يبقى عدم توافر العملة الصعبة أو الأجنبية، أحد الأزمات التي تواجه الاقتصاد المصري هذه الفترة وخاصة مع الحروب والأزمات التي تواجه دول العالم والمنطقة من حولنا، وهو الأمر الذي لفت الإنتباه إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاحه محطة قطارات الصعيد في بشتيل، مستنكرا استيراد الدولة للعديد من السلع الترفيهية والاستفزاية كالشيكولاتة وورق الفويل وغيرها بملايين الدولارات في الوقت الذي تعاني فيه الدولة من معضلة عدم توافر العملة الصعبة، كما لفت الانتباه إلى أن معظم هذه السلع يمكن تصنيعها محليا بدلا من استيرادها، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة تشجيع المصنعين ورجال الأعمال والمستثمرين على تصنيع المنتجات التي يتم استيرادها بالسوق المصرية.

 

وحول كيفية ترشيد البلاد لاستخدام العملة الأجنبية، تحدث الدكتور يحيى زكريا الخبير الاقتصادي لـ “صدى البلد” عن عدة عوامل يمكن أن تساعد في ذلك؛ وجاء أولها بضرورة ربط الموافقة على فتح الاعتمادات المستندية للواردات بالموافقة على فتح إعتمادات مستندية للصادرات، بحيث يكون الأولوية للصفقات المتكافأة بالنسبة لكل عميل مع وجود هامش مرونة بنسبة معينة لكل صفقة ونسبة معينة لإجمالي الصفقات لكل عميل خلال العام، مع إمكانية السماح بالتحالفات بين العملاء بحيث يمكن أن يقوم عميل بتغطية عميل أخر خصما من حصته المقررة.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن ثاني هذه العوامل هو ربط فتح الاعتمادات المستندية لسعلة ما بالاحتياجات المتوقعة لهذه السلعة (عمل موازنة تقديرية) خلال مدة معينة وذلك من خلال التعاون مع الغرف التجارية في ذات النشاط؛ بمعنى أن يتم الطلب من الغرفة التجارية أن تحدد الحد الأقصى المحتمل من أي سلعة خلال الثلاث أشهر القادمة بحيث لا يتم فتح إعتمادات تزيد عن الكميات المقدرة سلفا بمعرفة الغرفة التجارية المختصة.

أما ثالث هذه العوامل، هي عمل دراسة لنقطة إعادة الطلب لكل سلعة من السلع المستوردة بحيث لا يسمح للمستورد بفتح إعتماد مستندي في حالة وجود مخزون أكبر من نقطة إعادة الطلب وهذا يساعد على القضاء على أو الحد من ظاهرة بيع الرصيد في نهاية السنة المالية وما له من أضرار، بحيث نتجنب تكدث بعض السلع المستوردة على حساب سلع أخرى ووجود مخزون أكبر من اللازم لأن ذلك يعني وجود أموال عاطلة أو شبه عاطلة وأصلها عملة أجنبية.

رابعا.. التوسع في إنشاء المناطق الحرة الصناعية والتي تسمح بإنتاج وتصدير المنتجات للخارج، وأخيرا يمكن زيادة تحويلات العاملين بالخارج من خلال الاهتمام بإنشاء مراكز تدريب على المهن المختلفة والتي يحتاج إليها سوق العمل الخارجي سواء الدول العربية أو الأوربية مما يساعد على رفع كفاءة العمالة المصرية وزيادة الطلب عليها بشكل قانوني مما يزيد من دخول هؤلاء العمال وبالتالي تحويلاتهم للداخل إلى جانب ميزات أخرى مثل القضاء على البطالة أو الإقلال منه والحفاظ على حصتنا من سوق العمل الدولية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاستيراد التصدير السوق العملة الاقتصاد السلع الاعتمادات

إقرأ أيضاً:

إجراءات عاجلة: تدبير العملة الأجنبية لاستيراد المواد الخام

تتحرك الحكومة بخطوات سريعة وعاجلة لإنهاء أزمة نواقص الأدوية التى شهدتها سوق الدواء خلال الشهور القليلة الماضية، واتخذت الحكومة عدة إجراءات وقرارات فى إطار سعيها لمتابعة سوق الدواء واستمرار جهودها لتوفير الأدوية وضخ كميات للعديد من الأصناف الدوائية المهمة التى تخص أصحاب الأمراض المزمنة.

ووجَّه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بضرورة تنسيق وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار، بين نقابتى الصيادلة والأطباء بتغيير طريقة كتابة الروشتة الطبية عن طريق كتابة الدواء بالاسم العلمى وليس التجارى، لتسهيل المهمة على المواطنين فى العثور على الأدوية بشكل سريع.

وكشفت هيئة الدواء عن الإجراءات التى قامت بها منذ بداية الأزمة واستطاعت من خلالها، بالتعاون بين الجهات المعنية، زيادة ضخ الأدوية فى السوق المحلية، والتى بلغت 158 مليون عبوة إضافية لـ432 مستحضراً، منذ بداية شهر أغسطس الماضى.

وقالت «الهيئة»، فى تقرير لها: «بدأ حل أزمة نقص الأدوية من قبل الدولة بعد تدبير العملة الأجنبية لاستيراد المواد الخام، وتمت إعادة النظر فى تسعير بعض الأدوية المهمة بعد تحرير سعر الصرف، مع مراعاة الجانب الاجتماعى للمواطنين».

وأضافت أنه تم النظر فى الاهتمام برفع معدلات الإنتاج لكامل طاقتها، وضمان تحقيق سعر عادل وفقاً لالتزام الحكومة بالبعد الاقتصادى للصناعة الدوائية، وهناك بعض الممارسات الخاطئة التى أثرت على نواقص الأدوية، وأبرزها تخزين كميات تزيد على الاحتياج الفعلى لإيجاد سوق موازية لتداول الأدوية وصولاً لنقصانها.

وتابعت: «تم النظر إلى تقليل مدة الشحن الخاص بالمواد الخام، حيث تم تقليص فترة الاستيراد بتحويل طرق الشحن المختلفة إلى الشحن الفورى العاجل، والتواصل المباشر مع مورّد الخامات الدوائية الفعالة وغير الفعالة لزيادة معدلات الاستيراد لكل الخامات الداخلة فى الإنتاج، بالإضافة إلى توفير كل مثائل الأصناف الدوائية، وتوعية المواطنين بعدم صرف كميات تزيد على احتياجهم الفعلى».

وأكدت هيئة الدواء تنظيم عدة اجتماعات أسفرت عن الاهتمام بصيدليات الإسعاف على مستوى محافظات الجمهورية، وتم الانتهاء على قرار واحد، هو توفير جميع الأدوية الخاصة بأصحاب الأمراض المزمنة بجميع فروع صيدليات الإسعاف والصيدليات الكبرى، لتسهيل المهمة على المواطنين للحصول على الدواء بشكل سريع.

وزارة الصحة: الأزمة ستنتهى قريباً والأولوية كانت لأصحاب الأمراض المزمنة

وحثت الهيئة المواطنين على ضرورة رفع الوعى الصحى لهم بضرورة معرفة أن لكل دواء مثيلاً له وبديلاً، مشيرة إلى أن كل مادة فعالة من الدواء لها مثيل، ولكن باسم تجارى مختلف، مشيرة إلى أن كل مادة فعالة لها 12 مادة مثيلة فى السوق، وفى حال عدم وجود مادة فعالة باسم معين يوجد غيرها ولكن باسم آخر، وعلى المواطنين معرفة أن هذه المثائل والبدائل لها نفس المأمونية والفاعلية.

مستشارالرئيس للشئون الصحية:نتابع النواقص بدقة شديدة

من جانبه، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشئون الصحية، إن الجهات المعنية بملف الدواء فى مصر تتابع عن كثب نواقص الأدوية بدقة شديدة، مشيراً إلى أن الدولة تعمل على تنفيذ خطة لتوفير الدواء وقامت باتخاذ عدد من الإجراءات المهمة لحل أزمة نواقص الأدوية بشكل سريع، وأعطت الحكومة وعداً للمواطنين بإنهاء الأزمة فى غضون 3 أشهر.

انفراجة كبيرة فى السوق المحلية بعد ضخ أدوية السكر والقلب والأورام والمضادات الحيوية

وهو ما رأيناه خلال الفترة الماضية من انفراجة شديدة فى السوق المحلية من ضخ عدد كبير من الأدوية التى شملت السكر والقلب والأورام والمضادات الحيوية.

وتابع مستشار الرئيس للشئون الصحية، فى تصريحات لـ«الوطن»: «الفترة الحالية هناك مجموعة من الدراسات والخطط التى يتم العمل عليها لعدم تكرار أزمة نواقص الأدوية، وهناك ضرورة مُلحَّة لتوطين صناعة الدواء»، مؤكداً أن «الأدوية يتم توافرها بشكلٍ تدريجى إضافة إلى إنتاج الشراكات وإحضار كثير من الأدوية المستوردة، ويتم حالياً حل الأزمة، وخلال الفترة القادمة ستنتهى أزمة نقص الأدوية بشكل تدريجى».

وقال د. حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إنه تمت زيادة معدلات ضخ الأدوية فى السوق الدوائية منذ شهر أغسطس وحتى الآن، مشيراً إلى أن الأدوية التى يتم ضخها متنوعة، وتشمل أدوية الأنسولين والمضادات الحيوية وفرط نشاط الغدة الدرقية، وعلاج الأورام والتهابات المعدة وأمراض القلب.

وتابع: «هيئة الدواء، بالتعاون مع الجهات المعنية المختلفة، تعمل على استمرار ضمان توفير الأدوية الضرورية فى السوق المحلية، وأزمة نقص الأدوية ستنتهى قريباً، خاصة أن الأدوية المتبقية لها بدائل داخل السوق المحلية، وبعض الأدوية يكون لها مثائل وبدائل، وأزمة نقص الأدوية كان سببها عدم ثقة من المواطن والتركيز على شراء الأدوية المستوردة، والتخوف من المحلى، ومن هنا ظهرت الأزمة عند البعض».

وأضاف: «وزير الصحة يتابع بشكل يومى توفير الأدوية مع رئيس هيئة الدواء، الدكتور على الغمراوى، مطمئناً المواطنين أن المتبقى أصناف قليلة ولها بدائل، والشركات ستقوم بتوفير المخزون الاستراتيجى الذى يأخذ دورة عمل كاملة، وستشهد السوق توافراً تدريجياً خلال الأيام القليلة القادمة، وتوفير احتياطى من الخامات الدوائية لأدوية الأمراض المزمنة لزيادة معدلات تصنعيها».

وأكد أهمية توجيه الدكتور مصطفى مدبولى، وجارٍ التنسيق بين نقابتى الصيادلة والأطباء، وهذا القرار سيعمل على حل أزمة نقص الأدوية بنسبة تصل إلى 70% على الأكثر، وقرار كتابة الوصفات الطبية بالاسم العلمى وليس التجارى ستكون له فوائد كثيرة ومفيدة على الدولة، فيساهم القرار فى توفير الكثير من المليارات والتى تصل إلى مليارين على الأكثر بشكل سنوى، مشيراً إلى أن هناك أدوية لها بدائل، وهذه البدائل تعمل بالكفاءة والفاعلية والأمان نفسها، لكن المواطن يبحث عن الاسم التجارى وليس العلمى، ومن هناك ظهرت مشكلة أزمة نواقص الأدوية.

مقالات مشابهة

  • مصر.. انخفاض في الصادرات البترولية وزيادة في الصادرات الصناعية
  • اتحاد الصناعات يتطلع لزيارة العراق والإمارات والسعودية لبحث فرص التعاون.. خبراء: خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات الأجنبية
  • تنظيم دورة تدريب المدربين حول المساواة وزيادة الطلب على تحصين الأطفال بعدن
  • شعبة المستوردين: الاتجاه لتصنيع السلع المستوردة يعمل على توسيع القاعدة الصناعية
  • شعبة المستوردين: الاتجاه لتصنيع السلع المستوردة يعمل على توسيع القاعدة الصناعية والاستثمارية
  • العرجاوي: تعميق التصنيع المحلي يعظم موارد الدولة من العملة الأجنبية ويضاعف الصادرات
  • تنظيم الاستيراد وجذب الاستثمارات| خبير اقتصادي عن حديث السيسي: لابد من ترشيد السلع الترفيهية
  • خبير رياضي يقدم روشتة لصناعة البطل الأوليمبي
  • إجراءات عاجلة: تدبير العملة الأجنبية لاستيراد المواد الخام