خبير عسكري: حزب الله يستعيد قدرته الردعية في مواجهة إسرائيل
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن حزب الله نجح في استعادة قدرته الردعية في مواجهة إسرائيل، محدثا تحولا إستراتيجيا في ميزان القوى.
وأضاف حنا -خلال فقرة التحليل العسكري- أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وخاصة القبة الحديدية، أصبحت عاجزة عن توفير حماية شاملة لإسرائيل في مواجهة التهديدات الجديدة التي يفرضها حزب الله.
وأوضح أن "القبة الحديدية تتكون من 10 بطاريات فقط، وهذا العدد لا يكفي لتغطية كامل مساحة إسرائيل" مما يجبرها على وضع أولويات في حماية المدن الرئيسية، تاركة مناطق أخرى معرضة للخطر.
وأشار حنا إلى تطور نوعي في قدرات حزب الله، خاصة مجال الطائرات المسيرة، وقال "المسيرات لديها مسار مختلف عن الصواريخ التقليدية، مما يجعلها قادرة على المناورة والوصول إلى مناطق سكنية دون إمكانية اعتراضها أو كشفها بسهولة".
وأضاف أن حزب الله أصبح قادراً على استخدام تكتيكات جديدة، مثل إطلاق رشقات صاروخية لإلهاء القبة الحديدية، ومن ثم تمرير المسيرات.
أبعاد سياسية
وفي تحليله لإستراتيجية حزب الله، أوضح حنا أن الحزب يتبع نمطاً جديداً في القصف الصاروخي وهجمات المسيرات.
وقال أيضا "هذا النمط أصبح أساسياً، والهدف منه هو رفع الكلفة على جيش الاحتلال وعلى القرار السياسي الإسرائيلي".
وأضاف الخبير العسكري أن هذه الإستراتيجية تدل على جاهزية حزب الله عسكرياً في المنطقة الممتدة من جنوب الليطاني حتى الخط الأزرق.
وتطرق إلى تأثير اغتيال قيادات حزب الله على إستراتيجيته، قائلاً "ما أصيب به حزب الله بعد اغتيال الأمين العام حسن نصر الله زلزال" موضحا أن "اغتيال القيادات استلزم وقتاً لإعادة التوازن وتفعيل القيادة والسيطرة". وأضاف "اليوم، انتقلنا إلى مرحلة جديدة حيث يسعى حزب الله لرفع مستوى الردع من جديد".
ولفت الخبير العسكري إلى أن العمليات العسكرية التي يقوم بها حزب الله حالياً لها أبعاد سياسية، وقال "ما يفعله حزب الله اليوم هو هدف عسكري بحت، لكنه في ظل هذه الأوضاع له ترجمة سياسية وضغوطات على الداخل الإسرائيلي".
المواجهة المباشرة
في المقابل، أشار حنا إلى أن إسرائيل تسعى أيضاً لإعادة بناء قدراتها الردعية، وقال "إسرائيل اليوم في محاولة لإعادة تركيب منظومة إستراتيجية جديدة، وتعتمد على ما يسمى الردع العقابي ضد غزة وجنوب لبنان".
وأضاف أن "الإستراتيجية الكبرى لإسرائيل لا تزال قائمة على الردع، لكنها فقدت عنصر الإنذار المبكر وقدرتها على الحسم السريع".
وحذر حنا من تصاعد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، وقال "عندما تضرب إيران مرتين بعمليتي طوفان "الوعد الصادق 1 و2" وترد إسرائيل على الأولى وتستعد للثانية "فهذا يعني أننا أصبحنا في مواجهة مباشرة".
وأكد الخبير العسكري أنه لا يتوقع قيام جيش الاحتلال بهجوم بري ضد حزب الله، لأن ذلك سيعطي الحزب نقطة قوة. وبدلاً من ذلك، توقع أن تكون هناك "عملية استنزاف طويلة وصولاً إلى حل سياسي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخبیر العسکری فی مواجهة حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل يمكن دمج حزب الله داخل الجيش اللبناني؟.. خبير إستراتيجي يجيب
قال محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إنّ تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون بشأن مناقشة مسألة نزع سلاح حزب الله بهدوء ومسؤولية، تعكس وجود نية حقيقية لدى الدولة اللبنانية لمعالجة هذا الملف الشائك، مشيرًا، إلى أن الطريق نحو ذلك ليس ممهّدًا على الإطلاق.
وأضاف "أبو شامة"، في تصريحات مع الإعلامية داما الكردي، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ سلاح حزب الله لم يعد مسألة داخلية لبنانية فقط، بل قضية إقليمية ودولية تحظى بمتابعة دقيقة من العديد من الأطراف، وإن كان بعضها، وعلى رأسها الولايات المتحدة، يتعامل معها أحيانًا بسخرية أو استخفاف، بحسب تعبيره.
وتابع، أنّ الرئيس اللبناني يسعى لإيجاد توازن دقيق في معالجة هذا الملف، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن لحزب الله يفرض تعاملاً خاصًا، لا سيما بعد التطورات السياسية والعسكرية التي شهدها لبنان والمنطقة، خصوصًا منذ وفاة الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله في فبراير الماضي، معتبرًا، أنّ الحزب في حاجة إلى إعادة تموضع على المستويين السياسي والعسكري، وهو أمر يتطلب، بحسب قوله، وقفة مسؤولة من قيادة الحزب والمجتمع اللبناني برمّته.
وذكر، أن الأرقام المتداولة حول عدد مقاتلي الحزب – والتي تتراوح بين 25 ألفًا إلى 100 ألف – تجعل من الصعب جدًا التعامل مع هذه القوة المسلحة، خاصة إذا ما طُرحت فكرة دمجها داخل المؤسسة العسكرية اللبنانية، لافتًا، إلى أن هذا المقترح، يبدو صعبًا التحقيق في ظل الخلفية الأيديولوجية للحزب وارتباطه الفكري والديني بإيران، مما يعقّد مسألة إدماجه في كيان وطني موحد.
وأوضح، أنّ تفكيك ترسانة حزب الله أو دمجه في مؤسسات الدولة لن يكون أمرًا بسيطًا، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب بيئة سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة عن الوضع الحالي.
وأكد، أن الرئيس اللبناني يدرك صعوبة التحدي، ولهذا يدعو إلى معالجة الملف بحذر وهدوء، دون إثارة صراعات داخلية قد تفاقم من تعقيد المشهد اللبناني.
وشدد، على أنّ التحدي الأكبر لا يكمن فقط في الداخل اللبناني، بل أيضًا في الضغوط الخارجية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي، وخصوصًا إسرائيل، لن تمنح لبنان الفرصة الكافية لتفكيك حزب الله بمرونة أو وفق إيقاع لبناني داخلي.