الجزيرة:
2025-04-17@07:34:30 GMT

صراع من أجل البقاء بين القصف والجوع والعطش شمال غزة

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

صراع من أجل البقاء بين القصف والجوع والعطش شمال غزة

غزة- يُطارد مشهد طفل رضيع -يبكي بشدة، بينما يؤدي مواطنون صلاة الجنازة على أمّه- الصحفي معاذ الكحلوت، المقيم في منطقة شمال قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 9 أيام لعدوان إسرائيلي واسع.

شهِد الكحلوت هذا الموقف القاسي أثناء تغطيته لانتهاكات الاحتلال قبل عدة أيام. ويقول للجزيرة نت "لا أستطيع أن أنسى هذا الموقف، يطاردني، حتى إنني من هول ما رأيته نسيت أنني صحفي ولم أصوره.

فقد كان الرضيع يطلب أمه الشهيدة التي قتلها الاحتلال، وأطفال آخرون يتناوبون على حمله لعله يهدأ، ولكن دون فائدة".

وتحاصر قوات الاحتلال شمال القطاع وبخاصة منطقة مخيم وبلدة جباليا، منذ 9 أيام، وسط استمرار القصف المدفعي وقنص المواطنين عبر استهدافهم بالطائرات المسيّرة صغيرة الحجم.

ويخشى الفلسطينيون أن يكون هدف العدوان الحالي تطبيق ما يعرف بـ"خطة الجنرالات"، التي تسعى إلى تفريغ منطقة شمالي وادي غزة بالكامل من السكان.

وأضاف الصحفي الكحلوت أن الأوضاع في شمال القطاع تزداد سوءا "كل دقيقة"، و"بين الفينة والأخرى يتقدم الاحتلال من جهة معينة وخلال تقدمه يدمّر بنى تحتية ومنازل المواطنين ومنشآت ومساكن ومزارع، وهذا الأمر يشدد الخناق على الناس".

وذكر أن سكان الشمال يرفضون الانصياع لأوامر الاحتلال بالنزوح لمنطقة جنوبي وادي غزة، وينتقلون لمناطق أخرى داخل منطقة "الشمال" نفسها.

وعن الأوضاع المعيشية للسكان، يصف الكحلوت الحالة بالـ"مأساوية"، حيث لا تتوفر أدنى مقومات الحياة كالماء والطعام والخدمات الصحية. ويكمل "كل شيء متبقٍ من طعام وماء، على وشك النفاد".

وتحدث عن موصلة الاحتلال ارتكاب جرائمه في "كل لحظة، حيث يسقط الشهداء بشكل مستمر، وجُلهم من الأطفال".

وورد في تقرير سابق للجزيرة نت أن قوات الاحتلال فصلت شمال القطاع عن مدينة غزة بشكل كامل بالآليات العسكرية والطائرات المسيّرة، وأقامت سواتر ترابية ومنعت إدخال أي مساعدات.

جريح يحتضن أحد أقاربه الذي استشهد نتيجة قصف إسرائيلي على مناطق شمال القطاع (الأناضول) إعدام الفارّين

من جانبه، يقول موسى سالم -من سكان بلدة بيت لاهيا– إنه شاهد كثيرا من جرائم الاحتلال التي ارتُكبت ضد سكان الشمال، خاصة الذين حاولوا النزوح إلى مدينة غزة.

وأضاف سالم للجزيرة نت "مع بدء العدوان والحصار حاولت الكثير من العائلات برفقة النساء والأطفال النزوح إلى مدينة غزة عبر دوار أبو شرخ الذي يفصل الشمال عن مدينة غزة، فتعمد قناصة الاحتلال قتلهم وإصابتهم".

ويروي "كان مشهدا فظيعا، نساء يحملن أطفالهن ورجال، الكل يركض ويحاول الاقتراب من الدوار للنزوح لغزة والهروب من الموت، وكان الاحتلال يتعمد قنص الناس بالطائرات المسيّرة والمدفعية.. مشاهد مؤلمة جدا".

وكشف سالم عن موقف آخر شاهده بعد أن قنصت طائرات من نوع "كواد كابتر" شابا هو وحيد أمه من الذكور، ورزقت به بعد سنوات طويلة، وجاءت والدته وشقيقاته كي ينتشلنه من الأرض وهو مضرج بدمائه وسط البكاء والصراخ، "كان مشهدا مؤلما".

إبادة ممنهجة

بدوره، يستذكر طارق الدقس، المقيم في مخيم جباليا، موقفا مؤلما شاهده في اليوم الخامس من العدوان، حين لجأت سيدة مع أسرتها إلى مستشفى "اليمن السعيد". ويضيف "الاحتلال لاحق السيدة -بعد ساعتين فقط من وصولها- وأطلق قنبلة حارقة على خيمتها في باحة المستشفى، مما أدى إلى استشهادها حرقا".

ويقول الدقس للجزيرة نت إن أصوات التفجيرات ونسف المنازل لا يتوقف، مؤكدا المعلومات التي تتحدث عن فصل الاحتلال لشمال القطاع بشكل كامل عن مدينة غزة.

وأضاف الدقس "ما يجري هو إبادة جماعية ممنهجة، مجازر بالجملة، الاحتلال يدمر البيوت والطرقات، ويقصف المخابز وآبار المياه ومحطات تحلية المياه، وكل مناحي الحياة في الشمال، يريد أن يجعل المنطقة أرضا صفراء قاحلة ليجبر السكان على النزوح للجنوب".

وهنا، أشار إلى إحراق الاحتلال للمخبز الوحيد المتبقي في الشمال، قبل عدة أيام، وهو مخبز "الشلفوح"، بالإضافة إلى تجريفه للآبار.

ولفت إلى خروج مستشفيي "الإندونيسي" و"العودة" عن الخدمة، في حين تبقى مستشفى واحد هو "كمال عدوان"، والذي يعمل بالحد الأدنى فقط، موضحا أن الأخير مكدس عن بكرة أبيه بالجرحى والنازحين.

الدخان يتصاعد جراء استهداف إسرائيلي خلف مركز إيواء للنازحين بمدرسة الرافعي في مخيم جباليا (الفرنسية) لا يمكن وصفها

من جانبه، يروي حسن الزعانين، أحد سكان مخيم جباليا، قصصا مروعة لما يرتكبه الاحتلال من مجازر في شمال القطاع. وكشف عن مأساة تعرضت لها سيدة لها 4 أبناء معاقين بسبب إصابتهم بمرض "ضمور الدماغ" وعاجزين عن الحركة، وحوصرت في منطقة بئر النعجة، وقال "كنا نتواصل معها، لكننا فقدنا الاتصال بها، ولا ندري حتى الآن ما مصيرها وأولادها".

ويضيف في حديثه للجزيرة نت "لا تزال عمليات النسف والقصف مستمرة داخل مخيم جباليا، وخاصة في المناطق الغربية الجنوبية منه". كما لفت إلى أن المدفعية والمسيّرات من نوع "كواد كابتر" تُطلق نيرانها بشكل "عشوائي وهمجي على كل من يوجَد في الأزقة والشوارع".

وأشار إلى أن مستشفى كمال عدوان يفتقد للكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية وهو ما يؤثر على قدرته على التعامل مع الجرحى الذين يصلون إليه.

وتسبب الحصار والعدوان بتوقف كامل للحركة التجارية والأسواق، وهو ما يعيق عملية تزوّد المواطنين بالمواد التموينية اللازمة.

ويضيف الزعانين "أوضاع الناس صعبة جدا لا يمكن وصفها، ولا توجد أي حركة بين المناطق، ومن ينتقل من منطقة لأخرى يتم استهدافه على الفور".

ولفت إلى أن العدوان لا يتيح انتشال جثامين الشهداء، حيث تعجز فرق الدفاع المدني عن الوصول للكثيرين منهم، وتبقى جثثهم ملقاة في الشوارع.

ويضيف "وصلت العديد من المناشدات لطواقم الدفاع المدني لانتشال شهداء على الأرض وفي الطرقات، ممن حاولوا الخروج من منازلهم ولكن لم تتمكن الطواقم من انتشالهم".

بدوره، حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان -في تقرير أصدره الأحد- من أن "الذي ينجو من القتل والقصف المباشر في شمال القطاع، يبقى مهددّا بالموت جوعا أو عطشا".

وأضاف أن السكان المحاصرين في منازلهم ومراكز الإيواء لا يستطيعون التحرك للبحث عن أي طعام في محيطهم.

وبيّن أنه رغم طلب جيش الاحتلال من السكان النزوح للجنوب عبر شارع "صلاح الدين"، فإنه يستهدفهم بمجرد خروجهم من منازلهم أو مراكز الإيواء التي يوجَدون فيها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات شمال القطاع مخیم جبالیا للجزیرة نت مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

نجوا من القصف ويهددهم التجويع.. إسرائيل تخنق حديثي الولادة بغزة

داخل وحدة "حديثي الولادة" بمستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ترقد أجساد صغيرة لأطفال بالكاد تتحرك داخل الحضانات، تغطيهم أقمشة طبية خفيفة، فيما تكافح أجهزة الإنعاش لإبقائهم على قيد الحياة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة للشهر الـ19.

 

فداخل القسم لا صراخ ولا بكاء كما هو معتاد من الأطفال حديثي الولادة، بل أنين خافت وصمت ثقيل، يعكس ضعفهم الشديد وحالتهم الصحية الحرجة، في مشهد مرهق ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.

 

** لا غذاء ولا دواء

 

هذا الصمت يعكس المأساة وسط نقص حاد في الغذاء والدواء المخصص لهم، وانهيار النظام الصحي نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

 

ولم تدخل أي شحنات طبية أو غذائية مخصصة لحديثي الولادة منذ أكثر من شهر ونصف، في أطول فترة انقطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حسب إفادات طبية، ما تسبب في تدهور الرعاية الصحية وتهديد حياة عشرات الأطفال في الحضانات وأقسام الولادة.

 

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

 

وقالت فداء النادي، طبيبة الأطفال في مجمع ناصر الطبي، للأناضول، إن المستشفى يواجه أزمة كبيرة في توفير أنواع الحليب المناسبة للأطفال، وخاصة الذين يعانون مشكلات في الجهاز الهضمي، إلى جانب نقص شديد في الحفاضات والمستلزمات الأساسية.

 

وأضافت: "هذه الاحتياجات غير متوفرة على الإطلاق، ولا يمكن تعويضها بسهولة، كما أن سوء تغذية الأم خلال الحمل ينعكس مباشرة على صحة الطفل بعد الولادة".

 

** حياة مهددة

 

وأكدت أن استمرار الحصار الإسرائيلي يهدد حياة الأطفال بشكل مباشر.

 

وأوضحت أن الرضع الذين نجوا من القصف تحاصرهم اليوم سياسات التجويع التي تمارسها إسرائيل بالقطاع ضمن حرب الإبادة التي ترتكبها بدعم أمريكي.

 

والجمعة، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من اقتراب غزة من حالة "الجوع الشديد للغاية" جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.

 

وقالت مديرة الإعلام والتواصل لدى الأونروا جولييت توما، في بيان، إن الرضع والأطفال في قطاع غزة "ينامون جائعين" في ظل اقتراب الإمدادات الأساسية المتوفرة في القطاع من النفاد بشكل كامل.

 

وشددت على أن "هذه المرحلة الجديدة من المجاعة، تأتي في وقت لم يتعافَ فيه أصلا فلسطينيو القطاع من موجة سابقة حيث عمدت إسرائيل خلال عام ونصف من الإبادة إلى تقنين المساعدات الواصلة للقطاع ما حرم مئات الآلاف من العائلات الفقيرة الحصول على حصصها الغذائية المجانية".

 

وتأتي هذه المرحلة من المجاعة وسط انهيار القطاع الصحي بغزة جراء مواصلة إسرائيل حرب الإبادة على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية لغزة.

 

** نداء إنساني

 

ووجهت الطبيبة نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي والجهات المعنية بضرورة فتح المعابر فورا، مؤكدة أن هذا الإجراء "كفيل بإنقاذ حياة الأطفال".

 

وأضافت: "كل يوم يمر يعني مزيدا من الخطر على أرواحهم، نحن لا نملك الوقت، وأطفالنا لا يملكون البدائل".

 

والثلاثاء، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في بيان، إن قطاع غزة يشهد أسوأ وضع إنساني منذ بدء إسرائيل حرب الإبادة على الفلسطينيين في 7 أكتوبر 2023.

 

وأشار البيان إلى أن الوضع الإنساني السيئ في غزة سببه الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل منذ 2 مارس الماضي، حيث أغلقت المعابر بالكامل ومنعت دخول أي مساعدات إنسانية.

 

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

 

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.


مقالات مشابهة

  • شركة كهرباء السودان: تأخر عودة الخدمة يعود إلى تكرار عمليات القصف التي استهدفت الشبكة
  • خيام النازحين تحت النار.. عشرات الشهداء والجرحى بقصف للاحتلال على القطاع
  • شهداء ومصابون جراء استهداف الاحتلال حي التفاح شرق مدينة غـ.ـزة
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة الخليل بالضفة الغربية
  • استشهاد 19 فلسطينيًا في القصف المستمر على قطاع غزة
  • نجوا من القصف ويهددهم التجويع.. إسرائيل تخنق حديثي الولادة بغزة
  • الأرصاد: رياح نشطة وأتربة تخفض الرؤية شمال ليبيا.. واستقرار مرتقب الجمعة
  • الاحتلال يكثف الغارات على شمال غزة ويتوعد بمزيد من التصعيد
  • فرانسيس دينق: الحل في السودان يبدأ بالاعتراف بالتنوع وإدارته لا بإنكاره
  • مجزرة جديدة بخان يونس والاحتلال يفرج عن 10 أسرى