قال خبراء لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، اليوم الإثنين: إن "خامنئي هو الرجل الأول بلا منازع في إيران، ولكن هناك فصائل مختلفة تتنافس على النفوذ، في الوقت الذي تعمل فيه البلاد على رسم كيفية الرد على النكسات المتزايدة، والمواجهة المتصاعدة مع إسرائيل".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين يرى بعض المطلعين أن هناك من يفضل التفاوض، فإن آخرين يؤمنون باستخدام القوة، حيث ستساعد نتائج المناقشة خلف الكواليس في تحديد ما إذا كانت دورة الضربات المتبادلة الحالية، ستتحول إلى حرب شاملة.

Awaiting response to missile attack, Tehran debates next phase in Israel stand-off https://t.co/JIvyMBI6rS

— The Times of Israel (@TimesofIsrael) October 14, 2024 تجنب الحرب

وفي خطبة عامة نادرة ألقاها في وقت سابق من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، تعهد خامنئي بأن حلفاء إيران، وفي مقدمتهم حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان، لن "يتراجعوا" في حربهم ضد إسرائيل.

ومع ذلك، مدد الرئيس الإصلاحي المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان غصن زيتون واضحاً للغرب في الأمم المتحدة، واقترح إحياء الاتفاق النووي الدولي لعام 2015، الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب من جانب واحد في عام 2018.

ويقول الخبراء إنه "بينما تستعد إسرائيل للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، يظل خامنئي حريصاً على تجنب الحرب الشاملة، مع إظهار أن الجمهورية الإسلامية لا تزال قادرة على الوقوف في وجه أعدائها".

من جهته، قال بيير رازو، مدير الأبحاث في مؤسسة البحر الأبيض المتوسط ​​للدراسات الاستراتيجية: "كانت هناك بالتأكيد عشرات الساعات من الاجتماعات والتحليلات قبل اتخاذ القرار بشأن تفاصيل الضربة ضد إسرائيل". وأضاف "إنها تشبه بطل الشطرنج، الذي يدرس كل التحركات والافتتاحيات الممكنة مع فريقه، قبل القيام باللعب".

فصائل متضاربة

وفي حين أن خامنئي هو صانع القرار النهائي، فإن هيكل السلطة في إيران معقد للغاية، حيث لا يتمتع الرئيس في كثير من الأحيان إلا بنفوذ محدود في قرارات السياسة الخارجية.

ويلعب الحرس الثوري الإسلامي، الجيش الأيديولوجي للنظام الذي يحافظ على الروابط مع وكلاء إيران الإقليميين، دوراً حاسماً، كما تفعل شخصيات منخفضة المستوى ولكنها قوية داخل مكتب المرشد الأعلى، بما في ذلك ابنه مجتبى، الذي يُنظر إليه أحياناً على أنه خليفة.

وقال بهنام بن طالبلو، الخبير في الشؤون الإيرانية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن: "على الرغم من طبيعتها الاستبدادية، كانت الجمهورية الإسلامية دائماً بها فصائل متشددة، تختلف حول الطريقة التي ينبغي لها أن تتفاعل بها مع العالم الخارجي".

وأضاف أن "الرئيس لا يتحكم في السياسة الخارجية والأمنية ولا يحددها، بل هو موجود لتقديم تغيير في الأسلوب وليس الجوهر".

ورغم أنه قد تكون هناك مناقشات مكثفة خلف الأبواب المغلقة حول الاستراتيجية، فمن غير المعتاد للغاية الكشف عن مثل هذه الانقسامات علناً.

حسابات استراتيجية

وذكرت الصحيفة، أن حزب الله اللبناني ليس مجرد حليف لإيران، بل إنه يعتبر أهم أصول طهران، وهو ما يسمى "جوهرة التاج" التي تضم ترسانة هائلة من الطائرات بدون طيار، والصواريخ والقذائف من مختلف المدى، وتضم 100 ألف مقاتل.

ويشير بعض الخبراء، إلى أن صواريخ حزب الله بعيدة المدى مكلفة بالدفاع عن المنشآت النووية الإيرانية، حيث تعمل في الواقع كنوع من الدرع الدفاعية عن بعد.

ومن المرجح أن تعتمد استراتيجية إيران في الأشهر والسنوات المقبلة، على مزيج معقد من الديناميكيات الإقليمية، والضغوط من القوى العالمية، والمعارك الفصائلية الداخلية.

وقال المحلل حسني عبيدي، مدير مركز دراسات العالم العربي والمتوسطي في جنيف: "نظراً للانتكاسات المتكررة التي منيت بها إيران في الخارج، وخاصة خسارة حزب الله، الذي يعتبر محور سياستها الخارجية، نجح الجناح الراديكالي في إقناع المرشد الأعلى بأن استعادة مصداقية إيران أمر ضروري".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران إسرائيل خامنئي إيران وإسرائيل علي خامنئي إسرائيل

إقرأ أيضاً:

إيران تحذر السعودية وسط ترقب الرد الإسرائيلي

كشف مسؤول إيراني كبير ودبلوماسي إيراني في تصريحات لرويترز أن إيران حذرت السعودية خلال اجتماعات هذا الأسبوع من أنها لا تستطيع ضمان سلامة منشآت النفط في المملكة إذا حصلت إسرائيل على أي مساعدة لتنفيذ هجوم.

وقال علي الشهابي، وهو محلل سعودي مقرب من الديوان الملكي لرويترز "إن الإيرانيين أوضحوا أنه إذا فتحت دول الخليج مجالها الجوي أمام إسرائيل، فسيكون ذلك عملا حربيا". لكنه أوضح أن السعودية "لن تسمح لأي طرف باستخدام مجالها الجوي".

وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى إن طهران وجهت رسالة واضحة إلى الرياض مفادها أن "حلفاء" الجمهورية الإسلامية في دول مثل العراق واليمن قد يردون إذا حصلت إسرائيل على أي دعم إقليمي في مواجهة إيران.

تحليل: 4 خيارات أمام إسرائيل لضرب إيران قالت مجلة "ذي إيكونوميست" إن بنيامين نتنياهو واجه معارضة قانونية مرتين على الأقل في عامي 2010 و 2011 لضرب إيران، ولم يحصل على التفويض اللازم من مجلس الوزراء، لكن الطريق اليوم معبدة أمامه ولن يواجه مشكلة في الحصول على التفويض اللازم لتنفيذ ضربة على طهران.

وقالت مصادر خليجية وإيرانية لرويترز إن محادثات الأربعاء بين الحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي كان في جولة خليجية لحشد الدعم ركزت على الهجوم الإسرائيلي المحتمل.

وقال مصدر خليجي قريب من الدوائر الحكومية لرويترز إن زيارة الوزير الإيراني إلى جانب الاتصالات السعودية الأميركية على مستوى وزارتي الدفاع تأتي في إطار جهد منسق لمعالجة الأزمة.

وأكد مصدر في واشنطن مطلع على المناقشات لرويترز أن مسؤولين خليجيين تواصلوا مع نظرائهم الأميركيين للتعبير عن القلق إزاء النطاق المحتمل للرد الإسرائيلي المتوقع.

وأعلنت إسرائيل أنها سترد بقوة على الهجوم الإيراني الصاروخي الذي استهدفها في مطلع أكتوبر.

وتشعر السعودية بالقلق من هجوم إيراني على منشآتها النفطية منذ هجوم على حقل لشركة أرامكو في عام 2019 أدى إلى توقف أكثر من خمسة بالمئة من إمدادات النفط العالمية. ونفت إيران تورطها في الهجوم.

وشهدت السنوات القليلة الماضية تقاربا بين المملكة وإيران لكن لا تزال هناك أزمة ثقة.

مقالات مشابهة

  • بالأرقام.. حجم الضرر الذي خلفته ضربة إيران على إسرائيل
  • أمريكا تكشف عن أهداف حددتها إسرائيل لضربها في إيران
  • إسرائيل تحجب معلومات عن واشنطن حول الرد على إيران
  • إعلام أمريكي: الرد الإسرائيلي لن يستهدف منشآت نووية في إيران
  • عاجل - إسرائيل × إيران.. موعد الضربة المنتظرة وتوقعات أمريكية بشأن التوقيت والأهداف
  • مسؤولون أمريكيون: إسرائيل أطلعت واشنطن على معلومات حول الرد على إيران
  • إسرائيل: الرد على إيران لا يزال قيد التخطيط
  • إيران تحذر السعودية وسط ترقب الرد الإسرائيلي
  • بين التصعيد المدمر والاحتواء.. كيف ستتشكل ملامح المرحلة المقبلة في لبنان؟