يمن مونيتور/ من إفتخار عبده

يحتفي اليمنيون اليوم بالذكرى الواحدة والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة في ظل صحوة شعبية ويقظة كبيرة ضد التدخلات الخارجية التي أضرت بالواقع اليمني بشكل كبير.

وهذا العام تشهد العديد من محافظات اليمن منذ مطلع سبتمبر احتفالات وكرنفالات بهيجة إحياءً لذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر في قلوب اليمنيين وللتوعية بأهمية هاتين الثورتين المجيدتين لليمن شماله وجنوبه.

ويعد احتفال أبناء اليمن بهذه الذكرى العظيمة وبهذا الشكل غير المسبوق رسالة مفادها أن روح النضال والجهاد ما تزال تتوقد في قلوب أبناء هذا الشعب وإنْ أصابهم ما أصابهم من ويلات الحرب ودعاة التشرذم والانحلال، كما أن مشروع سبتمبر وأكتوبر ما يزال في أذهان اليمنيين الذين يسعون اليوم لتحقيقه على أرض الواقع امتثالًا لما عمله أحرار الأمس من الآباء والأجداد.

وبهذه المناسبة يعبر اليمنيون عن استيائهم الكبير من التدخلات الأجنبية، لا سيما ما تقوم به إيران وأذرعها الحوثيون في اليمن من السطو على مكتسبات الوطن ومقدراته والعمل على إذلال الشعب ومحاولة تجريف هويته.

بهذا الشأن يقول، عباد محمد العنسي (عضو اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام)” تغيرت الاحتفالات بالأعياد الوطنية وأهمها ثورة الـ 26 من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر المجيدتين في السنوات الأخيرة، بعد محاولة ما تبقى من الإمامة العودة إلى شمال الوطن ، ومحاولات تمزيق اليمن طائفيا ومناطقيا  تغيرت بشكل جذري”.

وأضاف العنسي لموقع” يمن مونيتور” أصبح الشعب اليمني اليوم يحتفل بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر بشكل ذاتي، بينما كان الاحتفال سابقا مقتصرا على الدولة؛ فهي من كانت تدعو وتعمل على إحيائهما وتنظيم الاحتفال بهما وهذا تغيير إيجابي وعظيم بعظمة ثورتي سبتمبر وأكتوبر وبعظمة يقظة الشعب ومعرفته الكبيرة بأهمية هاتين الثورتين”.

وأشار العنسي إلى أنه” كانت الإمامة في شمال الوطن هي التي تحمي الاستعمار البريطاني من ثورة الشعب اليمني جنوبًا؛ لذلك لم يمر سوى عام وثمانية عشر يومًا من قيام ثورة الـ 26 من سبتمبر حتى انطلقت الشرارة الأولى لتفجر ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة

ضد المستعمر البريطاني بدعم ورعاية ثورة الـ 26 من سبتمبر”.

وأكد” اليوم الشعب اليمني يعي جيدا أن محاولة عودة الإمامة بحلتها الفارسية إلى شمال الوطن هي خطوة لعودة الاستعمار إلى جنوب الوطن؛ لذلك نجد أن المستعمر القديم بريطانيا تعمل على دعم عودة الإمامة إلى شمال الوطن وما تدخل بريطانيا بإيقاف تحرير مدينة الحديدة إلا شاهد واضح على ذلك، وما اخفي أعظم”.

مقاومة شعبية لمشروع الاستعمار الجديد

وتابع العنسي حديثه مع موقع” يمن مونيتور” لذلك فإن الاحتفال الشعبي الذاتي بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر يعد  مقاومة شعبية لهذا المشروع الذي يستهدف اليمن أرضا وإنسانًا، وسينتصر الشعب اليمني على هذا المشروع الكهنوتي الإمامي الفارسي والاستعماري البريطاني فالشعب اليوم أصبح يقظًا وحيًّا والشعوب الحية انتصارها حتمي بعون الله”.

في السياق ذاته يقول الصحفي والناشط السياسي وليد الجبزي”  ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م هي امتداد طبيعي  لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م وحدث  مهم للشعب اليمني؛  بل وتعد من أهم الثورات التي غيرت حياة اليمنيين، وغيرت مجرى التأريخ في ربوع اليمن شماله وجنوبه ووصل صداها عربيا وعالميًا”.

احتفالات بهيجة رغم الواقع الأليم

وأضاف الجبزي لموقع” يمن مونيتور” لقد أصبح الشعب اليمني يهتم بالأعياد الوطنية ويحتفي بها بشكل ذاتي؛ فعلى الرغم من الظروف المعيشية الصعبة والوضع الاقتصادي المنهار الذي يعيشه المواطن اليمني اليوم، إلا أن الأعياد الوطنية في نظره مقدسة ويجب الاحتفاء بها بالشكل الذي يليق بعظمتها”.

وأشار إلى أن الاحتفال بالمناسبات الوطنية رسالة لأولئك الذين يحاولون نزع الفرحة من حياة اليمنيين والذين يحاولون أن يمحوا حب الوطن من ذاكرة الأجيال ويعملوا على طمس الهوية الوطنية، إلا أن الشعب اليوم يفاجئ الاستعماريين بالداخل والخارج بيقظة لم يسبق لها نظير من قبل”.

وأكد” اليوم أصبحت المناسبات الوطنية توقد في نفوس اليمنيين شعلة الحرية للتخلص من الاستعمار الجديد المتمثل بمليشيا الحوثي والتي تحاول زراعة أفكارها ومعتقداتها الشيطانية في عقل الشعب اليمني وتحاول أن تضيع الهوية اليمنية وتستبدلها بالهوية الفارسية الإيرانية”.

وتابع” الاحتفاء بالذكرى الـ 61 لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م، هو احتفاء بالانتصار الذي صنعه اليمنيون بالأمس وفي الوقت نفسه رسالة للمستعمر الجديد والمتمثل بمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أن الشعب اليمني قادر على صناعة فجر جديد وقادر على أن ينهي هذا المستعمر الذي يحاول استعباد اليمنيين بعد أن جلب لهم الجهل والفقر والمرض ونهب كل ما يملكون”.

المناسبات الوطنية لها قيمتها

وأردف” مؤخرًا أصبحت المناسبات الوطنية بين جموع الشعب اليمني لها قيمتها خلافًا عن الأعوام السابقة، وخاصة بعد أن عرف الشعب اليمني حقيقة مليشيا الحوثي التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة وجبروت أن تطمس معالم ثورة الـ 26 من سبتمبر وعملت على اعتقال كل من يحاول رفع علم الجمهورية والذي يمثل رمزا للهوية الوطنية اليمنية”.

وواصل” ثورة الـ 14 من كتوبر التحررية كانت وما زالت بالنسبة للمناضلين والثوار الأوائل ومن بعدهم أبنائهم وأحفادهم بمثابة أيقونة النصر والبطولة التي يتسلحون من خلالها بالإرادة والعزيمة الصلبة والفولاذية التي تحطمت أمامها أطماع النظام الإيراني وأداته في المنطقة”.

 

واختتم” يحتفي اليمنيون اليوم بهذه المناسبة العظيمة وقبلها قد احتفوا بذكرى الـ 26 من سبتمبر رغم أنف مليشيا الحوثي الانقلابية الطامحة وسط السراب لتنفيذ مشروعها التوسعي في اليمن والجزيرة العربية والخليج من أجل ابتلاع اليمن دون مراعاة العواقب المدمرة لمغامراتها ورهاناتها الخاسرة على مستقبل اليمن واليمنيين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على يقظة هذا الشعب وتمسكه بوطنه ومكتسباته وثوراته وأن أجيال اليوم يحذون حذو أحرار الأمس الذين تخصلوا من الإمامة والاستعمار في عامين متتابعين”.

ويعبر اليمنيون عن سرورهم الكبير بهذه المناسبة، مؤكدين أنها لم تكن بثورة خاصة بالشطر الجنوبي من الوطن اليمني فقط، وإنما كانت ثورة يمنية لكل اليمنيين؛ وقد وتجاوزت الجغرافيا اليمنية إلى العربية وشعوب العالم.

من جهته يقول الصحفي نسيم الشرعبي” اليوم يحتفل اليمن شمالًا وجنوبًا بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، هذه الثورة التي جاءت نتاجًا لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والتي فجرها الشهيد راجح بن غالب لبوزة والذي يعد من أبرز مناضلي ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضد الإمامة في شمال اليمن”.

وأضاف الشرعبي لموقع” يمن مونيتور” اليمنيون يحتفلون بهذه المناسبة كل عام رغم الحرب المشؤومة التي حلت عليهم وما نتج عنها من ويلات جسيمة إلا أن الشعب اليمني يظل متمسكا بهذه الأحداث العظيمة والمناسبات التاريخية التي غيرت واقع حياة الآباء والأجداد نحو الأفضل وجعلتهم ينعمون بالحرية والكرامة بعد أكثر من مئة عام من القمع والإذلال سواء في شمال اليمن أو جنوبه”.

وتابع” اليوم يقظة الشعب أصبحت أكبر مما كانت عليه سابقًا فهذه الحرب قد أشعلت في القلوب حب الوطن والانتماء وحركت في الأجيال روح التضحية والفداء وأظهرت القيمة الحقيقية للمناسبات الوطنية التي ضحى كثيرًا من أجلها الأبطال سابقًا”.

المناسبات الوطنية سلاح الشعب ضد الأعداء في الداخل والخارج

وأردف” هذه الحرب المشؤومة أيقظت الشعب على أمور لم يكن يوليها اهتماما وحركت فيه روح التضحية والنضال في سبيل الحرية والكرامة، اليوم يتخذ اليمنيون هذه المناسبات الوطنية درعًا واقيًا يتسلحون به ضد الانقلاب الحوثي وضد أي تدخلات أجنبية سواء في الشمال أو الجنوب”.

وواصل” يوصل اليمنيون اليوم رسالتهم عن طريق احتفائهم البهيج بهذه المناسبة العظيمة أنهم أبناء أولئك الأحرار الذين أشعلوا هذه الثورات وأنهم قادرون على إعادة مجد آبائهم وأجدادهم، وأنه في الوقت نفسه أي تدخل بالشأن اليمني لا بد وأن تكون نهايته مأساوية ومقيته وأن هلاكه حاصل طال الزمن أو قصر”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن ثورة 14 أكتوبر ثورتی سبتمبر وأکتوبر ثورة الـ 26 من سبتمبر المناسبات الوطنیة بهذه المناسبة الشعب الیمنی یمن مونیتور شمال الوطن فی الیمن شمال ا

إقرأ أيضاً:

وزراء في حكومة الإمارات … الخدمة الوطنية والاحتياطية ترسخ قيم الولاء والانتماء (4)

تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بمرور عشر سنوات على انطلاق الخدمة الوطنية والاحتياطية، والتي تعد إحدى المبادرات الوطنية الإستراتيجية الهادفة إلى تعزيز القيم الوطنية، بما يسهم في بناء مستقبل مشرق للوطن، وقد شكلت هذه الخطوة محطة فارقة في مسيرة إعداد أجيال متسلحة بالقيم الأصيلة والولاء الراسخ للوطن، ومؤهلة لتحمل المسؤولية الوطنية والمشاركة في تعزيز أمن الإمارات واستقرارها.

وفي هذه المناسبة الوطنية الغالية، عبّر عدد من أصحاب المعالي الوزراء عن فخرهم واعتزازهم بما حققته الخدمة الوطنية من إنجازات بارزة خلال عقد من الزمن، مشيدين برؤية القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، ودعمه المستمر لهذه المبادرة التاريخية، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.

وأكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة إن قرار الخدمة الوطنية أتاح للشباب الإماراتي فرصة لاكتساب قيم نبيلة تعزز تماسك المجتمع، وتجعلهم أفراداً مؤثرين في محيطهم، هذا التوجه الذي قاده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يرسخ بناء شباب يتمتعون بالاستقلالية والانضباط وروح العمل الجماعي، ويمتلكون المهارات التي تؤهلهم للتميز على الصعيدين العسكري والمدني.

من جهتها قالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك الشامسي، وزيرة التغير المناخي والبيئة، إن الخدمة الوطنية تجسد أسمى معاني الانتماء للوطن والذود عن ترابه ورفعته، وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل استقراره وازدهاره، ويمثل مشروع الخدمة الوطنية الذي نحتفي بمرور عشر سنوات على بدايته، انطلاقة جديدة لتأهيل شبابنا وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعزيز قدرتهم على الدفاع عن مقدرات الوطن، وزيادة جاهزيتنا لحماية ترابنا الغالي.
وأضافت: “ أن الخدمة الوطنية وسام على صدر شبابنا ومصدر فخر لنا جميعاً، ونقدر ما يقدمونه من تضحيات بكل عزيمة وإخلاص من أجل إبقاء راية الإمارات مرفوعة، وسيظل هؤلاء الشباب رمزاً لعزة وكرامة دولة الإمارات ومساهمين في حاضرها ومستقبلها ليسلموا الراية لمن خلفهم وتستمر مسيرة البذل والعمل والتفاني في حب الوطن، ونقول لكل منتسبي الخدمة الوطنية، ستظل جهودكم محفورة بحروف من نور في الذاكرة، ودرع لمسيرة الإمارات الحضارية، فأنتم ومن سبقكم ومن يليكم ستظلون الحصن المنيع للوطن”.

من جانبها أكدت معالي مريم بنت أحمد الحمادي وزيرة دولة، الأمين العام لمجلس الوزراء، إن قرار الخدمة الوطنية والاحتياطية يعكس رؤية قيادتنا الحكيمة في تمكين الشباب وإعدادهم لتحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن، وقد أسهمت هذه الخطوة التاريخية بفعالية في تعزيز القيم الوطنية والأخلاقية في نفوسهم، لقد شكلت هذه المبادرة التاريخية منذ الإعلان عنها قبل عقد من الزمن خطوة إستراتيجية أسهمت في بناء مستقبل أفضل وأكثر أماناً، ويضمن بشكل مستدام أن يكون شبابنا مؤهلين لمواجهة أي تحديات حاضرة أو مستقبلية.وام


مقالات مشابهة

  • 30 نوفمبر.. ذكرى الاستقلال التي تكشف خيانة اليوم
  • العقوري لـ« سفيرة كندا»: نرفض التدخلات الخارجية في الشأن الليبي
  • نائب رئيس المؤتمر الشعبي أحمد علي عبدالله صالح يوجه كلمة لأبناء الشعب اليمني بمناسبة الذكرى السابعة لثورة الثاني من ديسمبر (النص)
  • سياسي جنوبي: استقرار اليمن والمنطقة مرهون بقناعة الشعب اليمني وليس بالتدخل الخارجي
  • النقل الذكي في مصر.. ثورة التكنولوجية التي تعيد تشكيل شوارعنا
  • مناقشة الصعوبات التي تواجه القطاع المصرفي اليمني
  • اليمن يشارك في إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
  • لعنة اليمن … ولحظة حميدتى (3/1)
  • وزراء في حكومة الإمارات … الخدمة الوطنية والاحتياطية ترسخ قيم الولاء والانتماء (4)
  • وزراء في حكومة الإمارات … الخدمة الوطنية والاحتياطية ترسخ قيم الولاء والانتماء (3)