جريدة الوطن:
2024-09-18@12:08:53 GMT

كيف شطرت الثروة والتقنيات العائلة العربية

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

كيف شطرت الثروة والتقنيات العائلة العربية

على سابقات السِّنين، عندما كُنَّا صِبية، لَمْ نكُنْ نحتاج لسوى عدم الالتحاق بمائدة العشاء كَيْ نعبِّرَ عن «زعلنا» أو عن شكوانا من أيِّ شيء، إذ كان المرحوم والدي يفتقد كُلَّ ابن أو بنت من أبنائه إذا لَمْ يحضر أو تحضر لمائدة العشاء التي كانت تجمعنا كافَّة (كأُسرة). لذا، تراه يسأل: «أين فلانة أو فلان؟» إذا لَمْ يحضر أحدهما إلى مائدة العشاء.

وكأنَّ تناول العشاء معًا (صغارًا وكبارًا) كان طقسًا عائليًّا لا يُمكِن إغفاله أو تجاهله من قِبَل ربِّ وربَّة الأُسرة، كما هي عليه الحال بالنسبة لباقي أبناء الأُسرة الواحدة.
وكان ذلك «الطقس» يجسِّد وشيجة العائلة الواحدة الحقَّة التي لا تسمح لنفسها بالتفكُّك قط. هذه ظاهرة لَمْ أزَلْ أستذكرُها، كما هي الحال مع آخرين، بل وأستذكرُها بالكثير من العواطف الجيَّاشة، فقَدْ كانت رمزًا للأُسرة الواحدة أن نتشاركَ بذات الصحون والأطباق. ولكن هذا التشارك ما لبث أن فقَدَ لذَّاته مع تفكُّك الأُسَر حديثًا على الطريقة الغربيَّة، لبالغ الأسف!
ربَّما كانت طبيعة الحياة الحديثة وتنوُّع التزامات أبناء الأُسرة الواحدة وراء غياب أو تغييب تقاليد وحدة العائلة والمائدة الواحدة، تلك التقاليد التي جسَّدها اجتماع الكُلِّ على مائدة الغداء أو العشاء كُلَّ يوم: فكان هذا الاجتماع أشْبَه بمجلس عائلي يومي تُذكَر خلاله جميع المسائل والمشاكل العائليَّة إن وُجِدت!
لذا، على المرء العربي أن يلاحظَ ذلك، سويَّة مع ملاحظة الكيفيَّة التي بواسطتها شطَّرت الثروة والتقنيَّات الحديثة الأُسرة الواحدة، درجة أنَّنا نتشوَّق ليوم واحد نجتمع به، إخوانًا وأخوات مع والدينا، على مائدة واحدة: ربَّما لا يَحدُث هذا سوى أوَّل أيَّام الأعياد الدينيَّة تقليديًّا، حيث يذهب الأبناء والبنات (بعد زواجهم واستقلالهم) لتقديم تهاني العيد للوالدَيْنِ اللذَيْنِ غالبًا ما يقعان فريسة للوحدة وللفراغ حال خروج أبنائهما المتزوِّجين وبناتهما المتزوِّجات من «الدَّار الكبيرة» بعد نهاية طقس «المعايدة»، لبالغ الأسف.
كان التلفاز كذلك، يخدم موحِّدًا لأبناء الأُسرة: فلَمْ تكُنْ هناك (طوال عقود الخمسينيَّات والستينيَّات) سوى قناة واحدة تعرض البرامج والأفلام والمسلسلات التي تجمع أفراد الأُسرة لمتابعتها.
أمَّا الآن، فلا بُدَّ من رصد كيف يَعُودُ الأبناء والبنات من الجامعة والمدرسة ليضعوا ما يحتاجون إليه من «طبيخ»، فيتناول كُلُّ واحد مِنهم وجبته بمفرده، على حِدة! وإذ يأتي المساء يذهب كُلُّ ابن أو بنت إلى غُرف نومهم الخاصَّة، حيث يتوافر التلفاز والحاسوب «الكمبيوتر» في غرفة كُلِّ واحدة وواحد مِنهم: ولا حاجة لاجتماع الأُسرة كافَّة لمتابعة مسلسل من نَوْع «بنت الحتة» أو «خيال المآتة» المصريين.
كُلُّ فردٍ من أفراد الأُسرة يحافظ بفضل «فائض الثروة» و»التقنيَّة الرخيصة» على عالَم خاصٍّ به في غرفته الصغيرة، دُونَ الحاجة لتبادل أطراف الحديث والتعليقات بَيْنَ الآباء والأبناء، لبالغ الأسف: فهل أساءت فوائض الثروة والتقنيَّات الحديثة والرخيصة (ومنها الحواسيب والإنترنت) على تماسُك الأُسرة العربيَّة وتجانسها، مقارنة بما كان يحدث في خمسينيَّات وستينيَّات وسبعينيَّات القرن العشرين؟ ما الذي حدث، يا ترى؟
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مليارديرات هوليود.. من أين جنى أغنى مشاهير الفن ثرواتهم؟

لم يعد نادي المليارديرات حكرًا على رجال الأعمال فقط؛ فقد انضم إليه العديد من مشاهير الفن الذين استثمروا أسماءهم وشعبيتهم في مشاريع مختلفة حققت لهم مليارات الدولارات.

ومن هؤلاء الفنانة الأميركية سيلينا غوميز التي انضمت مؤخرًا إلى قائمة الأثرياء بفضل أرباح علامتها التجارية في مجال التجميل "رير بيوتي".

وهناك مشاهير آخرون جمعوا ثرواتهم من خلال مسيرتهم الفنية، مثل المغنية الأميركية تايلور سويفت التي سجلت أرقامًا قياسية بجولاتها الغنائية، ما جعلها واحدة من أثرى الموسيقيين في العالم.

تايلور سويفت.. الأغاني والجولات الغنائية صافي الثروة 1.67 مليار دولار

تعد المغنية الأميركية تايلور سويفت أحدث الأسماء انضمت إلى "نادي المليارديرات" بفضل نجاح جولتها "إيرس" والتي حققت مبيعات هائلة. وكانت سويفت أول موسيقية تجني مليار دولار من جولة، كما أن مبيعات ألبوماتها وأسهمها في مجال الموسيقى جعلت ثروتها تتزايد باستمرار.

جاي زي.. رائد الأعمال الموسيقي صافي الثروة 2.5 مليار دولار

أما الأميركي جاي زي، فكان أول مغني راب يدخل قائمة المليارديرات. ولم تكن موسيقاه هي المصدر الوحيد لثروته، إذ يمتلك حصصًا في شركات كبرى مثل "أوبر" و"بلوك" كما استثمر في عدة شركات للمشروبات الكحولية.

ريهانا.. الإمبراطورة التجارية صافي الثروة 2.13 مليار دولار

من جانبها، لم تعتمد ريهانا على مسيرتها الموسيقية فقط، بل استطاعت تحقيق ثروة ضخمة من خلال علامتيها التجاريتين "فنتي بيوتي" و"سافاج إكس فنتي". كما أن شراكتها مع "مويت هنسي لوي فيتون" في مجال الجمال والموضة عززت من مكانتها كمليارديرة عالمية، ما جعلها تتفوق على العديد من النجمات في هذا المجال.

تايلر بيري.. الممثل والمنتج العصامي صافي الثروة 2.13 مليار دولار

يعد تايلر بيري أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في صناعة الترفيه، فقد جمع ثروته من العمل كممثل، ومخرج، وكاتب. كما ساعدته شراكاته مع شركات إنتاج كبيرة وشخصيات مثل أوبرا وينفري في زيادة ثروته، بالإضافة إلى مشاريعه الإنتاجية السينمائية والتلفزيونية. 

واشتهر بيري بالعديد من الأعمال الفنية المتنوعة؛ ومن أبرزها سلسلة أفلام "ماديا" (Madea) التي حققت شعبية واسعة بفضل المزج بين الكوميديا والدراما.

كما حقق نجاحًا كبيرًا في التلفزيون من خلال مسلسل "هاوس أوف باين" (House of Payne) الذي استمر لعدة مواسم.

بالإضافة إلى ذلك، أخرج وأنتج فيلم "فتيات ملونات" (For Colored Girls)، الذي يركز على قضايا المرأة الأميركية الأفريقية، ويعد أحد أبرز أعماله السينمائية الدرامية.

كيم كارداشيان.. من تلفزيون الواقع إلى إمبراطورية الموضة صافي الثروة 2.58 مليار دولار

تحولت كيم كارداشيان من نجمة تلفزيون الواقع إلى إحدى أكثر الشخصيات المؤثرة في عالم الأعمال. وبفضل علامتيها "كي كي دبليو بيوتي" و"سكيمز"، استطاعت تحقيق ثروة ضخمة، حيث بلغت قيمة "سكيمز" وحدها 4 مليارات دولار.

بيتر جاكسون.. صانع الأفلام الأسطوري صافي الثروة 2.28 مليار دولار

أما المخرج الأسطوري بيتر جاكسون -الذي أخرج سلسلة "سيد الخواتم" (Lord of the Rings)، فلم يقتصر نجاحه على عالم السينما، بل استثمر بشكل ذكي في شركته "ويتا ديجيتال" التي تعمل في المؤثرات البصرية، وحقق له بيع جزء من أصول الشركة في 2021، ما يقارب المليار دولار.

بول مكارتني.. أسطورة البيتلز صافي الثروة 1.2 مليار دولار

أخيرا يعتبر المغني والملحن البريطاني الأسطوري بول مكارتني من بين أغنى الموسيقيين في العالم. وجنى معظم ثروته من مبيعات ألبوماته مع فرقة "البيتلز" ومسيرته الموسيقية الفردية، بالإضافة إلى حقوق نشر أغانيه.

مقالات مشابهة

  • مليارديرات هوليود.. من أين جنى أغنى مشاهير الفن ثرواتهم؟
  • أحمد موسي يطالب بالتريث في انتقاد وزير التعليم: “متمسكوش على الواحدة تجربته كالسمك”
  • مختصون لـ "اليوم": الأخطاء التشخيصية تشكل تحديًا والتقنيات الطبية تقلل المخاطر
  • تفاصيل مقتل العائلة في البصرة على لسان أقاربها.. فيديو
  • إنزال كميات من الأسماك في ولايات شمال الباطنة
  • نجاح مشروع تعزيز الاستجابة لجائحة كوفيد-19 ودعم نهج الصحة الواحدة في مصر
  • وزير الصحة: مصر اتخذت قرارات عديدة لتعزيز الرعاية الصحية واستراتيجية الصحة الواحدة
  • طرح أعلى 3 لوحات مميزة بالمزاد وقيمة الواحدة تتخطى مليون جنيه.. التفاصيل
  • ليلى عبداللطيف تحتفل بمولد حفيدها الأول .. صور
  • مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 16 سبتمبر 2024 في المدن والعواصم العربية