في ذكرى رحيله.. فاروق شوشة هاجم القصيدة الكلاسيكية وأعاد تشكيل الوجدان الثقافي بـ «لغتنا الجميلة»
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
يعد الشاعر الكبير فاروق شوشة، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، من الأسماء البارزة في عالم الثقافة والأدب بمصر والوطن العربي، من خلال أعماله الشعرية التي أثرى بها المكتبة العربية، فضلا عن دوره الكبير في في الدفاع عن اللغة العربية وخدمتها، ونجح شوشة في أن يعيد تشكيل الوجدان الثقافي للمصريين، في فترة بالغة الدقة، حيث انطلق برنامجه الإذاعي الأشهر «لغتنا الجميلة» في أعقاب نكسة 1967.
استطاع فاروق شوشة، ابن قرية «الشعراء» الذي وُلد في التاسع من يناير عام 1936م بدمياط، أن يكتب اسمه بأحرف من نور في سجل شعراء العربية، فاتسمت أشعاره بالدفء والرومانسية، وكلماتها بالبساطة والعذوبة مع الحفاظ على قوة المفردات وفصاحتها، خاصة وأنه كان من أشد المدافعين عن اللغة العربية.
ثورة فاروق شوشة على القصيدة الكلاسيكيةعمل فاروق شوشة كأستاذ للأدب العربى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكان عضو مجمع اللغة العربية فى مصر، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين، وقدم برنامجه الإذاعى «لغتنا الجميلة» فى الإذاعة المصرية عام 1967، بهدف انتشار الإعلام الثقافى الصحيح، إلى جانب أمسيته الشعرية بالتليفزيون المصرى، حيث اكتست قصيدته ثوبًا إبداعيًا لم تعرفه من قبل، ذلك أن فاروق شوشة تخرج في كلية دار العلوم في خمسينيات القرن العشرين، وثار على القصيدة الكلاسيكية القديمة التي درسها، لينقلها إلى آفاق شعرية رحبة تتسم بالحداثة عبر شعر «التفعيلة».
تعاون فاروق شوشة مع كبار الموسيقيينتغنى كبار المطربين بكلمات فاروق شوشة، وقد احتفظت ذاكرة الإذاعة بأربعة من هذه الأعمال التي تنوعت بين العاطفية والوطنية، وأول الأغاني التي كتبها شوشة ولحنها الموسيقار محمد الموجي كانت من نصيب «الشحرورة صباح»، وقد كتبها باللهجة العامية وحملت اسم «والله اتجمعنا تاني يا قمر»، وقد غنتها صباح فى بداية السبعينيات بعد فترة غياب عن مصر، واستمر التعاون بين شوشة والموجي في رائعتين أخريين، فقد غنت وردة الجزائرية قصيدتها الوطنية الشهيرة «أحبها يهتز قلبي عندما يقال: مصر»، وثالث الأعمال كان من نصيب الفنانة ميادة الحناوي، وهي قصيدة عاطفية بعنوان «يا غائبًا لا يغيب».
كما تعاون فاروش شوشة مع الموسيقار رياض السنباطي، إمبراطور القصائد العربية، وكان اللقاء في رائعة الفنانة نازك، صاحبة الصوت الأسمهانى الرائع، التي غنت قصيدة «أسامعي أنت يا حبيبي»، أما الفنانة سعاد محمد، التي اعتمد عليها السنباطي كثيرًا في غناء القصائد بعد وفاة كوكب الشرق أم كلثوم، فقد غنت من أشعار فاروق شوشة، ونغمات رياض السنباطي قصيدة «منذ أعوام» أو «عُد لنا».
مؤلفات فاروق شوشةترك شوشة العديد من الدواوين الشعرية، من بينها: «إلى مسافرة» عام 1966، و«العيون الزرقاء» عام1972، و«لؤلؤة في القلب» عام 1973، و«في انتظار ما لا يجيء» عام 1979، و«لغة من دم العاشقين» 1986، و«هئت لك» عام 1992، و«سيدة الماء» عام 1994، و«حبيبة والقمر» (شعر للأطفال) عام 1998، و«الجميلة تنزل إلى النهر» عام 2002.
ومن مؤلفاته أيضا: «لغتنا الجميلة»، و«أحلى عشرين قصيدة حب في الشعر العربي»، و«أحلى عشرين قصيدة في الحب الإلهي»، و«لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة».
وحصد الراحل العديد من التكريمات من دول ومهرجانات ومؤتمرات كثيرة في مصر وخارجها، وكان آخر ما حصل عليه جائزة «النيل في الآداب» في يونيو 2016، وهي أبرز جائزة سنوية تمنحها مصر بمجال الثقافة والفنون، كما حصل شوشة على جائزة الدولة في الشعر عام 1986، والتقديرية في الآداب عام 1997، وجائزة كفافيس العالمية عام 1991، وغيرها من الجوائز.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فاروق شوشة الثقافة والأدب لغتنا الجميلة قرية الشعراء كبار الموسيقيين لغتنا الجمیلة
إقرأ أيضاً:
ثلاثة شعراء من مصر والأردن والفلبين تجمعهم القصيدة في "الشارقة الدولي للكتاب"
الشارقة - الرؤية
تجارب شعرية متنوعة قدمتها أمسية شعرية احتضنها مقهى الشعر، ضمن فعاليات الدورة 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، شارك فيها كل من الشاعر المصري جمال فتحي، والشاعر الأردني عبدالله أبوبكر والشاعرة الفلبينية استر فارغاس كاستيلو، وأدارتها الشاعرة والإعلامية وجيهة خليل.
مضامين منوعة
الشاعر جمال فتحي، قرأ مجموعة من القصائد اللهجية تميزت بالطرافة وتنوعت مضامينها بين الغزليات والقضايا الاجتماعية والنقد الساخر والوجدانيات، وجاء في قصيدته الأولى "أحب بوس الجبين/ وأحب شكل الإيدين وهي بتسلم/ ضحكة العين للغريب/ الحضن من غير حساب/ والدق على الأبواب"، كما قرأ من قصيدة أخرى: "يا نظرة الآن/ يا نظرة شقيانة/ يا نظرة وقعت من عيون مشتاق"، كما ألقى قصائد أخرى وختمها بقصيدة جاء فيها: «عيونك آخر الرحلة/ وقلبك آخر الأوطان".
حنين ووطن
الشاعر عبدالله أبوبكر، استهل الأمسية بتحيته للحضور، خاصة الوجوه الذين لا يعرفهم، وهم من أعز الأصدقاء في الحالة الشعرية حسب تعبيره، وبدأ مشاركته بقصائد مهداة إلى الأم وأخرى إلى بلاده، ومما جاء في الأولى: «فكرة الشعر/ تلك أمي التي علمتني الكلام/ وصارت تقاسمني فكرة الشعر/ أحمل فوق عيون المعاني لأكثرها/ ثم تخبرني أن أقود النهار أمامي/ وأحمله في الورق»، والقصيدة الثانية: «هكذا بعد سبعين عاماً مضت/ وانحنى ظهر أيامنا/ لا تزال الخطى تمسك الأرض/ والكف موثوقة بالزناد»، إضافة إلى مقطوعات شعرية أخرى.
من رحم الألم
مفاجأة الأمسية كانت الشاعرة الفلبينية استر فارغاس كاستيلو، وهي مساعدة منزلية لكنها شاعرة متمكنة تكتب بالإنجليزية والفلبينية، وتدور قصائدها حول معاناة المرأة وتحاول تسليط الضوء على قضاياها وتقديم الأمل، وقد ألقت قصائدها بحماس متناغم مع مواضيع قصائدها، مؤكدة أنها تكتب الشعر لتستمر في الحياة وتغوص في بحار الكلمات لتعبر عن مشاعرها ومشاعر صديقاتها، ومن القصائد التي قرأت قصيدة «المغفرة»، وتقول فيها «تشغلني هذه الافكار التي تمتليء يأساً/ أحاول ان أنسى لكن الذكرى تبقى والزمن كفيل بجعلنا نتجاوز هذا الألم/ الخذلان الذي يعتصر القلب/ ومع ذلك يمكننا أن نسامح»، كما قرأت قصائد أخرى.