مواجهة ستراسبورغ تفضح توتر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمجر
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
ألقى رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، كلمة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، يوم الأربعاء الماضي، لاستعراض أولويات رئاسة بلاده الدورية للاتحاد الأوروبي- أو على الأقل هكذا كان من المفترض أن يفعل.
ولكن بدلاً من ذلك، واجه أوربان انتقادات عنيفة من المجموعات البرلمانية من مختلف أرجاء الطيف السياسي، لسياسات حكومته الداخلية والخارجية.
وكان البرلمان الأوروبي، وهو المجلس التشريعي للاتحاد الأوروبي، تأهب على مدار أسابيع لهذا الظهور، أو المواجهة، في خضم التوتر المتواصل بين الحكومة المجرية ونواب التكتل.
EU lawmakers broke into the anti-fascist song "Bella Ciao" following Hungarian Prime Minister Viktor Orban's address at the European Parliament this week: pic.twitter.com/MO54Wseenh
— DW News (@dwnews) October 11, 2024 الفترة الأخطر في تاريخ الاتحادوقال أوربان، دون اكتراث، إن المكاسب الانتخابية التي حققها اليمين المتشدد من إيطاليا إلى هولندا والنمسا، والنفوذ المتنامي لمجموعته البرلمانية "وطنيون من أجل أوروبا"، تظهر أن المناخ السياسي في أوروبا يتحول لصالحه.
وقال أوربان إنه "مع قرب حرب أوكرانيا من الأبواب، وتصاعد الصراع في الشرق الأوسط، وأزمة الهجرة التي يمكن أن تؤدي إلى انهيار نظام منطقة شينغن للتنقل الحر، صارت الفترة الحالية هي الأخطر في تاريخ الاتحاد الأوروبي".
ولطالما قاومت المجر في ظل حكم أوربان، ضغوط الاتحاد الأوروبي كي تقطع علاقاتها مع روسيا، سياسياً واقتصادياً.
وتسعى بودابست إلى التقرب من الجماعات السياسية المحافظة في الولايات المتحدة، والتي تعتبر المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، رمزاً لها، وهو منتقد شرس للاتحاد الأوروبي.
وقبل ذلك بيوم، أكد أوربان - الذي قاطعه متظاهر لفترة وجيزة- سياسته الخارجية المارقة، حيث قال للصحافيين إن كييف تتجه صوب الهزيمة و"نحن بحاجة إلى استراتيجية جديدة" في التعامل مع أوكرانيا.
Ursula von der Leyen issued a withering rebuke of Prime Minister Viktor Orban as years of frustration over the Hungarian leader’s pro-Russian policies led up to a face-to-face confrontation in the European Parliament https://t.co/YUJwkqvqcQ
— Bloomberg (@business) October 9, 2024 العلاقات بين المجر والاتحاد الأوروبيوتولت المجر في يوليو (تموز) الماضي، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، لمدة 6 أشهر.
ولم يكد أوربان يتولى رئاسة الاتحاد، حتى خرج عن النص حيث انطلق في "'مهمة سلام" بشأن حرب أوكرانيا، لم يصرح له بها، وزار كييف وموسكو وبكين، وهو ما أثار غضب بروكسل.
ودفعت الدبلوماسية المارقة التي يتبناها أوربان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى منع كبار مسؤولي المفوضية من المشاركة في سلسلة من الاجتماعات التي نظمتها الرئاسة المجرية في بودابست- وهي مقاطعة غير مسبوقة، بحكم الأمر الواقع.
وشكلت رحلة أوربان حلقة الاستفزاز الأحدث للاتحاد الأوروبي، الذي أثار غضبه استخدام بودابست حق النقض (الفيتو) بشكل متكرر في وجه تقديم الاتحاد الأوروبي مساعدات لأوكرانيا التي مزقتها الحرب، وأيضاً بسبب التقارب المجري من وروسيا.
وتشمل الأسباب الأخرى لاستياء الاتحاد الأوروبي، من أوربان ما تردد عن سوء توظيف الأموال التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لبودابست، والقضايا المتعلقة بسيادة القانون. وكانت محكمة العدل الأوروبية قضت بتغريم المجر ملايين الدولارات بسبب انتهاكها قانون الاتحاد الأوروبي.
المفوضية الأوروبية تنتقد سياسة المجر بشأن الهجرة - موقع 24انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بشدة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في البرلمان الأوروبي، اليوم الأربعاء، حيث تمسك بموقفه المتشدد إزاء الهجرة في الاتحاد الأوروبي. دور أوربان في المجرلقد تحرك أوربان منذ عودته لقيادة بلاده في عام 2010، للحد من الحقوق المدنية، وشدد قبضته على السلطة، ولطالما اصطدم مع بروكسل.
وتعطلت وسائل إعلام مستقلة كثيرة في المجر، أو صارت أجهزة مؤيدة للحكومة، في حين اضطرت وسائل الإعلام العامة إلى الانصياع لمسار حزب فيدس اليميني الشعبوي الحاكم والمحافظ الوطني.
مواجهة ستراسبورغوتحولت جلسة البرلمان الأوروبي، التي تواصلت على مدار 3 ساعات ونصف، إلى مواجهة بين القسم الأكبر من نواب الاتحاد الأوروبي، الذين أدانوا "الحكم الاستبدادي" لأوربان، والأقلية اليمينية المتشددة التي رفضت الانتقادات الموجهة لأوربان، ووصفتها بأنها "عبثية".
وتم تنظيم احتجاجات ضد التقاط الصور من قبل المجموعات السياسية المختلفة.
وحملت إحدى اللافتات التي رفعها النواب اليساريون في الاتحاد الأوروبي عبارة "لا أموال للفاسدين"، في إشارة إلى مليارات اليورو من أموال الاتحاد الأوروبي المخصصة للمجر، والمجمدة حالياً، بسبب مخاوف تتعلق بسيادة القانون.
وانتقدت رئيسة المفوضية فون دير لاين، رئيس وزراء المجر بشدة على خلفية قضايا تتراوح بين سياسته المتعلقة بالهجرة، إلى صمته بشأن أوكرانيا وقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أدانت شراء بودابست الوقود الأحفوري الروسي.
وقالت فون دير لاين: "هناك سبيل واحد فقط لتحقيق السلام العادل لأوكرانيا وأوروبا: يجب أن نواصل تمكين المقاومة الأوكرانية عبر الدعم السياسي والمالي والعسكري".
وفي إطار استهداف فون دير لاين صورة أوربان كمتشدد في مجال الهجرة، سألته رئيسة المفوضية عن سبب إطلاقه سراح أكثر من 1000 من المهربين والمتاجرين بالبشر، المدانين.
وقالت فون دير لاين: "ليس هذا كفاحاً ضد الهجرة غير الشرعية في أوروبا... إنه مجرد إلقاء المشكلات عبر سياج جارك".
وعلى خطى فون دير لاين، انتقد رئيس حزب الشعب الأوروبي مانفريد ويبر، رئيس وزراء المجر لأنه يعرف نفسه على أنه محافظ حقيقي.
وكان حزب فيدس، بزعامة أوربان، جزءاً من حزب الشعب الأوروبي، الذي يشكل أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي. واتهم إيراتكس جارسيا بيريز، زعيم مجموعة "الاشتراكيون الديمقراطيون" (يسار الوسط)، أوربان بخيانة القيم المسيحية المتمثلة في حب الجار والتراحم والكرامة الإنسانية، في ظل موقفه من مسألة الهجرة، وسياساته المناهضة لمجتمع الميم (مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسياً".
وانتقدت زعيمة مجموعة "تجديد أوروبا"، الليبرالية فاليري هاير، ما ردده أوربان بأنه يدافع عن الأسر، وقالت إن رئيس الوزراء المجري "يضطهد جميع الأسر التي لا تتوافق مع رؤيته الضيقة للعالم".
وقالت تيري رينتكي، زعيمة كتلة الخضر، المعنية بالدفاع عن البيئة، مخاطبة أوربان: "حولتم الديمقراطية المجرية إلى نظام هجين من الاستبداد الانتخابي.. وفوق كل ذلك، أنت خادم لديكتاتور همجي وخطير، فلاديمير بوتين. إنك لست زعيماً قوياً يا سيد أوربان، حيث إن ما تفعله هزيل".
وأعرب زعيم المعارضة في المجر، والذي صار عضواً في البرلمان الأوروبي، بيتر ماجيار (حزب الشعب الأوروبي)، عن أسفه، حيث يرى أن المجر في ظل حكم أوربان "تحولت من نجم ساطع" إلى أفقر دولة، وأكثر دولة فيما يخص الفساد في الاتحاد الأوروبي.
وبحسب أحدث تقرير لمؤشر مدركات الفساد، الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية، احتفظت المجر بتصنيف الدولة الأكثر فساداً في الاتحاد الأوروبي للمرة الثانية على التوالي.
وتقوم منظمة الشفافية الدولية- منظمة غير حكومية- بتصنيف البلدان على أساس صلابة القطاع العام في مواجهة الفساد.
البعض في جانب أوربانوصدرت أفضل كلمات عن أوربان من مجموعته، "وطنيون من أجل أوروبا"، التي تأسست أواخر يونيو (حزيران) الماضي، وينتمي حزب أوربان، فيدس، إلى أعضائها المؤسسين.
ورفضت المجموعة الانتقادات الموجهة لأوربان، ووصفتها بأنها اضطهاد سياسي ودعاية رداً على التزامه بالقيم التقليدية.
واتهم النائب الأول لرئيس المجموعة في البرلمان الأوروبي، المجري كينجا جال، رئيسة المفوضية الأوروبية والجماعات السياسية الأخرى بـ "النفاق".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوربان للاتحاد الأوروبي الهجرة روسيا المجر الاتحاد الأوروبي روسيا هجرة غير شرعية فی البرلمان الأوروبی فی الاتحاد الأوروبی المفوضیة الأوروبیة للاتحاد الأوروبی رئیسة المفوضیة فون دیر لاین المجر فی
إقرأ أيضاً:
البرلمان الألماني يقر اقتراحا بشأن مواجهة الهجرة
نجح المرشح الأوفر حظا لمنصب مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس اليوم الأربعاء في الحصول على تأييد البرلمان لاقتراح يدعو إلى شن حملة صارمة على الهجرة تشمل رفض طالبي اللجوء على الحدود البرية للبلاد.
وفي حين لم يتضح بعد من صوت لصالح القرار، فإن الحزب الديمقراطي الاجتماعي بقيادة المستشار أولاف شولتس وحزب الخضر عارضاه في وقت سابق.
كما ترجح تقارير أن المقترح أُقر بدعم من حزب البديل من أجل ألمانيا المنتمي إلى أقصى اليمين إضافة إلى أحزاب أخرى لديها عدد أقل من المقاعد، وفق رويترز.
وتمثل الخطوة مغامرة توصف بالخطيرة بالنسبة لفريدريش ميرتس، وهو زعيم كتلة المعارضة من التيار المحافظ والمكونة من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، قبل الانتخابات المقررة في 23 فبراير/ شباط.
إذ تسمح تلك الخطوة له بأخذ زمام المبادرة فيما يتعلق بسياسة الهجرة لكنها تعني أيضا تجاوز تقليد راسخ بعدم التعاون مع اليمين المتطرف.
والأسبوع الماضي، تعهد ميرتس بإجراء "تغييرات جوهرية" على قانون اللجوء، وذلك بعد هجوم بسكين استهدف مجموعة من أطفال مركز حضانة كانوا في متنزه جنوبي البلاد الأربعاء الماضي، أدى إلى توقيف مهاجر أفغاني.
إعلانوألقت الشرطة القبض على المشتبه به (28 عاما) في حديقة سكوينتال بارك بمدينة أشافنبورغ مكان الهجوم، الذي أسفر عن مقتل طفل مغربي في الثانية من عمره ورجل ألماني (41 عاما) حاول حماية الأطفال.
وجاء الهجوم بعد سلسلة من الهجمات في ألمانيا خلال الفترة الأخيرة وقبل شهر من الانتخابات البرلمانية، ليعزز النقاش المحموم حول الهجرة والأمن.
وعقب هجوم الأربعاء الماضي، قال شولتس: "سئمت تكرار وقوع مثل هذه الأعمال العنيفة لدينا كل بضعة أسابيع من أشخاص جاؤوا إلينا بالأساس بحثا عن الحماية. هذا النوع من التسامح الذي يفهم خطأ غير مقبول تماما".
كما قال ميرتس للصحفيين "لم يعد يمكنني القبول بهذه الظروف في ألمانيا"، وأضاف "تحت قيادتي، ستجرى تغييرات جوهرية على قانون الهجرة وقانون اللجوء والحقّ في الإقامة في ألمانيا".
وأكد أنه سيطلب من وزارة الداخلية في اليوم الأوّل من تولّيه منصب المستشار "ردّ كلّ محاولات الدخول غير النظامية بلا أيّ استثناء"، مندّدا بـ"خلل واضح" في القواعد المعتمدة من الاتحاد الأوروبي في مجال اللجوء.