نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ترأسّت مريم بنت محمد المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، وفد الإمارات المشارك في "مؤتمر هامبورغ للاستدامة 2024"، الذي افتتحه أولاف شولتس، مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية، بمشاركة بيتر تشينتشر، عمدة مدينة هامبورغ، وأخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وتؤكّد مشاركة مريم المهيري إلى جانب ممثلين عن وزارة التغيّر المناخي والبيئة ووزارة الخارجية، التزام دولة الإمارات الراسخ بالتعاون الدولي، لمواجهة التحدّيات العالمية في مجالات الاستدامة، والطاقة، والشؤون الإنسانية وغيرها، إضافة إلى الدور المحوري الذي تضطلع به الدولة في تعزيز الحوار والتعاون الدولييْن بشأن القضايا العالمية الملحّة.
وقالت: "يجمع مؤتمر هامبورغ مختلف الأصوات، ووجهات النظر اللازمة، لتحفيز التغيير المطلوب، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أن الروح التي ينطلق منها المؤتمر، تعكس رؤيتنا الوطنية ذاتها في دولة الإمارات، ذلك أنها لا تكتفي فقط بتحديد المشكلات؛ وإنما تتعلق أيضا باستكشاف وإيجاد الحلول المناسبة”.
وأضافت: "يتعلق الأمر أيضاً بطرح الأفكار المبتكرة، وتوسيع نطاق المبادرات الناجحة، وإلهام الجميع لاتخاذ خطوات عملية جريئة، وجميعها كانت من السمات الرئيسة للنهج الذي اتّبعته دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف (COP28) السنة الماضية، والإنجازات المهمة التي تحققت خلال المؤتمر، وفي مقدمتها اتفاق الإمارات التاريخي للمناخ".
وأردفت: "لا شك أن الحوار الهادف هو المحرك الأساسي لخطى التقدّم، لهذا يُركّز وفد دولة الإمارات على دعم المحادثات المفتوحة، التي تُمهّد الطريق لبناء مستقبل أكثر استدامة وإنصافا للجميع".

أهداف مشتركة 

وعقدت مريم المهيري سلسلة من الاجتماعات الجانبية الإستراتيجية، مع كبار المسؤولين الألمان، بصفتها مبعوث وزير الخارجية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، بمن فيهم؛ بيتر تشينتشر، عمدة مدينة هامبورغ، وسفينيا شولتسه، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية، ونيلز أنين، وزير الدولة الألماني في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية وعضو البرلمان الألماني "البوندستاغ".
وأكّدت خلال تلك اللقاءات قوة العلاقات بين دولة الإمارات وألمانيا، وقالت: "إن دولة الإمارات تُثمّن عالياً شراكتها مع جمهورية ألمانيا الاتحادية؛ إذ إن تعاوننا، القائم على الاحترام المتبادل، والأهداف المشتركة، يُشكّل قوة دافعة للتغيير الإيجابي في القضايا الملحّة، بدءاً من تعزيز التنمية المستدامة ومعالجة تغيّر المناخ، إلى ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها".
وركّزت مناقشاتها مع كبار المسؤولين الألمان، على موضوعات بالغة الأهمية، وفي مقدمتها إرث مؤتمر الأطراف (COP28) والبناء على النجاحات التي تحققت خلاله، والمضي قدما في تنفيذ "اتفاق الإمارات"، وبحث آفاق التعاون الدولي وحماية أشجار القرم، وتقييم مدى التقدّم المحرز لـ"مبادرة الساحل الأخضر" التي أطلقتها الإمارات وألمانيا، بهدف حماية واستعادة أشجار القرم في أفريقيا، ودراسة التقدّم الذي أحرزه مؤتمر هامبورغ في تطوير سوق هيدروجين قوية، وتحديد المجالات المحتملة لتبادل المعرفة والتعاون.

فرص التكامل 

وفي ثاني أيام المؤتمر، انضمّت مريم المهيري إلى نخبة من قادة الأعمال الألمان، وممثلين عن شركتيْ "باير" و"إيرباص" و"بنك نورديك للاستثمار"، في اجتماع غداء عمل، لاستكشاف مزيد من فرص التكامل الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين الدولتيْن.
وفي كلمتها أمام المؤتمر، قالت سفينيا شولتسه، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية: "يشهد العالم اليوم كثيراً من الضغوط التي تضعف أواصر التعاون الدولي".
وشدّدت على ضرورة رفع مستوى هذا التعاون، وقالت إنه لا يمكن بأي حال مواجهة التحديات الكبرى في العصر الراهن، ضمن الأُطر الوطنية للدول كلّ على حدة؛ إنما يكون ذلك فقط من خلال التعاون الدولي والتكاتف ونبذ الانقسام.
من جانبه، أكّد عمدة هامبورغ بيتر تشينتشر، الأهمية الجغرافية للمدينة في تحفيز مزيد من التعاون، وقال إن المدينة تحظى بارتباط مميّز مع جميع قارات العالم، مع احتضانها أكبر ميناء بحري في ألمانيا ونحو 100 قنصلية.
ويُعدّ "مؤتمر هامبورغ للاستدامة 2024" النسخة الافتتاحية للحدث، الذي تستضيفه مدينة هامبورغ الألمانية، وشهد مشاركة نحو 1600 ضيف من 102 دولة، منهم ممثلون رفيعو المستوى من دولة الإمارات، وذلك لمناقشة كيفية تسريع العمل المشترك وتحييد العوائق أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وتضمّنت فعاليات المؤتمر ثلاثة منتديات رئيسة، ركّزت على تحويل التحدّيات إلى فرص، وهي "إعادة تشكيل الهيكل المالي الدولي"، و"تحفيز الاستثمارات لتحقيق أهداف الاستدامة"، و"سبل الاستفادة من عملية التحوّل".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الإمارات التعاون الدولی دولة الإمارات مریم المهیری التی ت

إقرأ أيضاً:

الإمارات‬⁩ … ريادة عالمية في حشد التمويل الأخضر والإصدارات المستدامة

نجحت دولة الإمارات في تعزيز ريادتها عالمياً في مجال التمويل الأخضر، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تبني مجموعة من السياسات والمبادرات الإستراتيجية الهادفة إلى زيادة الاستثمار في المشاريع المستدامة ودعم الابتكار في هذا المجال.

وتعتبر الإمارات نموذجاً يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط في مجال تطوير التشريعات التنظيمية التي تدعم التمويل الأخضر، ما أسهم في تعزيز مكانتها كمركز عالمي للاستثمار المستدام وشجع على جذب الاستثمارات من أنحاء العالم المختلفة.
وأثبتت الدولة قدرتها على أن تكون في مقدمة دول العالم في العديد من المجالات المرتبطة بحشد جهود تمويل مبادرات الاستدامة ومواجهة التغير المناخي؛ إذ تحتل الدولة المرتبة الأولى في المنطقة والثانية على مستوى العالم في حجم صكوك الاستدامة القائمة، بما يؤكد التزامها بدعم الاستدامة كجزء من إستراتيجيتها نحو النمو الأخضر.
وقال بشار الناطور، المدير التنفيذي والرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في وكالة “فيتش” للتصنيفات الائتمانية، إن دولة الإمارات، أظهرت تقدماً وريادة في قطاع الصكوك البيئية والاجتماعية والحوكمة في إطار هذا المشهد المتوسع، مشيراً إلى دعم الحكومة لمبادرات الاستدامة كجزء من إستراتيجية النمو الأخضر في الدولة.
وأوضح أن قيمة الصكوك البيئية والاجتماعية والحوكمة الـ”ESG” القائمة في الإمارات بلغت 9.1 مليار دولار بنهاية الربع الثالث من 2024، ما يعكس معدل نمو سنوي يبلغ 43%، فيما بلغت سندات الـ “ESG” القائمة 13.4 مليار دولار، بزيادة 59% على أساس سنوي، لتشكل الصكوك بذلك نحو 40.6% من مزيج تمويل هذه النوعية من الصكوك في الإمارات بنهاية الربع الثالث من العام الجاري.
وأفاد بأن الصكوك البيئية والاجتماعية والحوكمة في الإمارات تمثل 15.6% من إجمالي الصكوك القائمة في الدولة بنهاية الربع الثالث من 2024، ارتفاعاً من 12.7% في الربع الثالث من 2023، وأن الإمارات تمتلك أكبر حصة تمثل 47% من إجمالي الصكوك البيئية والاجتماعية والحوكمة القائمة في دول مجلس التعاون الخليجي كما في نهاية الربع الثالث من العام الجاري.
وأشار الناطور إلى أن مكانة الإمارات في عالم صكوك الـ”ESG” تبرز على المستوى العالمي، إذ تمتلك ثاني أكبر حصة 20.5% من إجمالي صكوك “ESG” القائمة عالمياً، بعد ماليزيا، التي تتصدر بحصة 29%، بما يؤكد دور الإمارات المحوري في دفع الصكوك المستدامة في المنطقة والعالم.
وبحسب “بي دبليو سي”، فإن التزام الإمارات بتعبئة 1 تريليون درهم لتمويل المشاريع المستدامة بحلول 2030 يعكس هذه الروح الطموحة، وهو توجه يُعد خطوة محورية نحو تأمين مستقبل مستدام ومزدهر للأجيال المقبلة، ما يدل على التزام الدولة بتعزيز الاستدامة والمرونة في مواجهة التحديات المستقبلية، وتبني التمويل المستدام كعامل رئيسي لتحقيق رؤية الإمارات في أن تصبح مركزاً رائداً للابتكار والاستدامة في المنطقة وخارجها.
من جانبه، قال الدكتور محمود فتح الله، مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية في جامعة الدول العربية، ورئيس الأمانة الفنية لمجلس وزراء البيئة العرب، إن دولة الإمارات وضعت أهدافًا طموحة نحو الانتقال إلى اقتصاد أخضر، مؤندا أهمية إدماج إستراتيجيات الاقتصاد الأخضر في السياسات الوطنية للتخطيط، ومبيناً أن بعض الدول العربية أحرزت تقدماً في هذا المجال.
وبحسب “باركليز بنك” في الإمارات، شهدت الأعوام القليلة الماضية نمواً متسارعاً للتمويل المستدام في المنطقة، وتنامياً ملحوظاً في حضور دولة الإمارات كمركز إقليمي رائد في إدارة التمويل المستدام.
بدورها، تضطلع سلطة دبي للخدمات المالية بدور جوهري في دعم خطة الإمارات الطموحة للحياد المناخي حتى العام 2050 والتي تتطلب تمويلًا ضخماً من القطاع المالي؛ إذ تؤدي دورا بارزا في تعزيز إصدار السندات الخضراء والصكوك المستدامة؛ حيث تعد “ناسداك دبي” الآن أكبر سوق لإدراج الصكوك الإسلامية المستدامة عالمياً. وتمثل هذه الأدوات المالية إحدى الطرق التي يمكن من خلالها تمويل مشاريع الاستدامة.
وتواصل البنوك الوطنية جهودها على الصعيدين المحلي والإقليمي لتعزيز التمويل المستدام وإطلاق مبادرات داعمة للحياد المناخي بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
وفي ديسمبر 2023 أعلن اتحاد مصارف الإمارات، خلال فعالية، عن جهوده لدعم حلول التمويل المستدام ودفع التعاون الدولي لتحقيق مستقبل مستدام،وكشف عن مبادرة القطاع المصرفي في دولة الإمارات بتقديم تسهيلات تمويلية بقيمة تريليون درهم، لدعم الاستدامة بحلول عام 2030.


مقالات مشابهة

  • مريم المهيري تترأّس وفد الإمارات في مؤتمر هامبورغ للاستدامة
  • مريم المهيري تترأّس وفد الإمارات في «مؤتمر هامبورغ للاستدامة»
  • انطلاق المؤتمر الدولي "الاستدامة وجودة الحياة" بجامعة الملك عبد العزيز.. الثلاثاء
  • السوداني: ضرورة التكاتف لمواجهة التحديات التي تعيشها المنطقة اليوم
  • الإمارات‬⁩ … ريادة عالمية في حشد التمويل الأخضر والإصدارات المستدامة
  • الإمارات تؤكد التزامها بمنع الجرائم ضد الإنسانية ومعاقبة مرتكبيها
  • القمة الوطنية حول الجرائم المالية تؤكد ترسيخ التعاون الدولي لمواجهة غسل الأموال
  • “اللافي” يقدم إحاطة لوفد الاتحاد الأفريقي حول التحديات التي حالت دون انعقاد مؤتمر المصالحة
  • الإمارات تؤكد التزامها الثابت بدعم الشعب اللبناني