موقع 24:
2024-10-14@11:24:47 GMT

متطرِّفون بأقنعة الوسطيَّة

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

متطرِّفون بأقنعة الوسطيَّة

عندما نادى الإسلام بالوسطيَّة أراد أن نكون على انسجام مع الدين، فلا نغلو فيه ولا نحرص على الدنيا من حب للمال والتشبث به وسيطرته على كل مناحي الحياة.. الوسطيَّة الإسلاميَّة هي الجمع- في توازن عجيب- بين الدنيا والدين، من عمران الأرض والاستمتاع بطيبات الحياة الدنيويَّة.

الوسطيَّة تيار قابل للتجدُّد، وأفقه يتوسع باستمرار

الوسطيَّة تيار قابل للتجدُّد، وأفقه يتوسع باستمرار، جيلًا بعد جيل وعصراً بعد عصر، حتى تبلغ أفضل معانيها في كل عصر، وأقصى قدر ممكن من الكمال.

.

فإذا كان من خصائص الوسطيَّة التوسُّط بين طرفين، فإنه ليس لازماً أن يكون كل توسُّط دليلًا على الوسطيَّة كما تبيَّن لي عندما قرأت مجالات الوسطيَّة وتجلياتها عند السلفيَّة المتشدِّدة والتيارات الحركيَّة، من خلال استقراء معنى الوسطيَّة في المنهج الفكري والخط الدعوي والسياسي.

يعتقد المتطرفون بأنهم أمة وسطى، بل يستثمرون هذه الرؤية لمآربهم، لا سيَّما أن الاعتدال بات اليوم منهجاً يدَّعيه الجميع، ويردِّد على كلِّ المنابر، ويتنازع عليها كلُّ الطوائف، وتنسب لكلٍّ منهما، أو قد تختلف دلالاتها في كلِّ المشارب لتصبح كلمة حقٍّ يُراد بها باطل، ولكن أدعياء الوسطيَّة غير فاعلين، بل إنهم لا يمتلكون إرادة التغيير الصحيح، ويجلبون الفساد في البر والبحر!

كما أن هؤلاء يستغلون القيم الدينيَّة لتكون قناعاً يستر الطموحات السياسيَّة والأجندات الخاصَّة، ويقدمون المبرِّرات لينفذوا مخطَّطات ضدَّ دينهم وعروبتهم، ما جعلني أتساءل: ومتى أستطيع أن أسمي الأشياء بمسمياتها الصحيحة، التي تتفق مع معاني الوسطيَّة الحقة كما يراد لها أن تكون، كهذا السلوك وسطي، أو هذه المعاملة مع الآخر معتدلة، أو ذاك التفكير الديني متزن؟ هل معانيها تختلف تبعاً لاختلاف المذاهب والطوائف؟ وما نوعيَّة تلك الوسطيَّة القائمة على التجديد والفهم الصحيح؟ إذا كان الإسلام يسمح بتعدُّد الآراء وتنوعها، والاجتهاد في هذه القضايا، فهل يحقُّ لجماعة بعينها أن تتسلل لثقافتنا وتتلاعب بقيمنا العليا، لتستحق وصفها بأنهم خير أمَّة أُخرجت للناس، أو تقنع الآخرين بها؟

هناك نوعية من التدين سجينة ثقافة التكفير والتصنيف، وفكر التحريم، ومنهج التعصب للرأي الديني، وعدم إنصاف المخالف فى الفكر، وإقصاء مفهوم الاختلاف الذي هو سنة الله في الأرض، وكلها مجال تخنق الرؤية والإدراك، فتضيق التصورات ويتزيَّف الوعي.ا

إن الوسطيَّة الحقَّة بأن يبقى الاجتهاد إيقاعه مضبوطاً بالالتزام بالقيم الأساسيَّة في القرآن والسنة النبويَّة الكريمة، وما بني عليها من قواعد فقهيَّة، ومع ذلك يظل هناك شطط واختلال في الفَهم، بحيث لا تحمل هذه القيم معناها وتجلياتها الكبرى، أو تَسعى إلى تحقيقها.

كما أن القناعات الدينيَّة المعتدلة والمتزنة، تعني صياغة إنسانيَّة للمجتمع، والتعريف بهذا المنهج وتجديده والتوسع فيه ضرورة تتطلَّبها المرحلة القادمة، ما يستدعي تحديد مسميات الأشياء للأجيال، فهذا الفكر وسطى ومتسق مع روح العصر، أو ذاك الفهم فيه غلو وتطرف، أو تلك المعاملة لا ترتقي إلى سماحه الدين، وإن التعريف يستنهض العزم، ويقاوم أشكال التخلف والجمود في جميع مجالات الحياة، والوقاية من التعريفات الأخرى التي اختطفتها جماعات الغلو والتطرُّف، لابد من إحياء الفهم الصحيح للدين وأحكامه ونظامه، ويسعى إلى تجديد معانيه في عقول ونفوس وواقع المسلمين.

وإن العدل والوسطيَّة والتسامح كلها أمور متلازمة، وإن الاتزان الفكري والاعتدال الديني ليس عزفاً منفرداً تقوم به مجموعة دون غيرها أو طائفة دون أخرى، إنه إحدى مهام العلماء المجتهدين والأئمة المجددين، والمتمثلة في إلغاء تأويل الجاهلين وغلو المبطلين، ولا بدَّ أن يكون ذلك بصوت عالٍ يقطع صوت كلِّ أفَّاك أثيم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مقالات

إقرأ أيضاً:

«نمط الحياة الصحي».. أفضل طرق الوقاية من «التهاب المفاصل»

هدى الطنيجي (أبوظبي)
تحتفي الإمارات باليوم العالمي لالتهاب المفاصل الذي يوافق 12 أكتوبر من كل عام، وهي مناسبة سنوية تحرص من خلالها المنشآت والمؤسسات الطبية إلى رفع الوعي بأنواعه، والدعوة نحو اتباع نمط حياة صحي بطرق الوقاية، والكشف المبكر والوقاية الاستباقية من هذا المرض.

تعزيز الوعي
قالت د. شهربان دياب، استشاري، رئيس قسم أمراض الروماتيزم في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: «بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب المفاصل، نُشدد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية على أهمية تعزيز الوعي حول هذا المرض الذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، حيث إن التهاب المفاصل لا يؤثر فقط على القدرة على الحركة، بل يمكن أن يؤثر في الحياة اليومية للأفراد، كما نؤكد في هذا اليوم التزامنا الراسخ بتقديم الرعاية والدعم لمرضى التهاب المفاصل، من خلال فريقٍ من الأطباء المتخصصين في أمراض الروماتيزم والمفاصل، وباستخدام أحدث التقنيات الطبية، ونشدد على ضرورة توعية المجتمع حول أهمية التشخيص المبكر، واتباع أنماط حياة صحية للحفاظ على صحة المفاصل، والحد من تقدم المرض».
وذكرت أن «شخبوط الطبية» تتبع نهجاً شاملاً في علاج المرضى، ما يضمن جودة النتائج، يشمل العلاج الدوائي والعلاج الطبيعي والعلاج بالحقن، إلى جانب استبدال المفاصل والجراحة الروبوتية التي تعد من أحدث التقنيات المتوافرة في المدينة الطبية.

وأشارت إلى أن التهاب المفاصل من الأمراض الشائعة عالمياً، وتختلف نسب الإصابة من منطقة إلى أخرى بناءً على العوامل الوراثية والبيئية، أما فيما يتعلق بنسب الشفاء، فهي تختلف باختلاف نوع المرض ومرحلة تطوره، حيث إن بعض الحالات يمكن علاجها بشكل فعّال وتحقيق الشفاء التام، بينما قد تتطلب حالات أخرى علاجات مستمرة لإدارة الأعراض، وتحسين جودة الحياة.

الوقاية والعلاج
أكد الدكتور أحمد بهاء موسى، استشاري جراحة العظام في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، أن اليوم العالمي لالتهاب المفاصل (WAD)، يهدف إلى زيادة الوعي حول التهاب المفاصل ودعم المصابين الذين أنهكتهم التهابات المفاصل المزمنة، وتحفيز المرضى على البقاء نشطين، والاستمرار في الحركة على الرغم من التهاب المفاصل أو إصابات الجهاز الحركي المفصلي الأخرى، وأهمية التعرف على الأعراض، واتخاذ خطوات استباقية لعلاج الحالة المرضية من خلال الحركة والكشف المبكر والعلاج المناسب. 
وأوضح أن التهاب المفاصل، يشمل أنواعاً عديدة تضم أكثر من 100 نوع مختلف من اضطرابات المناعة الذاتية والروماتيزمية العضلية الهيكلية، من خشونة المفاصل، الذي يؤثر على 3.3–3.6% من سكان العالم، إلى التهاب المفاصل اليفعي أو روماتويد الأطفال مجهول السبب السائد بين الأطفال والمراهقين، وعلى الرغم من هذا التنوع، فإن الفهم العام محدود، وغالباً ما يؤدي إلى وجود فجوات في الرعاية الطبية والعلاج، ويعد التهاب المفاصل، الذي غالباً ما يعتبر بمثابة جزء طبيعي من التقدم في العمر أو الشيخوخة، سبباً رئيساً للإعاقة التي تؤثر في أكثر من 350 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وذلك بحسب دراسات طبية وبحثية عالمية، بما في ذلك واحد من كل خمسة أفراد في دولة الإمارات، مشيراً إلى تقارير منظمة الصحة العالمية بوجود 23 مليون حالة إصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، مع احتمال كون إصابة النساء ضعف إصابة الرجال، كما تشير التوقعات إلى أن حالات التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أن تتضاعف بحلول سنة 2030.

أخبار ذات صلة تفاعل مجتمعي لافت مع «الإمارات معك يا لبنان» وزير الزراعة اللبناني لـ«الاتحاد»: نثمن دعم الإمارات ومساندتها للبنان

عوامل مؤثرة
وأشار الدكتور أحمد موسى إلى عدد من العوامل الأساسية التي تؤثر في مرض التهاب المفاصل، أهمها التاريخ العائلي، حيث تنتقل بعض أنواع التهاب المفاصل وراثياً في العائلات، لذا تزداد احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل إذا كان الوالدان أو أحد الأقارب مصاباً بتلك الاضطرابات، أيضاً العمر، حيث إن خطر الإصابة بأنواع عديدة من التهابات المفاصل التي تتضمَّن الفُصال العظمي، والروماتويد، والتهاب المفاصل، والنقرس، تَزيد مع التقدم في العمر، أيضاً الجنس، حيث تُعَدُّ السيدات أكثر عرضةً من الرجال للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، بينما غالبية من لديهم النقرس، وهو نوع آخر من التهابات المفاصل، يكونون من الرجال، كما تعتبر الإصابة السابقة للمفصل من أحد العوامل، حيث يكون الأشخاص الذين تعرَّضوا لإصابة في المِفصل، والتي قد تَحدُث أثناء ممارسة الرياضة، أكثر عرضةً للتطوُّر إلى التهاب في هذا المفصل، فيما تؤثر السمنة في المفاصل تأثيراً كبيراً، حيث إن زيادة الوزن الكبيرة تضع ضغطاً على المفاصل، خصوصاً مفاصل الركبة، والفخذ، والعمود الفقري، وتزداد احتمالية إصابة الأشخاص المصابين بالسمنة بالتهاب المفاصل.

تخفيف الأعراض
لفت الدكتور أحمد موسى إلى أن علاجات التهاب المفاصل تُركز على تخفيف الأعراض، وتحسين قيام المفصل بوظائفه، وقد يكون من الضروري تجربة العديد من الطرق العلاجية المختلفة، أو تركيبة من العلاجات قبل أن يتم تحديد العلاج الأنسب للمرضى، فيما تختلف الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل باختلاف نوعه.
وتشمل أدوية التهاب المفاصل شائعة الاستخدام مضادات الالتهاب التي تعمل على تسكين وتخفيف الالتهاب، والكريمات والمراهم المسكنة، ويُمكن أن يكون العلاج الطبيعي مفيداً في بعض أنواع التهاب المفاصل بحيث تُحسِّن التمارين الرياضية نطاق الحركة وتُقوِّي العضلات المحيطة بالمفاصل، وقد يكون استخدام الجبائر والدعامات في بعض الحالات مسموحاً به، أما الجراحة إذا لم تجدِ الإجراءات التحفظية نفعاً، فقد نقترح على المرضى إجراء الجراحات لإصلاح المفصل أو استبداله، حيث تتم إزالة المفصل التالف، واستبداله بمفصل صناعي، وتعتبر المفاصل التي يشيع استبدالها أكثر من غيرها هي مفاصل الورك والركبتين.

مقالات مشابهة

  • ملامح من الحياة في كندا (6)
  • «الأوقاف» تطلق المكتبة الآمنة للمحتوى الديني
  • بالصور.. رئيسمصر الوسطي للكهرباء يتفقد هندسة سمالوط
  • «الشؤون الإسلامية والأوقاف» تُطلق المكتبة الآمنة للمحتوى الديني
  • تشكيل منتخب المغرب المتوقع لمواجهة أفريقيا الوسطي
  • مشروعيَّة الاختلاف في فهم النص الديني لا تصادر أولوية الاتفاق
  • 800 ألف مسن على هامش الحياة في الشمال السوري
  • نحارب الجهل| سامي عبد الراضي يحذر من "البلوجرز الديني": خرابين بيوت
  • «نمط الحياة الصحي».. أفضل طرق الوقاية من «التهاب المفاصل»