موقع النيلين:
2024-12-27@21:10:39 GMT

???? حمدوك وحكاية ود اب زهانة

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

لا اعلم لماذا تذكرت قصة (ود اب زهانة) عندما تحدثت الأخبار قبل فترة عن خطاب لحمدوك أرسله إلى الأمين العام لمجلس الأمن أنتونيو غوتيرش يطالبه برفض دعوة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان لتمثيل السودان ومخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، واعتدت تذكر ود ابزهانة كلما (تيسه) قيادات قحت/تقدم ودفعوه ليقول او يفعل شيئا يحسبونه يعيدهم إلى المشهد السياسي مرة أخرى.

ود أب زهـانـة شخصية عاشت في عصر المملكة السنارية، واكتسبت شهرة من كثرة ما نسب إليه من اقوال تشي بالبرود والتبطل والاستسهال وتستخف بالعمـل، وقد بلغ تاثيره على المجتمع المحيط به حداً أفرز جيلاً من الاتباع اسهموا في تأخير عجلة الحياة، وتقول الروايات الشفهية بأن (المنسدح حمـد المنسدح) هـو الاسم الاصلي لود اب زهـانة، وكان والده من اصحاب قطعان الماشية والابل ويدعـى حمد المنسدح المكنى بي أب زهـانة، والسيده ”زهـانة” هي كبرى كريماته، كنى بها ثم انتقل الاسم الى ابنه فاصبح المسندح بن حمد المنسدح هـو المعروف بود أب زهانة.

قيل بانه كان بدينا، ومن عيوبه أنه كان (باردا) لاتحرك فيه الوقائع والاحداث شيئا، وكأنه لايعيش مع الناس في ذات المكان، ولايتفاعل مع مايطرأ عليهم، يضاف الى ذلك أن ود اب زهانة كان (سميعا) يصدق كل كلام يقال له، ومن اليسر التغرير به واملاء مايشاءه كل من حوله، وقد نسبت له أقوال عديدة كلها انصرافية مثبطة للهمم، وتدعو إلى التبطل والكسل، ومنها مقولة: (نوم العصر يطول العمر)، و(من تغدى تمدى)، قيل له يوما؛ يا أب زهـانة قـوم للزراعـة، فرد عليهم قائلا:
(قـام عليكم البـلا،

أنتو تزرعـوا من زمن حفروا البحر عملتوا شنـو؟)
وقد أدرك الشيخ فرح ود تكتوك رحمه الله ضرر أقـوال ود أب زهـانة على المجتمع وهو المعهود عنه انتقاد الحكّام والعمد وشيوخ القبائل الفاشلين، فأبان للناس خطل العديد من اقوال اب زهانة، واستطاع افادة الناس بتفنيدها.

لقد كتبت عن الدكتور حمدوك من قبل ووصفته بأنه شخصية استسهالية بامتياز، والرجل لايملك البتة الكاريزما التي تجعله رجل المرحلة في السودان، وليست لديه الشجاعة الكافية للتصدي للمسؤليات، وضح ذلك جليا منذ أن رفض رئاسة اللجنة الاقتصادية وهو الذي قدم نفسه للناس بكونه الاقتصادي النحرير الذي سيجعل من اقتصاد السودان مثالا يحتذى، فإذا به يطلب من نائب رئيس مجلس السيادة (حميدتي) بأن يكون هو الرئيس للجنة وقد كان!.
الدكتور حمدوك -ايضا- شخصية انصرافية بامتياز، وإلا بماذا يمكن تفسير (مبادراته الشفاهية) وهو على رأس الجهاز التنفيذي للدولة؟!

ألا يعلم الرجل مهام الجهاز (التنفيذي)؟!
أم أنه يحسب أن مهام التنفيذ في عهده أصبحت موكولة لبعثة الأمم المتحدة ورئيسها فولكر بيتس الذي أتانا به؟!

كم كنا نقرأ -كل يوم تقريبا- خبرا عن هذه البعثة وتدخلها اليومي السافر في شؤون السودان التشريعية والتنفيذية إلى أن أذهب الله عنا الأذى بذهاب بيرتيس فولكر.

وفي عهد حمدوك تعدد الحاشرون أنوفهم في شؤون السودان، ومنهم البنك الدولى الذي طالب بمُراجعة مُحتوى كتاب بالمنهج الدراسي السوداني!.

نعم وصل بنا الحال في عهد حمدوك (البائد) هذه الدرجة من الانبطاح والتسليم للذبح؟
وإلا، فما الذي بقي للشعب السوداني عندما يصل الأمر حد تدخل الغير في مناهجه الدراسية؟

هاهي الصين (الشيوعية) توقف وزارة الثقافة فيها فرقة كورية عن تقديم عروضها بتبرير أن العروض تدعو في مجملها الى المثلية الجنسية، والمثلية الجنسية لمن لايعلم تعتبر مرفوضة من قبل الحكومة الصينية!، فهل يستطيع البنك الدولي أو سواه من المنظمات التدخل -ولو بالنصح- في شأن يخص المناهج الدراسية هناك؟!

وحمدوك هو الذي فرضت عليه (عائشة) الشيوعية فرضا لتكون مستشارة للنوع!
وما كان حمدوك يملك الشجاعة ليبين لأهل السودان ماهو هذا (النوع) وماتفاصيله؟!
السؤال الذي أوجهه لحمدوك الآن:
لماذا لم تعترض على تمثيل البرهان في المرة السابقة عندما كنت رئيسا للوزراء؟
أم أن خطابك هذا قد أملته عليك قحط التي أصبح حاديها ياسر عرمان؟!

البرهان يكتسب شرعيته كل يوم باصطفاف جماهير الشعب السوداني خلفه، ثم انك لم تقال بسبب انقلاب كما يهرف بعض قيادات قحط المركزي، انما قدمت استقالتك عيانا وقلت لأهل السودان (هذه أمانتكم ردت إليكم)، ويومها ألقيت اللوم بفشلك على قحت (والخطاب مبذول في الميديا لمن يريد الاستيثاق).

واليوم، كل يوم يمر على هذه الحرب، يتبين أهل السودان بأنك ومن معك من طفابيع قحط المتسببون في هذه الحرب، وبحمد الله هاهو المجتمع الدولي أصبح على علم بكل الخروقات الإنسانية وجرائم الحرب التي مارسها من تناصرون من المتمردين من الدعم السريع الهالك.
كن حيث أنت فلاحاجة لأهل السودان لأب زهانة جديد، وليبق طفابيع قحت حيث هم يتنعمون بالصرف عليهم ببذخ في فنادق أثيوبيا، فإن الله لناصر جنده بفضله، وسيتجاوزكم الشعب السوداني بحول الله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} 37 الأنفال.
عادل عسوم
عادل عسوم

adilassoom@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ضمن احتفالات عيد الميلاد.. الخدمة السوداني الأسقفية تحتفل بقداس عيد الميلاد المجيد

 

احتفلت اليوم الخدمة السوداني الأسقفية بقداس عيد الميلاد المجيد، بحضور رئيس الأساقفة الدكتور سامى فوزى رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية والقس ياسر كوكو مساعد رئيس الأساقفة للخدمة السودانية بمصر، وذلك بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية الأنجليكانية بالزمالك.

أفتتح رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي القداس الإلهي قائلا: عيد الميلاد ليس مجرد مناسبة للفرح، لكنه دعوة لأستقبال نور المسيح في حياتنا لنعكسه علي الاخرين، مهما كانت الظلمة حولنا أو كانت الظروف صعبة أو حتى من عدم معرفتنا بما يحمله الغد، يبقى وعد الله حاضرا أن هناك نورا عظيما ينتظرنا.

تناول القس ياسر خلال عظته متسائلا: كيف نستقبل ميلاد يسوع المسيح هذا العام؟ حيث يمثل لنا ميلاده أساس الرجاء المسيحي وروح الأمل التي تحيا بها الكنيسة عبر العصور، إذ يذكرنا ميلاده بأن الله حاضر دائمًا معنا، ليس بعيدًا عن تفاصيل حياتنا، كما أن تحقيق النبوات في ميلاده يعطينا الثقة بأن الله أمين ويعمل لتحقيق وعوده في الوقت المناسب، مما يملأنا بالرجاء بأن خطط الله دائمًا تسير نحو الخير.

وأختتم موجها كلمته إلى القادة العسكريين والسياسيين المتحاربين في بلدنا السودان: ندعوكم اليوم إلى اتخاذ خيار السلام، فهو الطريق الوحيد الذي ينقذ الأرواح ويؤسس لمستقبل أفضل في وسط النزاعات والمعارك فتكون الأوطان والأجيال هي الخاسر الأكبر.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوداني: الثقة الكبيرة التي نوليها للرئيس التركي هي الأساس
  • نائب حمدوك يتمسك بـ«حكومة موازية» في السودان
  • الجيش السوداني يتوغل في وسط الخرطوم بحري، والمبعوث الأممي إلى السودان ينهي زيارته لبورتسودان دون تحقيق اختراق
  • وزير الخارجية السوداني: وساطة أردوغان بين الخرطوم وأبو ظبي واعدة وإيجابية
  • وزير الخارجية السوداني: وساطة أردوغان بين السودان والإمارات واعدة وإيجابية
  • تقدم الجيش السوداني في دارفور هل يغير معادلات الحرب في السودان؟ ؟
  • نتنياهو: الحوثيون سيتعلمون الدرس الذي تعلمته حماس وحزب الله
  • ضمن احتفالات عيد الميلاد.. الخدمة السوداني الأسقفية تحتفل بقداس عيد الميلاد المجيد
  • الخدمة السوداني الأسقفية تحتفل بقداس عيد الميلاد المجيد.. صور
  • «الخدمة السوداني الأسقفية» تحتفل بقداس عيد الميلاد المجيد