ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية إن "المواد الغذائية والأدوية والنقد تشكل كلها جزءًا من شبكة دعم حافظ عليها حزب الله منذ فترة طويلة، بما في ذلك مصرف "القرض الحسن" الذي ازدهر وسط الأزمة المالية التي يعاني منها لبنان منذ سنوات، وصندوق يعتني بأسر الشهداء في المعارك، ومنظمة رعاية اجتماعية مسؤولة عن توزيع المدفوعات النقدية على عشرات الآلاف من النازحين في وقت سابق من هذا العام، وفقًا لمسؤول في حزب الله.


وعلى مدى العقدين الماضيين، أصبح حزب الله يهيمن على المجموعات المختلفة التي تشكل السياسة المنقسمة والطائفية في لبنان، فضلاً عن فرض سيطرته على صناعات رئيسية مثل الزراعة والبناء في الجنوب. وقالت لينا الخطيب من "تشاتام هاوس" إن مكانة الحزب نمت لتتمكن من "التأثير والسيطرة على الدولة في لبنان من داخل مؤسسات الدولة وخارجها"."
وبحسب الصحيفة، "فرضت الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عقوبات على حزب الله وصنفته إرهابياً.وفي الوقت نفسه، يحتفظ الحزب بقاعدة دعم بشكل رئيسي بين المجتمع الشيعي اللبناني من الطبقة العاملة الذين يرون فيه مدافعًا عن مصالحهم وحماية أساسية ضد القوة العسكرية الإسرائيلية. وقال مناصرون للحزب نزحوا في الأسابيع الأخيرة بسبب التصعيد الدرامي في الجنوب إنهم واثقون من أن حزب الله سيحميهم وسيعيد بناء منازلهم ويعوضهم في المستقبل. ولكن مع نزوح أكثر من مليون شخص الآن، وفقًا للحكومة، وقلة المؤشرات على وقف إطلاق النار الوشيك، والاغتيالات الإسرائيلية التي تستهدف قيادات حزب الله، فإن التصعيد الحالي قد يختبر قدرة الحزب على دعم قاعدته في الأمد البعيد".
وتابعت الصحيفة، "في الأسبوع الماضي، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاباً دعا فيه الشعب اللبناني إلى "الوقوف واستعادة بلده" من حزب الله، مما يشير إلى تحول في أهداف إسرائيل في لبنان. واقترح نتنياهو أن إسرائيل تسعى الآن إلى تغيير القيادة السياسية في البلاد، بدلاً من مهاجمة وجود حزب الله في الجنوب. وأضاف: "لديكم فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يسقط في هاوية حرب طويلة ستؤدي إلى الدمار والمعاناة كما نرى في غزة"، ملمحاً إلى أهداف أوسع نطاقاً قد تؤدي إلى المزيد من الدمار وفترة أطول من القتال".
وأضافت الصحيفة، "قال سام هيلر، المحلل في مؤسسة Century International البحثية، إن الكثير يتوقف على مدى قدرة القوات الإسرائيلية على التقدم في جنوب لبنان، فضلاً عن وضوح القادة الإسرائيليين بشأن أهدافهم. وأضاف: "إذا أعادت إسرائيل احتلال أجزاء من جنوب لبنان، مما أدى إلى تشريد مئات الآلاف من الأشخاص الذين يشكلون قاعدة دعم حزب الله، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى معاناة حقيقية وأعتقد أنه من المرجح أن يضعف الحزب، ويعقد بشكل كبير قدرته على توفير الرعاية لهؤلاء الناس"."
وبحسب الصحيفة، "تشعر منى طالب، وهي معلمة فرت من الضاحية الجنوبية لبيروت، بالقلق من احتمال استمرار الهجمات الإسرائيلية لفترة أطول بكثير من حرب 2006، ولكنها تقول إن الطائفة الشيعية في لبنان وضعت ثقتها في حزب الله وسجله في إعادة الإعمار بعد انتهاء القتال في عام 2006، واستشهدت بما وصفته بـ "إيمانها العميق" بانتصار الحزب في نهاية المطاف. ولكن هاشم حيدر، الذي يرأس هيئة التنمية الإقليمية التابعة للحكومة والمعروفة باسم مجلس الجنوب، كان أقل يقيناً، وقال إن القصف الإسرائيلي المستمر الذي دمر بلدات بالقرب من الحدود الفعلية مع إسرائيل جعل "من الصعب تحديد الأضرار". وفي ما يتعلق بما إذا كان حزب الله سيعوض لاحقاً أولئك الذين فقدوا منازلهم، كما وعد مؤخراً، قال "بصراحة، لا أعلم"."
وتابع الموقع، " لقد نظرت الحكومة الإسرائيلية منذ فترة طويلة إلى حزب الله باعتباره تهديداً. وفي حين قالت إسرائيل في البداية إن هجماتها على حزب الله كانت تهدف إلى ضمان عودة آلاف الإسرائيليين إلى منازلهم بالقرب من الحدود مع لبنان، فإن التصعيد المتزايد أثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية. وقالت طالب إن الطائفة الشيعية النازحة في لبنان ربما تعاني من صدمة النزوح الفوري في الأمد القريب، لكنها نظرت إلى سجل حزب الله في إعادة بناء جزء كبير من جنوب لبنان ومحاربة العدوّ الإسرائيلي كدليل على أنه قادر على رعايتهم على المدى الطويل. وأضافت: "حتى لو خسروا معركة، فلن يخسروا الحرب. يؤمن الناس بالحزب بناءً على تجاربهم السابقة. لا توجد حرب بدون خسائر، لكن الفائز هو من يفوز بالمعركة الأخيرة". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

رحلة قُطعت بين طهران وبيروت.. تقرير إسرائيلي يتحدّث

نشر موقع "aurora" الإسرائيلي تقريراً جديداً ذكرت فيه أن إيران باتت ضعيفة في الشرق الأوسط لاسيما بعد الحروب الأخيرة.   ويقول التقرير الذي ترجمه "لبنان24" إنه قبل سنوات، قال الجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني إنه "بات بإمكان أي أحد ركوب سيارة في طهران والوصول إلى الضاحية الجنوبية لبيروت"، لكن هذا الأمر لم يعد قائماً اليوم لأن طهران خسرت مع حلفائها قوتها في الأشهر الأخيرة بمنطقة الشرق الأوسط، كما يشير التقرير.   وأوضح الموقع إنه حالياً، لا يمكن لأي جنرال إيراني القيام بمثل هذه الرحلة، ويرجع ذلك أساساً إلى سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أن الانتكاسات التي تعرض لها حزب الله في لبنان بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل، ساهمت في إضعاف نفوذ إيران".   وأكمل: "بالإضافة إلى ذلك، تواجه طهران سياسياً احتمال خسارة نفوذها في العراق والأمر نفسه يحصل في لبنان. على مدى عقود من الزمن، نسجت الجمهورية الإسلامية شبكة من الحلفاء تعرف باسم محور المقاومة من خلال دعم الدول والجماعات في المنطقة، والتي أصبحت أحد ركائز سياستها الخارجية لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل".   وتابع: "لكن محور المقاومة الذي يتألف من حركة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، ومجموعة كبيرة من الجماعات في العراق، وحتى وقت قريب في سوريا، يعاني من استنزاف شديد، مما يقلل من النفوذ الإيراني في المنطقة".   وقال حسين مرعشي، السياسي الإصلاحي ونائب الرئيس الإيراني السابق والبرلماني، مؤخرا: "علاقتنا بالعالم الخارجي تواجه تحديات كانت موجودة بالفعل، لكنها دخلت فصلا جديدا وهو أننا فقدنا عدة أوراق كانت تعتبر جزءا من قوة إيران".   وأضاف: "لم يعد لدينا لبنان وسوريا والعراق، والحوثيون يتعرضون لضغوط كبيرة، ولا أعتقد أننا نستطيع الاعتماد عليهم بعد الآن".   الموقع يقول أيضاً إنَّ سقوط الأسد في سوريا أدى إلى قطع الطريق البري المباشر بين إيران وحزب الله، مشيراً إلى أن "حماس" تعرضت للتدمير منذ بداية الحرب في تشرين الأول 2023، وتابع: "في ظل هذه الظروف، تواجه طهران الآن إمكانية فقدان نفوذها السياسي في لبنان بعد انتخاب جوزاف عون رئيساً للبلاد في منتصف كانون الثاني".   في المقابل، يؤكد القادة الإيرانيون أن إيران و"محور المقاومة" لم يضعفوا، ويشيرون إلى الهدنة في غزة بين حماس وإسرائيل كدليل على ذلك.   لكن مع هذا، فإن الموقع يقول إن خسارة إيران لنفوذها في المنطقة يتزامن مع عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الأخير طبق خلال ولايته الأولى "سياسة الضغط الأقصى" ضد طهران، وتخلى عن الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات التي أرهقت إقتصاد إيران.   كذلك، فقد أمر ترامب أيضاً بقتل الجنرال قاسم سليماني في العراق، الذي كان مسؤولاً عن فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، والذي كان مهندس "محور المقاومة"، يختم التقرير.

مقالات مشابهة

  • إعلام الاحتلال: حزب الله لم يُهزم ويستعيد نشاطه
  • الصايغ: مواجهة إسرائيل لا تكون في بيروت وجبل لبنان
  • رحلة قُطعت بين طهران وبيروت.. تقرير إسرائيلي يتحدّث
  • "ولا ليوم واحد".. نعيم قاسم يُعلن رفض حزب الله تمديد انسحاب إسرائيل من لبنان رفضاً قاطعاً
  • الحكومة الإسرائيلية: على حزب الله الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني
  • حاصباني: المسيرات والشعارات الطائفية والاستفزازية دمّرت مشهدية الجنوب
  • جوزيف عون يواصل جهوده لاستكمال انسحاب إسرائيل من الجنوب
  • الخارجية اللبنانية تُدين الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في الجنوب
  • حزب الله يدعو لإلزام إسرائيل بالانسحاب من لبنان
  • كردستان تهاجم النواب الشيعة: الحسد والغيرة أعميا بصيرتكم .. لا تمثلون سوى 4%..  لماذا تسكنون في الاقليم؟