ولو بشكلٍ غير مُعلن، تحاول إسرائيل العمل جاهدة على فرض حصار بريّ وبحريّ على لبنان، يبدأ من إقفال طريق المصنع، المعبر الحيويّ الذي يستخدمه يوميًا الآلاف من النازحين الهاربين من العدوان الإسرائيلي نحو سوريا، وصولاً إلى تهديدٍ بإقفال البحر من خلال رسائل وجّهت إلى الصيادين والذين كانوا يتواجدون بشكل متواصل على شاطئ البحر، بدءًا من الجنوب وصولاً إلى بيروت، وهذا ما يشكّل ضمنيًا شكلا جديدًا من الإحتلال يتجلى بالمنحى العسكري أولاً الذي تشنّ من خلاله إسرائيل عدوانها الآثم، مخلفة إلى حدّ اليوم أكثر من 2200 شهيد، وصولا إلى فرض نفوذٍ بقوة سلاح الجو على التحركات المدنية والتجارية، وما حصل على طريق المصنع خير دليل على ذلك.


عمليًا، إلى حدّ الآن لبنان لم يقع بعد تحت الحصار، لا البري ولا البحري، حسب مصدر أمني، إذ أكّد لـ"لبنان24"أنّ الجو والبحر ما زالا مفتوحين، في حين من المتوقع بدء العمل قريبًا على إصلاح طريق المصنع، وإعادة الحركة إلى ما كانت عليه، من دون أن يخفي القلق من أن تعاود إسرائيل قصف الطريق مجددًا بشكل أعنف، إذ تعتبرها الشريان الأساسي الذي يغذي حرب "حزب الله" لوجستيا وماديا. ويرى المصدر أنّ إسرائيل اليوم تحاول أن تتبع سيناريو غزة في لبنان، من خلال استهداف البنى التحتية، ومحاولتها السيطرة على الملاحة الجوية بغية عزل لبنان، وهذا ما ترفضه أميركا وأوروبا وحتى الدول العربية المؤثّرة، إذ ترى في مطار بيروت نقطة مركزية لا يُسمح المساس بها أبدًا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مرفأ بيروت، النقطة الحيوية التي تؤمّن الاتصال الضروري للبنان مع العالم الخارجيّ. ويقول المصدر طالما أن المرفأ والمطار ومنطقة العريضة التي تربط لبنان بسوريا غير محاصرة، فإن لبنان بخير، والامدادات إليه ستستمر كالمعتاد.
وبعد أنّ أعلن الجيش الإسرائيلي نيته إقامة حصار بحري على طول الساحل اللبناني يبدأ من مصب نهر الأولي حتى الناقورة، وبعد أن طلب من الصيادين تجنّب الشواطئ محذّرًا إيّاهم من الاقتراب من المياه الممتدة على طول 60 كلم، برز إلى الواجهة وضع مرفأ بيروت.. فهل سيكون مستثنى من هذا الحصار برعاية عالمية في حال طبّقت إسرائيل خطتها لاحقًا؟ وهل تأثرت وتيرة عمله منذ إطلاق التحذيرات؟
كما باقي القطاعات لا ضيم في القول أن صمود المرفأ أمام موجة العدوان هذه على الرغم من التهديدات قابلها تراجع بحركة المرفأ. وحسب أرقام خاصة حصل عليها "لبنان24"، تراجعت حركة المرفأ 30% منذ بدء الإشتباكات. وتشير هذه الارقام إلى أن شهر أيلول كان من الأشهر الصعبة على صعيد أرقام المرفأ، إذ شهدت الأرقام تراجعًا بلغ 15%، إلا أنّ هذه الارقام قابلها حركة مستمرة داخل المرفأ.
من هنا، حملنا هذه التوجسات إلى رئيس مجلس إدارة ومدير مرفأ بيروت عمر عيتاني الذي أوضح لـ"لبنان24" أن العمل في المرفأ متواصل بشكل شبه طبيعيّ رغم استمرار القصف على مناطق مختلفة من لبنان، مؤكّدًا أن السفن التجارية لا تزال ترسو في المرفأ، وحركة الإستيراد والتصدير بالاضافة إلى تفريغ البضائع مستمرة.
ولفت عيتاني لـ"لبنان24" إلى أنّ هيئة مرفأ بيروت تعمل على إخراج البضائع خوفًا من اي استهداف إسرائيلي، مشيرا إلى أنّ العملية انطلقت على مراحل، وذلك عقب اجتماعات مع الجهات المهنية، إذ رافق هذا الامر الحصول على أذونات خاصة لتسريع وتيرة العمل.
ولكن، هل عملية إخراج البضائع تعني أن هناك استهدافا قريبا؟
حسب المصادر، فإنّ مرفأ بيروت تلقى إلى حدّ الآن تطمينات متتالية تؤكّد أن لا حديث رسميا عن حصار بحريّ، إلا أنّ هذه التطمينات لا تعني أبدًا استبعاد نظرية حصار او ضرب المرفأ، ما يعني على الرغم من توفّر "الضمانات" فإن ضرب المرفأ ممكن، إذ إنّ عقلية العدو الإسرائيلي هي عقلية تدميرية تقوم على البطش لا أكثر، وما حصل من استهداف للجيش ولقوات "اليونيفيل" خير دليل على ذلك. وهذا ما يؤكّده رئيس المرفأ عمر عيتاني الذي يشير لـ"لبنان24" إلى أنّه "على الرغم من التطمينات والضمانات نعمل على تسريع الوتيرة لناحيةتفريغ وإخراج البضائع"، مؤكدًا وجود خطة طوارئ تم العمل عليها مع الجهات المختصة تحت توجيهات الحكومة، في حال تعرّض المرفأ لأي اعتداء.
ماذا عن المرافئ الأخرى؟
على الرغم من اعتبار مرفأ بيروت أكبر وأهم مرفأ في لبنان، فإن العين تنصب اليوم على المرافئ الأخرى، التي قد تكون بديلاً لمرفأ بيروت في حال واجه أي استهداف أو حصار، خاصة وأن عيتاني أكّد أن خطة إخلاء البضائع من المرفأ قابلها وضع خطة طوارئ مع المرافئ الأخرى.
وحسب معلومات "لبنان24" فإن التواصل تم مع هذه المرافئ، خاصة في صيدا وصور، حيث يعتبران بالحجم اصغر بكثير من مرفأ بيروت، وإدارة هذه المرافئ ليست مستقلة كمرفأ بيروت، إذ تخضع للمديرية العامة للنقل. واضافت المعلومات أنّه في هذه الحال فإن التّجار هم الذين سوف يأخذون القرار في حال ارادوا أن يستكملوا شحن بضائعهم إلى صيدا صور، والأمر هنا يختلف عن الشحن إلى بيروت نسبة إلى تكلفة المسافة التي سيتكلفها التجار.
وعلى الرغم من التهويل والتهديد، يؤكّد عيتاني لـ"لبنان24" أن العمليات مستمرة طالما أن الاوضاع الامنية تسمح بذلك، لافتا إلى أن الشركات والتجار ينقلون بضائعهم إلى لبنان بحذر.
وأشار عيتاني إلى أنّ حركة الملاحة تأثرت بطبيعة الحال بحكم ارتفاع تكاليف التأمين، إلا أن القدرة التشغيلية للمرفأ مستمرة كما هي من دون أن تتأثر، مؤكدًا أن الجميع على أهبة الاستعداد لإتمام مهامه من دون أي تأخير أو تقصير.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على الرغم من مرفأ بیروت إلى أن فی حال

إقرأ أيضاً:

وزيرا خارجية مصر ولبنان يعقدان جلسة مباحثات في بيروت

القاهرة دبي "د ب أ" "رويترز": عقد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي جلسة مباحثات مع نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب خلال زيارته الحالية لبيروت.

وبحسب بيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أكد عبد العاطي على الدعم المصري الكامل لتحقيق الاستقرار فى لبنان، وضرورة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، والانسحاب الفوري غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتطبيق القرار 1701.

وشدد عبد العاطي على دعم مصر للأولويات الوطنية التي حددها الرئيس اللبناني في خطاب القسم الذي ألقاه سيادته أمام البرلمان اللبناني، مشيرا إلى استعداد مصر للعمل مع الجانب اللبناني لتقديم كافة أشكال الدعم، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار الداخلي للبنان الشقيق.

وأشار وزير الخارجية المصري إلى استمرار مصر في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية لتمكينها من الاضطلاع بمهامها، معربا عن تطلع مصر للارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في كافة القطاعات، بما فى ذلك قطاعات الكهرباء والبنية الأساسية والسياحة.

وكان وزير الخارجية والهجرة بدر عبدالعاطي قد اجتمع مع الرئيس اللبناني مع رئيس حكومة تسيير الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، وذلك خلال الزيارة التي يجريها لبيروت.

وأعرب عبد العاطي عن تقدير مصر الكبير للجهود التي بذلها ميقاتي خلال فترة توليه رئاسة الحكومة اللبنانية منذ سبتمبر 2021، ونجاحه في تسيير الأمور بحكمة عاليه في ظل تحديات جسيمة تواجه لبنان الشقيق، وكذلك تسيير شؤون الدولة خلال فترة الفراغ الرئاسي لأكثر من عامين.

وأكد وزير الخارجية المصري أن زيارته لبيروت تأتي في إطار التعبير عن تضامن مصر الكامل مع لبنان خلال هذه المرحلة الدقيقة، والرغبة الصادقة في تقديم كافة أشكال الدعم بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار والهدوء للبنان، وتمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية من الاضطلاع بدورها.

كما عقد عبدالعاطي خلال زيارته لبيروت لقاء مع رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نواف سلام.

وكان وزير الخارجية والهجرة المصري قد استهل زيارته لبيروت اليوم الجمعة بلقاء الرئيس جوزف عون.

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية،السفير تميم خلاف، بأن عبد العاطي قام بتسليم رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى عون تؤكد على دعم مصر الكامل له ، والتضامن الكامل مع الجمهورية اللبنانية، وتوجيه الدعوة للرئيس اللبناني لزيارة مصر فى أقرب فرصة.

وأشار عبد العاطي إلى أن مصر تثمن عاليا خطوة انتخاب رئيس الجمهورية، وما تشكله من مرحلة جديدة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار بلبنان الشقيق، مؤكدا على الموقف المصري الداعم لمؤسسات الدولة اللبنانية.

وأكد على دعم مصر الكامل لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، والمطالبة بالانسحاب الفوري والكامل غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، لتمكين الجيش ومؤسسات الدولة اللبنانية من تطبيق القرار 1701، مؤكدا أن مصر تدعم التطبيق الكامل والمتزامن لهذا القرار من الجانبين دون انتقائية، وتطالب بتوقف إسرائيل عن انتهاك السيادة اللبنانية.

وأضاف عبد العاطي أن مصر ستستمر في تقديم الدعم الكامل للبنان، موضحا حرص مصر على تكثيف التعاون الاقتصادي مع لبنان في كافة القطاعات، مشيرا إلى استعداد مصر والشركات المصرية للانخراط والمساهمة بفاعلية وكفاءة في عملية التنمية وإعادة الإعمار.

من جانبه، ثمن الرئيس اللبناني دعم مصر المتواصل للبنان خلال الفترة الأخيرة على المستويين السياسي والإنساني، معربا عن التطلع لمزيد من التعاون المشترك للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية في كافة المجالات بين البلدين الشقيقين.

ميدانيا قالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم إن شخصين قتلا في ضربة إسرائيلية على منطقة بسهل البقاع، وذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه ضرب عدة أهداف لحزب الله خلال الليل في سهل البقاع وعلى الحدود السورية اللبنانية.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن الأهداف تشمل "موقعا عسكريا يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية، بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور على الحدود السورية-اللبنانية".

ولم يتحدث بيان الجيش الإسرائيلي عن سقوط قتلى.

وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن 10 أشخاص آخرين أصيبوا. ولا تفرق إحصاءات الوزارة بين المدنيين والمقاتلين.

وندد القيادي في حزب الله إبراهيم الموسوي بالغارات الإسرائيلية ووصفها بأنها "انتهاك شديد الخطورة وعدوان فاضح وصريح"، ودعا "الجهات المسؤولة المعنية والضامنة لتنفيذ الاتفاق أمام مسؤولياتها في التصدي الحازم لانتهاكات العدو على السيادة اللبنانية".

وكانت هذه الضربات هي الأحدث التي تشنها إسرائيل في لبنان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أواخر نوفمبر بين إسرائيل وحزب الله وأنهى قتالا لأكثر من عام.

وينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في غضون 60 يوما، إلا أنه جرى تمديد هذه الفترة خلال الأسبوع الجاري حتى 18 فبراير شباط لإتاحة المزيد من الوقت للقوات الإسرائيلية للانسحاب وللقوات اللبنانية للانتشار في المنطقة.

وتقول إسرائيل إن لبنان لم ينفذ بعد بنود الاتفاق بالكامل وتتهم حزب الله بانتهاك وقف إطلاق النار.

وقالت إسرائيل أمس الخميس إنها اعترضت طائرة استطلاع مسيرة أطلقتها جماعة حزب الله، ووصفت الأمر بأنه "انتهاك للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

وقال نعيم قاسم أمين عام حزب الله الاثنين إن الجماعة "لن تقبل أي مبرر" لتمديد الموعد النهائي لانسحاب القوات الإسرائيلية، لكن الجماعة لم تهدد بشكل مباشر باستئناف العمليات العسكرية.

مقالات مشابهة

  • حسان دياب يكشف خفايا مهمة عن انفجار مرفأ بيروت
  • ماذا يجري داخل مصرف لبنان؟
  • وزيرا خارجية مصر ولبنان يعقدان جلسة مباحثات في بيروت
  • وزير الخارجية يلتقي البطريرك الماروني في بيروت
  • وزير الخارجية يلتقي نظيره اللبناني في بيروت
  • وزير الخارجية من بيروت: مصر مستعدة للمساهمة في إعادة إعمار لبنان
  • جيش الاحتلال يهدد بضرب مطار بيروت في هذه الحالة
  • Google Sheets يحصل على ترقية بالذكاء الاصطناعي مع تحسينات في تحليل البيانات
  • اعتصام لمالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت
  • إسرائيل تصعّد عسكريًا ضد لبنان.. غارات جوية ومسيّرات فوق بيروت