الثورة نت:
2024-10-14@03:19:55 GMT

شمال غزة.. صمود أسطوري بوجه مخططات التهجير

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

شمال غزة.. صمود أسطوري بوجه مخططات التهجير

الثورة / وكالات

تتساقط علينا القذائف كما المطر، ولا نستطيع حتى فتح النوافذ جراء إطلاق النار العشوائي من الدبابات الإسرائيلية، ومسيرات الكواد كابتر، لا نستطيع الخروج من المنزل لقضاء حاجياتنا، مفروض علينا حظر للتجوال بفعل النيران الإسرائيلية.

كلمات تحدث بها المواطن إياد مقداد عبر الهاتف لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام واصفًا حالًا مزريًّا يحل بمواطني جباليا وشمال قطاع غزة، جراء الإبادة الجماعية التي تشتد منذ أيام في المنطقة، فيما بدا تنفيذًا غير معلن لخطة الجنرالات.

يقول مقداد: إن الوضع في عموم شمال قطاع غزة قاهر، وقاس، والناس يبادون بلا أي فزعة، أو ناصر، لا ماء ودواء، ولا غذاء، الجثث في الشوارع، من يخرج يقتل، أو يلاحق بالرصاص، هنا نباد بكل ما للكلمة من معنى، “لكن فشرت عيونهم، باقون في شمالنا”.

هجمة شرسة وإخلاءات جديدة

تتعرض محافظة شمال قطاع غزة لهجمة إسرائيلية جديدة شرسة، تمضي في يومها الثامن توالياً، بعد الهجوم الواسع الذي شنه حيش الاحتلال على مناطق بيت حانون، بيت لاهيا، جباليا، فارضاً حصاراً مشدداً، منع معه إمدادات المياه والطعام والدواء، بينما راح ضحيته عشرات الشهداء ومئات الجرحى وأخرج منظومته الصحية عن العمل.

وتخترق اليوم أوامر إخلاء جديدة جدران مناطق أخرى شمالاً، منها منطقة جباليا البلد، النزلة، أبو اسكندر، حتى حدود منطقة الشيخ رضوان، في محاولة لتهجير مَن تبقى من السكان، لكن النتيجة كانت ثباتاً غزياً بقدر الدمار.

ويُعد هذا الاجتياح الثالث، الذي ينفذه الاحتلال في منطقة الشمال منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينما تبلغ مساحة منطقة شمال قطاع غزة بما فيها مدينة غزة نحو 110 كيلومترات مربعة، وتشكل ما يعادل ثلث مساحة قطاع غزة.

نسف وتدمير

وأقدم جيش الاحتلال فجر اليوم على تنفيذ عمليات تفخيخ ونسف ضخمة لمنازل المواطنين في عدة مناطق شمال قطاع غزة، منها التوام والصفطاوي، وشن غارات تجاه جباليا البلد وحي الزيتون وقصف مدفعي مكثف على منطقة قليبو وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لتهجير أهل الشمال وكسر ثباتهم في مناطقهم.

وحول ذلك، أكد الدفاع المدني في بيان له أن جيش الاحتلال ارتكب مجازر بحق المدنيين راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ولا زالت الجثامين ملقاة في الشوارع ويصعب الوصول إليها بسبب استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني، والقصف العنيف المستمر.

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يهدد المواطنين الذين يزيد عددهم في مناطق وأحياء محافظة شمال القطاع عن 200 ألف نسمة، ويطالبهم بإخلاء منازلهم.

خطأ جوهري

بدوره، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التطورات الأخيرة في شمال غزة بـ”المروعة بشكل خاص”، موضحاً أن هناك “تكثيفاً واضحاً للعمليات العسكرية الإسرائيلية”، ومشيراً إلى أن حوالي 400 ألف شخص يضطرون مرة أخرى للانتقال جنوباً إلى منطقة مكتظة وملوثة وتفتقر إلى أساسيات البقاء على قيد الحياة.

وأضاف “غوتيريش” أن العائلات في مخيم جباليا للاجئين في الشمال أُمرت بالمغادرة للمرة الرابعة، مؤكداً أن “هناك خطأ جوهري في الطريقة التي تتم بها إدارة الحرب”.

وأمس الجمعة، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن توقف جميع مركبات الإسعاف التابعة لها في شمال القطاع غزة عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، وذلك إثر الهجوم الإسرائيلي البري المتواصل لليوم السابع على التوالي والمتزامن مع حصار مشدد مفروض على المحافظة.

وقال المتحدث باسم الجمعية رائد النمس إن 6 مركبات إسعاف خرجت عن الخدمة تماما بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال أي كميات منه إلى شمال القطاع ضمن الحصار المطبق الذي يفرضه هناك.

وأدى هذا التوقف إلى شلل في القدرة على تقديم الخدمات الإسعافية للمصابين والمرضى هناك.

وأعاق استمرار الهجوم الإسرائيلي والحصار المفروض على شمال القطاع عملية إجلاء 80 مريضاً من مستشفيات الشمال إلى مستشفيات مدينة غزة ووسط وجنوب القطاع، وفقاً للهلال الأحمر.

من الشمال إلى الجنة

ورغم كل هذا، إلا أن سكان شمال قطاع غزة، يبدون صلابة منقطعة النظير، ويرفعون شعار “من الشمال إلى الجنة”، لن يبرحون شمالهم الصامد، ولن يتركوه للغريب المجرم، يفضلون الموت فيه، على تركه، مؤكدين أن الموت أفضل ألف مرة من النزوح.

المواطن معاذ أبو فرج من سكان الترنس في مخيم جباليا يقول لمراسلنا: يحلمون أن نغادر منازلنا، لن نترك شمالنا ولا معسكرنا، إلا شهداء إلى الله.

يتابع في حديثه لمراسلنا عبر الهاتف وأصوات إطلاق النار تسمع بين الفينة والأخرى، إضافة لغارات وقصف مدفعي، أن الاحتلال يفرض حصارًا خانقًا على المخيم، ولا يسمح بأي حركة، ومن يتجول أو حتى يخرج رأسه من النافذة، يتعرض لإطلاق النار المباشر بغرض القتل.

يؤكد أن هناك عشرات الجثث في الشوارع، ومصابون لا يستطيع الدفاع المدني إجلائهم، الاحتلال يمعن في قتل الناس، وإبادتهم، مشيرًا إلى نفاد الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس.

الصحفي يوسف فارس يقول: إن الواقع يقول إن جيش الاحتلال ينفذ أكبر عملية تهجير قسري في شمال قطاع غزة، لكن أدواته مغايرة لما تحدث عنها في خطة الجنرالات، نحن نواجه الموت ليس جوعًا بل قصفا.

ويتابع في منشور له عبر فيسبوك أن لدى العدو متسعا ليفعل ما يشاء، طالما لا تستجر جرائمه حتى مجرد الإدانة والاستنكار، أهل الشمال في امتحان عظيم، وابتلاء كبير، إخلاء المنازل والمناطق يعني الخروج منها إلى الأبد، ومجرد فكرة النزوح إلى الجنوب تجعل الجميع يفاضل بين الموت في بيته أو النزوح، وترجح كفة الموت في أغلب الأحيان.

وختم تغريده قائلأ: “ضاقت يا رب”.

برنامج الغذاء العالمي أكد في بيان له أن خطوط الإمدادات الغذائية إلى شمال قطاع غزة منقطعة تمامًا منذ الأول من أكتوبر، ما يعزز فرضيات شروع الاحتلال بتجويع الناس وقتلهم تمهيدًا لإخلاء الشمال تطبيقًا لما يعرف بخطة الجنرالات.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: شمال قطاع غزة شمال القطاع فی شمال

إقرأ أيضاً:

الاحتلال ينسف بنايات في جباليا.. ويفصل شمال القطاع عن مدينة غزة

قال الإعلام الحكومي في قطاع غزة إن جيش الاحتلال يرتكب مجازر ويمارس القتل العمد بقصف مراكز النزوح والإيواء.

واستشهد 36 شهيدا في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر السبت.

وتحدثت وسائل إعلام عن  سلسلة انفجارات ناجمة عن عمليات نسف ينفذها الاحتلال غرب جباليا ومحيط منطقة الصفطاوي شمال غزة.



وقالت وسائل الإعلام، إن جيش الاحتلال يفصل شمال القطاع عن مدينة غزة من خلال سيطرة الآليات وغطاء الطائرات المسيّرة.

وأضافت، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت عشرات المنازل في مخيم جباليا بالروبوتات المتفجرة.

وأشارت إلى أن جيش الاحتلال يضع سواتر ترابية في الشوارع الرئيسية بين مدينة غزة وشمال القطاع، مضيفة أن عددا كبيرا من الجثث لم تنتشل من مناطق شمال القطاع بسبب استهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف.

وأوضحت، أن قوات الاحتلال لم تسمح بدخول المساعدات الغذائية لسكان شمال قطاع غزة ما ينذر بمجاعة جديدة.

وأكدت، أن جيش الاحتلال يعزل عشرات الآلاف من العائلات الباقية في مناطق جباليا وشمالي القطاع.

ووسع جيش الاحتلال عمليته العسكرية شمال قطاع غزة وطلب السبت، إخلاء مناطق جديدة من جباليا البلد وجباليا النزلة ومحيط مناطق أبو إسكندر والصفطاوي.

وليلة الجمعة/ السبت، استشهد 25 مواطنا، وأصيب عشرات آخرون، مساء الجمعة، في قصف طيران الاحتلال على حي التفاح في مدينة غزة، وبلدة جباليا شمال قطاع غزة.

وقالت مصادر محلية، إن قصفا نفذه طيران الاحتلال أصاب مربعا سكنيا كاملا في بلدة جباليا شمال القطاع أدى إلى سقوط 22 شهيدا وعشرات الإصابات والمفقودين.

وطال القصف أربعة منازل جميعها مأهولة بالسكان، خصوصا بالأطفال والنساء وكبار السن، ما تسبب في هذا العدد الكبير من الشهداء، إضافة إلى أكثر من 30 مصابا، و14 مفقودا ما زالوا تحت الأنقاض.



وقصفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الكحلوت قرب مفرق "السنافور" في حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين.

ولليوم السابع على التوالي تواصل قوات الاحتلال عدوانها البري على مخيم جباليا، وتحاصره من كل الجهات، مانعة الدخول والخروج منه، وسط أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، وشح كبير في الغذاء والماء.

وهذا الاجتياح البري الثالث الذي تنفذه قوات الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يزعم: الجيش يفكك معاقل حماس في جباليا شمال غزة
  • الاحتلال ينسف بنايات في جباليا.. ويفصل شمال القطاع عن مدينة غزة
  • حماس تُعقّب على مجزرة الاحتلال في جباليا البلد
  • المقاومة في غزة تبيد سرية مشاة صهيونية في جباليا وتدمر 5 دبابات
  • من النقطة صفر.. كتائب المقاومة في غزة تبيد سرية مشاة صهيونية في جباليا وتدمر 5 دبابات
  • صمود جباليا يفشل تنفيذ خطة الجنرالات لإخلاء شمال غزة
  • بالجوع والدم.. أهالي مخيم جباليا وشمالي القطاع يواجهون العدوان ومحاولات التهجير
  • بالجوع والدم.. صمود أسطوري لأهالي مخيم جباليا وشمال القطاع في وجه العدوان ومحاولات التهجير
  • بالجوع والدم.. صمود أسطوري يخطه سكان مخيم جباليا وشمال القطاع أمام عدوان الاحتلال