الجزيرة:
2024-10-14@16:20:34 GMT

خبراء يحذرون من جر إسرائيل أميركا إلى حرب واسعة

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

خبراء يحذرون من جر إسرائيل أميركا إلى حرب واسعة

واشنطن- مع ترقب إعلان البنتاغون عن نشر نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" في إسرائيل -والذي سيعمل جنود أميركيون على تشغيل بطارياته لاعتراض الصواريخ الباليستية في حال وصولها إسرائيل- يتأكد فشل الهدف الأميركي الذي كررته إدارة الرئيس جو بايدن منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى بأن أحد أهم أهداف إدارته يتمثل في حصر الصراع داخل قطاع غزة.

ومع توسع رقعة الصراع والقتال على مدى الأسابيع الأخيرة أصبحت إيران لاعبا أساسيا فيه، وذلك بإطلاقها مئات الصواريخ في أبريل/نيسان الماضي على إسرائيل، ردا على تدمير قنصليتها في دمشق وقتل عدد من قادتها العسكريين، ثم إطلاقها ما يقارب 180 صاروخا باليستيا على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو ما ساهمت القوات الأميركية بالمنطقة في إسقاط معظمها.

وبعيدا عن الخطاب الدبلوماسي للبيت الأبيض عززت إدارة بايدن انتشار القوات الأميركية، كما أن واشنطن تحتفظ حاليا بنحو 40 ألف جندي في قواعد بدول عدة في الشرق الأوسط، ومع نشر بطاريات نظام "ثاد" يحذر عدد من المعلقين الأميركيين من مخاطر انزلاق بلادهم إلى صراع أكبر ومباشر مع إيران.

تجاهل المصالح

يدرك عدد من خبراء الشؤون الخارجية في واشنطن مخاطر التورط في صراع مباشر مع إيران، وهو ما لا يخدم أيا من مصالح أميركا بالمنطقة.

وفي حديث للجزيرة نت اعتبر خبير الشؤون الإيرانية جودت بهجت المحاضر بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون أن "إسرائيل تأخذ الولايات المتحدة إلى حرب ضد إرادة واشنطن ومصالحها".

وأضاف الخبير أن الحرب في الشرق الأوسط ستكون ضارة بمصالح الولايات المتحدة، سواء في المنطقة أو في بقية العالم، فرغم أن الرئيس بايدن دعا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف التصعيد فإنه لم يفعل شيئا لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو بالانصياع له، في حين تواصل واشنطن إرسال الأسلحة والذخائر لقتل الفلسطينيين واللبنانيين.

من جهتها، أوضحت الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية وسياسة واشنطن الخارجية آسال راد للجزيرة نت أنه "طالما سُمح لإسرائيل بمواصلة هجومها في جميع أنحاء المنطقة -مع غياب أي مساءلة- فإن خطر نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق لا يزال قائما".

وأضافت أن القضية المركزية التي تجاهلتها الولايات المتحدة هي الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود، والطريقة العنيفة المتزايدة التي تم بها قمع الفلسطينيين، مطالبة بوجوب أن تخضع إسرائيل لنفس المعايير القانونية مثل أي دولة أخرى، وألا يسمح لها بارتكاب جرائم حرب أو إبادة جماعية أو انتهاك سيادة الدول المجاورة.

وضربت مثالا على ذلك بغزو إسرائيل لبنان وتنفيذها اغتيالات على الأراضي الإيرانية، وقالت "إذا صعّدت إسرائيل أكثر في هجوم على إيران فقد يتم جر الولايات المتحدة إلى حرب كان من الممكن منعها بسهولة".

انزلاق

يشرف على ملف لبنان في البيت الأبيض آموس هوكشتاين، وهو أميركي إسرائيلي سبق له القتال في صفوف الجيش الإسرائيلي لسنوات، كما يتمتع بدعم من بريت ماكغورك مستشار شؤون الشرق الأوسط الأهم للرئيس بايدن، والذي يعد من أهم ان المتشددين تجاه إيران.

ويتبنى المسؤولان خطا متشددا يدعم كل ما تقدم عليه إسرائيل من هجمات دون أدنى اكتراث بالقانون الدولي أو بسقوط أعداد ضخمة من الضحايا المدنيين، كما لا يمانعان فيما يرونها فرصة لضرب إيران بعدما تم إضعاف حزب الله أهم حلفائها الإقليميين.

واعتبر جورجيو كافيرو خبير الشؤون الإستراتيجية ومدير مؤسسة دراسات دول الخليج في حديثه للجزيرة نت أن إدارة بايدن تتحدث باستمرار عن الحاجة لخفض التصعيد في الشرق الأوسط "ومع ذلك، فإن تصرفات الإدارة هي كل ما يهم، وقد شجعت هذه الأعمال إسرائيل على التصرف بقوة وإعادة كتابة قواعد الاشتباك بطرق خطيرة".

من جانبه، وفي حديث للجزيرة نت قال تريتا بارسي نائب رئيس معهد كوينسي في واشنطن إنه وبدلا من منع التصعيد الإسرائيلي اختارت إدارة بايدن تسهيله "والنتيجة النهائية أن الولايات المتحدة تنزلق نحو حرب إقليمية على الرغم من كل الادعاءات العلنية من قبل الإدارة بأنها تسعى إلى تجنب هذا السيناريو".

نفوذ واشنطن

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم تقدم إدارة بايدن على استغلال ما لديها من أدوات للضغط على حكومة نتنياهو لوقف عدوانها أو لإدخال مساعدات إنسانية لغزة أو لدفعها نحو التهدئة مع إيران.

وتكتفي هذه الإدارة بتقديم خطاب علني هادئ مطالب بخفض التصعيد، وفي الوقت ذاته تبارك الهجمات الإسرائيلية، وتستمر واشنطن في إمداد إسرائيل بأحدث ما تنتجه المصانع العسكرية الأميركية، إضافة إلى المعلومات الاستخباراتية.

وتقول الباحثة آسال راد إن إصرار إدارة بايدن على رفض استخدام نفوذها للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة والآن في لبنان "يهدد بنذر خطيرة".

وتضيف "في الواقع، دعمت الولايات المتحدة تصرفات إسرائيل وتوسيع الحرب، ففي حالة إيران وعلى الرغم من حقيقة أنها كانت ترد على انتهاك إسرائيلي أولي لسيادتها فإن إدارة بايدن اتخذت موقفا مفاده أن لإسرائيل الحق في الانتقام".

وتوضح المتخصصة في العلاقات الدولية أنه وبينما يعلن مسؤولو بايدن مرارا وتكرارا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها "فإن الحق نفسه لا يمتد إلى الفلسطينيين أو إلى الدول ذات السيادة مثل لبنان وإيران، مما يعكس الكيل بمكيالين والدعم غير المشروط لإسرائيل، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات الإقليمية في ظل عدم رغبة إدارة بايدن نزع فتيل التوتر".

ومن الصعب فهم منطق هذه الإدارة -تقول راد- نظرا إلى أن الحرب لا تحظى بشعبية في الولايات المتحدة مع انتخابات تلوح في الأفق، خاصة أن تصرفات إسرائيل تخاطر بحرب أوسع من شأنها أن تضر بالاقتصاد العالمي وتسبب الموت والدمار غير المتوقعين.

هدف قديم

وتشير الكثير من التقارير ودراسات مراكز الأبحاث إلى أن الهدف الإسرائيلي القديم لم يتأثر بتغير هوية الأحزاب الحاكمة داخل إسرائيل أو الولايات المتحدة، إذ يرى عدد من الخبراء العسكريين أن إسرائيل تقترب كثيرا من تحقيقه.

وذكر خبير الشؤون الدفاعية مايكل بيك للجزيرة نت أن على إدارة بايدن "عدم التخلي عن إسرائيل حتى لو شمل ذلك عملا عسكريا ضد إيران".

ويضيف "العودة إلى وضع ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول غير ممكنة، يجب أن يكون هناك نوع من الاتفاق الذي يقيد إيران ووكلاءها بغض النظر عما إذا كانت كامالا هاريس أو دونالد ترامب سيفوز في الانتخابات، يجب حل هذه المعضلة".

بدوره، اعتبر خبير الشؤون الإستراتيجية جورجيو كافيرو في حديثه للجزيرة نت أن حكومة نتنياهو وضعت قدرا كبيرا من الطاقة في جهودها لجذب الولايات المتحدة إلى مهاجمة إيران عسكريا، سواء مباشرة مع كل مواجهة بين إسرائيل وطهران نفسها، أو ضد محور المقاومة الذي تقوده إيران "ويبدو أن فرص الحكومة الإسرائيلية في تحقيق هذا الهدف تزداد".

واعتبر كافيرو أن "الحرب بين الولايات المتحدة وإيران ليست حتمية بأي حال من الأحوال، لكنها ستتطلب دبلوماسية ماهرة وضبط النفس من جانب واشنطن لتجنب مثل هذا السيناريو الذي سيكون كارثيا بشكل لا يصدق بالنسبة للشرق الأوسط".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة الشرق الأوسط إدارة بایدن خبیر الشؤون عدد من

إقرأ أيضاً:

خبراء يحذرون من تداعيات سلبية لبرنامج ترامب الاقتصادي

يعتزم الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب في حال فوزه إعادة الصناعات إلى الولايات المتحدة وخفض كلفة الإنتاج، معولا على الرسوم الجمركية لتعزيز خزائن الدولة، غير أن هذه الخطط قد تصطدم بواقع أكثر تعقيدا.

ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في نوفمبر/تشرين الثاني، يحذر خبراء اقتصاديون من أن سياسات الرئيس السابق قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين وتنعكس سلبا على التجارة الدولية، من غير أن تجني الولايات المتحدة منها فوائد مؤكدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكسيوس: تغيير سري بفريق ترامبlist 2 of 2كيف يزيد تصعيد إسرائيل بالمنطقة حظوظ ترامب الانتخابية؟end of list

والهدف المعلن لسياسات ترامب هو الاعتماد على الرسوم الجمركية لزيادة عائدات الدولة واستخدام ذلك كورقة للضغط على بلدان مثل الصين، مع تشجيع الشركات على إعادة مراكز إنتاجها إلى الولايات المتحدة.

وقال ترامب خلال مناظرته التلفزيونية مع منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في سبتمبر/أيلول "سيتحتم أخيرا على الدول الأخرى بعد مضي 75 عاما أن تسدد لنا ثمن كل ما فعلناه من أجل العالم". وأعلن الأسبوع الماضي خلال تجمع انتخابي في ميشيغان "الرسوم الضريبية هي برأيي أجمل عبارة".

الرسوم الجمركية

ويعتزم ترامب زيادة الرسوم الجمركية على مجمل الواردات بنسبة 10 إلى 20% بحسب المنتجات، وصولا إلى 60% للواردات الصينية وحتى 200% للسيارات المصنوعة في المكسيك.

وبالنسبة للرسوم الجمركية أيضا، يعتزم ترامب تمديد التخفيضات الضريبية التي أقرت خلال ولايته والتي تنتهي مدتها قريبا، وخفض الضرائب على عائدات الشركات بشكل إضافي.

غير أن مكتب "تاكس فاونديشن" للدراسات حذر من أن هذه الرسوم الجمركية المزمعة قد "تبدد فوائد تخفيضاته الضريبية من غير أن تعوض الخسائر على صعيد العائدات الضريبية".

واعتبر برنارد ياروس الخبير الاقتصادي لدى "أوكسفورد إيكونوميكس" أن مثل هذه السياسة قد تتسبب بزيادة التضخم بنحو 0.6 نقطة مئوية أو حتى أكثر إن تم تطبيق الرسوم في مهلة قصيرة.

وسبق أن عانت الشركات من زيادة الرسوم الجمركية التي أقرها ترامب خلال ولايته، غير أن الزيادة المزمعة قد تكون أكبر.

وأوضح كايل هاندلي أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنا في سان دييغو أن "الشركات رأت أسعار وارداتها تزداد، وتكيفت" لكن "إذا أقرت زيادة معممة بنسبة 10 إلى 20%، فمن غير الوارد أن لا ينعكس ذلك على الأسعار في المتاجر"، ومن المستبعد أن ينجح ترامب في إعادة الإنتاج إلى الولايات المتحدة في المستقبل القريب.

ويشير ترامب إلى أن زياداته الضريبية السابقة لم يكن لها تأثير على التضخم، لكن هاندلي اعتبر أن الضغوط التي تسببت بها على سلاسل الإمداد توازي في نهاية المطاف زيادة بنسبة 2 إلى 4% في الرسوم الجمركية على الواردات، وأقرت عدة شركات لوكالة الصحافة الفرنسية بأنها اضطرت نتيجة لذلك إلى زيادة أسعارها.

وقدرت دراسة نشرت عام 2019 في صحيفة "جورنال أوف إيكونوميل بيرسبكتيفز" أن الرسوم الجمركية كلفت المستهلكين الأميركيين في السنة السابقة 3,2 مليارات دولار في الشهر.

التجارة مع الصين

وقد تتسبب خطة ترامب في حال تطبيقها بتقليص حجم التجارة بين الولايات المتحدة والصين 70%، مع إعادة توجيه مئات مليارات الدولارات من المبادلات أو إلغائها تماما.

وبحسب آدام سليتر من مكتب أوكسفورد إيكونوميكس فقد أدت التخفيضات الضريبية السابقة عام 2018 إلى إعادة توجيه الصادرات الصينية إلى أسواق أخرى، مما أثار "ضغوطا حمائية إضافية في الدول التي تلقت المزيد من المنتجات الصينية المنخفضة الأسعار".

وأوضح المكتب أن المبادلات التجارية الأميركية قد تنخفض بنسبة 10% وتتركز أكثر على دول أميركا الشمالية وغيرها من الشركاء التجاريين.

وأورد معهد بيترسون أن تدابير أخرى في خطة ترامب مثل إلغاء قانون "العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة" الذي حظيت به بكين عام 2000، قد تؤدي إلى زيادة التضخم بنسبة 0.4 نقطة مئوية. إلا أن ترامب تعهد بالقضاء على التضخم، وهو موضوع يتصدر اهتمامات الناخبين، واعدا بصورة خاصة بخفض فواتير الطاقة إلى النصف منذ عامه الأول في البيت الأبيض.

مقالات مشابهة

  • إيران توقف مباحثاتها مع أميركا
  • لغياب "أرضية التفاوض".. إيران تعلن توقف المباحثات مع أميركا
  • خبراء يحذرون من تداعيات سلبية لبرنامج ترامب الاقتصادي
  • واشنطن تنوي نشر صواريخ ثاد في إسرائيل لصد صواريخ إيران البالستية
  • إسرائيل تحجب معلومات عن واشنطن حول الرد على إيران
  • واشنطن تنشر صواريخ ثاد في إسرائيل لصد صواريخ إيران البالستية
  • مسؤولون لـ "NBC": إسرائيل أطلعت واشنطن على معلومات حول الرد على إيران لكن حجبت بعضها
  • دول خليجية تناشد أميركا بخصوص الضربة الإسرائيلية على إيران
  • "أكسيوس": إدارة بايدن توافق على أن تشن إسرائيل هجوما كبيرا ضد إيران