نوبل الاقتصاد لتركي وأمريكي وبريطاني
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
14 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: مُنحت جائزة نوبل في الاقتصاد الاثنين للأميركي من أصل تركي دارون عجم أوغلو والأميركيين البريطانيين سايمون جونسون وجيمس روبنسون، لأبحاثهم في مجال انعدام المساواة في توزع الثروات بين الدول.
وقالت لجنة نوبل خلال الإعلان عن الفائزين في العاصمة السويدية ستوكهولم، إن الثلاثي حصلوا على الجائزة “لدراساتهم حول كيفية تشكيل المؤسسات وتأثيرها على الازدهار”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
أزمة الهند وباكستان على حافة الانفجار
26 أبريل، 2025
بغداد/المسلة:
ناجي الغزي
بينما كان العالم منشغلاً بدوامات الحرب في غزة وأوكرانيا والتوترات الأمريكية الصينية، استيقظت آسيا الجنوبية على صدمة دامية. بمدينة “بهالغام” في إقليم كشمير الهندي، على أصوات الانفجار في صباح يوم الخميس 24أبريل 2025 مزّقت هدوءها، وسرعان ما تحولت إلى عناوين عاجلة: هجوم إرهابي يقتل 26 شخصاً، معظمهم من السياح والمدنيين الهنود.
في هذه اللحظة، تحركت عقارب التاريخ باتجاه مناطق الخطر، لتلتقي الجغرافيا بالتاريخ القديم، حيث تقف الهند وباكستان وجهاً لوجه في صراع لم تهدأ نيرانه منذ منتصف القرن العشرين,عام 1947، منذ انقسام شبه القارة الهندية الى دولتين: الهند (دولة للهندوس) وباكستان (دولة للمسلمين) ظلّت كشمير نقطة الاشتعال الدائمة بين القوتين النوويتين. ومع كل أزمة أو هجوم داخل الإقليم المتنازع عليه، تعود المنطقة إلى حالة توتر تشبه قرع طبول الحرب، كما هو الحال اليوم بعد الهجوم الإرهابي، الذي أشعل سلسلة من الإجراءات التصعيدية الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية بين نيودلهي وإسلام أباد.
1-كشمير- الجرح المفتوح
كشمير ليست مجرد نزاع حدودي، بل هي تعبير عن أزمة هوية تاريخية. تعتبرها الهند جزءاً لا يتجزأ من سيادتها الوطنية، بينما تنظر إليها باكستان على أنها منطقة ذات غالبية مسلمة يجب أن تقرر مصيرها. وقد زاد التوتر منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بقيادة مودي إلى السلطة عام 2014، خاصة بعد إلغاء الحكم الذاتي لكشمير الهندية عام 2019. في هذا السياق، تصبح كل عملية مسلحة أو هجوم انتحاري وقوداً لصراع أعمق، وأداة انتخابية.
2-الدم في كشمير – الشرارة الأولى
الهجوم لم يكن مجرد عملية إرهابية. بالنسبة للهند، كان صفعة في القلب، و رسالة دموية وصلت إلى نيودلهي بلغة لا تقبل التأويل. ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قطع زيارته للسعودية، وعاد إلى بلاده ليقود ما وصفه بـ”رد يتجاوز الخيال”.
في ذات الوقت، بدأت أدوات الدولة تتحرك: طُرد الدبلوماسيون الباكستانيون، وأُغلقت المعابر الحدودية، وتم تعليق اتفاقيات تجارية وخدمات قنصلية. لكن الأخطر من كل ذلك كان قرار الهند تعليق اتفاقية مياه نهر السند، التي طالما كانت صمام أمان في أوقات التوتر. خطوة وصفتها باكستان فوراً بأنها “إعلان حرب”.
لم تتأخر باكستان في الرد. اجتمع مجلس الأمن الوطني برئاسة شهباز شريف، وخرجت الإجراءات كأنها صدى لإجراءات الهند، ولكن بلهجة أكثر تحدياً.منها إغلاق الأجواء، وإلغاء التأشيرات، وطرد دبلوماسيين، وتعليق العمل باتفاقيات سارك. لكن الأكثر رمزية كان إعلان باكستان أن أي مساس بتدفق مياه نهر السند سيُعتبر عملاً عدائياً يستوجب الرد بكل قوة. في هذه اللحظة، لم يعد المشهد سياسياً فقط. بل أصبح شبه عسكري، محموماً، ومفتوحاً على احتمالات سوداء.
الدم الذي سال في بهالغام أعاد الذاكرة إلى الوراء. إلى سلسلة من الحروب، والمواجهات، والضربات الجوية، بدءاً من 1947، مروراً بعامي 1965 و1971، ووصولاً إلى أزمة كارجيل في 1999. وفي كل مرة كانت كشمير هي الميدان، والألم، والذريعة. واليوم كشمير ما زالت محاصرة، لكن ليس فقط بجنود الطرفين، بل بصمت العالم، وصراع الهويات، وتقاطع المصالح الدولية.
3-البعد الجيوسياسي
ما يجعل الأزمة أكثر تعقيداً هو بعدها الجيوسياسي:
1-الصين تمتلك مصالح استراتيجية في باكستان عبر “الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني” وميناء جوادر.
2-الولايات المتحدة تربطها شراكات أمنية مع الهند، وتسعى لاستخدامها كقوة توازن أمام الصين.
3-روسيا حليف تقليدي للهند، لكنها طورت علاقات أمنية وتجارية متقدمة مع باكستان أيضاً.
أي انفجار عسكري بين القوتين قد يستدعي تدخلاً دولياً سريعاً من هذه الأطراف، ليس فقط للحفاظ على الأمن الإقليمي بل لحماية مصالحها الاقتصادية والعسكرية.
4-المياه الجبهة الأخطر
تعليق الهند اتفاقية مياه نهر السند لعام 1960 يُعد أخطر خطوات التصعيد، نظراً لاعتماد باكستان الكبير على المياه القادمة من الأراضي الهندية، والتي تُستخدم لري مساحات شاسعة من إقليم البنجاب الباكستاني. وهو شريان حياة لأكثر من 200 مليون باكستاني، وأي محاولة هندية لتقليص مياهه تعني باختصار خنق دولة بأكملها. هذا التهديد لا يشبه العقوبات أو الردود السياسية، بل يُعد “إعلان حرب” في نظر إسلام أباد. والهند تعرف ذلك. وباكستان تدرك أن لا مجال للتهاون. ولهذا تحديداً، فإن تعليق اتفاقية المياه أطلق جرس إنذار في كل العواصم الكبرى: كواشنطن، وبكين، وموسكو.
5-هل الحرب وشيكة؟
رغم التهديدات النارية والتصريحات المتصاعدة، يُجمع معظم الخبراء الاستراتيجيين أن اندلاع حرب نووية شاملة يظل احتمالاً بعيداً، وذلك للأسباب التالية:
1- التكلفة الكارثية لحرب نووية للطرفين والمنطقة.
2- الخوف من تدخل خارجي، خصوصاً من الولايات المتحدة والصين.
3- التجارب السابقة (كما في 2002 و2019) التي انتهت بوساطات دولية.
لكن خطر “المناوشات المحدودة” أو “ضربات استباقية دقيقة” يبقى قائماً، وقد يتدحرج الموقف إلى نزاع واسع في حال فشل الوساطات أو وقوع خطأ في التقدير العسكري.
6-الانتخابات وندوب الهوية
في ممرات السياسة الهندية، هناك من يهمس بأن التصعيد يخدم حملة مودي وحزبه القومي قبل الانتخابات، ويقوي صورته كقائد حازم وحامي للوطن. كما يشتت الانتباه عن القضايا الاقتصادية والاحتجاجات الداخلية، ويُعيد توحيد القاعدة الانتخابية تحت راية “الخطر الباكستاني”.
وهو نفسه الذي ألغى الحكم الذاتي لكشمير في 2019، وأطلق شرارة قومية هندوسية جعلت من “العدو الباكستاني” هدفاً دائماً للخطاب السياسي.
لكن في الطرف الآخر، إسلام آباد ليست في وضع مريح. أزماتها الاقتصادية، واهتزاز المشهد السياسي الداخلي، وقربها من الصين في وقت تتوتر فيه العلاقات العالمية، كل هذا يجعل من التصعيد مع الهند لعبة محفوفة بالخطر.
خلاصة الأزمة
ما يجري بين الهند وباكستان اليوم لا يرتبط فقط بكشمير، بل هو انعكاس لتشابك معقد بين قوميات، وموارد، وأيديولوجيات، وصراعات نفوذ إقليمية ودولية. كل تحرك عسكري أو قرار دبلوماسي من الطرفين يتم عبر حسابات دقيقة تتعلق بالداخل والخارج على حد سواء.
إن الحل الحقيقي يكمن في حوار شامل برعاية دولية يُعيد النظر في وضع كشمير، ويفرض آليات جديدة لتقاسم الموارد المائية، ويخلق منظومة إقليمية للأمن الجماعي في جنوب آسيا. حتى ذلك الحين، ستبقى المنطقة على حافة الانفجار.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts