شبكة انباء العراق:
2025-01-14@03:38:10 GMT

حرب الإبادة .. الغاية والأهداف

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

بقلم : عامر جاسم العيداني ..

إن معركة “طوفان الأقصى” أوجعت النظام الصهيوني بكل أركانه، وكان رد الفعل تجاه ما حصل من مفاجآت في هذه المعركة غير مسبوق، حيث التدمير الشامل لكل شيء على الأرض من الحرث والنسل والبناء. أي إن الجيش الصهيوني استخدم في حربه على أبناء فلسطين عامة وغزة خاصة سياسة “الأرض المحروقة” لأنه لا يستطيع المواجهة المباشرة مع جنود المقاومة الفلسطينية من حماس والقسام والجهاد الإسلامي الذين اتخذوا مواقعهم في المواجهة من تحت الأرض.

إن غاية الجيش الصهيوني من استخدام التدمير الشامل هي لإخراج أو قتل المقاومين باستخدام هذا الأسلوب، أما الهدف من تهديم البيوت على رؤوس ساكنيها وإبادة العوائل بالجملة فهو لعدة أمور، أهمها التأثير على نفسية المقاومين وجعلهم يتألمون على عوائلهم الذين يقتلون، مما يؤثر على معنوياتهم ويجعلهم يتخلون عن القتال والاستسلام. ولكن هذا لم يحصل، واستمروا في المقاومة والقتال.

أما الأمر الثاني، فهو لإيذاء المجتمع الفلسطيني وتعميق جراحه، وخلق فجوة بينه وبين المقاومين والانقلاب عليهم، ومنع أبنائهم من القتال، وتحويل المعركة بين أبناء المجتمع الفلسطيني. وهذا أيضًا لم يحدث، بل بالعكس، كان الدعم كبيرًا للمقاومين في خوض المعركة مع جيش الاحتلال.

أما الأمر الثالث، وهو أهم هدف سعى له الصهاينة ولم يستطيعوا تحقيقه، فهو الضغط على المجتمع الغزاوي لترك أرضهم والهجرة منها من خلال الطلب بإخلاء المناطق التي يقطنونها إلى مناطق أخرى لأكثر من مرة تحت ذريعة أنها مناطق عسكرية، وخلق حالة الملل والقهر في نفوسهم، والإمعان في قتلهم وتدمير البنى التحتية الصحية وإيقافها وحرمانهم من العلاج، وإجبارهم على الهجرة إلى خارج فلسطين. ولكن ذلك الأمر جعل من الفلسطينيين أكثر تمسكًا بالأرض، ورفضوا الهجرة منها.

إن الغاية من كل الحرب الهمجية التدميرية وأدواتها التي يستخدمها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني هي من أجل إفراغ غزة، لغرض جعلها بؤرة استيطان جديدة، وتوسيع موانئها، وإلغاء فكرة إنشاء الدولة الفلسطينية على أرض غزة والضفة الغربية التي قرر الصهاينة ابتلاعها أيضًا بتهجير أبنائها وإنشاء مستوطنات جديدة على الأراضي الزراعية الخاصة بالمواطنين الفلسطينيين. حيث يستخدم جيش الاحتلال المستوطنين بالاعتداء على أصحابها وحرق مزروعاتهم وتدمير أدواتهم.

أما عملية التدمير التي يمارسها جيش الاحتلال في جنوب لبنان، والطلب من أهلها إخلاء مناطقهم، فهي لغرض فتح الطريق لقواته وجعل الأرض خالية من أي معوقات عسكرية، ولسهولة كشف عناصر المقاومة ومقاتلتهم، لغرض احتلال المنطقة والسيطرة عليها، وإبعاد سلاح حزب الله عن المستوطنات في شمال فلسطين وإعادة سكانها. ومن أجل الانتصار على المقاومة الإسلامية عن طريق التأثير على معنوياتهم بالحرب النفسية، وأساليب قتل عوائلهم الذين يسكن أغلبهم الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بتدمير منازلهم وتهجيرهم، ومحاولاته قتل قيادات المقاومة كافة من أجل إضعافهم وتفكيك تنظيماتهم العسكرية. وهذا التكتيك العسكري الحربي لم ينفع مع حزب الله الذي أثبت قوته المحصنة بالمبادئ والعقيدة الجهادية الإسلامية، والتي تتصاعد كلما طال زمن الحرب.

ومن هنا نقول لأهلنا في فلسطين ولبنان: عليهم الثبات والتمسك بالأرض واستمرار المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، وإسقاط أهدافهم وإفشالها، ودحر جيشهم بكل ما أوتيتم من قوة. والنصر قريب بإذن الله.

عامر جاسم العيداني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية تحذر من مماطلة العدو الصهيوني في وقف الحرب

متابعات ـ يمانيون

حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الأحد، من تداعيات استمرار سياسة المماطلة الصهيونية في وقف الحرب والتي تهدف إلى تعميق عمليات الإبادة والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، وتغيير الواقع القائم في الضفة الغربية بما فيها القدس، بما يخدم الأهداف الاستعمارية العنصرية للاحتلال.

وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيان أن حكومة العدو تواصل انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، وتتعمد الاستخفاف بالمجتمع الدولي وقراراته، عبر استغلال الوقت لتوسيع حملات الإبادة والتهجير والضم.

وأشارت إلى أن العدو الصهيوني يعتمد بشكل أساسي على الحلول العسكرية والأمنية، متجاهلًا أي مبادرات سياسية قائمة على القانون الدولي وإرادة السلام العالمية.

ودعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التخلي عن النهج التقليدي في التعامل مع القضية الفلسطينية، والتحلي بالشجاعة الأخلاقية والقانونية لإجبار العدو الصهيوني على وقف عدوانه فورًا دون شروط.

وطالبت بترتيبات دولية ملزمة لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2735، وتنفيذ توصيات محكمة العدل الدولية التي أيدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • كوبا تنضم رسمياً إلى دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني
  • شهادات لجنود الاحتلال.. لا نرى أفراد المقاومة بالعين المجردة وشبكتهم تحت الأرض فعالة بكامل طاقتها
  • فلسطين: تحذير من مخاطر نقل الإبادة والتهجير من غزة إلى الضفة
  • الاحتلال يواصل الإبادة.. 19 شهيدًا بغزة في 24 ساعة
  • فلسطين تحذر من مخاطر لعبة كسب الوقت لتغيير الواقع بالضفة والقدس
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من مماطلة العدو الصهيوني في وقف الحرب
  • عُمان.. سيرة الأرض التي لا تنحني
  • اندونيسيا: يجب محاسبة العدو الصهيوني على جرائم الإبادة في غزة
  • إندونيسيا تطالب بمحاسبة العدو الصهيوني على جرائم الإبادة في غزة
  • اندونيسيا تطالب بمحاسبة العدو الصهيوني على جرائم الإبادة الجماعية في غزة