الجزيرة:
2025-03-13@23:34:05 GMT

خبراء يحذرون من جر إسرائيل أميركا إلى حرب واسعة

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

خبراء يحذرون من جر إسرائيل أميركا إلى حرب واسعة

واشنطن- مع ترقب إعلان البنتاغون عن نشر نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" في إسرائيل -والذي سيعمل جنود أميركيون على تشغيل بطارياته لاعتراض الصواريخ الباليستية في حال وصولها إسرائيل- يتأكد فشل الهدف الأميركي الذي كررته إدارة الرئيس جو بايدن منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى بأن أحد أهم أهداف إدارته يتمثل في حصر الصراع داخل قطاع غزة.

ومع توسع رقعة الصراع والقتال على مدى الأسابيع الأخيرة أصبحت إيران لاعبا أساسيا فيه، وذلك بإطلاقها مئات الصواريخ في أبريل/نيسان الماضي على إسرائيل، ردا على تدمير قنصليتها في دمشق وقتل عدد من قادتها العسكريين، ثم إطلاقها ما يقارب 180 صاروخا باليستيا على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو ما ساهمت القوات الأميركية بالمنطقة في إسقاط معظمها.

وبعيدا عن الخطاب الدبلوماسي للبيت الأبيض عززت إدارة بايدن انتشار القوات الأميركية، كما أن واشنطن تحتفظ حاليا بنحو 40 ألف جندي في قواعد بدول عدة في الشرق الأوسط، ومع نشر بطاريات نظام "ثاد" يحذر عدد من المعلقين الأميركيين من مخاطر انزلاق بلادهم إلى صراع أكبر ومباشر مع إيران.

تجاهل المصالح

يدرك عدد من خبراء الشؤون الخارجية في واشنطن مخاطر التورط في صراع مباشر مع إيران، وهو ما لا يخدم أيا من مصالح أميركا بالمنطقة.

وفي حديث للجزيرة نت اعتبر خبير الشؤون الإيرانية جودت بهجت المحاضر بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون أن "إسرائيل تأخذ الولايات المتحدة إلى حرب ضد إرادة واشنطن ومصالحها".

وأضاف الخبير أن الحرب في الشرق الأوسط ستكون ضارة بمصالح الولايات المتحدة، سواء في المنطقة أو في بقية العالم، فرغم أن الرئيس بايدن دعا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف التصعيد فإنه لم يفعل شيئا لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو بالانصياع له، في حين تواصل واشنطن إرسال الأسلحة والذخائر لقتل الفلسطينيين واللبنانيين.

من جهتها، أوضحت الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية وسياسة واشنطن الخارجية آسال راد للجزيرة نت أنه "طالما سُمح لإسرائيل بمواصلة هجومها في جميع أنحاء المنطقة -مع غياب أي مساءلة- فإن خطر نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق لا يزال قائما".

وأضافت أن القضية المركزية التي تجاهلتها الولايات المتحدة هي الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود، والطريقة العنيفة المتزايدة التي تم بها قمع الفلسطينيين، مطالبة بوجوب أن تخضع إسرائيل لنفس المعايير القانونية مثل أي دولة أخرى، وألا يسمح لها بارتكاب جرائم حرب أو إبادة جماعية أو انتهاك سيادة الدول المجاورة.

وضربت مثالا على ذلك بغزو إسرائيل لبنان وتنفيذها اغتيالات على الأراضي الإيرانية، وقالت "إذا صعّدت إسرائيل أكثر في هجوم على إيران فقد يتم جر الولايات المتحدة إلى حرب كان من الممكن منعها بسهولة".

انزلاق

يشرف على ملف لبنان في البيت الأبيض آموس هوكشتاين، وهو أميركي إسرائيلي سبق له القتال في صفوف الجيش الإسرائيلي لسنوات، كما يتمتع بدعم من بريت ماكغورك مستشار شؤون الشرق الأوسط الأهم للرئيس بايدن، والذي يعد من أهم ان المتشددين تجاه إيران.

ويتبنى المسؤولان خطا متشددا يدعم كل ما تقدم عليه إسرائيل من هجمات دون أدنى اكتراث بالقانون الدولي أو بسقوط أعداد ضخمة من الضحايا المدنيين، كما لا يمانعان فيما يرونها فرصة لضرب إيران بعدما تم إضعاف حزب الله أهم حلفائها الإقليميين.

واعتبر جورجيو كافيرو خبير الشؤون الإستراتيجية ومدير مؤسسة دراسات دول الخليج في حديثه للجزيرة نت أن إدارة بايدن تتحدث باستمرار عن الحاجة لخفض التصعيد في الشرق الأوسط "ومع ذلك، فإن تصرفات الإدارة هي كل ما يهم، وقد شجعت هذه الأعمال إسرائيل على التصرف بقوة وإعادة كتابة قواعد الاشتباك بطرق خطيرة".

من جانبه، وفي حديث للجزيرة نت قال تريتا بارسي نائب رئيس معهد كوينسي في واشنطن إنه وبدلا من منع التصعيد الإسرائيلي اختارت إدارة بايدن تسهيله "والنتيجة النهائية أن الولايات المتحدة تنزلق نحو حرب إقليمية على الرغم من كل الادعاءات العلنية من قبل الإدارة بأنها تسعى إلى تجنب هذا السيناريو".

نفوذ واشنطن

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم تقدم إدارة بايدن على استغلال ما لديها من أدوات للضغط على حكومة نتنياهو لوقف عدوانها أو لإدخال مساعدات إنسانية لغزة أو لدفعها نحو التهدئة مع إيران.

وتكتفي هذه الإدارة بتقديم خطاب علني هادئ مطالب بخفض التصعيد، وفي الوقت ذاته تبارك الهجمات الإسرائيلية، وتستمر واشنطن في إمداد إسرائيل بأحدث ما تنتجه المصانع العسكرية الأميركية، إضافة إلى المعلومات الاستخباراتية.

وتقول الباحثة آسال راد إن إصرار إدارة بايدن على رفض استخدام نفوذها للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة والآن في لبنان "يهدد بنذر خطيرة".

وتضيف "في الواقع، دعمت الولايات المتحدة تصرفات إسرائيل وتوسيع الحرب، ففي حالة إيران وعلى الرغم من حقيقة أنها كانت ترد على انتهاك إسرائيلي أولي لسيادتها فإن إدارة بايدن اتخذت موقفا مفاده أن لإسرائيل الحق في الانتقام".

وتوضح المتخصصة في العلاقات الدولية أنه وبينما يعلن مسؤولو بايدن مرارا وتكرارا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها "فإن الحق نفسه لا يمتد إلى الفلسطينيين أو إلى الدول ذات السيادة مثل لبنان وإيران، مما يعكس الكيل بمكيالين والدعم غير المشروط لإسرائيل، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات الإقليمية في ظل عدم رغبة إدارة بايدن نزع فتيل التوتر".

ومن الصعب فهم منطق هذه الإدارة -تقول راد- نظرا إلى أن الحرب لا تحظى بشعبية في الولايات المتحدة مع انتخابات تلوح في الأفق، خاصة أن تصرفات إسرائيل تخاطر بحرب أوسع من شأنها أن تضر بالاقتصاد العالمي وتسبب الموت والدمار غير المتوقعين.

هدف قديم

وتشير الكثير من التقارير ودراسات مراكز الأبحاث إلى أن الهدف الإسرائيلي القديم لم يتأثر بتغير هوية الأحزاب الحاكمة داخل إسرائيل أو الولايات المتحدة، إذ يرى عدد من الخبراء العسكريين أن إسرائيل تقترب كثيرا من تحقيقه.

وذكر خبير الشؤون الدفاعية مايكل بيك للجزيرة نت أن على إدارة بايدن "عدم التخلي عن إسرائيل حتى لو شمل ذلك عملا عسكريا ضد إيران".

ويضيف "العودة إلى وضع ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول غير ممكنة، يجب أن يكون هناك نوع من الاتفاق الذي يقيد إيران ووكلاءها بغض النظر عما إذا كانت كامالا هاريس أو دونالد ترامب سيفوز في الانتخابات، يجب حل هذه المعضلة".

بدوره، اعتبر خبير الشؤون الإستراتيجية جورجيو كافيرو في حديثه للجزيرة نت أن حكومة نتنياهو وضعت قدرا كبيرا من الطاقة في جهودها لجذب الولايات المتحدة إلى مهاجمة إيران عسكريا، سواء مباشرة مع كل مواجهة بين إسرائيل وطهران نفسها، أو ضد محور المقاومة الذي تقوده إيران "ويبدو أن فرص الحكومة الإسرائيلية في تحقيق هذا الهدف تزداد".

واعتبر كافيرو أن "الحرب بين الولايات المتحدة وإيران ليست حتمية بأي حال من الأحوال، لكنها ستتطلب دبلوماسية ماهرة وضبط النفس من جانب واشنطن لتجنب مثل هذا السيناريو الذي سيكون كارثيا بشكل لا يصدق بالنسبة للشرق الأوسط".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة الشرق الأوسط إدارة بایدن خبیر الشؤون عدد من

إقرأ أيضاً:

واشنطن تدعو مجلس الأمن لإدانة برنامج إيران النووي

شدّدت الولايات المتّحدة، أمس الأربعاء، إثر جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي حول الملف النووي الإيراني، على وجوب أن يكون المجلس "موحّداً" في إدانة سلوك الجمهورية الإسلامية "المخزي"، بشأن برنامجها الذري.

وبناء على طلب عدد من أعضائه (الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، واليونان، وبنما، وكوريا الجنوبية)، عقد مجلس الأمن أمس الأربعاء، اجتماعاً لبحث تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أخيراً، وقالت فيه إنّ طهران زادت بطريقة "مقلقة للغاية" احتياطاتها من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، وهي عتبة قريبة من نسبة الـ90% اللازمة لإنتاج سلاح نووي.

In execution of @POTUS' strategy to re-impose maximum pressure on the Iranian regime, @USUN and our partners convened the UN Security Council today to highlight alarming developments in Iran's nuclear program that threaten international peace and security, as reported by…

— U.S. Mission to the UN (@USUN) March 12, 2025

وإثر الاجتماع، قالت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إنّ "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحاً في أنّ البرنامج النووي الإيراني، يشكّل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وأنّ مجلس الأمن مسؤول عن حمايتهما"، متّهمة طهران "بتحدّي المجلس".

وأضافت البعثة الأمريكية في بيان أنّه "ينبغي على المجلس أن يكون واضحاً وموحّداً في الردّ على هذا السلوك المخزي وإدانته". وتعهّد البيان أن تواصل الولايات المتّحدة "تطبيق استراتيجية الرئيس ترامب بممارسة ضغوط قصوى"، على الجمهورية الإسلامية لمنعها من حيازة سلاح ذري.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي، أعاد ترامب العمل بسياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدها حيال الجمهورية الإسلامية خلال ولايته الأولى، لكنّه تحدث في الوقت ذاته عن السعي لاتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، بدلاً من اتفاق 2015 الذي سحب بلاده منه بشكل أحادي في 2018.

"Putting maximum pressure on Iran will not achieve the goal"

On the sidelines of a UN Security Council meeting on Iran's uranium stockpiles, @ChinaAmbUN Fu Cong told @IranIntl that China hopes all sides seek compromise, stressing the US exit from the JCPOA triggered the crisis. pic.twitter.com/k0q2HBI3Fq

— Iran International English (@IranIntl_En) March 13, 2025

وكشف ترامب، الجمعة الماضي، أنه بعث برسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، يضغط فيها للتفاوض بشأن الملف النووي، أو مواجهة عمل عسكري محتمل.

وقال خامنئي أمس الأربعاء، إنّ "التهديدات الأمريكية غير حكيمة، والتفاوض مع هذه الحكومة لن يؤدي إلى رفع العقوبات... بل سيجعل من العقوبات أكثر شدة". وأكّد المرشد الأعلى أنّ بلاده "لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي"، وأن دعوة الولايات المتحدة للمحادثات تهدف إلى "خداع الرأي العام العالمي".

رداً على رسالة ترامب..خامنئي: لو أردنا أسلحة نووية لما تمكنت أمريكا من منعنا - موقع 24أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأربعاء، أن التهديدات الأمريكية "غير حكيمة"، بعد أن بعث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برسالة يدعو فيها إلى مفاوضات وحذّر فيها من تحرك عسكري محتمل إذا رفضت إيران هذا العرض.

ومن جهته، أثار نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، مجدّداً إمكانية تفعيل آلية "سناب باك"، التي تسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران. وقال الدبلوماسي البريطاني للصحافيين "نحن واضحون في أننا سنتّخذ كل الإجراءات الدبلوماسية لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وهذا يشمل استخدام آلية (سناب باك) إذا لزم الأمر".

وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا أرسلت بالفعل رسالة بهذا المعنى إلى مجلس الأمن الدولي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وحذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً خلال الأشهر الماضية، من أن إيران تزيد منسوبها من اليورانيوم العالي التخصيب.

وتؤكد طهران على الدوام أنّ برنامجها النووي سلمي، وأنها لا تسعى لتطوير سلاح ذري.

مقالات مشابهة

  • من واشنطن يبحث مستقبل مفاوضات الولايات المتحدة المباشرة مع حماس
  • جدل داخلي حاد في إيران حول نوايا الولايات المتحدة
  • روسيا: مستعدون لمحادثات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا
  • واشنطن تدعو مجلس الأمن لإدانة برنامج إيران النووي
  • خبراء يحذرون: تيك توك سبب زيادة تشخيص اضطراب فرط الحركة
  • خامنئي يعارض المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي
  • لافروف: ما يحدث في الولايات المتحدة عودة للمسار الطبيعي وهناك إدارة سليمة في السلطة
  • أميركا ليست عميلة لإسرائيل كيف فسرها خبراء واشنطن؟
  • هل نجحت إسرائيل في ثني واشنطن عن التفاوض المباشر مع حماس؟
  • خبراء السيارات يحذرون من شراء تسلا: فكروا مرتين