نجلاء سليمان تكتب: Joker: Folie à Deux .. حينما رفض العالم "المازح" مرتين
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
تأخرت كثيرا عن مشاهدة فيلم الجوكر الجديد Joker: Folie à Deux لأسباب مختلفة كان من بينها ردود الفعل السلبية الكثيرة حول العمل ومراجعات المتخصصين التي ألقت به إلى الهاوية ووصل الأمر بالبعض إلى وصفه بأنه أسوء جزء ثاني لأي عمل ناجح مر على السينما.
حاولت التخلص من حمل هذه الآراء ومشاهدة الفيلم بنظرة أولية خالية من كل التوقعات ومتأملة في رؤية أفضل.
السؤال الذي يبحث المشاهد عن إجابته طوال 140 دقيقة هي مدة الفيلم وطرحه الكثير من النقاد.. لماذا قرر صناع الجوكر تقديم عمل جديد بنفس فريق عمل الجزء الأول تقريبا وعدم الاكتفاء بالنجاح الكبير الذي حققه عام 2019 الذي كلل بالترشح والحصول على جوائز الأوسكار التتويجية؟
والحقيقة أن الإجابة كانت واضحة تماما.. هذا العمل يكشف لنا مصير آرثر فليك الذي ظلمه العالم منذ لحظة ولادته، وحتى مواجهة لمصيره المحتوم.. وأن كل آماله في الحياة لملاقاة الحب والاهتمام والتفهم لحالته النادرة تبددت على صخرة الواقع.
إيرادات الجزء الثاني من فيلم Joker مخيبة للآمال.. أيه الحكاية؟
الإضافة الكبيرة والمهمة والمخيبة للآمال أيضا، في هذا العمل كانت بطلته "ليدي جاجا" التي تلعب شخصية هارلي كوين، حبيبة جوكر التي منحته الحب والأمل والاهتمام.. ولكنه في النهاية لم يكن حبا خالصا كما اعتقد.
هارلي كوين لعبت الشخصية النسائية بالتابوه الشهير عنها.. سأحب هذا الراجل وسأحوله للعبتي التي أشكلها حسب رغبتي.. فلم تحب "لي" يوما الشخصية الضعيفة "آرثر فليك".. ولكنها كانت متيمة بما يمثله "الجوكر" من ثورة وجنون وجموح في أحيان كثيرة.
فكرة المخرج تود فيليبس التي لا يشكر عليها في Joker: Folie à Deux هي رغبته في إنتاج فيلم موسيقي غنائي تكملة لعمل تعبيري ثوري مليء بالحزن والعنفوان والكآبة المفرطة أحيانا.
لم تضف الموسيقى ولا الغناء أية مشاعر على العمل سوى الملل والرتابة والرغبة في الوصول سريعا إلى النهاية.. وبالتأكيد لم تقدم ليدي جاجا في هذا العمل سوى صوتها الجهوري وخيبة الأمل إلى بطلنا المسكين.
لكن دون ذلك أختلف مع كل من وصف العمل بأوصاف سيئة لأبعد مدى.. فآداء خواكين فينيكس لشخصية الجوكر تعاظم في الإجادة والإبداع وإن كان استحق الحصول على أوسكار أفضل ممثل في المرة السابقة.. فليس بعيدا عنه الترشح مجددا هذا العام.
الموسيقى المصاحبة لبعض مشاهد الجوكر كانت مؤثرة ومتفاعلة جدا حتى التصوير والمشاهد التعبيرية وتكويناتها مع توظيف الإضاءة، كانت معبرة في كثير من الأوقات.
وأخيرا.. يصدمنا العمل في أحد أهم مشاهده بأن الجوكر بالنسبة لـ"آرثر" لا يتجاوز المعنى البسيط للكلمة وهو "المازح"، الكوميديان الذي حلم أن يضحك الجمهور على نكاته، لا على بؤسه أو مأساته.
والحقيقة أن بطلنا "فليك" لم يكن يوما كوميديا خفيف الظل أو مازحا.. وحينما تخلى عن شخصية وماكياج الجوكر، رفضه الجميع، وعندما أدرك هذه الحقيقة هزمته وأعلن استسلامه أمامها.
رفض الجمهور والنقاد Joker: Folie à Deux لأنه تخلى عن فكرة الثورية وحاول إظهار الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع.. أن آرثر فليك ليس بطلا مغوارا ولا جيفارا مدينة جوثام.. ولكنه ببساطة مهرج رفضه العالم طوال حياته ورفضه الجمهور حينما تخل عن حلمهم بالثورة على الواقع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فيلم Joker 2 الجوكر خواكين فينيكس Folie à Deux
إقرأ أيضاً:
نجاة عبد الرحمن تكتب: الملائكة ليسوا وصمة عار
في ظاهرة باتت واضحة الوضوح بين بعض شرائح المجتمع المصري، من تباين في العِلاقة بين الأبناء و ألأباء و بين الآباء و الأبناء نجد أن هناك فجوة إنسانية قد طرأت على المجتمع، و ظهرت في شكل العِلاقة بينهما، و خاصة الآباء الذين رزقوا بأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة.
نجد أن هناك بعض الأسر التي تلجأ لانجاب الطفل الثاني و الثالث و ربما الرابع كنوع من الاحتراز و التعويض عن الابن صاحب الاحتياجات الخاصة، و يكون الاهتمام منصب على الأبناء الأسوياء و يكون الإهمال من نصيب الابن ذوي الإعاقة.
و هناك فجوة كبيرة لدى نسبة ضئيلة من الشريحة المجتمعية التي رزقت بطفل من أصحاب متلازمة داون، نجد الأسرة تشعر ببعض الخزي و التواري و ربما محاولة التنكر للطفل و حبسه بعيدا عن أعين المجتمع المحيط كأنه وصمة عار على جببن الأسرة لمجرد أن ملامحه تظهر عليه الإعاقة.
بالإضافة عن التفضيل في كل شيء و نوع المعاملة كأب و كأم تجاه ذلك الطفل، فنجد أن هذا الطفل يعاني الاضطهاد و الظلم و الحرمان البيئي و الحرمان الإنساني، حتى في نوع الطعام المقدم اليه نجد أن بعض الأسر تتناول أشهى الأطعمة و تترك بواقي الطعام للابن المعاق، بالرغْم أن هذا الطفل يعد أحد أهم أسباب و مصادر الرزق لهم، فتلك الأسر تعمل جاهدة على الحصول على الامتيازات التي منحتها الدولة لأولادنا من ذوي القدرات الخاصة، و في المقابل يتم اقتناص تلك الامتيازات لصالح الأبناء الأسوياء بينما أصحاب الحقوق الأصليين يجدون النكران و الحرمان.
نجد تلك الأسر تشتري أفخم الملابس للأبناء الأسوياء و أحط أنواع الملابس المتهالكة للابن ذوي الإعاقة بالرغم من أنه صاحب الفضل الأول في رزق الأسرة و مصدر سعادتها، و تربحها من جرّاءِ إعاقته فضلا عن الرزق الإلهي.
لذلك أطالب الأزهر الشريف بتكثيف حملات توعية دينية من خلال المنابر المختلفة سواء بخطب الجمعة و المناسبات الرسمية الدينية و المنابر الإعلامية بفضل حسن التعامل مع الأبناء من ذوي القدرات الخاصة و فضل الإحسان إليهم.
و كذلك وزارة العدل و مجلس النواب بضرورة سن قانون يقر عقوبة على الآباء و الأمهات التي تسيء التعامل مع أبنائهم من ذوي القدرات الخاصة.
ويحق لوزارة التموين و التجارة الداخلية بحرمان تلك الأسر من الدعم العيني الذي يحصلون عليه، و كذلك وزارة التضامن الاجتماعي بعمل بحث دوري على الأبناء و متابعتهم و رؤيتهم قبل صرف المعاش الشهري و عمل كشف تحريات حول معاملة الأسرة للابن المستحِقّ للمعاش، حتى نضمن إنه لا يتم الإتجار بهم من قبل أسرهم.
و أذكر أنهم منحة إلهيه و ليست محنة، هم اختبار لقدرة الأسرة و خاصة الأم و الأبُّ على التحمل و المثابرة و حسن الرعاية و الإنفاق، لدخول الجنة دون عناء، على قدر الاهتمام بهم يكون قدر تقربك لله، كلما أنفقتم عليهم يكون متسع الرزق أكبر و أوسع من حيث لا تحتسبوا، و بقدر البخل عليهم يكون ضيق الرزق و المشكلات و العراقيل و الابتلاءات في من فضلتموهم عليهم، بقدر الإحسان يكون مقدار الجزاء من الله.
فلا يعقل أن تكون مصليً و حاجً و تخرج الصدقات و الزكاة و تبخل في أقرب الناس إليك فلذة كبدك لمجرد أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، لن تقبل أعمالك لن يبارك الله لك في رزقك، فإذا أردت البركة و الخير و الرزق أحسن للملاك الذي رزقك الله به و لا تخجل منه أخرج به واجه به المجتمع فهو ليس وصمة عار.
فهنيئاً لمن لديه ملاكا بمنزله يعيش إلي جواره و ينعم بخيراته و بركته.