إن انخفاض عدد الرشقات الصاروخية الموجهة من حزب الله نحو إسرائيل، يشير إلى عدة احتمالات؛ أولها الرواية الإسرائيلية التي تتحدث عن نفاد مخزون حزب الله، جرّاء الهجمات العديدة على مستودعاته، والسيناريو الثاني أن هذا الأمر دلالة ضعف بنيوي بعد اغتيال العديد من قيادات الحزب، بالإضافة إلى مقاتلي البيجر والذين ظهرت لهم صور في إيران يتلقون العلاج.
وأضاف قائد ميداني لحزب الله أن المقاتلين يتمتعون بالمرونة في تنفيذ الأوامر «وفقاً لقدرات الجبهة»، ووصف القيادة الجديدة بأنها «دائرة ضيقة»، وهي القيادة الجديدة التي قيل إنها شكّلت بعد 72 ساعة من اغتيال نصرالله، وأن الجماعة قررت أن تخوض حرب استنزاف، والقيادة الجديدة على ما يبدو تعول على الشبكة الهاتفية الأرضية، والتي لم تهاجمها إسرائيل.
هذا السيناريو يتماشى أيضاً مع العملية التي وجهت لقوات اليونيفيل، والتي كانت مؤشراً على إقدام إسرائيل على شراء أعداء أوروبيين مجاناً، حتى لو كان مقاتلو حزب الله يتمترسون خلف قوات اليونيفيل، خاصة إذا أدركنا أن ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا تأتي في المركز الثاني في تصدير السلاح لإسرائيل، والذي يأتي ما يقارب 70% منه من الولايات المتحدة، وكانت كندا وهولندا واليابان وإسبانيا وبلجيكا أعلنت أنها ستتوقف عن شحن الأسلحة إلى إسرائيل.
وعامل آخر ضاغط على إسرائيل بشكل يجعل إطالة أمد الحرب تأتي في غير مصلحتها، وهو العامل البشري، ومن ذلك ما أشار له الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك في مقال نشرته صحيفة «هآرتس»، من أن إسرائيل «ستنهار في غضون عام» في حال استمرت حرب الاستنزاف المستمرة ضد حركة حماس وحزب الله اللبناني. فتجاوز عدد القتلى 700 جندي وعدم التقدم في ملف الرهائن، يمثل ضغطاً شعبياً إسرائيلياً كبيراً على الحكومة.
أما الخسائر الاقتصادية فكبيرة وقد تجاوزت 67 مليار دولار، وخفضت وكالة فيتش، هذا الأسبوع، التصنيف الائتماني لإسرائيل من «A+» إلى «A»، وأضافت الوكالة: نتوقع عجزاً في الميزانية بنسبة 7.8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، وأن يظل الدَّين أعلى من 70% من الناتج المحلي الإجمالي في الأمد المتوسط.
لكن ومن جانب آخر، هل تتحمل غزة خسائر أكثر من 41 ألف نسمة قضوا في الحرب، وما يتجاوز التسعين ألف مصاب، مع شح كبير في المواد الغذائية والصحية، وهل يتحمل حزب الله سيناريو نجاح التوغل البري في جنوب لبنان، خاصة بعد أن أفرغت جل القرى الجنوبية من سكانها، والذين يفترشون أرصفة كورنيش بيروت، والأهم في سيناريو الاستنزاف، هل سينجح حزب الله في جلب صواريخ إضافية عبر سورية؟ خاصة بعد التموضع الجديد لنظام الأسد، والذي كان أحد مؤشراته ابتعاد الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد عن مواقع الحزب والتأكد من خلو مقرات الفرقة من أي عناصر للحزب.
ختاماً، تعد هذه الخسائر مقبولة ومبررة إسرائيلياً، إذا استطاعت تحييد خطر حماس وحزب الله لعقدين من الزمان، وربما وأد حل الدولتين، مع العلم أن بعض الأهداف المرجوة ليست سهلة المنال، فلا النووي الإيراني ولا المقرات النفطية الإيرانية مسموح استهدافها، فالأول مرفوض أمريكياً، والثاني سيشتري غضبة صينية غير محبذة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، أنه ضرب خلال الليل عدة أهداف لحزب الله في سهل البقاع بشرق لبنان، رغم وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية نوفمبر.
وأفاد الجيش في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أنه "خلال ليل (الخميس) ... ضرب سلاح الجو الإسرائيلي عدة أهداف إرهابية لحزب الله في سهل البقاع في لبنان، كانت تشكل تهديدا"، مؤكدا أنه يبقى "ملتزما" بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والحزب.
وأوضح البيان أن بين المواقع المستهدفة "بنية تحتية تحت الأرض تستخدم لتطوير وصناعة أسلحة"، مؤكدا كذلك ضرب منشآت "على الحدود السورية اللبنانية يستخدمها حزب الله لتهريب الأسلحة إلى لبنان".
من جانبها، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية: "أغار الطيران الحربي المعادي عند الثالثة من بعد منتصف الليل على السلسلة الشرقية في البقاع".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس "اعتراض" مسيرة لحزب الله أطلقت بحسبه باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وندد الجيش الجمعة بـ"انتهاك" لوقف إطلاق النار الهش الساري بين إسرائيل وحزب الله منذ 27 نوفمبر والذي وضع حدا لحرب اندلعت مع إعلان الحزب "حرب إسناد" لغزة غداة هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 واندلاع الحرب في القطاع.