قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن هجوم حزب الله بطائرة مسيرة بالقرب من بنيامينا يؤكد إستراتيجية إيران لتعزيز قدرات وكلائها، ويثير تساؤلات عن فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في مواجهة تهديدات الطائرات المسيرة، لأن القبة الحديدية الإسرائيلية، وإن كانت فعالة في مواجهة الصواريخ، تلقى تحديات كبيرة في اكتشاف واعتراض المسيرات الصغيرة مثل مرصاد-1.

وأوضحت الصحيفة أن هجوم حزب الله الذي أسفر عن إصابة 67 شخصا يُظهر التهديد المتزايد الذي تشكله الطائرات المسيرة في الحرب الحديثة، مشيرة إلى أن المسيرة المستخدمة في هذا الهجوم يعتقد أنها مرصاد-1 التي نشرها حزب الله منذ عقدين من الزمن، وهي من تصميم إيراني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جوناثان كوك: إسرائيل تريد إنهاء المهمة التي بدأتها واشنطن بعد 11 سبتمبرlist 2 of 2غارديان: ملك بريطانيا وعائلته لم يفوا بوعدهم في الكشف عن الهدايا التي تلقوهاend of list

ولاحظ خبراء من مركز أبحاث ألما أن مرصاد-1 مبنية على نموذج مهاجر-2 الإيراني، مع تعديلات طفيفة، وتستطيع حمل ما يصل إلى 40 كيلوغراما من المتفجرات، وتبلغ سرعتها القصوى 370 كيلومترا في الساعة، وقد استخدمها حزب الله للاستطلاع والضربات الهجومية منذ عام 2002، وغالبا ما يستخدمها لاختراق المجال الجوي الإسرائيلي.

في هجوم بنيامينا، أطلق حزب الله مسيرات متعددة تحت غطاء وابل من الصواريخ، وهو تكتيك يهدف إلى إرهاق أنظمة الدفاع الإسرائيلية، وقد تمكنت إحدى المسيرات من الإفلات واستهدفت في منطقة بنيامينا، مما يمثل خرقا كبيرا في الدفاعات الجوية الإسرائيلية، على حد وصف الصحيفة.

وقد بدأ الجيش الإسرائيلي تحقيقا في سبب عدم إطلاق أي إنذارات خلال حادث بنيامينا على الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي تتسلل فيها مسيرات مرصاد-1 عبر دفاعات إسرائيل.

ورأت الصحيفة أن استخدام حزب الله للمسيرات جزء من إستراتيجية إيرانية أوسع لتعزيز قدرات قواتها بالوكالة، وقد أدرج حزب الله -حسب مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات- مسيرات في ترسانته لتكملة قدراته الصاروخية الحالية، لأنها تسمح بشن هجمات دقيقة في عمق الأراضي الإسرائيلية مع تقليل المخاطر على أفراد الحزب.

وذكرت الصحيفة أن مرصاد-1 ليست إلا واحدة من بين العديد من المسيرات في أسطول حزب الله الذي يمتلك مجموعة متنوعة من المسيرات، أغلبها من صنع إيراني أو مقتبس من نماذج تجارية، وهو يستخدمها لأغراض مختلفة كالمراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية والمهام الانتحارية.

وتشير التقارير الصادرة عن مركز أبحاث ألما إلى أن حزب الله لديه أكثر من ألفي طائرة مسيرة، وتشير بعض التقديرات إلى أن الحزب يمتلك نماذج أكثر تقدما مثل طائرات مهاجر-4 وشاهد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات حزب الله

إقرأ أيضاً:

كيف خرقت مسيرة حزب الله القبة الحديدية وضربت بنيامينا؟.. خبير عسكري يجيب

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن نجاح مسيرة حزب الله في الوصول إلى هدفها وضرب معسكر لواء غولاني في "بنيامينا" جنوبي حيفا قد يكون ناتجًا عن "ثغرة معينة حصلت في موضوع المتابعة والرصد".

وأضاف جوني -خلال فقرة التحليل العسكري- أن هناك احتمالا يفيد بأن يكون الحزب قد نفذ "مناورة ذكية بهذه الطائرة" أو ربما استخدم تقنيات متطورة للتمويه والخداع.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن ضمن تحقيقاته الأولية حول الهجوم أنه تم رصد المسيرة وفعّلت صفارات الإنذار قبل أن يُفقد أثر هذه المسيرة لتصل إلى المعسكر وتنفجر.

وأشار الخبير إلى احتمال أن تكون المسيرة المستخدمة من نوع حديث يتمتع "بالقدرة على المناورة بشكل يؤدي إلى خداع أجهزة الرصد"، كما لم يستبعد إمكانية حدوث اختراق للعامل البشري في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.

وفي سياق تحليله لفعالية المسيرات في الحروب الحديثة، أكد جوني أن هذا السلاح "جديد في الحروب وقد بدأ استخدامه بكثافة في الحرب الدائرة في أوكرانيا". وأضاف أن المسيرات أثبتت قدرتها على تحدي الأسلحة التقليدية، حتى إنها "استطاعت أن تحطم أسطورة الدبابة بشكل عام".

تحدي المسيرات

وأوضح الخبير أن المسيرات تتميز بكونها "تقنية جديدة رخيصة" يمكن امتلاكها وتصنيعها من قبل مجموعات مقاتلة غير تابعة للدول.

كما أنها تتميز بسرعة التدخل والقدرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة، وذلك يجعلها قادرة على "خرق السيادة الجوية ومنظومات الدفاع".

وعن التحديات التي تواجهها إسرائيل في التصدي للمسيرات، أشار جوني إلى أن "جميع الأبحاث تدور حول كيفية مواجهة هذه الطائرات والتصدي لها ومنعها من الوصول".

وذكر بعض الأساليب التي تُبحث حاليا، مثل استخدام النسور المدربة لاعتراض المسيرات، أو إطلاق شباك لتعطيل حركة مراوحها، مؤكدا أن المسيرات لا تزال "عصية على أنظمة الدفاع الجوي" حتى الآن، مما يشكل تحديًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي.

وفي ما يتعلق بأنواع المسيرات وقدراتها، أوضح جوني أن هناك "مستويات من المسيرات تبدأ بالمسيرات البسيطة ذات الدور الاستطلاعي لمجرد التصوير لتصل إلى ما يشبه الطائرات المقاتلة"، مشيرا إلى وجود مسيرات متطورة قادرة على حمل الصواريخ وإطلاقها قبل تنفيذ عملية انتحارية.

مفاجآت مفتوحة

وعن إمكانات حزب الله في هذا المجال، قال جوني إن "الأمر مفتوح على المفاجآت"، مشيرًا إلى أن قدرات الحزب في مجال المسيرات غير معروفة بالكامل، وهو ما "يقلق الجانب الإسرائيلي الآن الذي يجري إعادة تقييم للمخاطر".

وفي تقييمه لتأثير هذا الهجوم على الإستراتيجية الإسرائيلية، أكد أن هذا الحدث "سيربك العدو الإسرائيلي كثيرًا في تأمين مسألة الدفاع وحماية القواعد العسكرية والأهداف الحساسة على امتداد مساحة الكيان"، وأضاف أن لهذا الأمر تأثيرًا محتملًا على الخيارات الإستراتيجية الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، أشار الخبير إلى أن هذا الهجوم، إلى جانب الهجمات الصاروخية الأخيرة، يدحض ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين بأن القدرة الصاروخية لحزب الله قد دمرت بالكامل، لافتا إلى أن استهداف مدن تبعد 120 كم عن الحدود يثبت استمرار امتلاك حزب الله لصواريخ بعيدة المدى.

وذكّر بأن حزب الله أعلن مرارًا أن "جميع مناطق الكيان الإسرائيلي وصولا إلى إيلات هي ضمن مرمى صواريخ حزب الله"، وذلك يشير إلى استمرار التهديد الإستراتيجي الذي يمثله الحزب لإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • “تايمز أوف إسرائيل” تكشف سبب عجز تل أبيب عن إسقاط المسيرات التي هاجمت معسكر غولاني
  • كيف خرقت مسيرة حزب الله القبة الحديدية وضربت بنيامينا؟.. خبير عسكري يجيب
  • وسط صدمة الاحتلال .. كيف خدع حزب الله الدفاعات الإسرائيلية؟
  • هجوم حزب الله على بنيامينا.. كيف أفلتت "مرصاد-1" من إسرائيل؟
  • القناة الـ14 الإسرائيلية: مسيرة حزب الله دخلت إلى قاعة طعام في معسكر تدريب لواء غولاني في منطقة بنيامينا وانفجرت في الجنود
  • حزب الله يخدع الدفاعات الإسرائيلية ويحقق ضربة مؤثرة
  • كيف اخترقت إيران نظام الدفاعات الإسرائيلية المكون من عدة مستويات؟
  • إعلام إسرائيلي: ارتفاع عدد المصابين جراء انفجار مسيرة في بنيامينا إلى 20
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: 20 مصابا بعضهم جروحه خطيرة جراء سقوط مسيرة قرب بنيامينا جنوب حيفا