يعد الشاعر الكبير فاروق شوشة، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، من الأسماء البارزة في عالم الثقافة والأدب بمصر والوطن العربي، من خلال أعماله الشعرية التي أثرى بها المكتبة العربية، فضلا عن دوره الكبير في في الدفاع عن اللغة العربية وخدمتها، ونجح شوشة في أن يعيد تشكيل الوجدان الثقافي للمصريين، في فترة بالغة الدقة، حيث انطلق برنامجه الإذاعي الأشهر «لغتنا الجميلة» في أعقاب نكسة 1967.

استطاع فاروق شوشة، ابن قرية «الشعراء» الذي وُلد في التاسع من يناير عام 1936م بدمياط، أن يكتب اسمه بأحرف من نور في سجل شعراء العربية، فاتسمت أشعاره بالدفء والرومانسية، وكلماتها بالبساطة والعذوبة مع الحفاظ على قوة المفردات وفصاحتها، خاصة وأنه كان من أشد المدافعين عن اللغة العربية.

ثورة فاروق شوشة على القصيدة الكلاسيكية

عمل فاروق شوشة كأستاذ للأدب العربى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكان عضو مجمع اللغة العربية فى مصر، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين، وقدم برنامجه الإذاعى «لغتنا الجميلة» فى الإذاعة المصرية عام 1967، بهدف انتشار الإعلام الثقافى الصحيح، إلى جانب أمسيته الشعرية بالتليفزيون المصرى، حيث اكتست قصيدته ثوبًا إبداعيًا لم تعرفه من قبل، ذلك أن فاروق شوشة تخرج في كلية دار العلوم في خمسينيات القرن العشرين، وثار على القصيدة الكلاسيكية القديمة التي درسها، لينقلها إلى آفاق شعرية رحبة تتسم بالحداثة عبر شعر «التفعيلة».

تعاون فاروق شوشة مع كبار الموسيقيين

تغنى كبار المطربين بكلمات فاروق شوشة، وقد احتفظت ذاكرة الإذاعة بأربعة من هذه الأعمال التي تنوعت بين العاطفية والوطنية، وأول الأغاني التي كتبها شوشة ولحنها الموسيقار محمد الموجي كانت من نصيب «الشحرورة صباح»، وقد كتبها باللهجة العامية وحملت اسم «والله اتجمعنا تاني يا قمر»، وقد غنتها صباح فى بداية السبعينيات بعد فترة غياب عن مصر، واستمر التعاون بين شوشة والموجي في رائعتين أخريين، فقد غنت وردة الجزائرية قصيدتها الوطنية الشهيرة «أحبها يهتز قلبي عندما يقال: مصر»، وثالث الأعمال كان من نصيب الفنانة ميادة الحناوي، وهي قصيدة عاطفية بعنوان «يا غائبًا لا يغيب».

كما تعاون فاروش شوشة مع الموسيقار رياض السنباطي، إمبراطور القصائد العربية، وكان اللقاء في رائعة الفنانة نازك، صاحبة الصوت الأسمهانى الرائع، التي غنت قصيدة «أسامعي أنت يا حبيبي»، أما الفنانة سعاد محمد، التي اعتمد عليها السنباطي كثيرًا في غناء القصائد بعد وفاة كوكب الشرق أم كلثوم، فقد غنت من أشعار فاروق شوشة، ونغمات رياض السنباطي قصيدة «منذ أعوام» أو «عُد لنا».

مؤلفات فاروق شوشة

ترك شوشة العديد من الدواوين الشعرية، من بينها: «إلى مسافرة» عام 1966، و«العيون الزرقاء» عام1972، و«لؤلؤة في القلب» عام 1973، و«في انتظار ما لا يجيء» عام 1979، و«لغة من دم العاشقين» 1986، و«هئت لك» عام 1992، و«سيدة الماء» عام 1994، و«حبيبة والقمر» (شعر للأطفال) عام 1998، و«الجميلة تنزل إلى النهر» عام 2002.

ومن مؤلفاته أيضا: «لغتنا الجميلة»، و«أحلى عشرين قصيدة حب في الشعر العربي»، و«أحلى عشرين قصيدة في الحب الإلهي»، و«لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة».

وحصد الراحل العديد من التكريمات من دول ومهرجانات ومؤتمرات كثيرة في مصر وخارجها، وكان آخر ما حصل عليه جائزة «النيل في الآداب» في يونيو 2016، وهي أبرز جائزة سنوية تمنحها مصر بمجال الثقافة والفنون، كما حصل شوشة على جائزة الدولة في الشعر عام 1986، والتقديرية في الآداب عام 1997، وجائزة كفافيس العالمية عام 1991، وغيرها من الجوائز.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فاروق شوشة الثقافة والأدب لغتنا الجميلة قرية الشعراء كبار الموسيقيين لغتنا الجمیلة

إقرأ أيضاً:

السيارات الكلاسيكية.. تابع فخامة فورد موستانغ (1967)

تُعد فورد موستانغ (1967) واحدة من أكثر السيارات الكلاسيكية شهرةً وتأثيرًا في تاريخ صناعة السيارات الأمريكية والعالمية هذا الطراز، الذي يمثل الجيل الأول من سلسلة موستانغ الشهيرة، يجسد روح الأداء الرياضي والأناقة التي أسرت قلوب عشاق السيارات منذ لحظة إطلاقه.  

التصميم الخارجي

تتميز فورد موستانغ (1967) بتصميم خارجي يعكس القوة والشراسة مع لمسات كلاسيكية أنيقة. الهيكل يمتاز بخطوطه الحادة وانسيابيته المميزة، مع واجهة أمامية عريضة تحمل شبكًا كبيرًا يضم شعار الحصان الجامح الذي أصبح رمزًا للموستانغ.  

المصابيح الأمامية المستديرة والمصابيح الخلفية الثلاثية تعزز هوية السيارة الفريدة. ويُعتبر هذا الطراز نقطة تحول في تصميم موستانغ، حيث أضيفت تحسينات لتبدو السيارة أطول وأعرض مقارنةً بالطرازات السابقة، ما أضفى عليها حضورًا قويًا على الطريق.

تعرف على السيارات الخارقة: بوغاتي شيرون السيارات الاقتصادية.. تعرف على مواصفات تويوتا كورولا الأداء والمحرك

 قدمت فورد موستانغ (1967) خيارات متعددة من المحركات لتناسب احتياجات عشاق الأداء. من بين الخيارات الشهيرة:  
- **محرك V6 بسعة 3.3 لتر**: بقوة تناسب الاستخدام اليومي.  
- **محرك V8 بسعة 4.7 لتر (289 كوب إنش)**: يقدم توازنًا بين الأداء والكفاءة.  
- **محرك V8 بسعة 7.0 لتر (390 كوب إنش)**: المعروف بـ *Big Block*، الذي يولد قوة هائلة ويجعل السيارة أسرع وأكثر شراسة.  

مع هذه المحركات، تمكنت موستانغ من تقديم أداء رياضي يتراوح بين تجربة القيادة الممتعة والاستخدام العملي، مما جعلها أيقونة في فئتها.  

المقصورة الداخلية

داخلية فورد موستانغ (1967) كانت مزيجًا رائعًا من البساطة والأناقة. تم تجهيز السيارة بمقاعد مريحة مصنوعة من مواد ذات جودة عالية، مع لوحة عدادات تتميز بتصميم رياضي يتضمن عدادات دائرية واضحة لعرض السرعة، مستوى الوقود، ودرجة حرارة المحرك.  

كما كان هناك خيارات تخصيص متعددة للداخلية، مثل تطعيمات الخشب أو الكروم، مما أتاح للعملاء إضفاء طابع شخصي على سياراتهم.

التأثير الثقافي

أصبحت فورد موستانغ (1967) رمزًا للثقافة الأمريكية في الستينيات، حيث ظهرت في العديد من الأفلام والمسلسلات، مثل فيلم "Bullitt" الشهير الذي عزز مكانتها كأيقونة كلاسيكية.  

السيارة لم تكن مجرد وسيلة نقل، بل كانت تمثل الحرية والأداء الشبابي، ما جعلها محبوبة لدى عشاق السرعة والأناقة.  

السيارات الكلاسيكية.. تابع فخامة فورد موستانغ (1967) مزايا الكلاسيكية

  يُعتبر طراز 1967 من موستانغ واحدًا من أكثر الطرازات رواجًا بين هواة جمع السيارات الكلاسيكية اليوم، حيث يتميز بالمزايا التالية:  
- تصميم خالد يمكن التعرف عليه على الفور.  
- أداء قوي لا يزال ينافس بعض السيارات الحديثة.  
- ندرتها النسبية تجعلها ذات قيمة عالية في سوق السيارات الكلاسيكية.  

الإصدارات الخاصة

إضافةً إلى الطراز الأساسي، قدمت فورد إصدارات خاصة من موستانغ (1967)، مثل **Shelby GT500**، الذي كان مزودًا بمحرك V8 بسعة 7.0 لتر، ليصبح واحدًا من أعظم السيارات الرياضية في ذلك الوقت.  

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأقصر تلتقي المستشار الثقافي لجمهورية مصر العربية بدولة الصين الشعبية
  • في ذكرى وفاتها.. سهير البابلي نجمة الفن التي أضاءت المسرح والشاشة
  • «من حق الكفيف».. قصيدة من إبداعات الشاعر المبدع محمد رجب
  • السيارات الكلاسيكية.. تابع فخامة فورد موستانغ (1967)
  • ملتقى للسيارات الكلاسيكية في أبوظبي
  • بتال القوس يُهاجم الاتحاد السعودي بعد الخسارة
  • الفنون الجميلة بالإسكندرية يدعم خطط وزارة الثقافة في رعاية المواهب الشابة
  • المقاومة العراقية تضرب هدفًا حيوياً صهيونياً جنوب فلسطين المحتلة
  • قصيدة لوزيرة التعليم القطرية عن غزة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي (شاهد)
  • "خوخة السينما".. ذكرى رحيل خيرية أحمد التي أضحكتنا بـ"يا خراشي" و"ده مش شغل الستات"!