتيوب الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدمين وتقديم محتوى يتناسب مع اهتماماتهم، مما يعزز تجربة المستخدم.

وتضمن المؤتمر العديد من الفعاليات والأنشطة التفاعلية، بما في ذلك ورش عمل ومحاضرات قدمها خبراء في مجالات الإعلام والذكاء الاصطناعي. كما تم تنظيم جلسات نقاشية حول دور التكنولوجيا الحديثة في صياغة مستقبل الإعلام العربي والدولي.

ويشارك في المؤتمر أكثر من 100 باحث من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مصر، العراق، لبنان، فلسطين، الأردن، الجزائر، ليبيا، السعودية، بالإضافة إلى مشاركات من الفلبين، الولايات المتحدة شارك في المؤتمر أكثر من 100 باحث من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مصر، العراق، لبنان، فلسطين، الأردن، الجزائر، ليبيا، السعودية، بالإضافة إلى مشاركات من الفلبين، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، ماليزيا، سنغافورة، وكندا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي البحث العلمي مجال الإعلام قدرات الشباب التحولات الرقمية فی عصر الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی والذکاء الاصطناعی رئیس الأکادیمیة تمکین الشباب فی الإعلام بما فی ذلک على أهمیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي

بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟

الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.

المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.

وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».

وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.

ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!

مقالات مشابهة

  • تأهيل الكوادر.. رئيس الأعلى للإعلام يلتقي مدير الأكاديمية الوطنية للتدريب
  • رئيس الأعلى للإعلام يبحث مع مدير الأكاديمية الوطنية للتدريب مشروع تطوير القدرات الإعلامية
  • رئيس الأعلى للإعلام ومدير الأكاديمية الوطنية للتدريب يبحثان تطوير القدرات الإعلامية
  • جامعة عجمان ضمن أفضل 100 جامعة عالمياً في علم البيانات والذكاء الاصطناعي
  • سيف بن زايد: الإعلام لا يكتفي بنقل التاريخ بل يصنعه
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • طحنون بن زايد: الإمارات مستثمر رائد في حلول التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي
  • حوارات ثقافية| الدكتور مصطفى عيسى لـ«البوابة نيوز»: رمضان شهر الإبداع.. أزمة الذوق العام تحتاج إلى دراسات سوسيولوجية وسيكولوجية.. والذكاء الاصطناعي حاليًا غير مفيد
  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • البحث العلمي تعلن تفاصيل المشاركة في المؤتمر الدولي بالإسكندرية