اكتشافات جديدة من هابل تكشف خفايا أكبر إعصار في الفضاء
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
كشف تلسكوب هابل الفضائي عن مفاجآت جديدة مخفية في البقعة الحمراء العظيمة على كوكب المشتري.
ووجد علماء ناسا الذين يراقبون هذا الإعصار الأكبر في النظام الشمسي على الإطلاق، أن البقعة الحمراء العملاقة ليست مستقرة لأنها تنمو وتتقلص في الحجم.
وقالت إيمي سيمون من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في بيان: “في حين كنا نعلم أن حركة الإعصار تختلف قليلا في خط الطول، إلا أننا لم نتوقع أن نرى حجمه يتذبذب.
وساعد تلسكوب هابل في تأكيد أن البقعة الحمراء العظيمة تضغط للداخل والخارج في نفس الوقت الذي تتحرك فيه بشكل أسرع وأبطأ. وقالت سيمون: “كان ذلك غير متوقع للغاية، وفي الوقت الحالي لا توجد تفسيرات هيدروديناميكية”.
وبحسب علماء وكالة ناسا، فإن البقعة الحمراء العظيمة هي في الواقع عاصفة على كوكب المشتري تدور منذ 150 عاما على الأقل. ويبلغ عرض هذا الإعصار نحو 16350 كم، ما يعادل نحو 1.3 ضعف عرض الأرض، ويمتد لمسافة 100 كم تحت قمم السحب.
ويقول العلماء إن فهم آليات أكبر العواصف في النظام الشمسي يضع نظرية الأعاصير على الأرض في سياق كوني أوسع، وهو ما يمكن تطبيقه لفهم أفضل للأرصاد الجوية على الكواكب حول النجوم الأخرى.
وأشارت سيمون إلى أن فريق المراقبة لاحظ الكثير من التغييرات كل يوم أثناء دراسة حجم وشكل ولون البقعة الحمراء العظيمة.
وراقب العلماء الإعصار لمدة 90 يوما بين ديسمبر 2023 ومارس 2024.
وقال الباحث المشارك مايك وونغ من جامعة كاليفورنيا في بيركلي: “مع تسارعها وتباطؤها، تدفع البقعة الحمراء العظيمة التيارات النفاثة العاصفة إلى الشمال والجنوب منها. إنه يشبه الساندويتش حيث تُجبر شرائح الخبز على الانتفاخ عندما يكون هناك الكثير من الحشو في المنتصف”.
وخلص العلماء إلى أن البقعة الحمراء العظيمة ستستمر في الانكماش نتيجة للعملية العاصفة قبل أن تتخذ شكلا مستقرا وأقل استطالة.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Planetary Science.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: البقعة الحمراء العظیمة
إقرأ أيضاً:
دراسة استمرت 10 سنوات تكشف تفاصيل جديدة حول السرطان
تشترك الغالبية العظمى من الكائنات الحية، سواء كانت تدب على الأرض أو تحلق في السماء أو تسبح في أعماق البحار في سمة أساسية، أو بالأحرى في نقطة ضعف رئيسية، ألا وهي الإصابة بمرض السرطان.
ومن منطلق الاهتمام بهذه الظاهرة العلمية، عكف فريق بحثي من جامعة أريزونا الأميركية على إجراء دراسة استمرت على مدار 10 سنوات وشملت أكثر من 16 ألف عينة تخص 292 فصيلة من الفقاريات.
ويقصد بها الكائنات الحية التي يكون لها عمود فقري وجمجمة، مثل الثدييات والطيور والزواحف وبعض أنواع الأسماك، لمعرفة السر وراء إصابة بعض الأنواع بمرض السرطان دون غيرها، والوقوف على الفروق في معدلات انتشار المرض بينها.
وساعدت هذه الدراسة أيضا في تتبع نشوء وارتقاء مرض السرطان والتأكد من مدى صحة المعضلة العلمية المعروفة باسم "مفارقة بيتو".
وكان الطبيب وعالم الأوبئة الإنجليزي ريتشارد بيتو قد توصل إلى قاعدة علمية مفادها أن الحيوانات الأكبر حجما التي تعيش لفترة أطول ولديها عدد أكبر من الخلايا تتزايد لديها احتمالات الإصابة بالسرطان.
ولكن الدراسة الجديدة وجدت أنه بالرغم من أن فرص الإصابة بالسرطان ترتفع بالفعل مع زيادة حجم الجسم، فإن هذه الزيادة تكون طفيفة، وهو ما يعزز فكرة أن الحيوانات الأكبر حجما تطورت لديها آليات أقوى لمقاومة هذا المرض، واتضح أيضا أن طول فترة الحمل لدى بعض الأنواع الحية يقترن بتراجع فرص الإصابة بالسرطان.
إعلانويقول الطبيب كارلو مالي رئيس فريق الدراسة إنه "حتى وقت قريب لم نكن نعرف شيئا عن معدلات الإصابة بالسرطان لدى أي من الأنواع الحية باستثناء البشر والكلاب وبعض أنواع الفئران".
ويضيف في تصريحات للموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث الطبية: "لقد شعرت بالحماس عندما تعرفت على الأنواع الحية التي تتراجع لديها احتمالات الإصابة بالسرطان، حتى نعرف كيف استطاعت الطبيعة الأم أن تعالج هذا المرض".
معدلات تكون الأورام
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية كانسر ديسكفري (Cancer Discovery) المتخصصة في مرض السرطان، جمع الباحثون بيانات من 99 مركزا علميا متخصصا في الطب البيطري ومن حدائق للأحياء البحرية ومراكز للرعاية بالحيوان.
وقام متخصصون بسحب عينات من حيوانات نافقة للتعرف على الأورام المختلفة التي أصيبت بها وتحديد ما إذا كانت حميدة أو خبيثة، وذلك حتى يتسنى تحديد مدى انتشار هذا المرض بين الأنواع الحية.
واتضح للباحثين أن فصائل بعينها تصاب بالسرطان أكثر من غيرها، مثل القوارض التي تصل معدلات إصابتها بالأورام إلى 63%، وتم رصد نسبة إصابة مماثلة لدى القنافذ وحيوان الأبسوم. وتشير النتائج إلى أن الحيوانات ذات الأعمار القصيرة لا تتكون لديها وسائل دفاعية كافية لمقاومة السرطان.
ومن جهة أخرى، وجد الباحثون أن أنواعا أخرى مثل خفافيش الفاكهة وخنزير البحر وبعض فصائل البطريق تتراجع لديها احتمالات الإصابة بالسرطان إلى نسب لا تتجاوز 2%.
وأشار الباحثون إلى أن الثدييات بصفة عامة يوجد لديها أعلى معدلات تكون الأورام سواء الخبيثة أو الحميدة، تليها الزواحف ثم الطيور وأخيرا البرمائيات، وأن معدلات انتشار الأورام ترتبط بعوامل مختلفة ومركبة لدى الحيوانات مثل الحجم والعمر ومعدلات التكاثر.
فقد اتضح على سبيل المثال أن الأفيال والحيتان التي تتميز بضخامة الحجم وطول العمر لديها معدلات منخفضة للإصابة بالسرطان، وهو الأمر الذي يدعو للدهشة.
إعلانوأرجع الباحثون أسباب هذه الملاحظة إلى أن هذه الثدييات لديها نسخ متعددة من الجينات المقاومة للسرطان مثل جين TP53، بالإضافة إلى آليات أخرى للمقاومة لم يكتشفها العلم الحديث حتى الآن.
فقد اتضح مثلا أن الأفيال لديها حساسية تجاه عمليات تدمير الحمض النووي في أجسامها وبالتالي فإنها تقوم بالتخلص من الخلايا المحطمة قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.
وتوصل الباحثون إلى آليات أخرى في أجسام الفقاريات تقلل احتمالات الإصابة بالسرطان، حيث اتضح على سبيل المثال أن الفصائل التي لا تحدث لديها طفرات جينية كثيرة في خلاياها تقل لديها احتمالات الإصابة بالسرطان.
وهو ما يشير إلى أن قلة طفرات الحمض الجيني وآليات إصلاح الخلايا ربما تكون وسيلة أخرى لحماية الكائنات الحية من السرطان.
فترات حمل طويلة
ووجد الباحثون كذلك أن الحيوانات التي لديها فترات حمل طويلة تتراجع لديها معدلات الإصابة بالسرطان، وافترضوا أن السبب في ذلك يعود إلى أن طول فترة الحمل يعطي خلايا الجسم فرصة أطول لتصحيح خصائصها وهو ما يقلل
احتمالات حدوث طفرات خلوية لديها تؤدي للإصابة بالسرطان في مراحل لاحقة
من العمر.
وقام الفريق البحثي بتعريض بعض الخلايا الحيوانية للإشعاع والعلاج الكيماوي للوقوف على مدى استجابتها لمثل هذه المؤثرات الخارجية، باعتبار أن تلك الوسائل العلاجية تساعد في التخلص من الخلايا الشاذة في الجسم قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.
ورغم اختلاف استجابة الفصائل، لم يتم رصد صلة مباشرة بين هذه المؤثرات ومعدلات الإصابة بالسرطان بشكل عام، وهو ما يدل على أن عوامل أخرى مثل أنظمة المناعة في الجسم وعمليات الأيض ربما تلعب دورا رئيسيا في مقاومة السرطان.
وخلص الباحثون إلى أن بعض الأنواع الحية لديها "قدرات خارقة" على مقاومة السرطان، ويدور السؤال الآن حول كيفية حدوث ذلك.
إعلانيقول الباحث زاك كمبتون عضو فريق الدراسة: "نعمل على معرفة الإستراتيجيات التي أودعتها الطبيعة الأم لدى بعض المخلوقات لمقاومة السرطان، حتى يتسنى الاستفادة منها لحماية البشر من هذا المرض الخبيث".