الاشتباك الميداني الاكبر.. حزب الله يرفع التكلفة
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
حتى اليوم لم يستطع الجيش الاسرائيلي ادخال مدرعاته الى الحرب مع "حزب الله" اذ ان قدرات الحزب الميدانية ومخزونه الصاروخي المضاد للدروع سيكلّف الجيش الاسرائيل الكثير من الخسائر، وستكون هذه الخسائر مدعومة بمشاهد حية نظرا للمشهدية التي تظهر عند اصابة او احتراق المدرعات، وهذا ما تتجنبه تل ابيب حتى اليوم.
من المؤكد ان الجيش الاسرائيلي تورط بالحرب البرية مع "حزب الله" لاعتقاده ان الحزب خسر قدرته على الصمود بعد اغتيال امينه العام، وهذا كان خطأ كبيراً، ما دفع مشاة الجيش الاسرائيلي وقوات النخبة الى ملعب الحزب، اي ملعبه الجغرافي (داخل القرى) وملعبه العسكري (الحرب البرية) والاهم ان هذه المعركة تدور بين المشاة فقط من دون تدخل المدرعات.
يتفوق الجيش الاسرائيلي بالسلاح الجوي، ان كان المسيرات او الطائرات الحربية لكن الحزب يحاول قدر الامكان الإلتحام المباشر مع الجنود، وهذا ما حصل في الساعات الماضية حيث شهد الجنوب اكبر عدد من العمليات والاشتباكات المباشرة بين عناصر الحزب والجيش الاسرائيلي، حيث تكبدت اسرائيل خسائر كبيرة لم يعلن عنها، اذ سرب الاعلام الاسرائيلي مقتل ٥ جنود واصابة نحو ٣٠ آخرين.
يعمل "حزب الله" بشكل علني على رفع تكلفة الحرب على اسرائيل من اجل الوصول بأسرع وقت الى نتيجة واضحة تقول بأن تل ابيب غير قادرة على الاستمرار، لكن رفع التكلفة تلك تشمل الواقع العسكري الاسرائيلي في ظل تراجع الهجمات الاسرائيلية في الضاحية فإن الحزب يتعايش مع فكرة تحييد المستوطنين الذين يعيشون جنوب مدينة حيفا، فحيفا مقابل الضاحية وتل ابيب مقابل بيروت، والجنوب والبقاع مقابل الجليل حتى عكا ونهاريا وصولا الى ضواحي حيفا فالجولان.
الهدف الاول لحزب الله هو كسر الجيش الاسرائيلي في الجنوب، لان الامر سيعني حتما تسوية ستكون متوازنة وان الحزب عندها لن يوافق على وقف اطلاق النار الا بتسوية مناسبة له، مما يعوض له الخسائر التي تكبدها في المرحلة الماضية وعلى رأسها اغتيال الامين العام السيد حسن نصرالله، لذلك فالمعركة البرية ستكون الخلاص للحزب وستعيده الى الساحة بأقل خسائر سياسية ممكنة.
من غير الواضح ما هو الافضل لـ"حزب الله"، هل الاشتباك عند الحدود ام ترك الجيش الاسرائيلي يتقدم في بعض القرى لرفع الخسائر التي سيتكبدها ولكي يصبح مضطرا لادخال مدرعاته الى الجبهة وعندها سيكون الحزب قادرا اكثر على اصابة القوات المتقدمة من اكثر من جهة..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش الاسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله والتحوّل السوري.. التعايش مع ما هو قائم
تلقى "حزب الله" ضربة قوية بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ليس لان الاسد كان حليفاً سياسياً فقط بل لان طريق الامداد التي كانت مفتوحة من سوريا الى الحزب لا يمكن ان تتكرر لناحية الغطاء السياسي الذي تتمتع به في دمشق ولناحية الحرية التي تمتع بها "حزب الله" في نقل المعدات والأسلحة الى لبنان من دون اي نوع من انواع الرقابة.
ما فاقم الضربة التي تلقاها الحزب هو انها جاءت بعد حرب قاسية جدا، لا بل قد تكون الاقسى عليه منذ نشأته وهو بحاجة بعدها الى ترميم قدراته العسكرية على مختلف المستويات. لكن بالرغم مما حصل يتعامل "حزب الله" بهدوء كبير مع الحدث، خصوصا انه لم ينته بعد في ظل وجود احتمالات وسيناريوهات متعددة ستحكم المشهد السوري وقد تبدل الكثير من الحسابات مع مرور الوقت.
لا يتعامل "حزب الله" مع الحكم الجديد في سوريا على انه معادٍ، علما ان الحكم في سوريا لم يعلن العداء لاي طرف، سوى ايران و"حزب الله"، لكن الاخير يتعامل مع الواقع على اعتبار ممكن مع مرور الوقت فتح حوار مع دمشق والعمل على تهدئة الاجواء وان لم يؤد الامر الى اعادة فتح طريق الامداد، لكن فكرة معاداة سوريا ليست واردة في قاموس "حزب الله" وما دامت المعارضة اصبحت في الحكم فلا مجال لمحاربتها.
قد يكون رهان الحزب هلى طرفين اساسيين، الاول هو حركة حماس، حليف الحزب السني الرئيسي في المنطقة، والذي قد تربطه علاقات كبيرة واستراتيجية مع الحكم الجديد في سوريا، وعليه قد تلعب الحركة دورا فعليا في اقناع الحكم في سوريا بالقيام بتحولات كبرى بالتعامل مع المقاومة اللبنانية، وهذا قد يكون طموحا مبالغا فيه من الحزب لكنه غير مستحيل.
اما الطرف الثاني فهو تركيا الذي تربطها علاقات عميقة مع ايران وهذا ما قد يؤدي الى فرض مستوى جديد من التنسيق من اجل ترك طريق الامداد مفتوح او غض النظر عن بعض الامور، لكن كل ذلك يحتاج الى وقت، فالجولاني اليوم الذي يتعامل مع المشهد بواقعية مفرطة، لا يستطيع اظهار الود لايران و"حزب الله" وذلك لان امامه معركة داخلية كبيرة لتثبيت حكمه في ظل وجود مجموعات متطرفة تزايد عليه امام الرأي العام السوري.
لا شك بأن العلاقة معقدة جدا بين "حزب الله" والقوى السياسية التي استلمت الحكم في دمشق، لكن هذا التعقيد سيتعامل معه الحزب على قاعدة ان لا خيار سوى التعايش مع التطورات ومحاولة ايجاد حلول لها، وان الحزب اليوم ليس الحزب الذي كان موجودا في التسعينيات، لذلك فإن قدراته الاقليمية والبشرية وخبراته في مختلف المجالات تخفف من وطأة "الكارثة" التي حصلت بعد سقوط نظام الاسد.
المصدر: خاص "لبنان 24"