زيارات المسؤولين الايرانيين للبنان: المسؤولية المباشرة عن قيادة حزب الله
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": ما بين زيارتي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف لبيروت، أسبوع كان كافياً للكشف عن أهداف طهران في لبنان.
جاءت الزيارة الأولى لعراقجي لتأكيد استمرار النهج على خط محور الممانعة، والشد على أيدي الثنائي لعدم تقديم أي تنازلات.
كان يمكن تلك الزيارة أن تكون كافية لو لم تترك انطباعاً سلبياً، لكون التصريحات التي أدلى بها الديبلوماسي الإيراني عكست إملاءات واضحة وصريحة لم تقتصر على الفريق الذي يدور في فلكه، وإنما أيضاً على المستوى الرسمي، ما استدعى زيارة من قاليباف لتخفيف وطأة السلبية، وإن يكن الموقف بقي هو عينه.
فقد حرص الزائر الإيراني على المجيء في طائرة إيرانية قادها بنفسه، لإظهار نوع من التودد والاسترخاء في التعامل مع الأزمة، وهي عملياً تتجاوز مستوى الأزمة إلى حرب إبادة تقوم بها إسرائيل.
لكن الرسالة لم تتغير، وقد أرادت طهران من خلالها تأكيد تولّيها قيادة الحزب في المرحلة الراهنة، ولا سيما بعد اغتيال نصرالله الذي كان يملك هامشاً من الحرية على صعيد القرار، ولو بالتنسيق مع الجمهورية الإسلامية، لما كان يمتلكه من روح الخطابة والكاريزما والتأثير.
أفصح قاليباف صراحة عن أن زيارته جاءت بدعوة من رئيس المجلس نبيه بري، قبل توجهه إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر البرلماني العالمي الذي كان بري مدعواً إليه.
وكان لافتاً اكتفاء بري بالترحيب بضيفه والطلب من الصحافيين "ما يتقّلوا دم عليه"، قبل انسحابه وترك الضيف ليدلي بتصريحه
تركت زيارتا المسؤولين الإيرانيين عدم ارتياح في الأوساط السياسية المحلية، خصوصاً أن قاليباف حرص على الإعلان أنه سيحمل القضية اللبنانية إلى المحفل البرلماني على نحو بدا فيه الناطق باسم لبنان الرسمي. كما أن تغييبه للموضوع الرئاسي، رغم أن بري يقود مبادرة في هذا الشأن، عكس من جهة أخرى عدم رغبة طهران في إجراء الانتخابات الآن، وقد فُسّرت داخلياً بأنّ الزيارة أسقطت المبادرة أو أحبطتها.
وفي حين أراد قاليباف كما عراقجي قبله تأكيد استمرار دعم الجمهورية الإسلامية للحزب بعدما ضج الإعلام بشرح لمواقف المرشد والرئيس الإيراني على أنها تخلّ عنه، فإن جرعة الدعم المقدمة سياسياً في المرحلة الراهنة، تركت انطباعا أن طهران باتت المسؤولة المباشرة عن قيادة الحزب، حتى في ظل تكليف نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم "الأخ الأكبر" نبيه بري تولّي الجهود السياسية للتوصل إلى وقف النار، وذلك على قاعدة معادلة "الأمر لي".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أولى زيارات عون الخارجية... تدشين مرحلة المصالحات العربية الشاملة
شكّلت زيارة رئيس الجمهورية جوزف عون للمملكة العربية السعودية علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وهي الأولى له خارج لبنان بعد انتخابه، تلبية لدعوة رسمية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. واكتسبت الزيارة أهميتها لما حملته من رسائل إيجابية في اتجاه السعودية ودول الخليج، وبالتالي فتح مرحلة جديدة بين لبنان والدول الخليجية والعربية بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد.
وكتب اسكندر خشاشو في" النهار": بدا من الواضح أن الزيارة السريعة حققت هدفها الأولي بكسر الجمود بين البلدين وفتح مرحلة جديدة من العلاقات المختلفة عما سبق، والاتفاق على خطوط عريضة، وبالتالي لم تشهد توقيع الاتفاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين الدولتين.
وتؤكد مصادر مطلعة أن هذه الزيارة لن تكون يتيمة، بل ستليها سلسلة من اللقاءات والزيارات يتمّ التحضير لها، لعلّ أبرزها ما سيجري في الأشهر المقبلة من زيارات رسمية لبنانية تشارك فيها وفود وزارية لتوقيع عدد من الاتفاقات والمعاهدات التي تمّ التطرّق إليها في زيارة عون للسعودية.
وتشير المصادر إلى أن الزيارة اتّسمت بالكثير من الإيجابيات، وقد فتحت صفحةً جديدةً من التعاون الوثيق بين السعودية ومِن خلفِها دول الخليج، ولبنان، وهذه الإيجابية ستترجم في الأشهر المقبلة عبر سلسلة قرارات قد تصدر عن القيادة السعودية، وفق ما ورد في البيان المشترك.
وفي هذا الإطار، يقول المحلل السياسي السعودي مبارك العاتي إن "هذه الزيارة هي الإطلالة الأولى للعهد اللبناني الجديد للعالم عبر البوابة الأوسع، المملكة العربية السعودية".
ويرى أنها "تؤكد خلاص لبنان وبسط الدولة سلطتها على كامل ترابها وتفردها بالقرار السيادي، بما يؤكد أن لبنان يسير في طريق التعافي السياسي والإصلاح الاقتصادي. وتأتي الزيارة بعد التطورات التاريخية الإيجابية التي شهدها الإقليم، سواء في سوريا أو في لبنان أو التطورات غير المسبوقة في إيران والعالم".
ويلفت إلى أن "القمة التي عقدت بين رئيس الجمهورية والأمير محمد بن سلمان لن تتجاهل 3 ملفات أساسية رئيسية، هي مسألة الدعم الذي كان قد أقر للمؤسسة العسكرية والدفاعية للبنان، وخصوصا أن عون كان في السعودية عندما قائدا للجيش والتقى وزير الدفاع السعودي، وبالأمس خلال اللقاء مع الأمير بن سلمان شدّ على يديه وكان هناك ابتسامات عريضة جدا. والملف الثاني هو عودة الاستثمارات السعودية إلى الداخل اللبناني، والثالث، وهو مهمّ جدا، هو رفع الحظر عن سفر السياح السعوديين".
أما المشاركة في القمة العربية فهي بحسب أوساط سياسية تُعدّ الفرصة الأولى للبنان للتفاعل مع الدول العربية، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية التي تؤثر في المنطقة، وهي فرصة للتعبير عن موقف لبنان من القضايا المختلفة، وبخاصة تلك التي تتعلق بالأمن والاستقرار في المنطقة، وهذا ما عبّر عنه رئيس الجمهورية في كلمته التي لاقت استحساناً من جميع الحاضرين وأعطت الدولة والعهد غطاء عربيا موحداً لتنفيذ القرارات الدولية وخصوصا الـ1701 واتفاق وقف النار، وهو ما اعتُبر انتقالا من مرحلةِ الانقسامات والمواقف المتباينة إقليمياً إلى مرحلةِ المصالحة الشاملة مع الدول العربية.
وبالحديث عن اللقاء مع السوري أحمد الشرع، لم تعر الأوساط أهمية للانتقادات التي وُجّهت إلى عون، وخصوصاً أن العلاقة مع سوريا كان تحدث عنها في خطاب القسم، وهذه اللقاءات تحكمها الملفات المشتركة والمعقدة بين البلدين ولا يمكن الشروع في حلها إلا باللقاء المباشر بين السلطتين في لبنان وسوريا، مذكرة بأن الشرع هو حالياً رئيس الجمهورية السورية وليس قائد "جبهة النصرة"، وإبقاء التعامل معه على هذا الأساس يزيد المشاكل بين البلدين تعقيدا ولا يحلها.