بوينس آيرس - صفا شارك مئات المواطنين الأرجنتينيين والجاليات العربية والفلسطينية في تظاهرة حاشدة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس تظاهرة حاشدة، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ورفضهم للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. وتجمع المتظاهرون في ساحة "الخامس من مايو" المقابلة لقصر الرئاسة الأرجنتيني (Casa Rosada)، تحت شعارات تدين الإبادة الجماعية والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال، وتطالب بوقف قتل الأطفال والنساء في فلسطين ولبنان.

جاءت هذه المظاهرة بالتزامن مع مرور عام على تصاعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف الشعب الفلسطيني. وتجمعت عدة هيئات وحركات حقوقية واجتماعية ونقابية تحت قيادة اتحاد الكيانات الفلسطينية الأرجنتينية ولجنة التضامن الأرجنتينية مع الشعب الفلسطيني. وشارك في التظاهرة العديد من الأحزاب السياسية في الأرجنتين، وبرز من بين المتحدثين الناشط الحقوقي والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1980، أدولفوا بيرز اسكيبل، الذي ألقى كلمة مؤثرة أكد فيها التزامه بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. وأدان أدولفوا بيرز اسكيبل في كلمته، المجازر التي وصفها بأنها "إبادة جماعية ضد الإنسانية". وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 75 عامًا ضد الشعب الفلسطيني يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان. وقال اسكيبل: "إنه من غير المقبول استمرار المجازر ضد الأطفال والنساء في فلسطين ولبنان، بتواطؤ ودعم من القوى الغربية الكبرى". ودعا إلى رفع الأصوات في الأرجنتين وحول العالم للمطالبة بإنهاء الاحتلال واحترام حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. وأكد اسكيبل أن حرية الشعب الفلسطيني تعني الحرية لكل الشعوب الحرة حول العالم، مشددًا على أن "أصوات الشعوب تطالب بالحياة والكرامة". وختم كلمته بعبارات قوية داعيًا إلى "وقف الموت في فلسطين ولبنان"، واصفًا "إسرائيل" بأنها "دولة إرهابية ومجرمة". وطالب اسكيبل المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ومعاقبتها على جرائمها بحق الإنسانية. ووجهت المظاهرة رسالة تضامن دولي مع الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن النضال من أجل الحرية والكرامة لا يعرف حدودًا ورفع المشاركون في المظاهرة الأعلام الفلسطينية واللبنانية والسورية والأرجنتينية، ورددوا شعارات تطالب بإنهاء الاحتلال والإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصًا في قطاع غزة. وعبرت المظاهرة عن دعوة واضحة للمجتمع الدولي للتحرك فورًا لوضع حد للعدوان الإسرائيلي المستمر، وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني. 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حرب غزة عدوان إسرائيلي مظاهرة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

مستشار الرئيس الفلسطيني: المسجد الأقصى سيظل حاملًا لآمالنا وسنصلِّي فيه بأمان قريبًا

ألقى الدكتور محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني، في افتتاح أعمال الندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية، كلمةً بارزة عبَّر فيها عن تقديره لجهود دار الإفتاء في جمع العلماء والمفكرين لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، معربًا عن شُكره العميق لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، على تنظيم هذه الفعالية التي تفتح الأُفق للتشاور حول ما يُصلح حال الأمة. 

كما وجَّه تحياته للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيدًا برعايته لهذه الندوة التي تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية ودعم القضايا المصيرية للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

مستشار الرئيس الفلسطيني:دعم مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان هو مصدر قوة وصمود لنا

ونقل معالي الدكتور الهبَّاش في كلمته شكرَ الشعب الفلسطيني وقيادته لمصر، لما تقدِّمه من دعمٍ مستمر وثابت للقضية الفلسطينية، سواء من خلال مواقفها السياسية الثابتة أو من خلال دعمها الشعبي والعلمي، مؤكدًا أن مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها. وقال: "إن دعم مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان، هو مصدر قوة وصمود لنا في وجه المحاولات المستمرة لتدمير ما تبقى من هويتنا الوطنية والدينية."

وواصل الهباش حديثه عن التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، مستعرضًا وضع المنطقة العربية التي تشهد صراعاتٍ مستمرةً، والتهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني.

 وذكَّر الحضورَ بحديثين نبويين شريفين يقدمان وصفًا دقيقًا لواقع الأمة الإسلامية؛ الأول، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، مبيِّنًا التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في ظل الانقسامات والتدخلات الأجنبية في شؤونها.

 أما الحديث الثاني فكان عن فقدان العلم، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكن يقبضه بقبض العلماء." مستعرضًا بذلك أهمية دَور العلماء في حفظ القيم والثوابت الإسلامية في وجه محاولات تحريف الوعي.

وأشار الهباش إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحاولات مستمرة لانتزاع هويته وحقوقه من خلال الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى محو الوعي الفلسطيني وإجبار الشعب على الاستسلام.

 وقال: "إن الاحتلال يسعى من خلال قتل الأطفال، وتدمير المساجد والمستشفيات، وتخريب المنشآت، إلى زرع الإحباط في نفوس الفلسطينيين ودفعهم إلى الاستسلام. لكنهم، رغم كل ما يمارس عليهم من ظلم، لن ينكسروا ولن يتخلوا عن أرضهم."

وأكد الهباش أن الشعب الفلسطيني، كما هو الحال مع الأجيال السابقة، سيظل متمسكًا بأرضه ولن يغادرها، وأنه سيظل يدافع عن المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، قائلًا: "كما بقي التين والزيتون في أرضنا، سيظل المسجد الأقصى حاملًا لآمالنا، وسننتصر في النهاية، إن شاء الله."

وفيما يتعلق بالتهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من جانب الكيان الصهيوني، أشار الهباش إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن "إسرائيل" يجب أن تبقى قائمة لـ 100 عام، مضيفًا: "لكن هذا الأمل الذي يراوده بعيد المنال، لأن وعد الله في سورة الإسراء حاسم وواضح: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: 108]، وكل ما يفعله الاحتلال لن يغير من هذه الحقيقة".

وأكمل الهباش متحدثًا عن التحدي الثاني الذي يواجهه الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وهو التحدي الداخلي المتعلق بالوعي، حيث أشار إلى محاولات الاحتلال الصهيوني لتغيير وعي الأجيال الفلسطينية، وزرع أفكار تدفع إلى الاستسلام وإضعاف الهوية الوطنية. وأوضح أن هناك جهودًا مكثفة من قِبل بعض القوى الخارجية لاستغلال الفكر الإسلامي وتحريفه لصالح مصالح الاحتلال، من خلال حملات إعلامية وفكرية تسعى إلى غزو العقول وتضليل الشباب العربي والفلسطيني، وخلق حالة من الإحباط والتنازل عن الحقوق. وقال: "إن محاولات تغيير الوعي الفلسطيني تندرج ضمن مخطط استعماري طويل الأمد يهدف إلى تدمير فكرة المقاومة والتمسك بالأرض."

وأكد الهباش أنَّ هذه المحاولات يجب أن تواجَه بتعزيز الوعي الديني والسياسي، وتربية الأجيال القادمة على فهم تاريخهم ومقدساتهم، وعلى أن فلسطين ستظل قلب العالم العربي والإسلامي، وأن الطريق الوحيد هو المقاومة والصمود في وجه كل محاولات الاحتلال وأعوانه.

وفي ختام كلمته، أكد الهباش أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله ولن ينهزم، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يترقب إلا وعد الله بالنصر، مؤكدًا: "نحن ماضون في دربنا، ولن ننهزم، وسنبقى على عهدنا بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا. وإننا ننتظر وعد الله في النصر القريب، حيث سيكون المسجد الأقصى مسرحًا لصلاة المسلمين بأمان، وسنصلي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، بإذن الله، لنحقق وعده سبحانه."

وتوجه الدكتور الهباش بالدعاء إلى الله أن يكتب لفلسطين النصر القريب، وأن يعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها، وأن يتمكن المسلمين من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى الشريف، وفي المسجد الإبراهيمي في الخليل.

مقالات مشابهة

  • الهباش: الشعب الفلسطيني ضحية بين مطرقة الاحتلال وسندان حماس
  • وقفة قبلية في مديرية سنحان بصنعاء تضامنًا مع فلسطين وتأكيدًا على الجهوزية لمواجهة أي تصعيد
  • الحكومة الفلسطينية تصدر حزمة من القرارات الجديدة خلال جلستها الأسبوعية
  • فلسطين تطالب مجلس الأمن بوقف حرب الإبادة والتهجير وحماية حل الدولتين
  • الخارجية الفلسطينية تدين حرب الإبادة والتهجير.. وتطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته القانونية
  • فلسطين تطالب مجلس الأمن بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية وحماية حل الدولتين
  • "التعاون الخليجي": نواصل جهودنا لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: المسجد الأقصى سيظل حاملًا لآمالنا وسنصلِّي فيه بأمان قريبًا
  • على هامش الندوة الدولية للإفتاء.. الهباش: ماضون في دفاعنا عن فلسطين ولن نستسلم