سورية بتركيا وسودانية في مصر.. قصة جين وندى حتى جائزة “نانسن”
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
فازت خمس نساء بجوائز "نانسن للاجئ" لعام 2024، التي تقدمها سنوياً المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والفائزات الـ5 راهبة، وناشطة، ورائدة أعمال اجتماعية، وعاملة إغاثة متطوعة، ومناصرة في مجال القضاء على انعدام الجنسية، وحظيت بالجائزة العالمية لهذا العام الراهبة روزيتا ميليزي (79 عاماً)، وهي محامية برازيلية، ناشطة اجتماعية دافعت عن حقوق وكرامة الأشخاص المهجرين منذ قرابة 40 عاماً.
وعلى المستوى الإقليمي، مُنحت 4 نساء أخريات جوائز إقليمية بحسب مناطق عملهن، هنّ ميمونة با من بوركينا فاسو، وجين داوود اللاجئة السورية في تركيا، وندى فضل اللاجئة السودانية في مصر، بالإضافة للناشطة النيبالية ديبتي غورونغ.
كما سيحصل شعب مولدوفا على تكريم فخري لعمله كـ"منارة إنسانية"، نتيجة لدوره في "وضع الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها جانباً، لتحوّل البلاد بسرعة مدارسها ومساحاتها المجتمعية ومنازلها إلى ملاذ آمن لأكثر من مليون شخص اضطروا للفرار من الحرب في أوكرانيا"، وفق بيان لمفوضية الأمم المتحدة، نُشر على موقعها الإلكتروني.
وسيتم توزيع الجوائز غداً الاثنين خلال حفل سيُقام في مدينة جنيف السويسرية.
ما هي جائزة نانسن؟
وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تأسست الجائزة عام 1954"إحياءً لإرث فريدجوف نانسن، العالم النرويجي، المستكشف القطبي والدبلوماسي والمفوض السامي الأول في حقبة عصبة الأمم، الحاصل كذلك على جائزة نوبل للسلام 1922".
ويحصل الفائز على مبلغ 150 ألف دولار أميركي تتبرع به حكومتا سويسرا والنرويج، بهدف متابعة مشروع موجه لمساعدة النازحين قسراً، يتم تطويره بالتشاور الوثيق مع مفوضية اللاجئين.
وخلال وجوده في المنصب لعشر سنوات بين 1920 و1930، ساعد نانسن مئات آلاف اللاجئين على العودة إلى وطنهم، وأسهمت جهوده في تمكين عدد كبير من الأشخاص من الحصول على إقامة قانونية وإيجاد عمل في البلدان، التي وجدوا فيها الملجأً.
وتقول المفوضية "أدرك نانسن أن إحدى المشكلات الرئيسية التي كان يواجهها اللاجئون هي افتقارهم لوثائق هوية معترف بها دولياً، فعمل على إيجاد حل عرف بجواز سفر نانسن، كان أول صك قانوني يُستخدم لتوفير الحماية الدولية للاجئين".
يُشار إلى أن أول من فاز بجائزة "نانسن للاجئ" كانت إليانور روزفلت، وهي أول رئيسة للجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وهي قرينة الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وعُرفت بدورها في صياغة الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان.
إليانور روزفلت.. أعظم سيدة أولى أميركية
اختيرت إليانور روزفلت كأعظم سيدة أولى في تاريخ الولايات المتحدة في استطلاع لآراء المؤرخين نشر السبت، في حين جاءت ميشيل أوباما في المركز الخامس متقدمة على هيلاري كلينتون التي احتلت المركز السادس.
"مبادرة روح"
من بين النساء الخمس، فازت السودانية ندى فضل، عن فئة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي تُدير مركز "مبادرة روح" الواقع في مدينة الإسكندرية بمصر، حيث يتلقى فيه اللاجئون خدمات الرعاية الصحية المجانية والتدريب على المهارات.
بحسب تقرير للمفوضية عن رحلة فضل (31 عاماً) التي أوصلتها لنيل جائزة "نانسن للاجئ"، فقد وصلت إلى الإسكندرية عام 2015 بمفردها، وليس لديها سوى التصميم على إعادة بناء حياتها.
لكن التكيّف مع الحياة في بلد جديد كان "أمراً صعباً" بالنسبة لفضل، خصوصاً أنها لم تكن تعمل أو تواصل دراستها، لذلك قررت أن تعلم الأطفال اللاجئين في الحيّ الذي عاشت فيه، وكان معظمهم من السوريين.
تقول: "كانوا يسألونني: كيف أحل هذه المسألة؟ وكيف أقرأ هذا؟ وكيف أفعل ذلك؟ لذا، قررت جمعهم معاً وإعطاءهم دروساً في المنزل".
وسرعان ما أسست لنفسها سمعة جيدة داخل المجتمع، مما أدى إلى حصولها على طلبات إضافية للمساعدة، لتتعاون على أثر ذلك مع مجموعة لاجئين آخرين، أطلقوا معاً "مبادرة روح" من أجل حشد المزيد من الدعم للاجئين.
وعندما بدأ مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الوصول إلى مصر، قامت فضل في البداية بإشراك شباب آخرين من مجتمعات اللاجئين والمضيفين في الإسكندرية للعمل معها بهدف مساعدة الأسر التي تقطعت بها السبل في مدينة أسوان الجنوبية.
وسافرت اثنتان من صديقاتها إلى أسوان لتقييم الوضع وبناء جسر من التواصل مع السكان المحليين في المدينة، وعند العودة إلى الإسكندرية، بدأت المجموعة على الفور في عملية جمع التبرعات.
تقول فضل "جمعنا التبرعات من السكان هنا ثم أرسلناها إلى أصدقائنا في أسوان لشراء العصير والماء والوجبات وتسليمها للأشخاص الذين يصلون الحدود".
وباعتبارها في صفوف الاستجابة الأولى على الأرض، تمكنت "مبادرة روح" من مساعدة مئات الوافدين الجدد. وبالإضافة إلى تزويدهم بالوجبات الساخنة والمساعدات النقدية، حرصوا على ربط الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والمرضى وكبار السن، بالسكان المحليين الذين قدموا لهم مساكن مؤقتة.
معالج السلام
"ولدت منصة معالج السلام جراء الحرب، لذا فإن مهمتنا دائماً هي بناء السلام - السلام الداخلي والسلام في العالم. كل شيء يبدأ من داخلنا"، تقول اللاجئة السورية من مدينة الرقة، المقيمة في تركيا، جين داود.
وبسبب عمل هذه المنصّة التي أنشئت على أثر زلزال كهرمان مرعش في 6 فبراير 2023، الذي ضرب مناطق واسعة في جنوب شرق تركيا والشمال السوري بالإضافة لمدن عدة واقعة تحت سيطرة النظام السوري، نالت مؤسستها داود جائزة "نانسن للاجئ".
وجاء في تقرير نشرته مفوضية اللاجئين الأممية أن فكرة منصّة "معالج السلام" خطرت لداود (26 عاماً) أثناء حضورها دورتين تدريبيتين خلال دراستها الجامعية، إحداهما عن تطوير تطبيقات أندرويد والأخرى عن ريادة الأعمال
تبيّن داود "في تلك اللحظة، بدأت العمل على الموضوع، وكان بمثابة الأمل بالنسبة لي. وعلى الرغم من كل الصعوبات والتجارب التي مررت بها، كنت واثقة من أن شخصاً آخر في مكان آخر يعاني منها".
أعدّت خطة عمل مفصلة وبدأت العمل مع مطوري البرمجيات وعلماء النفس لبناء المنصة. وتم إطلاق الشركة بعد عامين، ولديها الآن قائمة من 100 أخصائي/ة نفسي/ة يقدمون جلسات علاجية عبر الإنترنت باللغات التركية والعربية والكردية والإنكليزية.
وفي حين أن هناك من يستطيع تحمل تكاليف الجلسات الفردية أو الجماعية، يمكن للفئات الضعيفة مثل اللاجئين الوصول إليها مجاناً.
ونظراً لتفانيها في تقديم الدعم الصحي النفسي للاجئين وغيرهم من الناجين من الصدمات، تم اختيار داوود كفائزة إقليمية بالجائزة فئة أوروبا.
تعلّق داود على فوزها "ردود الفعل من المستفيدين من خدماتنا هي أكبر مكافأة بالنسبة لي، ولكن الفوز بهذه الجائزة له معنى كبير، فهو يمنحني الدافع والشجاعة لمواصلة هذا العمل".
الحرة - واشنطن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مبادرة روح
إقرأ أيضاً:
“استوديو الصناع” بشرطة دبي ينظم سلسلة ورش فنية للطلبة في الرايب ماركت
أطلق فريق مبادرة “استوديو الصناع” في شرطة دبي وبالتعاون مع “الرايب ماركت”، سلسلة من الورش الفنية للطلبة خلال الإجازة الشتوية، بهدف منحهم الفرصة للتعلم والاستمتاع بفنون الرسم والتشكيل، وصقل وتطوير مهاراتهم الإبداعية.
وأكدت المهندسة موزة السبوسي، مُنسقة مبادرة “استوديو الصناع”، أهمية الفنون التشكيلية والرسم في تنمية قدرات ومهارات الطفل والناشئة، مشيرة إلى حرصهم على تقديم ورش تفاعلية على أيدي متخصصين، لإثراء التجربة الفنية للطلبة ودعم مواهبهم الفنية ورفع وعيهم في الفنون البصرية.
وأوضحت أن الورش الفنية تستمر حتى 22 ديسمبر، وتتضمن موضوعين، الأول بعنوان “اصنع قلعة نايف بالصلصال”، و”اصنع فواصل الكتب بالخيط الصفارة”، وتهدف إلى تعزيز المهارات الإبداعية للمشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً، وربطهم بقيم وموروثات شرطة دبي، وتعريفهم بالرموز والمعالم الشرطية مثل قلعة نايف، وتمكينهم من تطوير مهاراتهم اليدوية، وإتاحة الفرصة للتعبير عن أنفسهم من خلال الفنون، مؤكدة أن الورش الفنية لاقت إقبالاً كبيراً من كافة الفئات العمرية، وشارك فيها أولياء الأمور لإسعاد أبنائهم.
الرايب ماركت
يُذكر أن سوق ” الرايب ماركت” تنظمه إدارة التوعية الأمنية في الإدارة العامة لإسعاد المجتمع بشرطة دبي بالتعاون مع شركة “الرايب ماركت”، ويُقام سنويا في حديقة أكاديمية شرطة دبي في منطقة أم سقيم. وانطلقت فعاليات موسمه السابع هذا العام في أكتوبر الماضي، وتستمر حتى نهاية شهر مايو 2025.
ويعد السوق منصة مُجتمعية تفاعلية تجمع العائلات في الهواء الطلق لحضور العديد من الأنشطة والفعاليات والعروض الترفيهية، والتي تُقام كل يوم سبت من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساء، وكل يوم أحد من التاسعة صباحاً وحتى الساعة السابعة مساء.
ويتضمن السوق تشكيلةً من المشغولات الحرفية، والحقائب الجلدية المصنوعة يدوياً، والمجوهرات المصنوعة يدوياً والأزياء الفريدة واللوحات الفنية وغيرها، إلى جانب عرض لمنتجات المشاريع الصغيرة والمتوسطة كالعطور والمشغولات اليدوية وغيرها. كما يستضيف الدوريات الفارهة، والشرطي “منصور”، ويضم في كافة أرجائه مجموعة من عربات الطعام التي تقدم ألذ وأشهى المأكولات، إلى جانب برامج رياضية ومنافسات فرق كرة القدم صالات والتنس الأرضي والسباحة، وأجهزة ومعدات الصالات الرياضية والممشى.