زنقة 20 | علي التومي

قال الإعلامي الصحراوي عبد القادر ولد لحبيب ولد عبد الحي، ان إنتخاب سيدي محمد ولد الرشيد لرئاسة مجلس المستشارين هو مشهد مفعم بالدلالات والمعاني وبأغلبية مطلقة من أعضاء المجلس، هو مشهد يكرس التراكم والتدرج الطبيعي لمسار سياسي بصم عليه هذا الرجل القيادي من بوابة النضال والعمل الحزبي النبيل من داخل مؤسسات وهياكل ضمير الأمة فكان الجزاء على قدر العمل.

واضاف الكاتب والمحلل الصحراوي عبد القادر داود، ان انتخاب ابن أديم هذه الأرض على هرم المؤسسة التشريعية الثانية، وحصده للمنصب الرابع على مستوى هرم الدولة، يعكس مدى الرضى الملكي على شخصه، فغير خاف أن رئاسة هذه المؤسسة السيادية تمر عبر جملة من الاختبارات والمساطر، وعبر دراسة دقيقة ومعمقة لأي مرشح للإشراف على تدبيرها وتسييرها، ناهيك عن المؤهلات السياسية الواجب توافرها في شخص رئيسها .

وتابع ذات المتحدث، أن انتخاب سيدي محمد ولد الرشيد والذي يشكل إنجازا ونجاحا استنائيا يتجاوز الطابع الشخصي، ليشمل ساكنة الصحراء قاطبة والتي تقاسمت شرف هذه الثقة المولوية من عاهل البلاد في النخب السياسية الصحراوية، وإشراكها في صناعة القرار السياسي، وهو ما جسدته مضامين الخطاب الملكي التي عبرت صراحة عن دقة المرحلة الحالية، وما تستدعي من استنفار لكل مجتمع الصحراء للإنخراط في الدفاع والذود عن الوحدة الترابية، وهو ما يدلل على حجم المسؤوليات الكبرى والرهانات المصيرية الملقاة على عاتق رئيس هذه المؤسسة.

وعطفا على هذا المكسب الكبير المحقق لساكنة جنوب المملكة المغربية، يؤكد نفس المتحدث،انه لا أحد ومهما بلغ تطرفه القبلي أو الحزبي ينكر الشعور بالفخر والاعتزاز وهو يشاهد سيدي محمد ولد الرشيد، يتربع على هرم مجلس المستشارين وبكل ما تجسده تلك اللحظة من رمزية وعنفوان، في لحظة مفصلية انتصر فيها الكبرياء على الغبن، وكسر الصورة النمطية التي كان يحاول البعض تكريسها عن حضور ومشاركة الإنسان الصحراوي باللعبة السياسية، واختزالها بالجانب الفلكوري، الذي طال أبناء هذه الأرض ولردح من الزمن.

واشار داود عبد القادر بان انتخاب ولد الرشيد قد شكل حدثا استثنائيا انعكس بشكل جلي على مستوى الرأي العام المحلي بمدن الصحراء المغربية، حيث شكلت هذه اللحظة حديث الساعة في المجالس الخاصة والعامة، فيما يعكس المباركة الشعبية لهذا التشريف، بعد أن حاز ولد الرشيد دعم وتزكية حزب الاستقلال قيادة وقواعدا، وكذا مكونات الأغلبية الحكومية وممثلي الأمة بالغرفة الثانية من البرلمان، وهو إجماع يعكس مدى شعبية الرجل الجارفة سواء على المستوى المحلي أو الوطني.

واعتبر الإطار الصحراوي عبد القادر داود، أن رئاسة سيدي محمد ولد الرشيد لهذه المؤسسة التشريعية الهامة يعتبر بداية لمسار سياسي جديد يفتح آفاقا رحبة وواعدة، لمزيد من التجربة والخبرة والتكوين العملي في صناعة القرار السياسي، وهو تتويج لمسار سياسي بارز، كان له شرف تعزيز الإنتماء الحزبي بالصحراء، من خلال فتحه لفروع وأذرع الحزب في وجه شباب المنطقة وتحفيزهم للإنخراط بحزب الاستقلال، دون حسابات سياسية أو مناطقية ضيقة، إدراكا منه أن الطبيعة لا تقبل الفراغ، وأن غياب الأحزاب قد يفتح الباب لولاءات أخرى لا تصب البتة في صالح القضية الوطنية، وهو ما نجح ولد الرشيد في كسب رهانه، من خلال فكر استباقي يعي حساسية المنطقة ويستوعب واقع ساكنتها ويستشعر آمال أبنائها وطموحاتهم وتطلعاتهم.

وابرز عبد القادر داود، انه لا شك أن رئاسة ابن الأقاليم الجنوبية للمملكة سيدي محمد ولد الرشيد لهذه المؤسسة الدستورية الهامة في النظام السياسي للمملكة، ستكون له بصمته الخاصة في مسار المعارك التي يخوضها المغرب دفاعا عن قضاياه الحيوية وفي المقدمة منها القضية الوطنية، والتي تلعب فيها الديبلوماسية البرلمانية دورا موازيا وبارزا، وهو ما أشار له جلالة الملك في خطابه أمام أعضاء البرلمان، حين شدد على الدور الفاعل للديبلوماسية الحزبية والبرلمانية، في كسب المزيد من مواقف الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي، داعيا إلى “شرح أسس الموقف المغربي، للدول القليلة، التي ما زالت تسير ضد منطق الحق والتاريخ، والعمل على إقناعها، بالحجج والأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية، التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء”.

وختاما يقول الصحفي عبد القادر داود، بان سيدي محمد ولد الرشيد الذي ترعرع في أحد البيوت العريقة في الصحراء المعروفة بتشبعها بروح الوطنية والاخلاص للعرش العلوي المجيد، والتي قدمت الكثير دفاعا عن الوحدة الترابية للمغرب، يعرف أكثر من غيره خفايا وخلفيات هذا الملف، وعلى اطلاع بكل تفاصيله ومساراته وله القدرة على توظيف كافة الوسائل الكفيلة بالمرافعة عن الحق المغربي ودحض مناورات الخصوم وتحصين المكاسب المحققة على أكثر من صعيد، خاصة في هذا الظرف الذي دخل فيه الملف مرحلة حاسمة، انطلقت فيها الديبلوماسية المغربية نحو السرعة القصوى صوب الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل، وتكريس وحدة المملكة الترابية وسيادتها على أقاليمها الجنوبية، وهو ما يتطلب حشد كل الطاقات الوطنية لربح هذه المعركة المصيرية، هذا الدور الهام والحيوي بدا أن سيدي محمد ولد الرشيد واعيا به ومقدرا لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهو ما أكده في كلمته أمام أعضاء المجلس فور استلامه رئاسته.

وصفوة القول يختم احد ابرز اعلامي الصحراء المغربية الشباب، ان تعيين اطار صحراوي على راس مؤسسة من هذا الحجم في المملكة هو مصدر فخر واعتزاز لساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة، التي لطالما طمحت واشرأبت أعناقها إلى رؤية أبنائها يتبوؤون أعلى المسؤوليات والمناصب بالمملكة، في ظل المؤهلات والكفاءات التي تزخر بها هذه الأقاليم، ليسهموا إلى جانب باقي مكونات الشعب المغربي، في مسيرة البناء والتنمية التي يعرفها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: هذه المؤسسة وهو ما

إقرأ أيضاً:

مصدر رفيع ينفي لـRue20 إعفاء والي كلميم وادنون

زنقة20| علي التومي

نفا مصدر مطلع بشكل قاطع الأنباء المتداولة حول إعفاء والي جهة كلميم وادنون، الناجم أبهاي، مؤكدة أن وزارة الداخلية لم تصدر أي قرار رسمي بهذا الخصوص.

وأوضح المصدر ،أن هذه الشائعات لا تعدو كونها محاولات لتصفية حسابات سياسية ضيقة، تستهدف التشويش على مسار والي الجهة، الذي يتمتع بمسار مهني حافل داخل وزارة الداخلية.

وشغل الوالي الناجم أبهاي عدة مناصب مهمة، حيث بدأ مسيرته المهنية منذ شبابه في سلك وزارة الداخلية، متنقلًا بين عدة عمالات، بدءًا من بوجدور، ثم طرفاية، ثم اشتوكة آيت باها، قبل أن يُعين واليًا على جهة كلميم وادنون. وخلال هذه المحطات، عُرف بالصرامة والانضباط في تدبير الشأن العام، وحرصه على تنفيذ الاتفاقيات التنموية ومتابعة المشاريع الكبرى.

ويُعد الناجم أبهاي أحد المسؤولين الذين ساهموا بشكل واضح في ضبط التوازنات داخل جهة كلميم وادنون، وهي من أكثر الجهات تعقيدًا من الناحية السياسية والاقتصادية. ووفق مصادر محلية، فقد عمل الوالي على الحد من الفوضى والتجاوزات، وساهم في فرض تنفيذ الاتفاقيات التنموية الكبرى، دون أن ينحاز لأي طرف على حساب آخر.

وفي سياق متصل، نفت مصادر محلية أن تكون الحركة التي قام بها الوالي تجاه رئيسة مجلس الجهة تهدف إلى التقليل من شأنها أو إهانتها، مؤكدة أنها كانت مجرد حركة عفوية لا تحمل أي خلفيات. وأضافت المصادر أن العلاقة بين الوالي والرئيسة مبنية على الاحترام المتبادل، وأن لكل طرف مسؤولياته التي يؤديها وفقًا لما تقتضيه القوانين والتوجيهات الرسمية.

ودعت المصادر وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل الأخبار المتعلقة بالمسؤولين الترابيين، وعدم الانجرار وراء المغالطات التي قد تكون مدفوعة بأجندات سياسية ضيقة. وأكدت أن والي جهة كلميم وادنون ما يزال يقوم بمهامه بشكل طبيعي، وأن ما يتم الترويج له لا يستند إلى أي معطيات رسمية أو موثوقة.

إلى ذلك يظل الناجم أبهاي شخصية بارزة في تدبير الشأن الجهوي بكلميم وادنون، حيث استطاع خلال السنوات الماضية الحفاظ على الاستقرار الإداري والتنموي في الجهة، رغم التحديات والتجاذبات السياسية، ومع استمرار ولايته، يبقى الرهان على تعزيز مسار التنمية وتنفيذ المشاريع التي تهم ساكنة المنطقة، بعيدًا عن أي محاولات للتشويش أو التشويه.

كلميم وادنون

مقالات مشابهة

  • تبون يمنع الموز على الجزائريين بعد حظر الإستيراد من البلدان التي تدعم مغربية الصحراء
  • النزاهة والصحة تؤكدان أهمية ترسيخ الشفافية ومبادئ الحكم الرشيد داخل مُؤسَّسات الدولة
  • محافظ قنا يشهد احتفال الأوقاف بذكرى غزوة بدر الكبرى بمسجد سيدي عبد الرحيم القنائي
  • في ضهر الشقيانين.. مستقبل وطن يبرز قصص كفاح المصريين
  • أبو شقة: الحكومة فعَّلت ضمانات دستورية تحقق حماية اجتماعية أكثر ذكاء واستدامة
  • سفيان ديوب بالمغرب.. هل يعوض المصاب أسامة صحراوي في تشكيلة الأسود؟
  • كيم كارداشيان تلمّح لزواج رابع وتكشف أسرارًا عن مجوهراتها الفاخرة
  • مصدر رفيع ينفي لـRue20 إعفاء والي كلميم وادنون
  • «أطفال الشارقة»: ترسيخ الهوية الوطنية
  • ما دلالات غارات واشنطن الجديدة على الحوثيين في صنعاء؟