لماذا تكلم حميدتي عن دعم مصر للجيش؟
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
سياسة مصر تجاه السودان معلومة و دعم مصر للإنقلابات معلوم و عدائها للنظم البرلمانية أيضا من الأمور الثابتة و المعلومة. و تبعية قادة الجيش لمصر معلومة و ثابتة و هذا الكلام قديم منذ إنقلاب إبراهييم عبود في نوفمبر 1958م. أول نظام يعترف بإنقلاب عمر البشير المسنود بالجبهة القومية الإسلامية حينها كان نظام الرئيس المصري االمعزول حسني مبارك.
تعاملات البرهان و حميدتي في نهب موارد السودان و بيعها برماد القروش لمصر معلوم أيضا لدرجة أنهما شراكةً إفتتحا مسلخا حديثا لتوضيب اللحوم و تصيرها لمصر هذا غير الموارد الغابية و الزراعية و الماشية و الموارد المعدنية. بسيطرة الجيش علي أكثر من 80% من مداخيل الإقتصاد السوداني يعلم حميدتي تماما حجم المصالح الإقتصادية لمصر في السودان بذلك يكون من البديهيات أن يساند نظام السيسي جيش عبد الفتاح البرهان الإسلامي بالطيران، التدريب، التسليح، التقانة وكمان العساكر. لأن نوع البرهان من قيادات الجيش هو من تريده مصر حاكما للسودان معه إسلاميون أو شيطان رجيم. لماذا تكلم حميدتي الآن عن التدخل المصري؟
واحد من الأهداف أن يستدر حميدتي دعما لمليشيته المجرمة من مجموعات من السودانيين الناقمين علي مصر. لأن النظام المصري و المصريين محل كراهية شديدة عند قطاعات كبيرة من بنات أبناء شعبنا . الهدف الثاني ربما هو إحساس حميدتي بالتحولات التي كان عنوانها زيارات محمد بن زايد أولا لمصر 17 سبتمبر و ثانيا للولايات المتحدة 23 سبتمبر الماضي و في الزيارتين سمع محمد بن زايد ما أعجبه و ما لم يعجبه. في النهاية حدث تحول بسيط و لكنه مؤثر في موقف الأمارات نتيجة للخسائر السياسية الكبيرة التي مني بها حميدتي جراء الإنتهاكات التي أرتكبتها المليشيا المجرمة و هو أمر محرج لدولة الإمارات . والأمر الثالث إستطالة أمد الحرب لأن ذلك أضافة مؤلمة لما تصرفه الإمارات علي المليشيا المجرمة الغير قادرة علي إنجاز إنتصار كاسح علي الجيش الإسلامي.
فيما يبدو هنالك إعادة حسابات متنوعة عند القوي الإقليمية و الدولية التي تدعم أطراف الحرب. الأخوة الأعداء في المليشيا المجرمة و جيش الحركة الإسلامية يديران حرب وكالة رخيصة و إجرامية هدفها الأساسي تدمير قوي الثورة السودانية و إخضاع القوي المدنية لمطلوبات خدمة المحاور الضالعة في حرب السودان. إنهكت الحرب الإمارات إقنصاديا و شعرت قيادة الإمارات بضرورة إعادة ترتيب الأوراق و التعامل مع واقع جديد سيكون فيه الجيش الإسلامي المجرم محققا لإنتصارات محدودة علي المليشيا المجرمة و محققاً لنوع من التقدم السياسي. واحد من الإسباب البعيدة إقتناع الإمارات و المجتمع الدولي بلا جدوي أو قيمة القوي المدنية في تحقيق مكاسب سياسية تؤهلها للحكم في فترة إنتقالية جديدة تكون فيها القوي المدنية قادرة علي أن تنجز شراكة من نوع ما تسكت فيها القوي المدنية عن ملفات المحاسبة و نهب الموارد. قوي مدنية قادرة علي منع إستمرار المد الثوري الذي سيكون أشد حزما في مطالبته بالمحاسبة علي الإنتهاكات و الجرائم، في ظل شارع رافض بالكامل لوجود الجيش و المليشيات في مستقبل السودان السياسي ببساطة نتيجة للحرب و ويلاتها.
إشتداد أوار الحرب في الآونة الأخيرة سعي عدمي من طرفيها لتحسين أوضاعهما عند صياغة الصلح في طاولة المفاوضات التي سيفرضها فرضا داعمو الطرفين من دول الإقليم و العالم لا لحسن أخلاق أو مراعاة لعذاب الشعب السوداني بل بحسابات الربح و الخسارة و التكلفة المالية . هذا الصلح المكلف نفض فيه الطرفان يديهما عن قحت و توأمها تقدم. لذلك سيكون وجودهما في صيغة الشراكة أما في قائمة الجيش الإسلامي أو قائمة الملشيا المجرمة، الخياران صعبان و سيترتب عليهم إنتحار سياسي لا نريده لأحزاب قحت و مجموعات القوي السياسية و المدنية في تقدم. لأن الأقرب إليهما و إلي طبيعتهما هو مصالحة قوي الثورة و الإتفاق معها علي تحقيق شعارات الثورة و الدعوة للمحاسبة و الإبعاد الكامل للجيش و المليشيات عن الحكم، فلا شراكة ولا وساطة ولا يحزنون.
طه جعفر الخليفة
اكتوبر 13 /2024م
كندا – اونتاريو
taha.e.taha@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الملیشیا المجرمة القوی المدنیة
إقرأ أيضاً:
محمد أبوزيد كروم يكتب: كيف أفشل الجيش المخطط الخبيث!!
لولا لطف الله وفضله، ودعوات الصالحين والصادقين من أبناء وبنات السودان لكان السودان اليوم في اللا وجود والعدم كدولة وشعب وتاريخ وحاضر ومستقبل.
فما كان مخطط للسودان خطير، ولا يحتمله العقل البشري الطبيعي، وذلك ما ستكشفه الأيام للناس، وحتى قبل أيام وقبل تحرير القصر بيومين فإن ما كان يدبر من مكر وسوء للسودانيين أمر فوق الخيال، ولكن قواتكم المسلحة وأبناء السودان افشلوا بفضل الله وجسارتهم المخطط الثاني ودخلوا إلى القصر بأرجلهم وزحفاً على الأقدام لا على ظهر المقاتلات أو الدبابات حتى تفاجأ العدو وهرب مذعوراً وتحرر القصر وانفتحت القوات نحو الخرطوم حتى جنوبها.
أحمدوا الله كثيراً في هذه الأيام المباركة، وأشكروا جيشكم العظيم على هذه التضحيات الجسام، ثم فليستعد الناس إلى العودة للخرطوم وإلى غيرها من المدن، لأن الأوطان تُحمى بأهلها وبوجودهم، فالمخطط أصله وأساسه أن يغادر أهل السودان بلادهم إلى الأبد لإستئصالهم واستبدالهم فهذه الحرب هي حرب استبدال، ولنا في غزة وأهلها الصامدون قدوة حسنة، فكانت غزة تُضرب كلها وتقصف منازلها من العدو الصهيوني ويموت الآلاف من الأطفال والشيوخ ولا يغادرها أهلها أبداً .. لماذا؟! لأنه الوطن والحق والشرف، ولذلك ظلت غزة دوماً تنتصر.
عودوا إلى دياركم للتحرير والتعمير، فليس للأوطان بديل، أما حربنا مع العدو وأسياده فحدها دارفور وامدافوق حتى يُطرد الأوباش من كل أرض السودان، فإن هم سيقاتلون، فسنقاتلهم في أي مكان حتى التحرير الكامل.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وما النصر إلا من عند الله، والله أكبر ولله الحمد.
محمد أبوزيد كروم
إنضم لقناة النيلين على واتساب