الثورة نت:
2025-04-18@22:46:23 GMT

طوفان الأقصى وتسونامي اليمن

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

 

ونحن على أعتاب الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى العظيمة، والتي شكلَت مفترق طرق، ومنعطفاً جديداً، للعروبة والإسلام ، وصهرت الاختلافات العقيمة والمذاهب الحزبية في بوتقة واحدة، هدفها محاربة العدو الأول للبشرية جمعاء، ذلك الكيان الصهيوني اللئيم، والغدة السرطانية المتفحمة..

إن عملية ” طوفان الأقصى العظيمة” تلك العملية البطولية التي تمت بنجاح باهر بفضل الله تعالى وتوفيقه على يد “رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “، مثلَت الجهاد المقدس في مثله العليا، وصفاته الحسنى، إن هذا الطوفان يمثل مرحلة مفصلية في وجدان التاريخ، محفورة في أعماق أعماقه، هنا وهنا فقط ، ترفرف الرآيات، وتنحني الجبهات أمام مرحلة حاسمة وحدث تاريخي عظيم ، على أبواب نصر مؤزر، وفرح منتظر ومؤكد بإذن الله وبحوله وقوته سبحانه وتعالى.

وبالطبع فإن ما بعد ” الطوفان” ليس كما قبله، وما أمامه ليس كما خلفه، فقد تغيرت نواميس الكون، واختلفت قوانين اللعبة، وأصبحت المقاومة الإسلامية هي اللاعب الأساسي في الحلبة ، الذي استحوذ على ما يكفي من الأهداف الثمينة التي لا تُقدر بثمن لتحقيق النصر، وإعادة هيكلة الزمن، وتصحيح المسار..

ومازالت مقاومتنا الباسلة تحقق الأهداف جولاً بعد جول، في مرمى عدو متوحش متعطش للدماء، رغم أنه قد ارتوى منها لحد أذنيه، ومازال غارقاً في تلك الجرائم إلى رأسه، ولكن الحقد يحدوه، والعجز والفشل يلاحقه كظله، وهذا ما كشفته الأيام، وأكدته الميادين، وفضحته المواقع، فأولئك الأوغاد من حثالة البشر وشراذمة الآفاق، لن يوقفهم شيئ إلا لجام قارح، يزلزل فرائصهم، ويهز معاقلهم، ويدمر بنيناهم، ويهدم أساساتهم، ويقوض وجودهم من أصله وفصله ..هذا هو الحل الوافي والدواء الشافي لمن لا يزال في قلبه مرض، لمن تغذى ومازال يترعرع على جرثومة الإفساد في الأرض، ويقتات على شرب الدم والدمع معاّ، فإلى أي توحش وصل هؤلاء المجرمون؟ وأي حقد يكونونه لأمة الإسلام؟ فهذا بلا شك من الأسئلة البديهية، والتي لها إجابة بديهية كذلك، وهي إنه الحقد اليهودي الأعمى لكل سكان المعمورة عامة، وللإسلام وأهله بوجه خاص.

ومما يثير الاهتمام أن هذه الذكرى السنوية الأولى للطوفان المبارك تأتي والمنطقة برمتها تشهد صراعاً غير مسبوق ، وغلياناً لامثيل له ، بعد الأحداث المتسارعة خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي قلبت الموازين والقوى، وغيرت المعادلات، وأعادت القضية الفلسطينية والجهاد المقدس إلى الواجهة بعد شهور طويلة من المجازر التي أصبحت روتيناً يومياً اعتاد الناس عليها، فلم تعد تحرك ساكناً رغم فظاعتها، التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء.

نعم يجب الانتباه إلى حجم المظلومية الكبيرة التي يعاني منها ويرزح تحت أغلالها شعب عزيز مسلم ، قد تكفل بجهاد اليهود المتغطرسين نيابة عن الأمة، وخاض ومازال يخوض حرباً لا مثيل لها في تاريخ البشرية جمعاء..

وها هي الآن دقت ساعة الصفر، ولا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه، فقد جاء أهل اليمن في تسونامي عظيم، سوف يغرق تل أبيب بمن فيها وما فيها، ويحولها إلى مستنقع يلتهم الغزاة، وبيئة تطرد المستكبرين..

إن هذه المشاهد المهيبة لرجال اليمن الأحرار لتؤكد حتماً ويقيناً، بأن نصر الله آتٍ لا محالة، وها نحن نرى ملامح النور، وخيوط النصر تمتد في الأفق الجميل لتزينه بأشعة ذهبية وضاءة تبعث الآمال، وتجدد الهمم، وتعزز الجهاد، وتتبنى الاستشهاد في كل زاوية من زوايا هذا العالم المليء بالمفاجآت، والمشحون بالأسرار لتقول بلسان حالها ومقالها: ” أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ “.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر يدعو للتمسك بأسباب النصر التي جاءت بالقرآن لدعم أهل غزة

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن العلماء قد اجتهدوا في تفسير القرآن، وبيان معانيه واستنباط أحكامه، وتوقفوا عند كل لفظة فيه، يستخرجون أسرارها، ولكن هذا المؤتمر يأخذنا إلى أمر أدق من الوقوف عند جزئيات اللفظ الظاهر أو التركيب الباهر، وهي المقاصد العالية لهذا الكتاب الكريم المستفادة من اجتماع جزئياته أو الكامنة في جمله وكلماته.


وأكد وكيل الأزهر خلال كلمته التي ألقاها اليوم، بمؤتمر «مقاصد القرآن الكريم بين التأصيل والتفعيل» الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة بالإمارات؛ أن العلماء القدامى وقفوا عند مقاصد القرآن، ويجد القارئ فيما كتبوه تباينًا بين وجهات النظر، ففريق منهم يقف بمقاصد القرآن عند أساليبه وأقسامه، وفريق يربط بين مقاصد القرآن ومقاصد الشريعة، وكلا الرأيين بعيد، والأقرب أن تكون مقاصد القرآن هي القضايا الكبرى والموضوعات العامة التي عالجتها آيات القرآن، والأصوب أن تكون المقاصد هي ما وراء هذه الموضوعات من غايات وأهداف نزل القرآن لأجلها.

 

وأضاف أنَّ القرآن الكريم يدعو إلى كثير من الغايات والمقاصد التي تشتد حاجة البشرية إليها، في ظل عالم يموج بالتدافع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتكنولوجي، واختصار هذه الغايات قد لا يتفق مع ما في القرآن من عطاء، مصرحا: "لو كان لي كلمة في تأصيل المقاصد القرآنية فسأردها إلى مقصد واحد رئيس، يمكن أن تتفرع عنه مقاصد كثيرة، ذلكم المقصد الرئيس هو تحقيق العبودية لرب البرية، ولأن العبودية ليست ركعات تؤدى في المساجد بالأبدان فحسب، ولأن العبودية ليست دراهم تطرح بين أيدي المحتاجين فقط، ولأن العبودية ليست طوافا بالبيت العتيق ولا وقوفا بعرفة، ولأن معرفة الله من العبودية، ولأن تزكية النفس من العبودية، ولأن تطهير المال من العبودية، ولأن إصلاح الفكر والعقل من العبودية، ولأن إصلاح القلب والمشاعر والأحاسيس من العبودية، ولأن توجيه العلاقات بين الناس أفرادا وشعوبا من العبودية، ولأن حسن سياسة أمور الناس من حكامهم وملوكهم وأمرائهم من العبودية، ولأن الحرب والسلام من العبودية، ولأن العبودية تخاطب بها الأفراد والمجتمعات والشعوب، وتزكية النفس من العبودية، وتعارف المجتمعات من العبودية، وتقرير كرامة الإنسان من العبودية، لأجل كل هذا وغيره كان تحقيق العبودية لرب البرية المقصد الرئيس من مقاصد القرآن، وكل هذا ينادي به القرآن، وخاصة أننا في زمان غريب ينادي بالتفلت من العبودية مطلقا إما بالإلحاد الصارخ، أو جزئيا بتشويه العبودية وتزيين الشهوات وتهوين معاصي.

 

وأوضح وكيل الأزهر، أننا إذ نؤمن بأن القرآن هو الرسالة الإلهية الأخيرة للبشرية؛ فمن الواجب أن نفهم أن هذا الكتاب المعجز قد وضع الحلول الناجعة لمشكلات الواقع، ووصف الأدوية الشافية لأدواء النفوس والعقول، وأن تواتر القرآن ليذكرنا بأننا أمة لها تاريخ، ولها هوية راسخة كالجبل الأشم، وأن آياته لتذكرنا بالأخلاق التي يجب أن تكون عليها، وإن أوامره لتذكرنا بأننا أمة العلم والعمل، وإذا كان الواقع يشهد تشويها لكل جميل، ظهرت آثاره عجمة في اللسان، وانحرافا في السلوك، وقتلا لأصحاب الحق في فلسطين الأبية من عصابة مجرمة أثمة يأبى التاريخ أن يقبلها، ونسأل الله أن يأذن بالفرج، وأن يقر أعيننا بنصرة إخوتنا في غزة، وإنه لقريب إن شاء الله.

 

واختتم وكيل الأزهر كلمته، أنه في ظل هذه الأجواء المشحونة بالآلام يأتي القرآن الكريم كتابًا للقيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية، ومنبعا للآداب والكمالات، وفيضا للجمال والحسن والبهاء، وشارحًا لأسباب العز والنصر والسيادة؛ فعسى أن يفتح لنا هذا المؤتمر أبوابًا من التعلق بكتاب الله؛ ليكون فينا كما أراد الله حبلا متينًا تعتصم به الأمة من الفرقة والشتات، وصراطًا مستقيمًا لا تعوج فيه الخطوات.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غير مفتوحة... ولن نسمح بنزع سلاحنا
  • عاجل. الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الديبلوماسي غير مفتوحة... ولن نسمح بنزع سلاحنا
  • حركة الأحرار الفلسطينية: اليمن بشعبه وقيادته سيبقى وقوداً لطوفان الأقصى
  • ما هي الضمانات التي يطالب بها حزب الله لتسليم سلاحه؟
  • وكيل الأزهر يدعو للتمسك بأسباب النصر التي جاءت بالقرآن لدعم أهل غزة
  • فضل الله: نحن على تنسيق مع الجيش في الإجراءات التي تؤدي الى حفظ الأمن
  • بينهم 16 طفلاً.. استشهاد 23 فلسطينيًا في غارة للاحتلال استهدفت خيام النازحين بغزة
  • أسوشيتد برس: سكان الجنوب ينتظرون تعويضات حزب الله التي لا تأتي
  • عياش يدين المخططات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار الأردن الشقيق
  • هل الدعاء يرد القضاء فعلا؟ اعرف هذه الكلمات التي لا ترد