الحرب الإسرائيلية على لبنان تدخل يومها ال22
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
بيروت - صفا
تواصل "إسرائيل" حربها وتصعيدها العسكري على لبنان لليوم الـ 22، وسط استمرار القصف واستهداف المنازل المأهولة ومحاولات التوغل البري، في الوقت الذي تتصدى المقاومة الإسلامية في لبنان، لمحاولات تسلل "جيش" الاحتلال عند الحدود، إلى جانب استهدافها عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ والمسيّرات.
واستهدف عناصر المقاومة الإسلامية عند الساعة 3:40، من فجر اليوم الإثنين، تحركات لقوات الاحتلال في منطقة اللبونة بصلية صاروخية.
وفي المنطقة نفسها، كان عناصر حزب الله قد استهدفوا تجمعاً لقوات الاحتلال بصلية صاروخية، عند الساعة 01:05 فجراً.
وأثناء محاولة تسلل قوة مشاة في "جيش" الاحتلال إلى الأراضي اللبنانية من جهة بلدة مركبا استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 03:15 بقذائف المدفعية.
وفي عمليتين منفصلتين، الأولى عند الساعة 1:15، والثانية عند الساعة 2:00 فجراً، استهدفت المقاومة تجمعاً لقوات الاحتلال في خلة وردة بصلية صاروخية.
وتؤكد المقاومة، في بياناتها، أنّ هذه العمليات تأتي دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان.
وليل أمس، نفّذت المقاومة الإسلامية في لبنان عملية إطلاق سرب من المسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب تابع للواء "غولاني" في "بنيامينا"، جنوبي حيفا المحتلة.
وعقب العملية، أقرّ "جيش" الاحتلال بمقتل 4 جنود، على الأقل، بينما نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن "نجمة داوود الحمراء" أنّ ثمة 67 مصاباً في الهجوم.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ المسيّرة التي أطلقت من لبنان وأصابت القاعدة العسكرية تخطّت الدفاعات الجوية، فوصلت إلى جنوبي حيفا من دون أن يتم رصدها أو اكتشافها.
ووصف الإعلام الإسرائيلي العملية بأنّه "الحدث الأصعب منذ بدء الحرب"، مشيراً إلى أنّ حزب الله ضرب الجنود عندما اجتمعوا لتناول الطعام في القاعدة العسكرية، مؤكدةً أنّه " يعلم أين يضرب ومتى".
غارات إسرائيلية
وصباح اليوم الإثنين، شنّت طائرات الاحتلال الحربية 3 غارات جوية على بلدة حانين وغارتين على بلدة معروب جنوبي لبنان وأخرى على كفر فيلا قضاء النبطية. بينما استهدفت مدفعية الاحتلال بلدتي رامية وعيتا الشعب.
ووفق مصادر لبنانية، فقد دمّرت غارات الاحتلال الجوية، خلال الساعات الماضية، 9 منازل في مناطق متفرقة من لبنان؛ منزلا في أنصار، 5 في يحمر الشقيف، منزلين في بلدة معروب، ومنزلا في بيت ليف.
وكان طيران الاحتلال الحربي، قد شنّ فجر الإثنين، سلسلة غارات على مناطق حدودية عدة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان. بينما أعلنت وسائل إعلام لبنانية أن الطيران الحربي الإسرائيلي يغير على مدينة الخيام.
وأغارت طائرات الاحتلال، الليلة الماضية، على بلدات عدة في أقضية النبطية ومرجعيون وبنت جبيل جنوبي لبنان. بالإضافة لـ 3 غارات أخرى على بلدة ياطر جنوبًا.
واستهدفت غارات جوية إسرائيلية محيط بلدة عرنابا قضاء صيدا، وبلدات شمع والناقورة والجبين وعيتا الشعب جنوبي لبنان.
وأصيب، الليلة الماضية، عدد من المدنيين اللبنانيين في غارة للاحتلال على بلدة مغدوشة بقضاء صيدا جنوب لبنان، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المُستمر على لبنان، إلى 2306 شهداء بالإضافة لـ 10 آلاف و698 مصابًا، منذ الـ 8 من أكتوبر 2023 الماضي.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان لها أمس الأحد، إن حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، خلال الـ 24 ساعة الماضية (يوم السبت فقط)، كانت 51 شهيدًا و174 مصابًا.
وسجلت لجنة الطوارئ الحكومية اللبنانية، السبت، 78 غارة جوية؛ ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ 8 أكتوبر 2023 الماضي إلى 9666 اعتداء؛ منها 524 خلال الأسبوع الماضي.
واستشهد في وقت سابق من أمس الأحد، 5 مواطنين لبنانيون بقصف الاحتلال منزلاً في بلدة ميفدون، قضاء النبطية، جنوب لبنان.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: لبنان حزب الله الحرب على لبنان المقاومة الإسلامیة عند الساعة على لبنان على بلدة
إقرأ أيضاً:
محللون: اتفاق غزة خرج عن مساره وترامب يريد وقف الحرب بشروطه
لم يعد اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل قابلا الاستمرار على حالته الأولى برأي محللين، وذلك بعدما تنصل بنيامين نتنياهو من التزاماته وبدأت الولايات المتحدة تبحث عن مقترحات بديلة.
وكان مفترضا وبحسب الاتفاق -الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية أميركية- أن تكون قوات الاحتلال قد انسحبت من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، لكن نتنياهو لا يزال يرفض هذا الأمر ويحاول استعادة أكبر عدد من أسراه الأحياء مع إبقاء قواته في مكانها.
في الأثناء، بدأت إدارة دونالد ترامب تبني مقترحات نتنياهو وتسويقها على أنها مقترحات أميركية كما سبق وفعلت إدارة جو بايدن، بينما لا مؤشرات على إمكانية التوصل لاتفاق قريب.
استخدام ورقة الحرب والمساعداتوفي حين وصل المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف ووفد إسرائيلي محدود الصلاحيات إلى الدوحة لاستئناف التفاوض، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن احتمالات العودة للقتال مجددا.
لكن إسرائيل لا تريد العودة للحرب وإنما تريد استخدامها كورقة ضغط سياسي إلى جانب ورقتي إدخال المساعدات وإعادة إعمار قطاع غزة، كما يقول المحلل السياسي سعيد زياد.
وقد بدأت إسرائيل تتحدث عن مقترح أميركي جديد طرحه ويتكوف وينص على هدنة مدتها شهران مقابل إطلاق 10 أسرى إسرائيليين أحياء.
إعلانغير أن زياد رأى خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، أن هذا المقترح يؤكد سعي الولايات المتحدة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين وليس لوقف الحرب، "رغم أنها لا تقول ذلك صراحة".
كما أن مقترح ويتكوف الحالي يجرد المقاومة من 40% من الأسرى الأحياء في حين تريد المقاومة الإسلامية (حماس) وقف الحرب بشكل كامل كما هو متفق عليه.
المقاومة لن تقبل
ولا يعتقد زياد أن حماس ستوافق على هذه المقترحات الجزئية التي يحاول نتنياهو شراء الوقت من خلالها، ويرى أن الوسطاء أيضا لا يرغبون في العودة للتفاوض من نقطة الصفر.
على العكس من ذلك يرى تيم كوستنتاين -نائب رئيس تحرير واشنطن تايمز- أن واشنطن وتل أبيب لا تريدان الحرب ولكنهما تريدان استعادة الأسرى، وإنهاء وجود حماس في القطاع.
واتهم كوستنتاين المقاومة بانتهاك القانون الدولي وقال إن استخدام إسرائيل للمساعدات كورقة ضغط أمر مرفوض لكنه برر لها ذلك باعتباره ردا على "استخدام حماس للأسرى بنفس الطريقة".
لذلك، فقد خرج اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه عن سياقه، وبدأ الطرفان مقترحات بديلة لدرجة أن حماس قدمت ما يمكن اعتباره مقدمة لتنفيذ حل الدولتين، كما يقول كوستنتاين.
وفي حين يقول زياد إن نتنياهو يحاول شراء الوقت حتى يتجاوز مشكلتي إقرار الموازنة العامة وتجنيد الحريديم، يقول كوستنتاين إن المسألة ليست عملية مماطلة، وإن المفاوضات لم تكن سهلة يوما في أي خلاف حول العالم.
وأضاف "عندما ننظر للصورة الواسعة، فإن الشيء المهم الحاصل حاليا هو أنه لا يوجد قتال ولا قتل للأبرياء، وهذه مسألة يجب الحفاظ عليها من خلال إسكات البنادق وإفساح المجال لصوت المنطق حتى يتم التوصل للسلام طويل الأمد".
وردا على هذا الكلام، قال زياد إن حماس لم ترفض السلام وعرضت منذ اليوم الأول صفقة الكل مقابل الكل ثم عادت وكررت العرض الشهر الماضي، بينما إسرائيل هي التي تقول إنها ستأخذ أسراها ثم تعود للحرب.
إعلانومن هذا المنطلق، فإن المقاومة لن تقبل أبدا بهذه الطروحات الإسرائيلية الأميركية التي يقول زياد إنها "تستهدف تجريد الفلسطينيين من سلاحهم في غزة، وهي جزء من سلامهم المذل الذي تمارسه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، تمهيدا لتهجيرهم، وهو أمر لن يقبل به الفلسطينيون وسيحملون السلاح في كل مكان لمنعه".
ولم يختلف الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين مع زياد، وقال إن نتنياهو لم يتغير ولم يتخل عن إستراتيجية التفاوض من أجل التفاوض وشراء الوقت من خلال التركيز على التفاصيل.
والسبب في ذلك، كما يقول جبارين، هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد الحصول على كل شيء دون دفع أي ثمن سياسي، ومن ثم فقد جعل فريق التفاوض الحالي كله من رجاله المخلصين الذين لا يملكون صلاحية الحديث عن أي شيء سوى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.
وبدلا من تنفيذ التزاماته الإنسانية التي تنصل منها في المرحلة الأولى، بدأ نتنياهو تحويل هذه الالتزامات إلى تنازلات تتطلب الحصول على مزيد مقابل قبل الدخول لمفاوضات المرحلة الثانية، حسب جبارين.
تصحيح أخطاء الحرب
ومع ذلك، يعتقد جبارين أن نتنياهو لم يعد يملك هامش وقت كبيرا لأنه يتعرض لضغوط حقيقية من أعضاء الحكومة المتطرفين من جهة ومن ذوي الأسرى الذين يخاطبون ترامب مباشرة، من جهة أخرى.
ويواجه نتنياهو أيضا -حسب المتحدث- مشكلة رغبة الولايات المتحدة في الحصول على صفقة سريعة بعيدا عن إنهاء الحرب التي تحاول إسرائيل العودة لها لتصحيح ما تعتبره أخطاء الجولة السابقة.
وتتمثل هذه الأخطاء -برأي جبارين- في أن الحرب كانت انتقامية وتستهدف السكان والبنى التحتية أكثر من استهدافها لجسم المقاومة، على عكس ما حدث مع حزب الله في لبنان.
لذلك، فقد حجمت إسرائيل حزب الله وألزمته عسكريا وسياسيا خلال 70 يوما بسبب الضربات المحددة والمركزة لجسمه وقيادته بينما بقيت حماس كما هي بعد 15 شهرا من القتال لأنها لم تكن الهدف الوحيد للحرب، كما يقول جبارين.
إعلانوقد تحدث مكتب نتنياهو عن قرب التصديق على خطط لعودة القتال في قطاع غزة، في حين تعهد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير بـ"هزيمة العدو مهما طال الزمن"، وقال إنه سيعمل على تحقيق نصر حاسم في الحرب.