سودانايل:
2024-11-15@16:22:56 GMT

لماذا تكلم حميدتي عن دعم مصر للجيش؟

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

سياسة مصر تجاه السودان معلومة و دعم مصر للإنقلابات معلوم و عدائها للنظم البرلمانية أيضا من الأمور الثابتة و المعلومة. و تبعية قادة الجيش لمصر معلومة و ثابتة و هذا الكلام قديم منذ إنقلاب إبراهييم عبود في نوفمبر 1958م. أول نظام يعترف بإنقلاب عمر البشير المسنود بالجبهة القومية الإسلامية حينها كان نظام الرئيس المصري االمعزول حسني مبارك.

هذا تاريخ واضح و محدد و هو من المعلوم في السياسة بالضرورة. إحتلال مصر للتراب السوداني معلوم، و إساءة مصر للوطن بالسيطرة علي موارده عبر التهريب و بيع الغبن و إعادة بيعها كمنتجات مصرية أيضا معروف. كل هذه الأمور معروفة.
تعاملات البرهان و حميدتي في نهب موارد السودان و بيعها برماد القروش لمصر معلوم أيضا لدرجة أنهما شراكةً إفتتحا مسلخا حديثا لتوضيب اللحوم و تصيرها لمصر هذا غير الموارد الغابية و الزراعية و الماشية و الموارد المعدنية. بسيطرة الجيش علي أكثر من 80% من مداخيل الإقتصاد السوداني يعلم حميدتي تماما حجم المصالح الإقتصادية لمصر في السودان بذلك يكون من البديهيات أن يساند نظام السيسي جيش عبد الفتاح البرهان الإسلامي بالطيران، التدريب، التسليح، التقانة وكمان العساكر. لأن نوع البرهان من قيادات الجيش هو من تريده مصر حاكما للسودان معه إسلاميون أو شيطان رجيم. لماذا تكلم حميدتي الآن عن التدخل المصري؟
واحد من الأهداف أن يستدر حميدتي دعما لمليشيته المجرمة من مجموعات من السودانيين الناقمين علي مصر. لأن النظام المصري و المصريين محل كراهية شديدة عند قطاعات كبيرة من بنات أبناء شعبنا . الهدف الثاني ربما هو إحساس حميدتي بالتحولات التي كان عنوانها زيارات محمد بن زايد أولا لمصر 17 سبتمبر و ثانيا للولايات المتحدة 23 سبتمبر الماضي و في الزيارتين سمع محمد بن زايد ما أعجبه و ما لم يعجبه. في النهاية حدث تحول بسيط و لكنه مؤثر في موقف الأمارات نتيجة للخسائر السياسية الكبيرة التي مني بها حميدتي جراء الإنتهاكات التي أرتكبتها المليشيا المجرمة و هو أمر محرج لدولة الإمارات . والأمر الثالث إستطالة أمد الحرب لأن ذلك أضافة مؤلمة لما تصرفه الإمارات علي المليشيا المجرمة الغير قادرة علي إنجاز إنتصار كاسح علي الجيش الإسلامي.
فيما يبدو هنالك إعادة حسابات متنوعة عند القوي الإقليمية و الدولية التي تدعم أطراف الحرب. الأخوة الأعداء في المليشيا المجرمة و جيش الحركة الإسلامية يديران حرب وكالة رخيصة و إجرامية هدفها الأساسي تدمير قوي الثورة السودانية و إخضاع القوي المدنية لمطلوبات خدمة المحاور الضالعة في حرب السودان. إنهكت الحرب الإمارات إقنصاديا و شعرت قيادة الإمارات بضرورة إعادة ترتيب الأوراق و التعامل مع واقع جديد سيكون فيه الجيش الإسلامي المجرم محققا لإنتصارات محدودة علي المليشيا المجرمة و محققاً لنوع من التقدم السياسي. واحد من الإسباب البعيدة إقتناع الإمارات و المجتمع الدولي بلا جدوي أو قيمة القوي المدنية في تحقيق مكاسب سياسية تؤهلها للحكم في فترة إنتقالية جديدة تكون فيها القوي المدنية قادرة علي أن تنجز شراكة من نوع ما تسكت فيها القوي المدنية عن ملفات المحاسبة و نهب الموارد. قوي مدنية قادرة علي منع إستمرار المد الثوري الذي سيكون أشد حزما في مطالبته بالمحاسبة علي الإنتهاكات و الجرائم، في ظل شارع رافض بالكامل لوجود الجيش و المليشيات في مستقبل السودان السياسي ببساطة نتيجة للحرب و ويلاتها.
إشتداد أوار الحرب في الآونة الأخيرة سعي عدمي من طرفيها لتحسين أوضاعهما عند صياغة الصلح في طاولة المفاوضات التي سيفرضها فرضا داعمو الطرفين من دول الإقليم و العالم لا لحسن أخلاق أو مراعاة لعذاب الشعب السوداني بل بحسابات الربح و الخسارة و التكلفة المالية . هذا الصلح المكلف نفض فيه الطرفان يديهما عن قحت و توأمها تقدم. لذلك سيكون وجودهما في صيغة الشراكة أما في قائمة الجيش الإسلامي أو قائمة الملشيا المجرمة، الخياران صعبان و سيترتب عليهم إنتحار سياسي لا نريده لأحزاب قحت و مجموعات القوي السياسية و المدنية في تقدم. لأن الأقرب إليهما و إلي طبيعتهما هو مصالحة قوي الثورة و الإتفاق معها علي تحقيق شعارات الثورة و الدعوة للمحاسبة و الإبعاد الكامل للجيش و المليشيات عن الحكم، فلا شراكة ولا وساطة ولا يحزنون.

طه جعفر الخليفة
اكتوبر 13 /2024م
كندا – اونتاريو

taha.e.taha@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الملیشیا المجرمة القوی المدنیة

إقرأ أيضاً:

السفير السوداني في روما: متفائل بعودة ترامب

بغداد اليوم - مقالات

خلال الندوة التي عقدها منبر السياسة الخارجية مع جمعية الصداقة بالعاصمة الإيطالية روما حول ملف السودان بمقر الفنون الجميلة والتي حضرها سفراء إيطاليين وصحافيين ومستشارين بالحكومة الإيطالية ,اكد السفير سيد الطيب احمد سفير السودان في إيطاليا أن هناك تفاؤل كبير من صناع القرار في البلاد بعودة دونالد ترامب للحكم فى الولايات المتحدة ,ودلل على هذا التفاؤل بالمبادرات والقرارات التى اتخذها رؤساء أمريكا من الحزب الجمهورى الأمريكي بدءا من رفع السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب وانتهاء بإسقاط الديون التي كانت تثقل عاتق الشعب السوداني ,كما أكد على انه واثق ان الرئيس ترامب سيوقف الحرب التى تديرها مليشيات حميدتى ضد السودان وذلك لوقف أي تدخلات من قوى عظمى قد يؤثر بالسلب على النفوذ الأمريكي فى السودان ومنطقة البحر الأحمر ,كما لفت أنظار الحاضرين إلى أهمية استقرار السودان بالنسبة لإفريقيا وأوروبا ودول الجوار ,وانه يتوجب على المجتمع الدولي التدخل بصورة فاعلة لأنه إذا ما اصاب المنطقة حالة من الفوضى فإن أوروبا ستتعرض لخطر موجات من الهجرة الشرعية خاصة وان التكتل السكاني في السودان والدول المحيطة به يصل إلى نحو مئتين وخمسين مليون نسمة وبالتالي سيكون أمن اوروبا مهددا بمزيد من المهاجرين غير الشرعيين وبمزيد من موجات العنف جراء هذه الحروب الأهلية .

نحافظ على علاقاتنا مع الجميع ولا نعادي أحد

وأشار الطيب خلال الندوة أن السودان لا يعادى أحد, وأنه على الرغم من تكرار شكواه من مسؤولي الإمارات بسبب مساندتهم إلى مليشيات حميدتى ,إلا ان صناع القرار فى السودان حافظوا على عدم قطع علاقاتهم بالإمارات لأنهم لا يريدون معاداة أحد من الأشقاء الذين سعينا دائما لمد جسور المحبة معهم ,وبمجرد ان يوقفوا دعمهم إلى مليشيات حميدتى سيصبح الوضع فى السودان هادئا خلال شهرين على أقصى التقديرات .

وفى رد على سؤال للسفير لويجي سكوتوا سفير إيطاليا فى الونغو ووسط أفريقيا سابقا على سبب دعم الإمارات لمليشيات حميدتى ,قال انه لا يجد سببا مقنعا لذلك, لأن السودان يضمن مصالح واستثمارات جميع الدول على أراضيه بما لا يمس بسيادة الدولة، وتابع، لم أجد سببا مقنعا لما يتم فعله من جانب مسؤولي الإمارات ,نحن لم نضرهم فى شىء بل كنا الداعم والمناصر لهم منذ بداية استقلالهم ,مذكرا الحضور بان اول زيارة لرئيس عربي كانت للرئيس الراحل جعفر نميري حيث ان السودان استقل فى عام 1956 والإمارات استقلت فى عام 1970 فقام السودان آنذاك بتقديم الخبرات السياسية والدعم المالي ,منوها إلى ان من قام بوضع الدستور الإماراتي هو الدكتور حسن الترابي رئيس البرلمان السودانى السابق والدكتور عبد الرازق السنهورى أستاذ القانون الدولي ووزير المعارف المصري السابق .

ووجه ندءا إلى المسؤولين في الإمارات بالمضي قدما على مسيرة آبائهم الذين يتذكرهم دائما الشعب السودانى وكل عربي حر بمواقفهم الإنسانية التى لا تنسى.

وفى رد على سؤال للصحفي محمد يوسف فيما إذا كان هناك أمل فى عودة العلاقات إلى طبيعتها بين السودان والإمارات إذا ما تدخل طرف ثالث للوساطة والبحث في متطلبات الجانب الإماراتي, لعلهم قدموا الأسلحة من أجل حماية إستثماراتهم فتم استخدامها فى قنوات أخرى لم ترغبها الإمارات على سبيل المثال كتأمين مناجم الذهب حيث ان حالة الفوضى فرضت عليهم إمداد قوات الحراسة بهذه الذخائر ؟

أجاب سعادته قائلا: السودان يضمن إستثمارات جميع الدول بما يتوافق مع مصالح شعبه ايضا, وليس هناك أي تهديد للمصالح الإماراتية أو إستثمارات أي دولة كما ذكرت لكم سالفا ,وان ما نطلبه من الإخوة فى الإمارات عدم مساندتهم لمليشيات الدعم السريع لأننا لا يمكن ان نساوى بين هؤلاء وبين الجيش النظامي السوداني .

وأن سبب كل ما يحدث الآن من مليشيات حميدتى هو رفضه الإنضمام للجيش السوداني ليصبح قوة شرعية للدولة وأصر على ان يكون هو القائد الشرعي للبلاد .

على سبيل المثال هل يمكن للدولة الإيطالية ان تقبل بمنظمة الألوية الحمراء المصنفة كمنظمة إرهابية فى إيطاليا أن تتولى إدارة مؤسسة الجيش الإيطالي, طبعا الإجابة ستكون لا، بالتالي ايضا بالنسبة للسودان لا يمكن قبول ذلك . 

ليس هناك تواجد إيراني أو روسي في السودان

وفى رد على سؤال للسفير روبرتو فالاسكي سفير إيطاليا السابق لدول أمريكا الجنوبية هل السودان يعول على التواجد الإيراني أو الروسي او الصيني؟، فأجاب سيادته بأنه لا يوجد أي قوات داعمة للجيش السوداني من أي دولة أجنبية وان القوات المسلحة السودانية هي من تقوم بتأمين المدن السودانية منفردة.

استثناء السودان من خطة ماتيي خطأ فادح

ولفت السفير الطيب نظر الحاضرين إلى ان إستثناء السودان من خطة ماتيي يؤثر بشكل مباشر على أمن أوروبا خاصة وان السودان بلد لعبور المهاجرين غير الشرعيين إضافة إلى ان المبلغ المرصود لخطة ماتيي وهو خمسة مليارات ونصف مليار يورو هو قيمة قليلة جدا ولا تكفى للمشروعات التي ستتقدم بها الدول التي أدمجت في هذه الخطة .

ووجه الشكر إلى الحكومة الإيطالية بزعامة جيورجا ميلونى على ما تقدمه للسودان من دعم ومنظمة الطوارىء الإيطالية ومنظمة موسيقى من أجل السلام وكل المنظمات الإيطالية التي قدمت مساعداتها إلى الشعب السوداني في محنته .

ووجه الشكر إلى جمعية الصداقة وإلى رئيسها الدكتور طلال خريس على تنظيم وتخصيص العديد من الفاعليات لمساندة السودان قيادة وشعبا , وفي نشر الحقائق للرأي العام الإيطالي وسط انشغال العالم بحرب أوكرانيا وحرب غزة ولبنان .

مقالات مشابهة

  • "إس آند بي غلوبال": بنوك الخليج ستواصل أدائها القوي في 2025
  • الجيش الإسرائيلي يزعم أن حزب الله أطلق قذائف من قاعدة مهجورة للجيش
  • الإمارات تُخطِّط لتقليل معدل صرف 2 مليار دولار تدعم بها حميدتي.. وأفريقيا الوسطى تقترب من السودان وتبتعد عن الدعم السريع
  • المريب في الموقف المريب من الإمارات
  • لماذا تقوم الدول الأوروبية بحماية الدعــم الســريع؟
  • لماذا تحمي أوروبا الدعم السريع؟
  • مستقبل حميدتي وقوات الدعم السريع بعد الخسائر العسكرية الأخيرة
  • الجيش السوداني يسقط طائرات مسيرة لميليشيا الدعم السريع في الفاشر
  • السفير السوداني في روما: متفائل بعودة ترامب
  • ترامب .. وإغراء زعامة الرجل القوي