قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن نجاح مسيرة حزب الله في الوصول إلى هدفها وضرب معسكر لواء غولاني في "بنيامينا" جنوبي حيفا قد يكون ناتجًا عن "ثغرة معينة حصلت في موضوع المتابعة والرصد".

وأضاف جوني -خلال فقرة التحليل العسكري- أن هناك احتمالا يفيد بأن يكون الحزب قد نفذ "مناورة ذكية بهذه الطائرة" أو ربما استخدم تقنيات متطورة للتمويه والخداع.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن ضمن تحقيقاته الأولية حول الهجوم أنه تم رصد المسيرة وفعّلت صفارات الإنذار قبل أن يُفقد أثر هذه المسيرة لتصل إلى المعسكر وتنفجر.

وأشار الخبير إلى احتمال أن تكون المسيرة المستخدمة من نوع حديث يتمتع "بالقدرة على المناورة بشكل يؤدي إلى خداع أجهزة الرصد"، كما لم يستبعد إمكانية حدوث اختراق للعامل البشري في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.

وفي سياق تحليله لفعالية المسيرات في الحروب الحديثة، أكد جوني أن هذا السلاح "جديد في الحروب وقد بدأ استخدامه بكثافة في الحرب الدائرة في أوكرانيا". وأضاف أن المسيرات أثبتت قدرتها على تحدي الأسلحة التقليدية، حتى إنها "استطاعت أن تحطم أسطورة الدبابة بشكل عام".

تحدي المسيرات

وأوضح الخبير أن المسيرات تتميز بكونها "تقنية جديدة رخيصة" يمكن امتلاكها وتصنيعها من قبل مجموعات مقاتلة غير تابعة للدول.

كما أنها تتميز بسرعة التدخل والقدرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة، وذلك يجعلها قادرة على "خرق السيادة الجوية ومنظومات الدفاع".

وعن التحديات التي تواجهها إسرائيل في التصدي للمسيرات، أشار جوني إلى أن "جميع الأبحاث تدور حول كيفية مواجهة هذه الطائرات والتصدي لها ومنعها من الوصول".

وذكر بعض الأساليب التي تُبحث حاليا، مثل استخدام النسور المدربة لاعتراض المسيرات، أو إطلاق شباك لتعطيل حركة مراوحها، مؤكدا أن المسيرات لا تزال "عصية على أنظمة الدفاع الجوي" حتى الآن، مما يشكل تحديًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي.

وفي ما يتعلق بأنواع المسيرات وقدراتها، أوضح جوني أن هناك "مستويات من المسيرات تبدأ بالمسيرات البسيطة ذات الدور الاستطلاعي لمجرد التصوير لتصل إلى ما يشبه الطائرات المقاتلة"، مشيرا إلى وجود مسيرات متطورة قادرة على حمل الصواريخ وإطلاقها قبل تنفيذ عملية انتحارية.

مفاجآت مفتوحة

وعن إمكانات حزب الله في هذا المجال، قال جوني إن "الأمر مفتوح على المفاجآت"، مشيرًا إلى أن قدرات الحزب في مجال المسيرات غير معروفة بالكامل، وهو ما "يقلق الجانب الإسرائيلي الآن الذي يجري إعادة تقييم للمخاطر".

وفي تقييمه لتأثير هذا الهجوم على الإستراتيجية الإسرائيلية، أكد أن هذا الحدث "سيربك العدو الإسرائيلي كثيرًا في تأمين مسألة الدفاع وحماية القواعد العسكرية والأهداف الحساسة على امتداد مساحة الكيان"، وأضاف أن لهذا الأمر تأثيرًا محتملًا على الخيارات الإستراتيجية الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، أشار الخبير إلى أن هذا الهجوم، إلى جانب الهجمات الصاروخية الأخيرة، يدحض ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين بأن القدرة الصاروخية لحزب الله قد دمرت بالكامل، لافتا إلى أن استهداف مدن تبعد 120 كم عن الحدود يثبت استمرار امتلاك حزب الله لصواريخ بعيدة المدى.

وذكّر بأن حزب الله أعلن مرارًا أن "جميع مناطق الكيان الإسرائيلي وصولا إلى إيلات هي ضمن مرمى صواريخ حزب الله"، وذلك يشير إلى استمرار التهديد الإستراتيجي الذي يمثله الحزب لإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: الغارات الأمريكية على الحوثيين تعيد معادلة الردع بقوة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد اللواء أركان حرب أسامة محمود، كبير المستشارين بكلية القادة والأركان المصرية، أن الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن تُظهر استخدامًا مفرطًا للقوة، وتأتي ضمن نهج "الصدمة والترويع"، في ظل التوتر الإقليمي المتزايد.

وأوضح خلال مداخلة مع الإعلامي همام مجاهد، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الضربات التي استهدفت مواقع مختلفة في غرب اليمن، بما في ذلك صنعاء وصعدة وحجة وتعز والبيضاء، جاءت بعد انتهاء المهلة التي منحها الحوثيون لإسرائيل لفتح المعابر إلى غزة، مضيفًا أن هذه الغارات قد تكون استباقية، إذ لم تعبر أي سفينة إسرائيلية البحر الأحمر قبل تنفيذها، مما يشير إلى أن الولايات المتحدة كانت تهدف إلى إعادة فرض معادلة الردع ضد الحوثيين.

وأشار اللواء أسامة إلى أن الحوثيين يسيطرون على نحو 22% من جغرافيا اليمن، تشمل المناطق الغربية المطلة على البحر الأحمر وباب المندب، وهي مناطق استراتيجية تحتضن مستودعات أسلحة قريبة من التجمعات السكانية والمطارات العسكرية المستخدمة لإطلاق المسيرات والصواريخ.

كما أشار إلى أن تصعيد العمليات العسكرية الأمريكية قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن، مؤكدًا أن واشنطن قد تستمر في استهداف مواقع الحوثيين، لكن ذلك قد يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، خصوصًا إذا قررت إسرائيل التدخل في جنوب الجزيرة العربية.

وختم بقوله إن "أي استهداف عسكري لمواقع الحوثيين سيكون بطبيعته استهدافًا للمناطق المدنية المكتظة بالسكان، مما يزيد من المخاطر الإنسانية"، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر في الاستراتيجية العسكرية والسياسية لضمان عدم تفاقم الأوضاع.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: أمريكا تلجأ لهجوم بري ضد الحوثيين في اليمن
  • خبير عسكري: أمريكا قد تلجأ لهجوم بري ضد الحوثيين في اليمن
  • خبير عسكري: الضربات الأمريكية على الحوثيين تمهيد لمواجهة إيران
  • خبير عسكري: الضربات الأمريكية تمهد لاحتمال استهداف إيران مستقبلًا
  • خبير عسكري: الغارات الأمريكية على الحوثيين تعيد معادلة الردع بقوة
  • خبير عسكري يحذر: هل اليمن على وشك اجتياح أميركي بري؟
  • ما هي «التيارات النفاثة» التي تسبب ارتفاع درجات الحرارة في الشتاء؟ خبير مناخ يجيب «فيديو»
  • خبير عسكري: استهداف صنعاء رسالة للحوثيين وإيران بأن ترامب ليس بايدن
  • القبة الحرارية.. خبير يكشف أسباب ارتفاع درجات الحرارة في الشتاء
  • خبير عسكري يكشف عن خيارات أوكرانيا وروسيا