أوليفييه دوزون يكتب: أحوال النيجر.. منطقة الساحل تعيش فى شقاق عرقى دائم.. وتنافس إقليمى بين الجنوب وبدو الشمال منذ فجر التاريخ
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
أعلن وزير القوات المسلحة الفرنسى سيباستيان ليكورنو فى مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية فى ٥ أغسطس أن باريس علمت أن «الوضع فى النيجر هش» وأن الرئيس بازوم قد يكون ضحية محاولة انقلاب ولا شك أن هذا البيان يستحق الدهشة خاصة فى ظل رد فعل إيمانويل ماكرون الذي بدا غاضبًا من هذا الحدث.
فى الحقيقة لم يهتف الرئيس الفرنسى: «النيجر بعد مالى أليس هذا كثير ! «؟
وفى الحقيقة تعد منطقة الساحل هى منطقة «شقاق عرقى - عرقي"حيث يعيش الجنوبيون المستقرون والبدو الشماليون فى تنافس إقليمى منذ فجر التاريخ كما أن النيجر بالإضافة إلى تشاد تمثلان حجر الزاوية لاستقرار منطقة الساحل بأكملها وإلى جانب كل هذه التهديدات التى يمارسها الجهاديون فى منطقة الحدود الثلاثة لبوركينا فاسو ومالى والنيجر والمعروفة باسم ليبتاكو جورما وتلك الناتجة عن قرب مناطق عمل بوكو حرام فى الجنوب الشرقى فإن البلاد مهددة بالصراعات الكامنة فى الشمال.
ومما يزيد الأمور تعقيدا فى النيجر حيث الصراعات فى الغرب والجنوب الشرقى كون أن الرئيس محمد بازوم من العرب فهو من قبيلة أولاد سليمان الليبية التى لديها امتداد فى تشاد وشمال شرق النيجر.
ولا ننسى أيضا أن الجزء الشمالى من النيجر هو الامتداد الإقليمى للشعوب الثلاثة المتصارعين فى جنوب ليبيا إلا وهم العرب والطوارق والتبو. وحاليا يتنافس التبو والطوارق للسيطرة على طرق التهريب وفى هذا السياق، يؤكد برنارد لوجان أن باريس ارتكبت خطأ كبيرا عندما تغافلت عن ان تعهد سياسة فرنسا الأفريقية الى مسئولين من ورثة «أسلوب ليوتى» ونهج الاختلافات العرقية للسكان الاصليين القدامى.
وبعد انتهاء عملية برخان فقد تم نشر ١٤٠٠ جندى فرنسى فى النيجر من بينهم ٤٠٠ من القوات الخاصة من عملية صبر الذين طردوا من واجادوجو فى فبراير ٢٠٢٣ وقد أنشأوا قاعدتهم فى بلدة أيورو على بعد ٢٠٠ ١ كيلومتر شمال غرب العاصمة نيامي.
أعن الأفريقى برنارد لوجان فى مايو ٢٠٢٣ أن «الخطأ الكبير الذى ارتكبناه هو إعادة جميع مواردنا التى كانت فى مالى وبوركينا فاسو إلى النيجر.. لقد وضعنا أجهزتنا العسكرية فى قاع هذا الإناء الضخم! «.
وفى هذا السياق لا يمكن لفرنسا التنصل من مسئولياتها وتوجيه أصابع الاتهام بشكل إلى روسيا. تركز المخابرات الفرنسية فى أفريقيا على عدوين: الجماعات الإرهابية وروس فاجنر.. وبما أن أفريقيا هى الجناح الجنوبى لحلف شمال الأطلسى فمن الصعب توجيه اللوم الى موسكو التى لا تتردد فى الاندفاع نحو الاختراق مستغلة أخطاء فرنسا التى تقاتل على الجبهة الأوكرانية.. انقلاب عقب الانقلاب، يبدو أن منطقة نفوذ فرنسا فى أفريقيا تتضاءل لصالح روسيا.. وإذا كان هناك تأثير جديد أخر مثل «لعبة الدومينو» فإن سوف يمر بالتأكيد عبر تشاد !
معلومات عن الكاتب:
أوليفييه دوزون.. مستشار قانونى للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى. من أهم مؤلفاته: «القرصنة البحرية اليوم»، و«ماذا لو كانت أوراسيا تمثل الحدود الجديدة؟» و«الهند تواجه مصيرها».. يواصل تحليله حول الأوضاع فى النيجر بعد الانقلاب الذى أطاح بالرئيس محمد بازوم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القوات المسلحة النيجر فى النیجر
إقرأ أيضاً:
اعتقال رئيس اتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم بسبب فساد مالي
ذكرت وسائل إعلام محلية أن السلطات في جنوب أفريقيا ألقت القبض على رئيس الاتحاد الوطني لكرة القدم، داني جوردان، اليوم الأربعاء، بسبب مزاعم بشأن استخدام أموال الاتحاد في أغراض شخصية.
وحاول جوردان، الذي لعب دوراً بارزاً في استضافة بلاده كأس العالم 2010، معارضة قرار الاعتقال قانونياً أمس الثلاثاء لكن المحكمة العليا في جوهانسبرج حددت غدا الخميس موعداً لنظر طلبه لكنه اعتقل قبلها.
ويأتي الاعتقال بعد مداهمة نفذتها الشرطة لمكاتب اتحاد جنوب أفريقيا في مارس (آذار) الماضي، إذ قال المتحدث باسم الشرطة كاتليجو موجالي "رئيس اتحاد جنوب أفريقيا متهم باستخدام موارد المنظمة لتحقيق مكاسب شخصية بين عامي 2014 و2018، بما في ذلك توظيف شركة أمن خاصة لحمايته وشركة علاقات عامة دون الحصول على الموافقات اللازمة من مجلس إدارة الاتحاد".
ومن المقرر أن يمثل جوردان (73 عاماً) والمدير المالي للاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم جروني هلويو، المتهم معه في القضية ورجل الأعمال تريفور نيثلينغ، أمام المحكمة في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
ولم يرد جوردان والاتحاد الجنوب أفريقي للتعليق، لكن في طلب قدمه للمحكمة سعياً لمنع اعتقاله، نفى جوردان ارتكاب أي مخالفات.