شراكة بايدن ونتنياهو تهدد بإشعال حرب إقليمية!
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
سجلت العديد من المقالات في “القدس العربي” منتقداً اصطفاف الرئيس بايدن ونائبته وإدارته الصارخ، وتباري وتسابق هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي مع منافسها ترامب بالتواطؤ وتقديم فروض الولاء والطاعة بدعم حرب إبادة نتنياهو وإراقة دماء الفلسطينيين واللبنانيين بسلاح وتمويل وغطاء سياسي أمريكي.
من مقالاتي: تهور نتنياهو يورط بايدن وإرثه… ويجر المنطقة لحرب.
واليوم تدخل حرب الإبادة على غزة ولبنان عامها الثاني وتجرؤ نتنياهو وزمرة متطرفي حكومته الأكثر فاشية باستنساخ تجربة غزة المميتة في لبنان والتهديد باستهداف وضرب منشآت إيران الحساسة وخاصة قطاعات الطاقة وحتى المنشآت النووية لإشعال حرب إقليمية شاملة تتحمل إدارة بايدن المسؤولية الكبرى لعجزها عن منع نتنياهو وزمرته المتطرفة من التغول بالقتل والتنكيل في عام انتخابات حاسم لا يمكن للديمقراطيين خسارته.
والأنكى يعلم بايدن وهاريس أن نتنياهو يفضّل فوز ترامب بالرئاسة وعودته إلى البيت الأبيض في يناير المقبل ليمنحه شيكا على بياض ويطلق يده ليصعد حربه الوحشية. واضح أن نتنياهو أتقن فن تحدي وإغضاب وإهانة بايدن علناً بتجاهل مطالبه بوقف الحرب لخدمة مصالحه الشخصية والبقاء في منصبه، ليتكرر خضوع بايدن وقبوله بتجاوزات نتنياهو.
ويستمر تصعيد نتنياهو بلا هوادة، ويجبر الفلسطينيين واللبنانيين على النزوح عدة مرات.
لم يعد هناك مكان آمن في غزة، وآخره تطبيق خطة الجنرالات الوحشية بإجبار سكان شمال غزة المحاصر والنازف والجائع بقصف وحشي متعمد للمستشفيات ومراكز الإيواء ومدارس الأونروا ومنع دخول إمدادات الغذاء في مخالفة صارخة لقرار مجلس الأمن 2735 تبنته الولايات المتحدة في مايو/آيار الماضي!
ورغم وصف السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة للمرة الأولى “الوضع في غزة بـ “الكارثي” Catastrophic)) وتعارض التصعيد مع القوانين الأمريكية “يُمنع توريد صفقات أسلحة لأي دولة بعدما يُبلّغ الرئيس أن الحكومة (إسرائيل) تمنع وتقيّد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة المساعدات الإنسانية الأمريكية”! وهذا ينطبق على إسرائيل حرفياً، بتعمدها وبدعم وسلاح وغطاء أمريكي وبترهيب ومنع إدخال المساعدات الضرورية لقطاع غزة، بل تتعمد قصف المستشفيات ومدارس الأمم المتحدة ومراكز الإيواء وخيام النازحين.
الصادم هو امتناع إدارة بايدن المتواطئة حتى تطبيق القوانين الأمريكية التي تستمر إسرائيل بتحديها وخرقها لتحمي إسرائيل. حسب الاحصائيات – يرفض البنتاغون – (وزارة الدفاع) الإفصاح عن حجمها والأموال التي خُصصت لصفقات الأسلحة لإسرائيل منذ شنها حرب الإبادة على غزة في أكتوبر 2023 بما فيها ذخائر تستخدمها إسرائيل لاستهداف المدنيين وخاصة قنابل زنة 900 كلغ على مناطق مكتظة بالمدنيين كما في رفح ومخيم النصيرات وحتى في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث قتلت مئات المدنيين الأبرياء، فيما يمتنع الجيش الأمريكي عن استخدامها في المناطق السكنية!! بالإضافة لاستخدام سلاح الفوسفور الأبيض المحرم استخدامه في الحرب.
ينحاز بايدن ووزير خارجيته ووزير دفاعه لإسرائيل برغم تصميم نتنياهو على إقحام إدارة بايدن وجرها لحرب ضد إيران
ينحاز بايدن ووزير خارجيته ووزير دفاعه لإسرائيل برغم تصميم نتنياهو على إقحام إدارة بايدن وجرها لحرب ضد إيران باستمراره باستفزاز إيران التي أجبرت على الرد مرتين بقصف صاروخي غير مسبوق في أبريل/نيسان الماضي، وخاصة بقصف نوعي بصواريخ بالستية مطلع أكتوبر/تشرين الأول انتقاما لاغتيال إسماعيل هنية في طهران في يوليو/تموز الماضي واغتيال حسن نصرالله في معقل حزب الله في بيروت نهاية سبتمبر/ايلول الماضي ليهدد نتنياهو ومجلس حربه برد قاس ومدمر على إيران مع مطالبات بايدن بعدم استهداف منشآت إيران النفطية والطاقة ومنشآتها النووية.
الواقع الصادم أن من يتحكم في العلاقة حسب نظرية “المعضلة الأمنية” هو الحليف القوي تجاه الحليف القوي الذي يعاني من عقدتين، عقدة الهجران والتخلي وعقدة العلق في فخ والانصياع لمطالب الحليف القوي. ولاستثنائية خصوصية العلاقة بين الحليف القوي الولايات المتحدة والحليف الضعيف (إسرائيل) فإن تل أبيب تتحكم بالعلاقة وتفرض قرارها على الحليف الأمريكي الضعيف!
لقد بلغ الصلف بنتنياهو مخاطبته الإيرانيين باللغة الانكليزية للانتفاض على نظام آيات الله! وكرر مخاطبته للشعب اللبناني لينقلبوا على حزب الله، وإلا فليتوقعوا حرب إبادة!
والمقزز صار نتنياهو وعصابته الفاشية يرهبون اللبنانيين والآخرين باستنساخ نموذج غزة الوحشي والدامي في لبنان، ومن لا يرضخون لبلطجة وعربدة الصهاينة وحرب إبادتها الثانية!
وهكذا يساهم تواطؤ وشراكة بايدن وإدارته وسلاحهم في تجرؤ نتنياهو على ضرب مواقع قوات حفظ السلام (اليونيفيل) داخل لبنان، ومعظمها إيطالية وفرنسية وأوروبية! ومعه صمت دولي وعجز وصمت وخذلان عربي!
وكان لافتا خضوع وتزلف نائبة بايدن كامالا هاريس ومنافسها دونالد ترامب في خطبهما في الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى” بقيادة كتائب القسام والجهاد الإسلامي بتكرار التأكيد الولاء الكلي لإسرائيل والوقوف معها ودعمها وحقها بالدفاع عن نفسها!
يُضاف لذلك انحياز الإعلام الأمريكي الرئيسي ومعه الإعلام الغربي بالمشاركة بحملة التضليل وتجنب فضح وإدانة جرائم إسرائيل. عندما تكتب صحف كنيويورك تايمز وواشنطن بوست وتعرض محطات مثلCNN وشبكات إخبارية أخرى قتل عشرات المدنيين في غزة ولبنان ولا يشيرون إلى من القاتل! ووصل الأمر ببرنت ستيفنز ليدعي في مقاله في نيويورك تايمز “العالم يدعم انتصار إسرائيل”!
بينما تراجعت إدارة بايدن والإعلام الغربي برمته، عن المطالبة بوقف الحرب والاكتفاء بعدم استهداف المدنيين بعد قتل آلة الإبادة الإسرائيلية 50 ألفا في غزة وأكثر من 2000 في لبنان! بل حرّض ترامب إسرائيل بمزايدة متهورة استهداف منشآت إيران النووية منتقدا بايدن لرفضه توجيه ضربات لمنشآت إيران النووية والنفطية ليحثهم: “أضربوا أولاً وفكروا ثانيا”!
عجز الرئيس بايدن عن ممارسة دور القيادة، وتواطؤه، والصمت الدولي والخذلان العربي يقرب المنطقة من حافة الانفجار، ويشجع نتنياهو وزمرته المتطرفة بإشعال حرب مع إيران وأذرعها، وتهديد مصالح أمريكا، وخسارتها مكانتها ومصالحها ومصالح حلفائها واستقرار المنطقة!
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بايدن هاريس ترامب نتنياهو نتنياهو الاحتلال بايدن ترامب هاريس مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إدارة بایدن فی غزة
إقرأ أيضاً:
سياسة ترامب تجاه إيران بين الارتجال والأهداف الإستراتيجية
فقد فتحت فضيحة تداول مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى معلومات عسكرية سرية على تطبيق "سيغنال" الباب أمام الحديث عن مدى جدية هذه الإدارة في التعامل مع الأمور الحساسة.
ووفقا لحلقة 2025/3/27 من برنامج "من واشنطن"، فإن دعم الولايات المتحدة لعودة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يعكس ما تمارسه إدارة ترامب من ارتجال سياسي لأنها هي نفسها التي دعمت وقف إطلاق النار وتفاوضت مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأول مرة بشكل مباشر.
ففي تحليل نشره المجلس الأطلسي 21 مارس/آذار الجاري، قال آلان بينو، إن سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط تتسم بالارتجالية لكنها قد تكون ناجعة إذا ما وضعت في سياق السعي لتقليم أظفار طهران ودفعها نحو التوقيع على اتفاق نووي جديد.
ويعتقد بينو أن دعم عودة الحرب الإسرائيلية على غزة ليس صائبا، لأنه يقوض الدعم الإقليمي الذي سيكون مطلوبا في أي تحرك محتمل ضد طهران.
وكان المبعوث الأميركي للمنطقة ستيفن ويتكوف قد أكد في مقابلة صحفية أن واشنطن لن تسمح لطهران بالتحول إلى كوريا شمالية جديدة في منطقة الخليج العربي. وقال إن ترامب عازم على منع أي بلد من الحصول على نفوذ حجمه الحقيقي من خلال امتلاكه قنبلة نووية.
إعلان
تقليص نفوذ إيران
وتشير تقديرات مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد إلى أن إيران لم تتجه بعد لتصنيع سلاح نووي، لكنها قالت أيضا إن الإيرانيين يمتلكون أكبر كمية من اليورانيوم المخصب يمكن أن يمتلكه بلد لا يصنع سلاحا.
ووفقا لمراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي، فإن سياسية ترامب تقوم على السعي لتقليص قدرات من تعتبرهم وكلاء لإيران في المنطقة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وقد لفت مراسل الجزيرة في إيران نور الدين الدغير عن تراجع ما يمكن وصفه بالأمن القومي الخارجي لإيران بعد الأحدث التي شهدتها المنطقة وهو ما دفع طهران للتركيز حاليا على أمنها القومي الداخلي والمتمثل في تثبيت قوتها في مياهها والحفاظ على مشروعها النووي قبل النظر في إعادة بناء هذه القوة الخارجية مجددا.
باربرا سلافين زميلة معهد ستيمسون البحثي في واشنطن، قالت إن مقاربة ترامب الحالية في التعامل مع إيران لا تختلف كثيرا عما كانت عليه في ولايته الأولى كونه يفرض العقوبات ويسعى للتفاوض.
وترى سلافين أن ترامب مخلص في سعيه للتوصل لاتفاق مع إيران، لكن المسألة تتعلق بمدى ثقة الإيرانيين فيه من جهة ومدى قبوله هو ببرنامج نووي سلمي لطهران.
لكن الإيرانيين لن يقبلوا أبدا بتفكيك برنامجهم النووي بشكل كامل كما تقول سلافين، وفي الوقت نفسه ستكون هناك بعض الملفات الأخرى المهمة ومنها برنامج الصواريخ والجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.
استغلال الظرف
وتشعر إدارة ترامب -برأي سلافين- بأن إيران في موقف ضعيف حاليا بالنظر إلى الضربات التي تلقاها حزب الله والحوثيون وأيضا بسبب تراجع قيمة العملة المحلية بشكل غير مسبوق، والبطالة والتضخم.
وبالنظر إلى كل هذه المشاكل التي تعانيها إيران، فإن إدارة ترامب تعتقد أن الإيرانيين أقرب للقبول باتفاق نووي جديد، وهذا ما يدفعها لممارسة الضغط الأقصى عليهم حتى تجبرهم على التفاوض.
إعلانوبالمثل، يرى جيمس فارويل، مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، أن ترامب يريد تحقيق استقرار في المنطقة ومنع إيران من دعم المجموعات الوكيلة لها، وأيضا عدم الاقتراب من السلاح النووي.
ولتحقيق هذه الأهداف، يمتلك ترامب العديد من الوسائل العسكرية والاقتصادية التي يمكنه من خلالها الضغط على طهران، وهو عازم على استخدامها، كما يقول فارويل.
بيد أن سلافين تقول إنها لا تعتقد أن إدارة ترامب تعرف كيفية التعامل مع الإيرانيين، واستغربت أن يكون ستيفن ويتكوف مكلفا بالتعامل مع كل أعداء الولايات المتحدة، حسب وصفها.
وختمت بالقول "لا أحد يعرف فحوى رسالة ترامب لإيران ولا ما الذي عرضه عليهم، ولا ما إذا كان من مصلحة طهران الدخول في اتفاق جديد مع الرئيس الذي انسحب من الاتفاق النووي السابق رغم أنه كان ناجحا".
ونشر "من واشنطن" مقابلة لترامب بداية ثمانينيات القرن الماضي، وقال فيها إن الولايات المتحدة كان عليها استغلال أزمة الرهائن وإرسال قوات عسكرية لاحتلال إيران التي تبدو غنية بالنفط.
ومع ذلك، قال الدبلوماسي الأميركي السابق جون لمبرت -وهو إحدى الرهائن الذين احتجزوا في إيران- إنه من غير المنصف محاسبة ترامب على كلام تحدث به قبل 45 عاما، معربا عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي يحاول فقط التوصل لاتفاق يحمل اسمه بغض النظر عن طبيعته.
وقال لمبرت إن ترامب ليس معنيا بما إذا كانت الصفقة جيدة أم لا، ولكنه معني فقط بأن تحمل الصفقة اسمه وهذا ما دفعه للانسحاب من الاتفاق السابق الذي كان مرتبطا بالرئيس باراك أوباما.
27/3/2025