لبنان ٢٤:
2025-02-07@01:56:07 GMT

التسوية المطلوبة: وفق أي ضمانات؟

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

التسوية المطلوبة: وفق أي ضمانات؟

كتب جوني منيَر في" الجمهورية": تستمر الحرب الإسرائيلية على لبنان وفق الوتيرة القائمة حالياً. أي استمرار الضربات الجوية العنيفة على طول المساحة اللبنانية والمترافقة مع مواجهات ميدانية في الجنوب تحت سقف محدّد، في انتظار ما ستؤول إليه التطورات بين إيران وإسرائيل. لذلك عمدت باريس الى تكثيف ضغوطها بغية تحقيق إنجاز ما داخلي لبناني تحسباً لمزيد من تدهور الأوضاع الإقليمية.

وتدعم واشنطن تحركات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وهي التي أبدت قلقها لإسرائيل حيال خرق ما كان تمّ التوافق حوله في لبنان لناحيتين:  الأولى قصف عمق بيروت، وهو ما يخرق التفاهم الذي قام على أساس ضرب الأهداف العسكرية ل »حزب الله » فقط، وتحييد الأماكن المدنية. لكن التبرير الإسرائيلي تحدث عن ملاحقة هدف عسكري هو وفيق صفا وليس لاستهداف مناطق مدنية في بيروت. ولاحقاً أبلغت واشنطن إلى المسؤولين اللبنانيين أنّها انتزعت من إسرائيل التزاماً جديداً بتحييد الأماكن السكنية في العاصمة. 
 الثانية، الطلب من قوات «اليونيفيل » الإنسحاب الى مسافة 5 كلم. وهو ما يعني أنّ إسرائيل تخطط للدخول إلى هذا العمق والبقاء فيه، وأن يصبح الخط الفاصل على بعد 5 كلم من الحدود. وبالتالي سيسقط القرار 1701 وتعمل إسرائيل على فرض أمر واقع جديد. وخلال تواصل الإدارة الأميركية مع تل أبيب تمّ التشديد على رفض أميركي وأوروبي كامل لأي خطوة من هذا النوع، خصوصاً أنّها ستكون بمثابة الخطأ الكارثي على اسرائيل نفسها. فترسيخ الإحتلال سيعيد منح «حزب الله » شرعية المقاومة وسط تأييد شعبي لبناني منطقي، وسيجد قوى إقليمية عدة مستعدة لمساعدته وتسليحه مجدداً. وهو ما يعني نسف كل الأهداف المطلوبة الآن. وسيمنع ذلك قيام دولة قوية في لبنان، وسط تصاعد النزاعات الداخلية. وجدّدت واشنطن تأكيد تمسكها بانسحاب إسرائيلي بري في حال القيام بعملية عسكرية تقول إسرائيل إنّها تهدف لتدمير البنية العسكرية التحتية ل «حزب الله».
في الواقع بات واضحاً وجود توافق أميركي  أوروبي  إسرائيلي على إنهاء التركيبة العسكرية لحزب الله. وأنّ هذا الأمر سيُقابل بخطوات مماثلة على الساحة السورية، ما سيؤدي الى تقليص النفوذ الإيراني عند الساحل الشرقي للبحر المتوسط الى حدّه الأدنى، وليصبح ضعيف التأثير. 
وفي المقابل، يتمّ التفاهم مع إيران على أدوار جديدة، بدأ بعضها بالظهور في العراق وبعضها الآخر ينتظر تفاهمات إضافية في الخليج وآسيا الوسطى، وبعد أن تكون تمّت إعادة تنشيط الإقتصاد الإيراني من خلال رفع العقوبات. ولكن ثمة أسئلة في هذا المجال حول ما ستؤول إليه الأمور بين إسرائيل وإيران، والأهم على أي صورة سترسو الإنتخابات الرئاسية الأميركية. وهذا ما يدعو ماكرون الى دفع طهران الى إنجاز ترتيبات سياسية في لبنان إستباقاً لأي مفاجآت غير سارة قد تحصل وتأخذ الأمور الى منحى أكثر دراماتيكية.  
ومن هنا الضغط الذي تمارسه باريس بمواكبة أميركية لإنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان سريعاً، وحتى قبل وقف إطلاق النار. ولأنّ الرئيس نبيه بري يُعتبر نقطة الإرتكاز على هذا الصعيد وصاحب الدور المحوري، فلا بدّ من ملاحظة النقاط الآتية:  الإتصال الطويل بين بري ووزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن.  تفويض «حزب الله » العلني والكامل إلى بري.  زيارة رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف لبيروت بدعوة من بري، في وقت لم يمرّ سوى أيام على زيارة وزير الخارجية الإيراني لها.  
 ووفق ما تسرّب، فإنّ الأوساط الديبلوماسية الغربية تتحدث عن تقدّم صريح في ملف الإستحقاق الرئاسي، وأنّ المفاوضات الدائرة في الكواليس تتركّز حول ضمانات وترتيبات مطلوبة ومطروحة للمرحلة المقبلة، إن ميدانياً أو على مستوى الحكومة المقبلة. لكن هذه الأوساط تقرّ بأنّ تأمين ولادة هذا الإتفاق يتطلّب أيضاً حفظ ماء وجه الفريق الشيعي خصوصاً على المستوى الميداني، وهو ما يجب أخذه في الإعتبار. قد تبدو الصورة شديدة الخطورة والتعقيد، لكن تاريخ منظومة «ثاد » الأميركية ستعزّز دفاع إسرائيل وتؤجج الصراع لبنان يشهد على أنّ الحلول تولد من رحم الأحزان.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله وهو ما

إقرأ أيضاً:

لبنان يأمل من أورتاغوس طمأنته بانسحاب إسرائيل في 18 شباط

كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يتصدر الوضع في جنوب لبنان، مع ارتفاع منسوب المخاوف من عدم تقيُّد إسرائيل بمهلة التمديد التي طلبتها للانسحاب من الجنوب والتي تنتهي في 18 شباط الحالي، جدول أعمال اللقاءات التي ستعقدها مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، فور وصولها إلى بيروت في الساعات المقبلة، للتأكد من مدى التزام بلادها بتطبيق الاتفاق لتثبيت وقف النار تمهيداً للشروع في تنفيذ القرار؛ لأنها الضامنة له، وكانت وراء التوصل إليه بشخص مستشار الرئيس الأميركي السابق، أموس هوكستين، الذي قاد المفاوضات بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بتفويض من «حزب الله»، وبين إسرائيل.

فزيارة الموفدة الأميركية تبقى «جنوبية بامتياز»، وسترأس اجتماعاً لـ«اللجنة الخماسية» المشرفة على تطبيق الاتفاق يُعقد بمقر قيادة «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)» في الناقورة، على أن تقوم بجولة تفقدية، كما علمت «الشرق الأوسط»، يرافقها فيها قائد الجيش بالإنابة رئيس الأركان اللواء حسان عودة، تشمل المواقع التي يتمركز فيها الجيش اللبناني بالبلدات الواقعة جنوب الليطاني والتي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، رغم أنه أبقى على بعض الممرات المؤدية إليها، ولا يزال يحتل مواقع استراتيجية في القطاع الغربي لمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم.

وتأتي جولة أورتاغوس على مراكز انتشار الجيش للتأكد من جاهزيته واستعداده لتوسيع انتشاره بمؤازرة «يونيفيل» ليشمل القرى الواقعة في القطاع الشرقي، خصوصاً أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لها يبقى العائق الوحيد أمام بسط سلطة الدولة على جميع أراضيها في الجنوب، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين؛ لأنه من غير الجائز أن يوجد فيها الجيش إلى جانب الجيش الإسرائيلي الذي يرفض الانسحاب منها ويحتفظ بسيطرته على عدد من المواقع..

ويأمل لبنان الرسمي أن تؤدي جولة الموفدة الأميركية على الجزء المحرر من جنوب الليطاني إلى طمأنته بأن الانسحاب سينفَّذ في موعده يوم 18 شباط الحالي، انطلاقاً من قناعتها بقدرة الجيش بمؤازرة «يونيفيل» على توسيع انتشاره ليشمل ما تبقى من البلدات. وفي هذا السياق، تقول مصادر رسمية لبنانية إن انسحاب إسرائيل يمهد الطريق أمام تطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته. وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «وحدات الجيش المنتشرة في البلدات المحررة جنوب الليطاني تسيّر الدوريات المؤللة بمؤازرة (يونيفيل) وتتعاون مع رئيس لجنة الرقابة المشرفة على تثبيت وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز». وتلفت إلى أن «وحدات الجيش لم تتردد في وضع اليد على الإنشاءات العسكرية التابعة لـ(حزب الله)»، وتقول إنها «أطبقت سيطرتها على عدد من الأنفاق، وبعضها لم يُستخدم من قبل مقاتلي (الحزب)». وتؤكد التزامها بحرفية ما نص عليه القرار «1701» من «حصر السلاح في جنوب الليطاني بالدولة اللبنانية، وهي تتعاون مع الجنرال الأميركي وتقوم بدهم مواقع كان يشغلها (الحزب) وتصادر مخزونها من السلاح الثقيل والصواريخ». وتسأل المصادر: «إذا كانت إسرائيل تتذرع؛ لتبرير عدم انسحابها حتى الساعة من جنوب الليطاني، بوجود بنى عسكرية وأنفاق لـ(الحزب)، فلماذا لا تبادر إلى إعلام الجنرال الأميركي بما لديها من معلومات تستدعي تعاونه مع وحدات الجيش اللبناني لوضع اليد عليها ومصادرتها؟».
وتقول المصادر إن المخاوف اللبنانية من امتناع إسرائيل عن استكمال انسحابها من الجنوب ستحضر في لقاءات أورتاغوس مع رؤساء: الجمهورية العماد جوزاف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والمكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام، وتؤكد أن «مخاوفهم مشروعة، وهذا ما يفسر طلب الرئيس عون من السفير الفرنسي، هيرفيه ماغرو، أن تضغط باريس على إسرائيل لإلزامها بالانسحاب من الجنوب فور انتهاء مفاعيل التمديد الأول للهدنة».

وتضيف المصادر أن «الرؤساء سيطلبون منها التدخل لدى تل أبيب لوقف خروقها وتماديها في جرف وتدمير المنازل، مع أن لبنان يلتزم باتفاق الهدنة بحذافيره، وأن (حزب الله) يمتنع عن الرد على الخروق، وإن كانت قيادته تهدد من حين لآخر بأن صبرها أخذ ينفد؛ لكنها تنأى بنفسها عن الرد». وتسأل: «إلى متى تستمر تل أبيب في تطبيق الـ(1701) على طريقتها، وتفرض وقف النار بالنار، وتحاول استدراج (الحزب) للدخول في مواجهة معها، رغم أنه لا يزال على التزامه بعدم توفير الذرائع لها لمواصلة تحويلها الجزء الأكبر من الجنوب أرضاً محروقاً لا تصلح للسكن».

ورداً على سؤال، فإن المصادر تستبعد أن يحتل تشكيل الحكومة حيزاً رئيساً في لقاءات أورتاغوس بالرؤساء، وتقول إن تناوله يمكن أن يأتي من زاوية تأكيد المصادر أن بيانها الوزاري لن يأتي على ذكر ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، كما يطالب «حزب الله»، «إصراراً من الحكومة على تمرير رسالة إلى المجتمع الدولي تؤكد فيها التزامها بتطبيق القرار (1701) الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة؛ مما يتعارض و(الثلاثية) التي تجمع بين السلاح الشرعي ونقيضه تحت سقف واحد، ويبقى على إسرائيل أن تعطي الفرصة لتطبيقه بانسحابها الكامل».

ويبقى السؤال: هل ستحمل أورتاغوس معها ما يدعو للاطمئنان بأن الانسحاب الإسرائيلي حاصل في موعده، أم إنها ستسعى مسبقاً إلى خلق المناخ الذي يوفر لإسرائيل الذرائع، في حال طلبت من لجنة الرقابة تمديداً ثانياً للهدنة بذريعة أنها في حاجة لمزيد من الوقت لتدمير ما تبقى من بنية عسكرية وأنفاق لـ«حزب الله»، مما يشكل قلقاً لدى الرؤساء وخوفاً من أن يؤدي التمديد إلى العودة بالوضع للمربع الأول على نحو يسمح بدخول أطراف على الخط بحجة التصدي للاحتلال بعد تراجع حظوظ الحل الدبلوماسي للجنوب؟  
 

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين
  • لبنان يأمل من أورتاغوس طمأنته بانسحاب إسرائيل في 18 شباط
  • إسرائيل تهدّد مصورة صحافية بالقتل
  • المرشد الإيراني يعين الأمين العام لحزب الله في منصب جديد
  • بالصورة: إسرائيل تهدد الصحفيين الأجانب في جنوب لبنان!
  • إسرائيل تختطف مواطنًا لبنانيًا في الجنوب
  • لافروف: إسرائيل تخطط للبقاء في لبنان وطرد الفلسطينيين من غزة
  • على بعد أسبوعين.. هل تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني كما هو متفق عليه؟
  • لبنان يقدم شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن
  • لبنان يرفع لمجلس الأمن شكوى جديدة ضد إسرائيل