مساحات زراعية في مرمى العدوّ: بعد الفوسفور أتى التهجير
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
ألحق العدوّ الإسرائيلي أضراراً كبيرة بمساحات زراعية شاسعة في لبنان، بدءاً بقنابله الفوسفورية وصولاً إلى تهجيره مزارعين من قراهم، ليلحقوا بقافلة النازحين الهاربين من جنون العدوان. الأمن الغذائي مهدّد، والقطاع الزراعي يعاني ويئنّ، ومعه شريحة لا بأس بها من الإقتصاد التي كانت تعتمد على تصدير الإنتاج إلى الخارج.
دقّ وزير الزراعة عباس الحاج حسن ناقوس الخطر، حين أعلن أن 10 آلاف مزارع نزحوا من قراهم الجنوبية والبقاعية على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن لبنان يعاني اليوم من إحدى أكبر موجات التدمير والنزوح في تاريخه الحديث.
آلاف الدونمات من الغابات والأراضي الزراعية أحرقتها إسرائيل خلال الحرب الحديثة، وهجرت أعدادًا هائلة من السكان بينهم آلاف المزارعين من أهم المناطق الزراعية في لبنان.
تدهور زراعي كبير شهدناه في لبنان خلال الآونة الأخيرة، وينقسم هذا التدهور إلى قسمين، بحسب رئيس حزب البيئة العالمي د. دومط كامل.
القسم الأول بيئي بحت، والثاني يتعلق بنزوح المزارعين من قراهم بسبب العدوان الإسرائيلي الذي طالها، وهنا أشار كامل لـ"لبنان 24" إلى أن المزارعين أصيبوا في الصميم، إذ لم يعد بسبب الحرب المستعرة، نقل محاصيلهم ومزروعاتهم من منطقة إلى أخرى وبيعها للإستفادة من سعرها.
وفي هذا الإطار، شدد على أن العديد من المناطق دمّرت مزروعاتها وبالتالي باتت خالية بشكل نهائي من الإنتاج، والمناطق التي لا تزال نوعاً ما منتجة ولو بشكل بسيط، لا تستطيع التحرك لتوزيع ما تنتجه من مزروعات.
وقال كامل إن حركة النزوح أيضاً شكّلت مشكلة في هذا السياق، إذ يسجّل استهلاك مخيف خاصة في طرابلس والجوار حيث يستهلك النازحون كميات كبرى من كل أنواع الخضار والفاكهة ما أدّى إلى إرتفاع الأسعار بالتزامن مع ندرة التوزيع على الأسواق.
كما لفت إلى أن الكميات التي كان يتم تصديرها من لبنان بات قلّة قليلة فقط قادراً على تصديرها إن تمكّن، فضلاً عن أن المحاصيل غير كافية لعدد النازحين نظراً لازدياد الطلب الكبير.
وكشف أن المحاصيل التي يتمّ ريّها بمياه الصرف الصحي والتي يتم توزيعها على مختلف الأسواق في كل المناطق تقريباً تعدّ "كارثة جنونية"، وهذا ينطبق على الخس، الملفوف، النعنع، البقدونس وغيرها التي لا يمكن غسلها بسهولة.
وفي حين تساءل كامل عن مدى القدرة على الإستمرار بتغطية الطلب على المحاصيل، أشار إلى أن التغير المناخي أيضاً ساهم بتفاقم الأزمة إذ أن مناطق عدّة يتّكل مزارعوها على المطر لريّ مزروعاتهم كانوا أمام واقع أليم يتمثل بقلّة المتساقطات.
أمّا عن مناطق الجنوب، المعروفة بإنتاجها الوفير للزيتون والزيت على وجه الخصوص، فأكد كامل أنه لا يمكن القيام بأي نشاط زراعي في منطقة عسكرية، إذ لا مزارعين ولا عمّال وبالتالي هي مجمّدة لحين عودة السلام واستتباب الأمن كي تعود الحركة إلى طبيعتها.
وقال: "خلال شهر سيتساقط الزيتون كلّه، وفي ظل الظروف الراهنة لن يتّجه أي نازح إلى قريته لتحصيل مزروعاته وتعريض حياته للخطر".
وختم كامل بالتوصية بزراعة المناطق الآمنة لتغطية النقص الحاصل على غرار كسروان، جبيل، المتن وسواها من المناطق البعيدة عن الحرب.
على الرغم من سوداوية المشهد، ربّما الإيمان هو السبيل الوحيد للعثور على بصيص النور الذي نحتاجه بشدّة. من هنا، فلنتذكّر أن لبنان أرض مباركة، وطأها يسوع المسيح وبارك زيتها وزيتونها، وجال في جنوبها الذي يعاني اليوم الأمرّين إلا أنه لا بدّ وأن ينهض. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دلالات تصعيدية خطيرة: 26 غارة اسرائيلية في نصف ساعة
عاد الواقع الجنوبي ليتقدم أولويات المشهد الداخلي واكتسب دلالات تصعيدية نوعية وإضافية في مسار الاختراقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل عبر استباحة الحدود الجنوبية للمتدينين المتشددين وتركهم يمارسون شعائر مزعومة على مقربة من الحدود وتبعتها غارات جوية كثيفة ليلاً، حيث سجلت في غضون نصف ساعة، 26 غارة إسرائيلية متتالية تنقّلت من القطاعين الغربي والأوسط والشرقي وصولاً إلى منطقتي الزهراني وجزين، ما أثار هلعاً وأدّى في بعض المناطق إلى التهافت على محطات الوقود خشية تطور الوضع، فيما سُجّل نزوح محدود من بعض الأماكن.
وكتبت" النهار": اثار الحادث الخطير أمس بترك مئات المتشددين اليهود ينتهكون الحدود اللبنانية بزعم ممارسة شعائر دينية مخاوف من أن تكون إسرائيل ماضية نحو فرض أمر واقع احتلالي إضافي بعد احتلالها للتلال الخمس الحدودية وتوسيع تحصيناتها، بما يشكل ضغطاً محرجاً على العهد والحكومة ويضع الإدارة الأميركية في عين الشبهة المتسعة بتغطية إسرائيل فيما يفترض بالجانب الأميركي أن يلتزم تعهداتها ودوره الراعي للاتفاق بالوقوف ضد التصعيد الإسرائيلي المفتعل.
وكتبت مراسلة «الأخبار» في الجنوب آمال خليل، أن الاستباحة الإسرائيلية استمرت في زمن تثبيت وقف إطلاق النار. حيث استعاد أهل البلدات الحدودية مشاهد ما بعد نكبة 1948، عندما كانت العصابات الصهيونية تستبيح البلدات الجنوبية من دون رقيب أو حسيب، وكانت الدولة اللبنانية تتسلح بالاستنكار والمناشدات. فمشهد عشرات المستوطنين وهم يؤدّون صلوات تلمودية في تلة العباد في أطراف بلدة حولا، بدا وكأنه يدخل لبنان عنوة في زمن التطبيع، بعد زمن النقاط المحتلة والمناطق العازلة، فيما علم أن الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الحكومة في السراي الحكومي أمس لأعضاء لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، أُرجئ إلى أجل غير مسمى.
وبحسب مصادر مواكبة، فإن لجنة الإشراف برئاسة الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز «تضغط على الحكومة وأركان الدولة لتمرير التعيينات العسكرية كما صاغتها أميركا التي اختارت ضباطاً لتولي مهام حساسة، وتبتزّ لبنان عبر صمت اللجنة الخماسية عن الاعتداءات الإسرائيلية، بل والتغطية عليها».
تدنيس المستوطنين لتلة العباد جاء بالتزامن مع منع أهالي حولا من الوصول إلى منازلهم فوق التلة منذ وقف إطلاق النار، إذ تبلغت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار من دولة العدو بأن تلة العباد الواقعة على ارتفاع أكثر من 900 متر باتت منطقة عازلة يُمنع على الأهالي الوصول إليها، بعدما دمّرت كل المنازل المحيطة وجرفت الحقول المحاذية للعباد. وثبّت الجيش نقطة على المفرق المؤدي إلى الموقع لمنع المواطنين من الوصول إليه.
وكتبت" البناء": خطفت سلسلة الغارات الإسرائيلية المفاجئة على الجنوب الأضواء، في خرق فاضح للقرار 1701 وتفاهم وقف إطلاق النار ما يستوجب من الدولة اللبنانية اتخاذ إجراءات وخطوات عملية باتجاه لجنة الإشراف الدولية في الجنوب والدول الفاعلة ومجلس الأمن الدولي، للضغط على العدو الإسرائيلي لوقف اعتداءاته وانتهاكاته، وفق ما تشير مصادر سياسية والتي أبدت استغرابها إزاء الصمت الرسميّ لا سيما من الحكومة اللبنانية مما يقوم به العدو الإسرائيلي حتى من مواقف الإدانة، وكذلك صمت ما يُسمّى «السياديين» الذين يدعون ليل نهار الى تسليم سلاح حزب الله للدولة ويتناسون استمرار الاحتلال الاسرائيلي لأجزاء من الجنوب والاعتداءات اليومية على القرى والمدنيين. وحملت المصادر لجنة الإشراف والولايات المتحدة الأميركية والحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية مسؤولية تمادي العدو الإسرائيلي بعدوانه على الجنوب، محذرة من أن استمرار العدوان وعجز الحكومة عن اتخاذ خطوات جديدة لحماية لبنان وأرضه وسيادته ومواطنيه، سيمنح أهالي القرى الجنوبية ومن خلفهم المقاومة اتخاذ قرار التصدّي لهذه الهمجية الإسرائيلية في اللحظة المناسبة ما يُعيد التوتر إلى الحدود ويطيح باتفاق وقف إطلاق النار ويقوّض العهد الجديد المدعوم أميركياً وغربياً وعربياً. وتساءلت المصادر كيف يمكن لأركان الدولة والحكومة والوزراء الحديث عن استعادة ثقة المواطنين اللبنانيين بالدولة وبجيشها ومؤسساتها وعلاقاتها الدولية لحماية لبنان فيما العدو الإسرائيلي يستبيح السيادة وينتهك القرارات الدولية ويقتل المدنيين اللبنانيين؟ وكيف يتحدّثون عن استعادة الثقة الدولية بلبنان وجذب الاستثمارات الخارجية والسياح الخليجيين والعرب والأجانب والحرب الإسرائيلية على لبنان لم تنتهِ بعد؟
وكان الخرق الإسرائيلي الجديد للسيادة اللبنانية، تمثل في دخول مجموعة من يهود الحريديم إلى "قبر العباد" الواقع ضمن الأراضي اللبنانية عند أطراف بلدة حولا الحدودية، صباحاً، تحت غطاء" زيارة دينية" نظّمها الجيش الإسرائيلي إلى الموقع لزيارة قبر لـ"الحاخام آشي". وأدّى مئات الحريديم، طقوساً دينية عند القبر. ولفتت صحيفة "معاريف" إلى أن نحو 900 من الحريديم دخلوا إلى قبر الحاخام آشي على الحدود اللبنانية بظل إجراءات أمنية مشددة من قبل القوات الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه، بيان جاء فيه: "في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته لسيادة لبنان، عمد عناصر من قوات الجيش الإسرائيلي إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد- حولا في الجنوب، ما يمثل انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية اللبنانية". وأضاف البيان: "إن دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار". تُتابع قيادة الجيش الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل".
وأطلقت القوات الاسرائيلية أمس النار على عدد من شباب بلدة كفركلا الحدودية قبالة الجدار الإسمنتي بالقرب من بوابة فاطمة. وأفيد عن اصابة مواطنين من فريق "جهاد البناء" المكلفة الكشف على الأضرار التي خلفها العدوان الاسرائيلي وشخص آخر من التابعية السورية وصفت حالته بالحرجة. وليل أمس شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات متلاحقة وكثيفة استهدفت مناطق بين بلدتي ياطر وزبقين وبيت ياحون والزرارية ووادي برغز وجبل الريحان حيث بلغ عدد الغارات ست غارات.