الجزيرة:
2025-01-19@05:04:52 GMT

النظام السوري والطوفان.. لا عاصم اليوم

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

النظام السوري والطوفان.. لا عاصم اليوم

بعد مرور أكثر من عام على عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من عدوان "إسرائيلي" على غزة ثم الضفة ثم لبنان مع امتدادات إقليمية تشمل اليمن والعراق وإيران، ما زال موقف النظام السوري عصيًا على الفهم والتفسير إلا من بعض الإشارات هنا وهناك، إذ بقي الطرف الوحيد من "محور المقاومة" خارج إطار المقاومة قولًا وفعلًا.

حرب مختلفة

لا تشبه الحرب الحالية التي تشنها دولة الاحتلال أيَّ حرب سابقة شنتها على قطاع غزة (ولا لبنان كذلك)، بل لا يشبه حاضرُها بداياتها، فقد شهدت على مدى السنة الماضية تغيرًا كبيرًا في المفاهيم والأساليب والأهداف والنطاق.

تغيرت مفاهيم الحرب المتعارف عليها تقليديًا لدى دولة الاحتلال، فالحرب الحالية ليست سريعة ولا خاطفة، ولا على أرض العدو، ولم تكن هي المبادرة لها، وأثبتت أنها أكثر قدرة على تحمّل خسائرها البشرية (قتلى وجرحى وأسرى) والعسكرية والاقتصادية وسواها عن الصورة النمطية عنها.

وتغيرت الأساليب، فبدأت عدوان 2023 من حيث انتهت في 2014 بقصف المباني والمجمعات السكنية، واستمرت باستهداف وهدم كل مقوّم للحياة من بنى تحتية ومراكز خدمية ومستشفيات ومدارس ومراكز إيواء ودور عبادة، فضلًا عن القتل الجماعي والحصار والتجويع، ما استحق سياسيًا وقانونيًا توصيف "الإبادة".

وتغيرت أهداف الحرب على مدى الشهور السابقة من استعادة الردع، وتحرير الأسرى، وتدمير قدرات حركة حماس كي لا تعيد الكرّة بهجوم مثل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، إلى محاولة احتلال القطاع وتفريغه من سكانه، وفرض منظومة إدارية وأمنية جديدة فيه، وصولًا لأهداف أبعد وأعقد مثل القضاء على حركات المقاومة: حماس والجهاد في غزة، وحزب الله في لبنان، وفرض واقع أمني جديد في جنوب لبنان و"إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط".

وتغير النطاق بالطبع، ليشمل كل من سبق ذكرهم، وعلى الأغلب أطرافًا أخرى لم تذكر حتى اللحظة، وهنا بيت قصيد هذا المقال. فدولة الاحتلال ترى أنها بالفعل تخوض حربًا وجودية، أي حربًا ستحدد مستقبلها في المنطقة على المدى البعيد، ولذلك فهي تتصرف بوحشية ذئب جُرِحَ ولم يمُت، في سعي حثيث لمواجهة وتقويض كل التهديدات التي تحيط بها أو ما تسميه "حلقة النار" من إيران وحلفائها. يساعدها على ذلك الدعم غير المحدود من واشنطن وعواصم غربية أخرى، وكذلك تعرضها لأقسى ما يمكن أن تتعرض له من لوم ونقد وتجريم سياسيًا وقانونيًا وشعبيًا، ما يدفعها لمحاولة الانتهاء من كافة الملفات مرّة واحدة.

أين دمشق؟

منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، أطلق حزب الله جبهة إسناده، وصدرت طهران مواقف داعمة، وانخرط أنصار الله في اليمن في عمليات حصار اقتصادي لموانئ الاحتلال عبر عملياتهم في البحر الأحمر، وتبنّت فصائل عراقية محسوبة على إيران عدة هجمات ضد الاحتلال، بينما بقي النظام السوري شبه صامت حتى اللحظة.

لا نتحدث هنا عن عمل عسكري مباشر، ولكن حتى على صعيد التصريحات والمواقف والبيانات الرسمية، التي تكاد لا تجد منها ما يتعلق بالحرب على غزة (ثم لبنان) ما يزيد على أصابع اليدين، وبلغة وصياغات باردة، وكأنها تعلّق على حدث في أميركا اللاتينية، أو كأن سوريا دولة إسكندنافية وليست ركنًا رئيسًا في "المحور".

ولذلك لم يكن مستغربًا أن يغيب ذكر القيادة السورية عن خطابات حركات المقاومة؛ ذكرتها حماس في بدايات الحرب ثم غيّبتها، وذكرها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مرة أو اثنتين فقط في خطاباته في سياق عام. أكثر من ذلك، أشار إعلاميون سوريون إلى عدم نقل التلفزيون الرسمي السوري لخطابات الأخير كما العادة.

يضع "المحور" ذلك في إطار توزيع المهام وفق الإمكانات أو "دعم المقاومة عسكريًا وماديًا ومعنويًا" دون دخول المعركة كما قال نصر الله. بينما يقرؤه الكثيرون في إطار موقف مستجد للنظام في هذه الحرب، يتناغم مع رغبته في التعويم والعودة للنظام الرسمي العربي، في ظل تقارير تحدثت عن تهديدات "إسرائيلية"، وأخرى عن تفاهمات أبرمها مع الإدارة الأميركية عبر وسطاء عرب لضمان مستقبله مقابل حياده، وثالثة عن خلافات مع إيران على خلفية الاغتيالات المتكررة لقياداتها على أراضيه.

وبين هؤلاء وهؤلاء، ثمة من يعتقد بأنه ليس بمقدور النظام أصلًا تقديم أي دعم عملي ملموس للمقاومة؛ بالنظر لواقعه وإمكاناته، وكذلك التحديات التي تواجهه، فيكون الصمت أو الحياد سعيًا لتجنب الأسوأ، وهو الاستهداف والإسقاط.

مسار حتمي

إذن، يبدو أن النظام في دمشق قد تقصد تحييد نفسه عن الحرب القائمة والبقاء على مسافة واضحة منها، رغبة في مكسب أو تخوفًا من دفع ثمن، لكنه أخطأ التقدير.

فالراجح من التوقعات أن الحرب ماضية نحو التوسع لا التوقف، حيث إن نتنياهو ومعه المؤسسة العسكرية والأمنية وشركاؤه في الحكومة لن يتوقفوا قبل الوصول لنقطة يستطيعون معها تقديم صورة نصر للداخل "الإسرائيلي"، وهي نقطة ما زالت بعيدة جدًا في جنوب لبنان على أقل تقدير.

كما أن دولة الاحتلال لم ترد بعد على ضربة إيران الأخيرة، التي هددت بدورها أن أي اعتداء عليها سيُرد عليه بطريقة مختلفة تشمل البنية التحتية، ما يحيل على موجة من الضربات المتبادلة على أقل تقدير في المستقبل القريب. فضلًا عن قناعة صانع القرار في تل أبيب بضرورة مواجهة كامل التهديدات، ولو بشكل متدرج وعلى مراحل.

يعضدُ هذا التقديرَ الأولي ثلاثةُ مؤشرات:

1- الأول، أن الحرب البرية التي تراها "إسرائيل" ضرورية ضد حزب الله ستشمل – بل ربما تبدأ من – الجولان السوري المحتل، كمسار يمكن أن يجنب القوات الغازية بعض الخسائر في كمائن الجنوب و/أو يمثل ضغطًا إضافيًا، وعامل مفاجأة لمقاتلي الحزب.

وقد ظهرت بعض المؤشرات على ذلك من خلال تقدم قوات الاحتلال يوم السبت الماضي بضع مئات من الأمتار في ريف القنيطرة الجنوبي، وتجريفها ثم ضمها بوضع سلك شائك.

2- الثاني، أن حالة التصعيد المتوقعة بين إيران و"إسرائيل" ستطال الأراضي السورية ومواقع داخلها، كما يحصل منذ سنوات، وتكرر كثيرًا خلال الحرب الحالية.

3- والثالث، أن "إسرائيل" تتحدث بشكل واضح ومعلن عن مواجهة جميع التهديدات وعن شرق أوسط سترسم خرائطه الجديدة، ولا شك أن سوريا بالنسبة لها أحد التهديدات بعدِّها جزءًا رئيسًا من "محور الشر" أو "اللعنة" التي أعلنها نتنياهو من منبر الأمم المتحدة الشهر الماضي.

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" عاموس يدلين دعا في مقال له مؤخرًا للتفكير في ضرب نظام الأسد "الذي مثل الجسر الأساسي للإمدادات العسكرية وتنامي حزب الله"، وتخييره بين الاستمرار في نفس النهج، وتعريض بقائه للخطر أو إغلاق حدوده.

في الخلاصة، تبدو محاولة تجنب الانخراط في الحرب الحالية من قبيل التوقع ذاتي التحقق، أي المحاولات التي تدفع نحو المصير المراد تجنبه، وبالتالي لا يبدو وفق المعطيات المنطقية أنه بمقدور نظام الأسد أن يبقي نفسه خارج إطار التأثر بالحرب الحالية وتطوراتها المستقبلية المتوقعة.

وحتى لو ظن أن التفاهم مع واشنطن أو الوجود العسكري الروسي قد يحميانه فهو واهم في ذلك. فالوجود الروسي لم يمنع حتى اللحظة الاستباحة "الإسرائيلية" المتكررة للأجواء والمواقع السورية، كما أن الولايات المتحدة تسير مع نتنياهو في هذه الحرب كتفًا بكتف، رغم الخلافات المدّعاة والتي هي أقرب للتمويه والغطاء السياسي المتكرر.

حتى الرئيس التركي أردوغان بات يصرح بشكل يومي حول أطماع نتنياهو في المنطقة، وأن تركيا وسوريا هما التاليان بعد فلسطين ولبنان، محذرًا من الإضرار بأمن بلاده القومي، فلا يعقل أن ثمة في دمشق من يغفل عن أن الحرب تختارك أحيانًا وإن لم تخترها، أو أنه سيعصم بلاده من الطوفان بجبل تفاهمات أو سفينة حماية.

هذا كله في ظل إدارة بايدن التي لا تكنّ لنتنياهو مزيد احترام أو تقدير، فكيف إن أتت الانتخابات الرئاسية المقبلة بترامب رئيسًا من جديد؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحرب الحالیة دولة الاحتلال رئیس ا

إقرأ أيضاً:

الإبادة الجماعية والقتل خارج القانون في أرض المحنة وقلب الجزيرة .

بقلم / عمر الحويج

يبتدع المستبدون الضغاة أشكالاً متعددة الألوان التحائلية ، يخدعون بها الشعوب لقهرها ، وجعلها خاضعة لهم ، سابحة بحمدهم ، بل متحكمة في أمرهم كجموع ، وحتى في مشاعر الفرد منهم الداخلية ، يتحكمون في نفث الغضب المدمر داخله ، إن رأوا ذلك مفيداً لصالحهم ، ونفخ الروح في فرحه ، إذا قدروا أن ذلك معززاً لمصالحهم ، منها تدريبات مورست على شعبنا ، دون أن يتبين خبثها ومراميها ، وعاشها كتجارب تجرعها سُماً ، حين مرت عليه في حياته اليومية ، التي دمرها المستبد ، لو تذكرون في سنوات القهر المايوي ، كان عمداً أو لعجز في نظامه ، وفشله في توفير الحياة الكريمة لمواطنيه ، في أبسط مظاهرها ومتطلباتها الحياتية ، حين كانت تقطع الماء من بلاد النيلين الفياضة به أنهاراً وسيولاً ، وتنعدم من مصباتها الصناعية لأيام عدة ، أو شهوراً متعددة ، يتضجر منها المواطن ويستاء ، ويكره ذاته وحياته ، ولكنه يتهيب إعلان ًكراهيته وسخطه ، على من تسبب في حرمانه من الماء ، ومن ثم دون تفسير أو إعتذار ، يظهر الحاكم المستبد إجتهاداً ، إن كان فيه عامداً او بفعل الرغبة في البقاء على رأس سلطته ، يعيد الماء الى مواطنيه ، فيفرح هؤلاء المخدوعين ، بل يغنون ويهللون ويكبرون ثلاثاً ، للعودة الميمونة للماء التي حرموا منها ، ولم يكن لهم يد في حجبها ، ومع ذلك يعبرون غناءاً مرسلاً ، تاليفاً ولحناً جنائزياً "الموية جات املوا الباقات " أو إن كان الحرمان واقعاً على الكهرباء أيهما سواء ، فهم ينشدون كما للماء "الكهرباء جات أملوا التلاجات " !!! ، أو هكذا إذا لم تخني الذاكرة ، وهكذا يجدون أنفسهم ، يهللون ويكبرون ثلاثاً ، لحدوث ضرر لم يتسببوا فيه ، وحدوث فرح وابتهاج لم يكونوا طرفاً في استرداده .
وبداية القول ، ليفرح الشعب الطيب المقهور في الجزيرة وحاضرتها مدني ، بانغشاع غمة الطرد من البيوت وفرحهم بعودتهم إليها إذا قدر لهم الرجوع ، وأمل وقف القتل والإغتصاب والنزوح الذي مورس ضدهم ، دون أن يسألوا انفسهم في تلك اللحظة الفارقة في حياتهم ، عن دواعي كل هذا الذي يحدث أمامهم ، وإن كانوا بعد المحنة قطعاً سيتسالون ، عن السبب الذي جعلهم ، يقتلون ويغتصبون وينزحون ، هل إستدعوا ، بأنفسهم كل هذا الخراب ، هل جاءهم غازي من خارج ديارهم ، وفعل بهم كل هذا الذي حدث ، أو كان زلزالاً أرسله رب العباد لعقابهم ، نقول لا والله ، إنه من فعل المستبدين ، الذين يعجزون عن توفير الماء أو الكهرباء ، فيغضب المحتاحين لها ، ثم يعيدونها فيفرح ويغني المتشوقون لحضورها .
فمن قتلهم في بيوتهم مقتحماً مجرماً ، ومن قتلهم في شوارعهم "بتهمة متعاون" مجرماً .
ورغم "الإسترداد" لمدينة ود مدني ، التي عانى موطنيها بفقدها بفعل الآخرين الضغاة ، وعايشها بعض من آثروا المكوث بها والتعايش جبراً مع مغتصبيها الجدد ، وهم خانعون جبراً وليس طوعاً ، تعالوا لنرى ردة فعل من فرط فيها طائعاً مختاراً ، بتسليم مفتاحها سهلاً ، ثم استردادها إنسحاباً ، مفتاحاً لا فتحاً ، دون عناء ودون دماء بذلها فداء هذا الإسترداد . إنها المأساة القادمة ومتوقعة ، حتى لو تم ايقاف إقترافها لأسباب خارجة عن إرادتهم ، وأعنيهم وأسمعوعهم ، هؤلاء الإنصرافيون ، ماذا يقولون لهذا الشعب المهدود والمهزوم ، في أرزاقه وفي أعناقه ، في أجساده وبنيانه . طيلة شهور عدة ، إنهم يصرخون : لقد رصدنا أكثر من ستة إلاف متعاون، أقبضوا عليهم هؤلاء الخونة العملاء الذين تعاونوا مع الدعامة، بتحريض مفتوح الأبواب على مصراعيه ، في استباحة دماء كل مواطني مدينة ود مدني المتبقين عجز النزوح ، وعامة مناطق وقرى الجزيرة . يردد صدى صراخهم "العمساب" ، أمسحوا الكنابي من أرض الجزيرة ، لتعيدوا لأهلها نقاءها العروبي-عباسوي .
وجميعها دعاوي تصل نهاياتها المنطقية إلى الدرجات العليا لمسمى الإبادات الجماعية في القوانين الدولية .

في تحذيرات مسبقة ، بعض فقرات من مقال بعنوان [الشروع في الإبادات الجماعية خارج القانون ] بتاريخ 3 / أكتوبر / 2024م .

.
في معرض كتاباتي في التحذير من الحرب اللعينه التي يقودها طرفاها فصيلا الإسلام السياسي “القصر والمنشية ” ، وهم أصل البلاء والحكاية أو قل أصل البداية والنهاية ، وقد تفرقا بعدها شيعاً ومذاهباً وقبائلاً وضغايناً ومَّصّالِحاً ” للإستئثار بالسلطة المتنازع عليها أيهما يفوز بها . وخطورتها على شعب السودان إذا تواصلت . واياً كان المنتصر ، فلينتظر الشعب المجازر والإبادات الجماعية ، وقد شهدنا ، حين كان الجنجوكوز يعيش وهَّم المنتصر يظن ، في إجتياحاته لبوابات المدن الحضر ، وشعاب الريف المحتضر ، رأيناه ماذا فعل ؟؟ ، وما نوع الجرائم المرتكبة ، ولاداعي لتعدادها فهي تعيش وتمشى بيننا حية بجرمها وبشاعتها ، عنفها وفظاعتها ، وما زالت تحصد الأرواح والممتلكات وأسلحة الدمار يمارس بها ، عنفه وحقده ، حتى على أجساد الحرائر واليافعات .
والآن وفي انتصار مصنوع (وليست ثورة ديسمبر المصنوعة ياعبد الماجد عبد الحميد) في بعض أحياء بحري ، شمبات والحلفاية ظهر الإسلامويون بوجههم الداعشي القبيح ، الذي ظل يعبئهم ويجهزهم بالتحريض المتواصل ، ذلك الناطق الفعلي ، المخفي وجهه ، مطلق عنان لسانه ولسان حال"كرتيه" ، ذلك المدعو الإنصرافي ومن خلفه جماعته اللايفاتية ، وخلفهم جميعاً تنظيمهم الإسلاموكوزي ، ونفذوا دون التزام ديني أو أخلاقي او قيمي ، انما ألبسوه ديناً وأخلاقاً وقيماً ، وطبقوها زيفاً وكان مجملها حصاداً داعشياً . وبدأ معه حصد أرواح الشباب “المتعاون” هكذا تهمتهم التي صاغها لهم الإنصرافيكوز ولايفاتيته ، هكذا أخذوا الشباب ، بعضهم جرجروه ، من بيته ومن طرف شارعه ، ومن حارته ومن وسط تكافليته التطوعية ، حين خدمته الآخرين ، للتخفيف عنهم مآسي حربهم اللعينة وحتى الآخرين من هو في مسجده ، يخدِّعونهم إلى محاكمة رصاصهم المعبأ جاهزاً للإطلاق الأعمى دون قانون ، دون فرز ، ودون حتى مُهلَّة التشهد لإستقبال موت إعدامهم ، ذلك الرصاص الموجه إلى صدور الأبرياء ، يتوعدون بالصوت والصورة أهل السودان كافة ، بأن هذه التهمة “متعاون) ” ستنتقل بشرورها ، مع كل انتصار يحققونه ، او يحلمون به في الخيال ، ينتقلون به ، من حارة إلى حارة ومن زقاق إلى زقاق ، ومن زنقة لي زنقة ، ومن بيت لى بيت ، وحتى من بناية إلى بناية يحتلونها ، ويحولونها الى أشكال من احتفالات الموت والقتل برقصاتها الهستيرية ، يتبعها التهليل والتكبير ، يعرفون كيف ينوعونه ويخترعون طرقه المتشفية ، وسيكون ذلك القتل ، اشكالاً والواناً ، حسب الوصف الذي سيصفون به ضحيتهم أياً كان إنتمائه من شباب المقاومة : ديسمبرياً كان ، قحاطياً كان ، جذرياً كان ، أو مواطناً مشتبهاً فيه ، كائن من كان ، حتى لو كان لا مع هذا ولا مع ذاك ، وسنرى المقاطع المصورة لقطع وجز الرؤوس وتشريح الأحياء ، قبل تحويلهم إلى جثامين ، وأكل أكبادهم ، وما سهل منها مضغه ، كل ذلك سيتم ، وينشر وينتشر في لايفاتهم أمام أعيننا لنراه ، ونتعظ كما يريدون ، وأن نكون صامتين هامدين ، إن كنا طلقاء بفعل الصدفة والقدر من نوع هذه المذابح .

وتحذيرات أخرى وبعض فقرات من مقال سابق29 / يوليو / 2023م بعنوان [أوقفوا الحرب وإلا الإبادة الجماعية في الشوارع لمن يدعي النصر أيهما كان أحط الطرفين] .

يجب النجاح في وقف الحرب .. وإلا إذا انتصر ، أحد الطرفين ، على الآخر "ولا أحتاج أن ينط لي أحد من الطرفين ، ليقول الجيش هو المنتصر ، والآخر جنجويدي ليقول لي نحن نحتل 90% من مدن العاصمة المثلثة " ومع يقيني ، أن هذه الحرب العبثية ، سوف تتوقف بفعل طبيعة عبثيتها ، لكن لنذهب إلى ماذا سيحدث عند إنتصار أحدهما على الًآخر ،
النازيوإسلامويون ، غداً عندما ينتصر الجيش ، فليستعد كل من لم يؤيد الجيش الكيزاني وبإسم الوطنية وحرب الكرامة ، فهو إرتكب جريمة الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام ، ولأن لا وقت لديهم للمحاكمات “تذكرون إعدام ضباط رمضان" والقوائم جاهزة لديهم يتصدرها قحاتة وجذريين ومن والاهم ، ولن تتوقف عندهم ، إنما ستتواصل ممتدة لكل من ساهم في إسقاط حكمهم ، من قوى ثورة ديسمبر العظيمة ، ولن ينجو منهم أحد ، حتى الأطفال الذين حملوا الأعلام وجاءوا برفقة ذويهم ، وهم يتطلعون لمستقبل زاهر ، أما الأخطر الذي جعلني أطلق تصوري هذا للإبادات الجماعية ، لأن هذه المرة ، ليس الإرسال إلى السجون والإحالة للصالح العام ، وإنما ” التنفيذ الفوري ذبحاً من الوريد إلى الوريد .. وأين ومتى؟ إنه حيث التنفيذ الفوري ، عاجلاً لا آجلاً ، داخل البيوت وفي شوارع المدن والقرى ، عقاباً .. لأنها شوارع كانت لاتخون !! . وأُسِّرَّكم أمراً ، أن المدعو الإنصرافي المخفي نفسه ، وهل يُخفي الشر في سماهو !! ، ستجدونه وقد إنتقل من مقره الأمريكي ، ليكون إنطلاقه من موقعه بطائرة خاصة ، نظير خدماته الذي قدمها للتنظيم ، فهو قادر على فعلها ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليرسل بها "يوديهم" إلى الله ، عدداً لايستهان به من قتلاه بيديه الإثنتين مباشرة ، كما يردد في لايفاته بشكل غير مباشر ، وهو الذي يأمر الجيش الكيزاني بالخطط العسكرية التي يتم تنفيذها فوراً دون إبطاء أو مراجعة .
أما إذا كان الإنتصار معقوداً لصالح الجنجوكوز ، فأيضاً القوائم جاهزة ممتلئة باسماء الفلول المحصورة قوائمهم لديهم ، ومن خلفهم الذين صدقوا أنه سيأتي لهم بالديمقراطية والحكم المدني ، بما فيهم جموع الديسمبريين وحتى الذين لم يصدقوا ، فكلهم في الموت سواء ، فهم يريدون دولة الأفروإسلاموية الصافية ، فيما يعني أن كل من يمشي على قدميه مصيره أيضاً كالسابقين لهم ، وهم اللاحقون الذين علموهم السحر “أمسح أكسح قشوا ما تجيبو حي أكلو ني” ، وأُسِّر لكم أمراً ، الآخر عبد النعم الربيع ستجدونه وقد إنتقل من مقره اللندني . بطائرة خاصة ، وهو قادر قدرة صديقه اللدود الإنصرافي ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليعطي كل من يلقاه أمامه ، طلقة في رأسه ، كما قال بعضمة لسانه ، عند إغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر .
ليس هذا سيناريو من الخيال ، ولكنه نابع من عمق تجارب بلادنا المنكوبة بالقتل الجماعي المجاني ، فتمنوا معي أن تتوقف هذه الحرب العبثية ، بالتفاوض ، لا بإنتصار أحد الطرفين على الآخر ، ولا ضير ان يظل طرفاها المجرمان في الصورة مؤقتاً ، والشعب قادر على تغيير وإزالة هذه الصورة . بثورته التي ستزداد قوة ومنعة وصلابة وتصميماً بعد الحرب ، وبعد تحطيم إطار هذه الصورة المؤقتة ، بمحوها من جذورها ، وسينفذ شعاراته ، ولكن هذه المرة ، عنوة “وبسلميته” إقتداراً ، لتصبح سارية المفعول فوراً دون مماحكة أو تأجيل ، ثم يعقبها العقاب القانوني في محاكمنا الداخلية ، بعد إصلاح إعوجاجها ، أو محكمة العدل الدولية أيهما أنسب وأصلح ، وشعاراته المعلومة هي :
الجيش جيش الشعب ، لا جيش الكيزان والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل .
فلا مفر والإبادة الجماعية من أمامكم ، والنازيوإسلامويون من الطرفين خلفكم .
إذن ناضلوا من أجل وقف الحرب .. وتنادوا بأعلى أصوأتكم لوقف الحرب وأتحدوا تحت شعاركم .. لا للحرب نعم للسلام .

omeralhiwaig441@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • وقف اطلاق النار في غزة يدخل حيز التنفيذ اليوم الساعة الثامنة والنصف بتوقيت القدس
  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • "النواب اللبناني" يؤكد ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي لا تزال تحتلها
  • بعد الحرب والأزمة الاقتصادية.. ماكرون يعلن دعم لبنان في مرحلة التعافي
  • لبنان بعد الحرب.. هل يقلب القادة الجدد الطاولة على حزب الله؟
  • الأمن السوري يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى الأراضي اللبنانية
  • عاجل | حماس: تم فجر اليوم حل العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار
  • غوتيريش يبدأ زيارة تضامنية إلى لبنان ويتفقد قوات اليونيفيل
  • الإبادة الجماعية والقتل خارج القانون في أرض المحنة وقلب الجزيرة .
  • البرهان يصدر قراراً بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي وقعت بكمبو طيبة بولاية الجزيرة