لماذا تستهدف إسرائيل «اليونيفيل»؟
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
معظم دول العالم استنكرت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل) لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي وللقرار 1701 وللتفويض الممنوح لهذه القوات من مجلس الأمن، كما أنها تشكل اعتداء على الدول المشاركة في هذه القوات، لذلك استدعت بعضها سفراء إسرائيل لديها للاحتجاج على ما قامت به القوات الإسرائيلية وإصابة عدد من الجنود وتضرر أجهزة ومعدات داخل مقر قيادة هذه القوات في منطقة الناقورة في جنوب لبنان.
وكانت إسرائيل وجهت إنذاراً للقوات الدولية بالانسحاب من مواقعها، لكن المتحدث باسم هذه القوات أندريا تبنينتي أكد التمسك بالبقاء في المواقع، معتبراً الاعتداء «من أخطر الأحداث التي وقعت خلال ال 12 شهراً الماضية».
الحقيقة أن عداء إسرائيل لقوات «اليونيفيل» ليس جديداً، ولطالما سعت إلى تعديل قرار مجلس الأمن الخاص بتفويض هذه القوات منذ إنشائها عام 1978، لأنها تعتبر هذا الوجود عقبة أمام أطماعها بالتوسع والعدوان، إضافة إلى أن هذا الوجود يمثل شاهداً على مواصلة انتهاكاتها البرية والبحرية والجوية للأراضي اللبنانية من خلال التقارير اليومية التي ترصد هذه الانتهاكات، ثم إن هناك عداء مستحكماً بين إسرائيل ومنظمة الأمم المتحدة وكل مؤسساتها والقرارات التي تصدر عنها.
ولعل سعيها لتفكيك وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومصادرة ممتلكاتها في مدينة القدس، واعتبار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «شخصاً غير مرغوب فيه»، ومنعه من دخول إسرائيل، والحملة الضارية على الأمم المتحدة التي قادها مندوب إسرائيل فيها خلال الفترة الأخيرة ودعوته إلى محوها وتمزيق ميثاقها أمام وفود العالم، واتهامها ب«الوقاحة»، كلها أدلة على خروج إسرائيل على مبادئ الأمم المتحدة وازدرائها للمبادئ التي تمثلها ولكل ما يمت إليها بصلة.
لا غرابة إذن في أن تستهدف إسرائيل الآن قوات «اليونيفيل» وما تمثله.. لكن لماذا؟
* أولاً لا تريد شاهداً دولياً على جرائمها ضد المدنيين بعدما دمرت طائراتها العديد من القرى وقتلت آلاف المدنيين وشردت أكثر من مئة ألف مواطن.
* كان من المقرر بحسب التفويض الممنوح لها أن تمنع قوات «اليونيفيل» الاعتداءات ومراقبة وقف إطلاق النار، إلا أن دورها الحالي لم يستطع منع العدوان الإسرائيلي، وبالتالي فإن إسرائيل تمنع هذه القوات من القيام بدورها سعياً منها لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن يناسب أهدافها، وربما استبدالها بقوات متعددة الجنسيات تمتد مهامها لمراقبة الحدود السورية - اللبنانية.
* إبعاد قوات «اليونيفيل» شمالاً حتى نهر الليطاني كي يتسنى للقوات الإسرائيلية احتلال المنطقة وتفريغها من سكانها، لأن إسرائيل تعتبر أن القوات الدولية لم تقم بالدور المطلوب الذي تريده، وهو جزء من جهودها المستمرة في هذا الصدد، أي إعادة إنتاج واقع جديد على الحدود اللبنانية الجنوبية.
* توجيه رسالة إلى الحكومة اللبنانية والمؤسسات الدولية بأنها تريد ترتيبات أمنية جديدة تناسبها، ربما على شاكلة اتفاق 17 أيار/ مايو عام 1983 الذي أُبرم بعد الغزو الإسرائيلي عام 1982 وسقط من دون إقراره.
إن إسرائيل ترفع سقف مطالبها بالاعتداء على القوات الدولية وبتكثيف اعتداءاتها على كل لبنان وبمحاولة الغزو البري لعلها تحقق أهدافها.. لكن، هل تستطيع؟ وهل يسمح لها المجتمع الدولي بذلك؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله الأمم المتحدة مجلس الأمن هذه القوات
إقرأ أيضاً:
دبلوماسية ولي العهد بالقضايا الدولية.. حكمة وقيادة تعكس مكانة المملكة
بالأمس أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن امتنانها لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على قيادته الحكيمة ورعايته لاستضافة المحادثات الثنائية مع الوفود الروسية والأوكرانية في الرياض.
وقال البيت الأبيض في بيان: إن المحادثات أثبتت مرة أخرى دور المملكة العربية السعودية كوسيط رئيس يسهم في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
هذه الوساطة التي تعكس مكانة المملكة في الدبلوماسية الدولية ليست نتاج اليوم، إنما جائت بعد جهد دؤوب من سمو ولي العهد على مدار سنوات، عمل خلالها على وضع دبلوماسية سعودية تدعو إلى السلام والتمسك بالحقوق الإنسانية وتقريب الرؤى الدولية المختلفة.
وفي الذكرى الثامنة لبيعة سمو ولي العهد نسترجع أهم محطات الدبلوماسية السعودية في 8 سنوات ماضية..
دبلوماسية ولي العهد اليمن
في أبريل 2017، أكد ولي العهد خلال استقباله كبار مشايخ القبائل اليمنية أن المملكة العربية السعودية تنظر إلى اليمن باعتباره عمقًا استراتيجيًا للأمة العربية، مشددًا على أن العدوان الذي استهدف الجمهورية اليمنية كان من أكبر الأخطاء التي ارتكبت بحق العرب. كما أوضح أن المملكة، إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية، تعتبر من واجبها الوقوف إلى جانب اليمن ودعمه.
وفي مايو 2017، استضافت المملكة الاجتماع التمهيدي الخاص بالتعافي، بناءً على توصية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث تم تكليف وزارة المالية بتنظيمه كخطوة نحو الوفاء بالالتزامات الإقليمية والدولية لدعم عملية التعافي وإعادة الإعمار في اليمن على المديين القصير والمتوسط. وأكد الاجتماع على أهمية الجهود الدولية في تقديم المساعدة لضمان حياة كريمة للشعب اليمني.
وفي نوفمبر 2019، وبحضور ولي العهد السعودي والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، تم التوقيع على اتفاق الرياض بين حكومة اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي، مما عزز الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في اليمن.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } سمو ولي العهد خلال استقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - واس
وفي أبريل 2022، أجرى ولي العهد اتصالًا هاتفيًا مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تم خلاله استعراض الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث أعرب غوتيريش عن امتنانه لجهود المملكة في تحقيق الهدنة بين أطراف الأزمة اليمنية، ودعمها المستمر للوصول إلى حل سياسي شامل.
كما التقى ولي العهد في الديوان الملكي بقصر السلام بجدة في سبتمبر 2022 بمنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي بريت ماكغورك، وكبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكستين، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، حيث ناقش اللقاء تطورات الأزمة اليمنية والمستجدات الإقليمية الأخرى.
وفي أبريل 2022، استقبل ولي العهد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، وأعضاء المجلس، حيث عبر عن دعم المملكة للمجلس وتطلعه إلى أن يسهم تأسيسه في بدء مرحلة جديدة في اليمن، تنقله من الحرب إلى السلام والتنمية.
الوساطة الدوليةتجلت مساعي ولي العهد الناجحة في القضايا الدولية في الوساطة السعودية الإماراتية المشتركة في 9 ديسمبر 2022، التي أسفرت عن عملية تبادل المسجونين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، مما أكد الدور المؤثر لولي العهد السعودي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في حل الملفات ذات الطابع الإنساني.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } عملية تبادل المسجونين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا،
وفي مارس 2023، عقد ولي العهد اجتماعًا مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي وأعضاء المجلس في الديوان الملكي بقصر اليمامة، حيث تم استعراض آخر مستجدات الأوضاع اليمنية، والتأكيد على استمرار دعم المملكة للمجلس والحكومة اليمنية، والجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل برعاية الأمم المتحدة.
الأزمة الروسية الأوكرانية
أعلنت المملكة العربية السعودية موقفها الواضح من الأزمة الروسية الأوكرانية، القائم على أسس القانون الدولي، حيث أكدت دعمها للجهود الرامية إلى حل النزاع عبر الحوار والدبلوماسية. وحرصت المملكة، تحت إشراف ولي العهد، على تكريس الجانب الإنساني، فوفرت مساعدات إنسانية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، شملت مواد غذائية وطبية، بالإضافة إلى تقديم منحة مشتقات بترولية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } سمو ولي العهد خلال استقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - واس
وفي 21 سبتمبر 2022، نجحت وساطة ولي العهد في الإفراج عن عشرة أسرى من مواطني المغرب، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والسويد، وكرواتيا، في إطار عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا. وقد لاقت هذه الوساطة إشادة دولية واسعة، حيث عبرت الولايات المتحدة وبريطانيا عن شكرهما للأمير محمد بن سلمان على جهوده الناجحة.
وفي سبتمبر 2022، أجرى ولي العهد اتصالًا هاتفيًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث شكره بوتين على مساهمته الفاعلة في إنجاح عملية تبادل الأسرى. كما أجرى بوتين اتصالًا آخر في مارس 2022، أكد خلاله ولي العهد موقف المملكة الداعم لحل سياسي للأزمة.
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، جرى بحث الأزمة الأوكرانية، حيث أكد ولي العهد دعم المملكة للجهود الدولية الرامية إلى التوصل لحل سياسي، كما أعلنت المملكة تمديد تأشيرات الزائرين والسياح والمقيمين الأوكرانيين في المملكة.
وفي سبتمبر 2022، استقبل ولي العهد في قصر السلام بجدة، المستشار والمبعوث الخاص للرئيس الأوكراني رستم أومرييف، حيث عبر الأخير عن تقدير بلاده للجهود الإنسانية التي بذلتها المملكة، وأكد ولي العهد دعم المملكة لكافة الجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة.
| جانب من استضافة المملكة العربية السعودية للمحادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية. pic.twitter.com/6IzC780p6z— وزارة الخارجية(@KSAMOFA) February 18, 2025أحدث جهود الوساطة
في 18 فبراير 2025، استضافت المملكة، بتوجيه من ولي العهد، المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة في العاصمة الرياض، مما أسفر عن إنهاء الخلاف بين البلدين.
وفي 20 فبراير 2025، تلقى ولي العهد اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث عبر الأخير عن شكره لاستضافة المملكة للمحادثات المثمرة، مشيدًا بعمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي 11 مارس 2025، استضافت المملكة في جدة محادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، حيث وافقت أوكرانيا خلال الاجتماع على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، شريطة التزام روسيا بذلك.