قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا ما كان سبباً يوصلنا إلي الأسوة الحسنة بإتباعه ﷺ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }.

دعاء قيام الليل المأثور عن رسول الله 8 حقائق عن فضل رسول الله على العالمين

وأضاف جُمعة أن كل سبب يوصلنا برسول الله ﷺ من طاعته وإقامة سنته في أنفسنا وشرعه في حياتنا فهو موصول يوم القيامة؛ وكل نسب موصول بنبي الله صلي الله عليه وآله وسلم ونسبه آية من آيات إثبات الدين، وليست هي كل الآيات فالآيات كثيرة.

 

وتابع: ولكن نسب رسول الله ﷺ قد صدَّق القرآن {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} فكثر نسله وقد أرانا الله أنه كان قادراً علي إهلاكهم حتي لا يبقي أحد ،فمات الذكور من أبناءه في حياته؛ وماتت السيدة أم كلثوم والسيدة رقية والسيدة زينب في حياته ولم تبقي إلا السيدة فاطمة ؛ولم تنجب السيدة أم كلثوم والسيدة رقية ؛وأنجبت السيدة زينب بنتاً ماتت من غير أن تنجب، والسيدة فاطمة أنجبت الحسن والحسين ومحسَّن ؛فمات المحسَّن في حياته ولم يبقي إلا الحسن والحسين.

 

ووضح جمعة أن الحسن مات كل أبنائه وقد تزوج كثيرا وكانت القبائل تطلب النسب الشريف منه ،كل أبنائه ماتوا إلا زيد الأبلج والحسن المثني ،ومات كل أبناء الحسين إلا علي زين العابدين، ليرينا الله أنه كان قادراً أن يفني الثلاثة، ومن الثلاثة جاء النسل الشريف وبقي إلي يومنا هذا شرقاً وغربا يدلّون علي أن نسب النبي ﷺ محفوظ ؛وعلي أنه عالي المقام ؛وعلي أنه ثابتٌ حساً أن هناك من كان يسمي بمحمد بن عبدالله آمن به من آمن وكفر به من كفر.

 

وأشار جمعة إلى أن هذا تأييد رباني لا بيد سيدنا محمد ﷺ ولا بيد غيره أن يبقي نسله فيعطي له فعلاً الكوثر لأنهم قد تكاثروا كثيرا ؛وكذلك إذا ما رجعت مرة ثانية في آخر الآيات {إِنَّ شَانِئَكَ} مبغضك كارهك {هُوَ الْأَبْتَرُ} الذي لا نسل له ولا نعرف من هذا الأبتر ذهب ذكره لكن هنا {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} فرفع الله ذكره علي المنابر وفي الأذان يطوف الأرض كل يوم ،وأعلي ذكره حتي تسمَّي الناس كثيراً بمحمد وأحمد ومصطفي وأسمائه ﷺ فكان ذلك أكثر عدد في الأرض ،علي كل حال "كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا سببي ونسبي" صلي الله عليه وآله وسلم وذلك لأن ذلك متصل بالدين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسول الله جمعة الدكتور علي جمعة یوم القیامة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: رسول الله حي فى قبره ويعرف من يصلي عليه

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه على المسلم أن يعلم أن رسول الله ﷺ حي في قبره، وأن انتقاله من حياتنا الدنيا والذي يمكن أن يسمى مماتًا فيه خير لنا كوجوده بيننا، قال رسول الله ﷺ : (حياتي خير لكم تُحدثون ويَحْدُث لكم. ومماتي خير لكم، تُعرض علي أعمالكم فما رأيتُ من خير حمدت الله، وما رأيتُ من شر استغفرت الله لكم) [رواه البزار والديلمي، وذكره الهيثمي وعقبه بقوله رجاله رجال الصحيح].

وصلاة المسلم وسلامه على رسول الله ﷺ تصله، ويرد على من سلم عليه السلام كما قال ﷺ : « ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي؛ حتى أرد عليه السلام) [رواه أحمد وأبو داود]، وهذا الحديث يدل على اتصال روحه ببدنه الشريف أبدًا؛ لأنه لا يوجد زمان إلا وهناك من يسلم على رسول الله ﷺ.

فرسول الله ﷺ نفع لنا في حياته الدنيا بين أظهرنا، كما قال تعالى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) ، وما زال نفعه مستمراً لأمته بالاستغفار لهم كما ورد في الحديث، وكما أرشدنا ربنا سبحانه وتعالى بالذهاب إلى قبره واستغفار الله عنده ﷺ حتى يغفر لنا، قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) .

وقد فهم المسلمون أن تلك الآية باقية حتى بعد انتقال النبي ﷺ من حياتنا الدنيا، ففي قصة العتبي رحمه الله عن العتبي قال : « كنت جالسًا عند روضة النبي ﷺ فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) . وقد جئتك مستغفرًا لذنبي مستشفعًا بك إلى ربي ثم أخذ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ** فطاب من طيبهن القاع والأكم 
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه  ** فيه العفاف وفيه الجود والكرم 

ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي ﷺ في النوم فقال : يا عتبي إلحق الأعرابي فبشره بأن الله قد غفر له، وقد استحسن هذه القصة كثير من الأئمة وساقوها في تفسير تلك الأية، ومن هؤلاء الأئمة الإمام البيهقي، والنووي، وابن كثير رحمهم الله جميعًا.

والصلاة على النبي ﷺ خير في كل وقت، ولكنها تتأكد في مواطن منها : يوم الجمعة وليلتها, وعند الصباح, وعند المساء, وعند دخول المسجد, والخروج منه, وعند قبره ﷺ وعند إجابة المؤذن, وعند الدعاء, وبعده وعند السعي بين الصفا والمروة, وعند اجتماع القوم, وتفرقهم, وعند ذكر اسمه ﷺ وعند الفراغ من التلبية, وعند استلام الحجر, وعند القيام من النوم, وعقب ختم القرآن, وعند الهم والشدائد, وطلب المغفرة, وعند تبليغ العلم إلى الناس, وعند الوعظ, وإلقاء الدرس, وعند خطبة الرجل المرأة في النكاح. وفي كل موطن يذكر فيه الله تعالى.

فالصلاة على رسول الله ﷺ مفتاح السعادة، ومفتاح كل خير، والمسلم الذي يبتغي السعادة عليه أن يلهج بالصلاة عليه في أغلب أوقاته، فإنه نور ورحمة وهداية ورعاية، رزقنا الله والمسلمين كثيرة الصلاة على الحبيب ﷺ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: محبة رسول الله من أصول الإيمان
  • عضو الفتوى العالمي: المتفاخر بالماركات لا ينظر الله له يوم القيامة
  • مختار جمعة: الدين فن صناعة الحياة لا الموت
  • علي جمعة: كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا ما يوصلنا برسول الله
  • هل الصدقة تطهر المال الحرام ؟.. علي جمعة يجيب
  • دعاء السيدة عائشة للرزق .. اغتنم 7 كلمات لا ترد في الليل
  • علي جمعة: رسول الله حي فى قبره ويعرف من يصلي عليه
  • علي جمعة: النبي حي في قبره
  • علي جمعة: ترك الصلاة على النبي عند ذكره من الكبائر