كتبت سابين عويس في" النهار": ما بين زيارتي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف لبيروت، أسبوع كان كافياً للكشف عن أهداف طهران في لبنان. 
جاءت الزيارة الأولى لعراقجي لتأكيد استمرار النهج على خط محور الممانعة، والشد على أيدي الثنائي ‏لعدم تقديم أي تنازلات.

كان يمكن تلك الزيارة أن تكون كافية لو لم تترك انطباعاً سلبياً، لكون التصريحات التي أدلى بها الديبلوماسي الإيراني عكست إملاءات واضحة وصريحة لم تقتصر على الفريق الذي يدور في فلكه، وإنما أيضاً على المستوى الرسمي، ما استدعى زيارة من قاليباف لتخفيف وطأة السلبية، وإن يكن الموقف بقي هو عينه.

 

فقد حرص الزائر الإيراني على المجيء في طائرة إيرانية قادها بنفسه، لإظهار نوع من التودد والاسترخاء في التعامل مع الأزمة، وهي عملياً تتجاوز مستوى الأزمة إلى حرب إبادة تقوم بها إسرائيل. 

لكن الرسالة لم تتغير، وقد أرادت طهران من خلالها تأكيد تولّيها قيادة الحزب في المرحلة الراهنة، ولا سيما بعد اغتيال نصرالله الذي كان يملك هامشاً من الحرية على صعيد القرار، ولو بالتنسيق مع الجمهورية الإسلامية، لما كان يمتلكه من روح الخطابة والكاريزما والتأثير. 

أفصح قاليباف صراحة عن أن زيارته جاءت بدعوة من رئيس المجلس نبيه بري، قبل توجهه إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر البرلماني العالمي الذي كان بري مدعواً إليه. 
وكان لافتاً اكتفاء بري بالترحيب بضيفه والطلب من الصحافيين "ما يتقّلوا دم عليه"، قبل انسحابه وترك الضيف ليدلي بتصريحه

تركت زيارتا المسؤولين الإيرانيين عدم ارتياح في الأوساط السياسية المحلية، خصوصاً أن قاليباف حرص على الإعلان أنه سيحمل القضية اللبنانية إلى المحفل البرلماني على نحو بدا فيه الناطق باسم لبنان الرسمي. كما أن تغييبه للموضوع الرئاسي، رغم أن بري يقود مبادرة في هذا الشأن، عكس من جهة أخرى عدم رغبة طهران في إجراء الانتخابات الآن، وقد فُسّرت داخلياً بأنّ الزيارة أسقطت المبادرة أو أحبطتها. 
وفي حين أراد قاليباف كما عراقجي قبله تأكيد استمرار دعم الجمهورية الإسلامية للحزب بعدما ضج الإعلام بشرح لمواقف المرشد والرئيس الإيراني على أنها تخلّ عنه، فإن جرعة الدعم المقدمة سياسياً في المرحلة الراهنة، تركت انطباعا أن طهران باتت المسؤولة المباشرة عن قيادة الحزب، حتى في ظل تكليف نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم "الأخ الأكبر" نبيه بري تولّي الجهود السياسية للتوصل إلى وقف النار، وذلك على قاعدة معادلة "الأمر لي".
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟

يُوصف محمد حيدر بأنه "العقل الأمني" لحزب الله، ومن قادة الصف الأول، بينما وصفته إسرائيل بأنه "الرجل الذي أدار الحرب في الأسابيع الأخيرة".

وُلد في بلدة قبريخا عام 1959، ودرس في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، كما تخصص في التخطيط الإستراتيجي. بدأ حياته المهنية في شركة طيران الشرق الأوسط، قبل أن ينتقل إلى العمل الحزبي، ثم السياسي، وصولًا إلى المسؤوليات العسكرية، ليصبح أحد أعلى القيادات الأمنية في حزب الله.

تولى محمد حيدر العديد من المناصب في الحزب، منها: نائب رئيس المجلس التنفيذي، وعضو مجلس التخطيط العام، ومسؤول عن العمل الإجرائي التنفيذي في الوحدات المركزية للحزب.

شغل منصب نائب عن محافظة بعلبك عام 1992، ثم نائبًا عن دائرة مرجعيون - حاصبيا بين عامي 2005 و2009.

ازداد نفوذه داخل الحزب بعد اغتيال عماد مغنية عام 2008، وتوسّع دوره أكثر بعد اغتيال مصطفى بدر الدين عام 2016. يُعتبر حيدر أحد القادة الثلاثة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، إلى جانب طلال حمية وخضر يوسف نادر.

بحسب موقع إنتيلي تايمز، كان حيدر مسؤولًا عن تطوير مشاريع عسكرية سرية يديرها حزب الله باستخدام الوحدة 8000 في "فيلق القدس"، من خلال نقل وسائل قتالية ومستشارين من سوريا.

في فجر السبت، 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى في منطقة البسطة وسط بيروت، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 60 آخرين، حسب آخر إحصاء منشور. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن المستهدف كان محمد حيدر، مسؤول العمليات في حزب الله. إلا أنها عادت وأعلنت لاحقًا فشل العملية.

هذه ليست المحاولة الإسرائيلية الوحيدة لاغتياله؛ ففي عام 2019، استهدفت طائرتان مسيرتان الضاحية الجنوبية في محاولة سابقة فاشلة لاغتياله.

خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، قُتل العديد من قادة حزب الله، أبرزهم الأمين العام السابق حسن نصرالله، والقائد العسكري الأول في جنوب لبنان فؤاد شكر، والرجل الثاني بعد شكر، إبراهيم عقيل، ورئيس وحدة الأمن الوقائي نبيل قاووق، بالإضافة إلى قادة من فرقة الرضوان وآخرين.

مقالات مشابهة

  • قبل وقف إطلاق النار ما الذي يقوم به حزب الله؟.. معاريف تُجيب
  • من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟
  • ما مصلحة إيران في عرقلة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل؟
  • قاليباف: إيران ردت على الاستغلال السياسي لمجلس المحافظين بإطلاق أجهزة الطرد المركزي
  • مخاوف إسرائيلية من صاروخ جديد بحوزة حزب الله.. طورته طهران
  • حكم الشرع في الدين الذي تم التنازل عنه بسبب الوفاة.. دار الإفتاء ترد
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي يحمل حزب الله المسؤولية عن إطلاق مقذوفات على مواقع قوات اليونيفيل
  • بالمسيرات.. حزب الله يهاجم قيادة لواء جولاني شمالي عكا للمرة الثانية
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين