انطلقت في العاصمة القطرية، مساء أمس الأحد، فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان كتارا للرواية العربية، بالقاعة 12 بحضور عدد من المسؤولين والإعلاميين وجمهور من المهتمين بالشأن الثقافي.

وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، في كلمته الافتتاحية، إن هذه الجائزة أصبحت منارة تضيء طريق المبدعين والموهوبين في العالم العربي، من خلال تنفيذ مشاريع ثقافية مختلفة تربط الرواية بالفن التشكيلي، والرواية بالدراما في المسرح الروائي، حتى أصبحت الجائزة عربية بامتياز بدعم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) ومن جميع الدول العربية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من هو مختوم قولي فراغي الذي يشارك بزشكيان في ذكرى رحيله بتركمانستان؟list 2 of 2الفائزة بنوبل للآداب هان كانغ: لن أحتفل والناس يقتلون كل يومend of list

وأكد السليطي أن الجائزة عززت مشهدا أدبيا عربيا نابضا بالحياة، يربط بين الكتاب والنقاد والقراء، ويعرض قوة الرواية العربية للعالم.

وعبر مدير عام كتارا عن فخره بالنمو المستمر والمشهود لهذه الجائزة "مما يؤكد توقد قرائح الكتاب العرب، وتفاعلهم مع قضايا مجتمعاتهم، وهموم الإنسانية جمعاء، لتحقيق التقارب بين الثقافات" داعيا الحضور للاحتفال بإنجازات المبدعين العرب الذين يسطرون عبر الدورات المتعاقبة للجائزة فصلا جديدا في تاريخ الأدب العربي الذي يستمد قوته وتأثيره من الإرث الحضاري العربي المشهود له بالتميز والنبوغ.

مكتبة وجائزة الرواية العربية

وشهد الحفل الافتتاحي عزف "سيمفونية الرواية" وهي تجربة موسيقية من تصور وإشراف الدكتور ناصر سهيم، وثمرة تعاون بين مؤسسة كتارا وأوركسترا قطر الفلهارمونية. وقد استمتع الحضور بالمزج المبتكر بين سحر الموسيقى الأوركسترالية والسرد المشوق في الرواية، والذي يعد شهادة على قوة التناغم والإمكانيات اللامحدودة لمكونات الفن.

وقال المشرف العام على الجائزة خالد السيد إن مهرجان الرواية يحتفي هذا العام بمرور 10 سنوات على إطلاق الجائزة منذ عام 2014 وبداية الدورة الأولى عام 2015، حيث استطاعت الجائزة خلال عقد من الزمان تكريس وجود الرواية العربية عالميا، ونجحت كتارا بالتعاون مع "ألكسو" في تخصيص منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أسبوعا عالميا للاحتفاء بالرواية العربية سنويا الفترة من 13 وحتى 20 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.

لكل عشاق الرواية! #معرض_كتارا_للكتاب الثاني 2024 يعرض أعمالًا مميزة لعدة كُتاب. لا تفوتوا هذه التجربة الأدبية في #قاعة_كتارا مبنى رقم 12 والمستمر حتى 20 أكتوبر الجاري #للرواية_حق_التكريم#الأسبوع_العالمي_للرواية#قطر #كتارا#كتارا_ملتقى_الثقافات#كتارا_وجهة_ثقافية_سياحية pic.twitter.com/ZPg56bXzMX

— كتارا | Katara (@kataraqatar) October 13, 2024

وأضاف السيد -في حديثه لوكالة الأنباء القطرية- أن هناك تطورا ملحوظا في الجائزة وحضورها عربيا، فقد شهدت دورتها الأولى 700 مشاركة لتصل اليوم في نسختها العاشرة إلى 1800 مشاركة بمجموع 6 فئات رئيسية، منوها بأن الجائزة تشهد تطورا نوعيا أيضا من حيث الفئات، فقد تمت إضافة فئة الرواية التاريخية ومن قبلها القطرية ورواية الفتيان والدراسات النقدية.

وأوضح أن عدد المشاركات في الجائزة على مدار السنوات العشر بلغت حتى الآن 15 ألفا و202 مشاركة، منها 5003 في مجال الرواية المنشورة، و8217 رواية غير منشورة، كما تقدمت للجائزة 673 دراسة نقدية، إلى جانب 1155 من روايات الفتيان غير المنشورة.

كما أصدرت كتارا أكثر من 250 إصدارا من الروايات الفائزة والأعمال المترجمة إلى الإنجليزية والفرنسية لـ169 فائزا حتى الآن.

وأضاف السيد "نجحنا في تأسيس مكتبة للرواية العربية في كتارا وكذلك إنشاء دليل للروائيين العرب فضلا عن إصدار طابع خاص بالرواية، كما سعينا لربط الرواية بالفنون الأخرى كالفن التشكيلي والمسرح الروائي" منوها بأن مهرجان هذا العام والذي يحتفي كذلك بالرواية المغربية في إطار العام الثقافي "قطر-المغرب 2024" ولذلك تم التركيز على الإبداعات المغربية.

الوزاني شخصية العام

واشتمل برنامج حفل الافتتاح على افتتاح معرض يروي سيرة ومسيرة الأديب المغربي التهامي الوزاني والذي اختير شخصية العام، في تقليد سنوي للجائزة يتم خلاله الاحتفاء بشخصية أدبية كان لها أثر في تطور الرواية العربية، كما تم افتتاح معرض كتارا للكتاب في نسخته الثانية، بمشاركة دور النشر القطرية والمكتبات الكبرى إلى جانب 4 دور نشر كويتية.

معرض يروي سيرة ومسيرة الأديب المغربي التهامي الوزاني والذي اختير شخصية العام (الجزيرة)

وشهد اليوم الأول للمهرجان 3 فعاليات مصاحبة تمثلت في ورشة بعنوان "روايات الفتيان والفن التشكيلي" وندوة تحت عنوان "الرواية والمجتمع" شارك فيها كل من الكاتبين السوداني أيمن خير والإريتري هاشم محمود، وأدارها الإعلامي محمد دحو.

الرواية العربية الحديثة

قال خير إن الرواية العربية الحديثة، بما فيها من ثراء ثقافي واجتماعي، ليست فقط أداة للتسلية أو الإمتاع الأدبي، بل وسيلة للتفكير والتغيير، تعكس هموم المجتمع وتحكي قصصه بصدق وقوة، وهذا التنوع الثقافي والتراثي هو ما يضمن لها القدرة على التواصل مع الأجيال المقبلة، والبقاء كجزء أساسي من الهوية الثقافية المشتركة، مستعرضا عددا من النماذج الروائية من أبرزها رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للسوداني الراحل الطيب صالح.

ومن جهته قال محمود: وجدت القضايا المجتمعية بمفهومها الواسع ضالتها في السرد، ومن ثم في الرواية بوصفها أكثر الأجناس الأدبية استيعابا لحياة البشر وما يطرأ عليها من موجات، وما يتخللها من حركات ومساع لتأصيل القيم والمبادئ والهوية وصولا إلى الحياة المشتهاة كهدف أسمى، يتوق إليه هذا الجنس الأدبي الرفيع (الرواية).

واستعرض محمود نماذج من الرواية العربية والأفريقية، مقدما 3 عوالم أدبية في 3 أقطار أفريقية، وهي نجيب محفوظ (مصر)، نجوبي واثيونجو (كينيا)، عبد الكريم جويطي (المغرب).

جانب من اللقاء النقدي حول "كتابة الرواية: مفاهيم وتطبيقات نقدية" ضمن فعاليات #مهرجان_كتارا_للرواية_العربية 2024، الذي ناقش النقاد تطور أساليب الكتابة الروائية وتحدياتها.#للرواية_حق_التكريم#الأسبوع_العالمي_للرواية#كتارا #قطر#كتارا_ملتقى_الثقافات#كتارا_وجهة_ثقافية_سياحية pic.twitter.com/qT2yuSMFXO

— كتارا | Katara (@kataraqatar) October 13, 2024

كما أقيمت جلسة نقدية حول كتاب "كتابة الرواية مفاهيم وتطبيقات" للروائي الدكتور أحمد عبد الملك، الناقد المغربي الدكتور عبد الرزاق المصباحي. ويقدم الكتاب رؤى نقدية حول أساسيات كتابة الرواية، وشرح الخصائص السردية، والملاحظات العامة حول الرواية العربية من خلال مناقشة 3 روايات حائزة على جائزة كتارا وهي "ميهود والجنية، حدث في الإسكندرية، عذراء غرناطة" وشملت النقاشات المادة الروائية، الشخصيات والذوات، الزمان والمكان، اللغة، المساعدات السردية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للروایة العربیة الروایة العربیة

إقرأ أيضاً:

الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية

فازت الكويتية نجمة إدريس بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في دورتها السابعة اليوم الثلاثاء عن مجموعتها القصصية "كنفاه" الصادرة عن دار صوفيا للنشر في الكويت.

وتعد الجائزة، التي تأسست عام 2015، من أبرز الجوائز العربية في القصة القصيرة، وقد منحت سابقا لكتاب من مصر والمغرب والعراق وسوريا وفلسطين.

وقال مؤسس ورئيس مجلس أمناء الجائزة طالب الرفاعي إن "الرواية متسيدة في الإنتاج وفي الحضور وفي الجوائز أيضا، لذا انطلقت فكرة إنشاء جائزة تخص القصة القصيرة".

وأضاف أن الجائزة "تميزت منذ انطلاقها بأن يكون ضمن لجان الإعداد لها والذين جهزوا اللوائح الداخلية ونظامها الأساسي كبار كتاب القصة، وهو ما ضمن للجائزة حضورا عربيا كبيرا".

وكانت 10 مجموعات قصصية قد بلغت القائمة الطويلة للجائزة في ديسمبر/ كانون الأول، قبل أن تختصرها لجنة التحكيم في يناير/ كانون الثاني إلى 5 فقط.

وقال الكاتب والروائي أمير تاج السر رئيس لجنة التحكيم إن الجائزة "غدت مطمح كل كاتب قصة، وحلما راود الكثيرين، وهو ما كشفت عنه الإقبال المتنامي للمشاركة في الدورة السابعة التي استقبلت 133 مجموعة قصصية".

وأضاف أن ذلك "حدا بلجنة التحكيم إلى وضع معايير فنية دقيقة وواضحة، والعمل وفق تلك المعايير لقراءة وغربلة القصص، وفق جدول زمني، أخذها إلى الكثير من اللقاءات والنقاشات والحوارات، لحين الوصول إلى القائمة الطويلة ومن ثم القائمة القصيرة".

المجموعة القصصية "كنفاه" للكاتبة نجمة إدريس الصادرة عن دار صوفيا للنشر في الكويت (الجزيرة) "كنفاه" المجموعة الفائزة

تستمد المجموعة القصصية "كنفاه" عنوانها من إحدى قصصها، وهو اسم مستوحى من فن التطريز على النسيج برسوم ملونة، كما يظهر في تصميم غلافها، في إشارة رمزية إلى تفاصيل الحياة المتداخلة التي تنسجها القصص. تمنح المجموعة صورة غنية عن المجتمع وتحمل في طياتها دعوة للتأمل في مصائر الشخصيات وصراعاتها الداخلية.

إعلان

تضم المجموعة عددا من النصوص القصيرة التي تتشابه في حجمها لكنها تتنوع في شخصياتها وخلفياتها الاجتماعية، حيث تقدم نماذج مختلفة مثل أمهات من الطبقة الوسطى، مراهقات، وأفرادا من طبقات فقيرة، كما تسلط الضوء على شخصيات تعيش تجربة الاغتراب. والمشترك الأبرز بين أبطال القصص هو معاناتهم من الأسى الخفي، إذ تجمعهم محاولات مستمرة للبحث عن السعادة وسط يأس متولد عن تجارب حياتية قاسية تركت أثرها العميق في نفوسهم.

تميزت قصص المجموعة بأسلوب سردي مقنع، حيث جاء صوت كل شخصية متفردًا ومتماشيًا مع طبيعتها، رغم اختلاف الضمائر المستخدمة بين السرد بضمير الغائب والمتكلم. وتتناول القصص مواضيع مثل الاكتئاب، الاغتراب، العلاقات الأسرية، قهر العمالة الوافدة، وتأثير الماضي على الحاضر، وذلك من خلال شخصيات تنتمي لطبقات مختلفة داخل الكويت وخارجها. وجاء السرد هادئا وعميقا، بعيدا عن التكلف أو الغضب، مع حبكات فلسفية وإنسانية تقدم مفارقات مؤثرة، حيث يظهر الأسى في خلفية الأحداث دون أن يكون معلنا، عبر همسات سردية خافتة تعكس ألم الشخصيات الصامت.

استخدمت الكاتبة لغة سردية بليغة تناسب أجواء النصوص، واستعانت بالمفردات التراثية في بعض القصص، مثل قصة "فريج"، وهي أطول قصص المجموعة وتعكس الحياة الكويتية قبل النفط، حيث تربط بين جيلين مختلفين، مستعرضة التحولات الاجتماعية من زمن الحياة البسيطة إلى العصر الحديث.

تتنوع القصص بين الطابع الواقعي والتأملي، كما في قصة "هي التي تكلم الأشجار" والتي تختلف عن بقية قصص المجموعة لطابعها التأملي شديد الشعرية، إذ مزجت بين الحلم والواقع.

ولقد اشتهرت الكاتبة الكويتية "نجمة إدريس" بكتاباتها الشعرية التي رافقت مسيرتها الإبداعية لسنوات، قبل أن تتجه إلى عالم السرد الروائي، حيث أصدرت أعمالا مثل "حدائقهن المعلقة" و"سيرة الغائب" وغيرهما. وتأتي كنفاه ضمن أحدث أعمالها، وتميزت بتنوعها بين الواقعية والبعد التاريخي.

جائزة الملتقى للقصة القصيرة تأسست عام 2015، وتعد من أبرز الجوائز العربية الذي تقدم لدعم الكتاب العرب (الجزيرة) عن جائزة الملتقى

جدير بالذكر أن جائزة الملتقى أسسها الأديب الكويتي "طالب الرفاعي" بهدف تعزيز فن القصة القصيرة في العالم العربي وتشجيع الإبداع الأدبي بالشراكة مع الجامعة الأميركية في الشرق الأوسط بالكويت، والتي تعد الراعي الرئيسي للجائزة، عقب توقيع مذكرة تفاهم بين الملتقى الثقافي والجامعة الأميركية في الكويت يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2015.

إعلان

ولدعم الكتاب العرب في مجال القصة القصيرة وإبراز الإبداع الأدبي العربي عالميا، تقدم الجائزة مكافأة مالية للفائزين، بالإضافة إلى ترجمة الأعمال المرشحة للفوز إلى اللغة الإنجليزية، مما يتيح الوصول إلى جمهور عالمي أوسع.

وقد فاز بها في الدورات السابقة كتاب من عده دول مثل المغرب والعراق وسوريا ومصر وفلسطين.

مقالات مشابهة

  • "أبوظبي للغة العربية" يفتح باب المشاركة في "كنز الجيل"
  • نظرة على الدورة الـ75 لمهرجان برليناله السينمائي الدولي 2025
  • انطلاق جائزة حمدان – الألكسو للبحث التربوي المتميز
  • ننشر التفاصيل الكاملة للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025
  • ننشر حيثيات فوز الست روايات بالقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية
  • ترشيح رواية عراقية للفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية
  • إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025
  • “صلاة القلق” للكاتب أحمد سمير ندا تصل إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية
  • بالصور.. انطلاق حفل الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»
  • الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية