تمسّك مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، برئاسة رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، بثلاثية وقف إطلاق النار في الجنوب، ونشر الجيش بمؤازرة القوات الدولية «يونيفيل»، وتطبيق القرار الدولي «1701»، ما يُشكل إسناداً للموقف الفرنسي في مجلس الأمن الدولي، الذي ينعقد أسبوعياً بناءً على طلب باريس، التي تُصر على أن يأخذ هذا الموقف طريقه إلى حيّز التنفيذ، لوقف الحرب المشتعلة على الجبهة الجنوبية.


وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": تكمن أهمية الموقف، الذي أجمع عليه مجلس الوزراء، في أن ممثلَي «حزب الله» (الوزيرين علي حمية، ومصطفى بيرم) في الحكومة، لم يترددا في الموافقة عليه بلا أي تعديل، لقطع الطريق على مَن يتذرّع بأن ميقاتي ينطق باسمه، ولا يُلزم «حزب الله» بموقفه، وهذا ما أكده بري بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «إنه لا داعي لعقد جلسة ثانية للحكومة لتأكيد تمسّكها بوقف النار، ما دام القرار اتُّخذ بإجماع الوزراء، بمن فيهم المنتمون للحزب».
ويبدي بري ارتياحه للأجواء التي سادت الاتصال الذي تلقّاه من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويقول إنه على تفاهم معه «على بياض»؛ نظراً لاهتمام باريس المتواصل، الذي تجلَّى في استضافتها مؤتمر أصدقاء لبنان، والذي ينعقد في 24 الشهر الحالي، وتوفيرها كل أشكال الدعم للحكومة لتخفيف الأعباء المترتبة على تهجير إسرائيل مئات الألوف من الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وبلدات بقاعية، ومضيّها في تدمير قراهم، وتحويلها إلى أرض محروقة.
ويلفت بري أيضاً إلى تأييد باريس للبيان الذي صدر عن اجتماعه بميقاتي والرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ويقول: «إن اعتراض البعض على الشكل لن يحجب الأنظار عن المضامين التي تصدّرت البيان، سواء بالنسبة لوقف النار، ونشر الجيش في الجنوب؛ تمهيداً لتطبيق القرار (1701)، أو بخصوص التوافق على رئيس للجمهورية لا يُشكل تحدياً لأي فريق».
ويسأل: «هل يتعارض ما حمله البيان مع ما يُطالب به الفريق المعترض على حصر الاجتماع بقيادات إسلامية من دون إشراك المسيحيين، في ظل الانقسام الحاد الذي يمنع قياداتهم من التلاقي؟».
ويكشف بري أن أجواءً إيجابية للإجماع على وقف النار سادت الاتصال الذي تلقّاه من ماكرون، لكنها لم تكن حاضرة في الاتصال المُطوّل الذي أجراه معه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن.
ويقول إنه كرر مرات عدة الموقف اللبناني بوقف الحرب، لكن «لم أجد لديه (بلينكن) رغبة مماثلة تدعونا للتفاؤل بالتوصل إلى وقف النار».
ولدى سؤاله عن رأيه بقول الوسيط الأميركي، أموس هوكستين، إنه مع تطبيق «1701 Plus»، قال: «إنه لا يعرف ما يقصده من وراء مطالبته بذلك، و(على كل حال فليعطنا القرار، ويسهّل تطبيقه، ولنترك له الـPlus بحوزته)».
ورداً على سؤال حول رأيه بالبيان الذي صدر عن «لقاء معراب»، اكتفى بري بالقول إنه يضع شروطاً مسبقة على المرشح لرئاسة الجمهورية، ويريد إخضاعه سلفاً للامتحان، ليشترط عليه اعترافه بالقرارين «1559» و«1680»، مع «أننا دعونا للتوافق على رئيس يكون موضع إجماع بتأييد الغالبية في البرلمان، بتأمين حضور أكثرية ثلثي عدد النواب (86 نائباً على الأقل)، وألا يُشكل تحدياً لأحد».
ووفق المعلومات، فإن ماكرون وبلينكن طالبا باستعجال انتخاب رئيس للجمهورية، وأن بري رد عليهما بقوله إنه كان أول من اقترح فصل الرئاسة عن الجنوب، لكنّ مُضي إسرائيل في مسلسل الاغتيالات التي استهدفت أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وعدداً من أبرز القيادات العسكرية والكوادر الميدانية للحزب، بالتلازم مع تماديها في تدمير القرى وشنّ غاراتها على بيروت، جعل من المستحيل دعوة المجلس للانعقاد لانتخاب الرئيس.
ونُقل عن بري قوله لبلينكن إن استهداف إسرائيل لبيروت يطرح أكثر من سؤال: من يضمن أمن وسلامة نواب «حزب الله» في انتقالهم إلى مقر البرلمان في ساحة النجمة، بعد أن أغارت على عدة مبانٍ في العاصمة تبُعد مئات الأمتار عن المجلس النيابي؟
وأكد بري لبلينكن، وفق مصادر نيابية، أن إسرائيل تعطل فصل انتخاب الرئيس عن الجنوب، وأن هناك ضرورة لوقف النار، كونه الممر الآمن لتأمين سلامة النواب لدى انتقالهم للبرلمان لتسهيل انتخاب الرئيس، لأنه من غير الجائز دعوة المجلس للانعقاد بغياب نواب كتلة «الوفاء للمقاومة»، ومن بينهم من هم أعضاء في مجلس شورى «حزب الله»، واتهمها بأنها تعطل تطبيق القرار «1701» باعتداءاتها المتكررة على الـ«يونيفيل» والجيش اللبناني، كما تواصل اعتداءاتها باجتياحها الجوي للبنان، بحيث لم تعد هناك مناطق آمنة، ومن ثم فإن إسرائيل هي مَن تُمدد الشغور الرئاسي، وترفض الانصياع لرغبة المجتمع الدولي بدعواته المتكررة لتسريع انتخاب الرئيس.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب الرئیس وقف النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله يحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية انسحاب اسرائيل قبيل انتهاء مهلة تطبيق وقف النار  

 

 

بيروت - حمّل الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الأحد 16فبراير2025، الدولة اللبنانية مسؤولية العمل على تحقيق انسحاب القوات الاسرائيلية من المناطق التي لا تزال موجودة فيها في جنوب لبنان بحلول 18 شباط/فبراير، في وقت نفّذت اسرائيل ثلاث غارات على شرق البلاد، وقتلت امرأة بعد دخول سكّان قرية حدودية.

ويأتي ذلك فيما حض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من إسرائيل الدولة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله، على وقع توترات داخلية مع مطالبة حزب الله الدولة اللبنانية بالتراجع عن منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، بعد تظاهرات احتجاجية على هذا القرار لمناصري الحزب قرب المطار شهدت أعمال عنف وإغلاق الطرق المؤدية إليه.

وقال قاسم في كلمة متلفزة الأحد "يجب أن تنسحب إسرائيل في 18 شباط بالكامل، ليس لها ذريعة، لا نقاط خمسة ولا تفاصيل أخرى تحت أي ذريعة وتحت أي عنوان، هذا هو الاتفاق".

وأضاف أن "مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة أساسا وحصرا في هذه المرحلة أن تعمل بكل جهد، بالضغوطات السياسيّة، بعلاقاتها، بأيّ عمل من الأعمال من أجل أن تجعل إسرائيل تنسحب في 18 شباط".

وينص اتفاق وقف النار بين حزب الله واسرائيل الساري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، على انسحاب  الحزب من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية له فيها خلال مهلة ستين يوما، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) انتشارهما خلال المدة نفسها.

لكن الاتفاق الذي كان من المقرر أن ينتهي تطبيقه في 26 كانون الثاني/يناير، مدّد حتى 18 شباط/فبراير مع تأكيد اسرائيل أنها لن تلتزم مهلة الانسحاب المحددة.

وقبل يومين من الانسحاب المتوقع للقوات الاسرائيلية من القرى التي لا تزال موجودة فيها في جنوب لبنان، دخل سكّانٌ بلدة حولا الحدودية الأحد حيث قتلت امرأة بنيران إسرائيلية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، مضيفة أن الجيش الاسرائيلي قام بـ"خطف ثلاثة مواطنين" في البلدة أيضا.

وشنّ الطيران الإسرائيلي ثلاث غارات على منطقة البقاع في شرق لبنان، وفق الوكالة.

- رفض التمديد -

وفي القدس، قال الوزير الأميركي مارك روبيو في مؤتمر صحافي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "في ما يتعلق بلبنان، أهدافنا متوافقة، دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه".

وخلال الأسابيع الماضية، تبادل حزب الله واسرائيل الاتهامات بخرق الاتفاق. وأكدت إسرائيل أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته أو نقل أسلحة.

وخلال المؤتمر الصحافي مع روبيو، قال نتانياهو "يجب نزع سلاح حزب الله، وإسرائيل تفضل أن يقوم الجيش اللبناني بهذه المهمة"، مضيفا "لكن يجب ألا يشكك أحد في أن إسرائيل ستقوم بما يلزم لتطبيق التفاهمات بشأن وقف إطلاق النار والدفاع عن أمننا".

ويرفض لبنان تماما تمديدا إضافيا لتطبيق وقف النار، وبقاء القوات الإسرائيلية في المناطق الحدودية. وأبلغ الخميس الوسيط الأميركي رفضه المطلق لمطلب إسرائيل إبقاء قواتها في خمس نقاط في جنوب البلاد، بعد انتهاء المهلة وفق ما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري.

ومُني حزب الله، المدعوم من طهران، في الأشهر القليلة الماضية بنكسات عدة خلال مواجهته مع اسرائيل، كان أبرزها اغتيال أمينه العام السابق حسن نصرالله، عدا عن سقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة التي لطالما سهلت نقل الأسلحة والعتاد إليه.

وأكد نتانياهو الأحد أن "إسرائيل ستتصرف لمنع ظهور أي تهديد قرب حدودنا في جنوب غرب سوريا".

- الرحلات الايرانية -

واعتبر قاسم الأحد أن منع السلطات اللبنانية طائرة إيرانية من الهبوط في مطار بيروت "تنفيذ لأمر اسرائيلي".

وقال قاسم إن قرار الحكومة جاء بعد "اتصال برئاسة الحكومة بإعلام هذه الرئاسة أن إسرائيل ستضرب مدرج مطار بيروت إذا نزلت الطائرة الإيرانيّة في مطار رفيق الحريري الدولي".

وطالب الحزب في بيان الدولة "بالتراجع عن قرارها منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت واتخاذ إجراءات جدية لمنع العدو الإسرائيلي من فرض إملاءاته والتعدي على السيادة الوطنية".

وأفاد مصدر أمني فرانس برس السبت بأن السلطات اللبنانية قررت منع طائرتين كان مقررا أن تقلعا الخميس والجمعة من طهران، من التوجه إلى مطار بيروت، بعد تبلّغ تحذير من الجانب الأميركي بأن اسرائيل "سوف تستهدف" المطار في حال هبوطهما.

وقال المصدر الأمني الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، إن الجانب الأميركي أبلغ لبنان بأنّ "الإسرائيلي جادّ في تهديده، وبناء على هذا التهديد طلب وزير الأشغال بعد التنسيق مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية حجب الأذن ومنع توجهها إلى مطار بيروت وإبلاغها بذلك قبل أن تأتي".

وتابع المصدر أن السلطات اللبنانية اعتبرت أنّ "الحل الأمثل هو ألا تهبط هذه الطائرة لكي لا يتعرّض المطار للخطر مع أنّ الأمن اللبناني يفرض تفتيشا مشددا على الطيران الإيراني".

وقال إن رحلة أخرى كانت مقررة الجمعة من طهران ألغيت للأسباب نفسها أيضا.

من جهته، أعلن رئيس منظمة الطيران المدني الايرانية حسين بور فرزانه أن المنظمة "تتابع هذا الأمر يوميا وننتظر لنرى ماذا سيحصل في 18 شباط/فبراير".

وأثار منع الطائرتين تظاهرات غاضبة قرب المطار.

وأعلن الجيش اللبناني الأحد أن 23 عسكريا أصيبوا بجروح إثر "التعرض لعناصر الوحدات العسكرية المولجة حفظ الأمن والتعدي على آلياتها" من قبل محتجين السبت على طريق المطار.

جاء ذلك غداة تعرّض موكب لقوّة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) لهجوم على طريق المطار، ما أدّى إلى إصابة اثنين من ضباطها بجروح أحدهما نائب قائدها المنتهية ولايته، بينما كان عشرات من مناصري حزب الله يقطعون الطريق المؤدي إلى المطار. 

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان
  • فرنسا تشدّد على "ضرورة" انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان
  • تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
  • كاتب صحفي: إسرائيل تماطل في الانسحاب من جنوب لبنان وحزب الله في حالة انكشاف
  • انتهت مهلة الانسحاب.. هل تعود إسرائيل لحربها ضد جنوب لبنان؟
  • هل تواصل إسرائيل القصف والاغتيالات بعد ١٨ شباط؟
  • الحكومة اللبنانية تتعهد بتحرير الأراضي من إسرائيل واحتكار حمل السلاح
  • اللبنانيون يحبسون أنفاسهم ومغردون يشككون بانسحاب إسرائيل من الجنوب
  • تمسكت بـ 5 مواقع في الجنوب..إسرائيل ترفض الانسحاب الكامل من لبنان
  • حزب الله يحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية انسحاب اسرائيل قبيل انتهاء مهلة تطبيق وقف النار